علامة استفهام وعلامة تعجب ؟ !

                                                          

                               الدكتور رعـد البيدر

        

خِلافاً للعُرف والمنهج الكتابي أقرأوا خاتمة المقال قبل قراءة سطور المقدمة والمَتن ، وقد أوجزتُها بالسطرين التاليين :

في عالم السياسية لن تجدوا قِـيَّماً، ولا مبادئَ تعلو على المصالح .
وحينَ تَضيعُ البوصلة ؛ فكيف سيتحَدَد اتجاه المسار الصحيح ؟! .
مع إيجابيات عالم الانترنيت الذي صار من ضروريات الحياة المعاصرة  في البيوت والمكاتب ، وفي الأجهزة الشخصية خارج البيت والمكتب ، فهناك سلبيات ترتبت عن خصائصه الايجابية –  يتسبب بها كل من لا يُحسن الاستخدام الامثل لهذه الخدمة ( النافعة – الضارة ) منها النشر المفتوح غير المُسيطر عليه ، وسرعة التداول .... حتى تيقنتُ بأن عدم مراعاة البعض للاستخدام المتَّزِن جعلتهم وسائل تعبير أكثر من كونهم جهات إطلاع ؛ فباتوا يُمررون للآخرين ما يصل إليهم دون قراءة المحتوى ودون فهم المعنى .

 أن إعادة إرسال مضمون" نص – صورة – فديو " وارد تعني دلالة القناعة بكامل المضمون ؛ طالما لا يصاحب المنشور المُعاد إرساله تقاطعاً أو ملاحظة تُدلِل على وجهة نظر المُرسِل اللاحق . ومن جرآء تراكُم ورود مراسلات بهذا التوصيف داهمتني مجموعة أسئلة وتعجُبات مُتعددة - لا  لكي أُجيبُ عنها ، ولا انتظرُ لها جوابًا من أحدٍ  ؛ فسَطَّرتُ بعضاً منها في أدناه:
عَرفنا متى خلدنا إلى النوم ...
 لكننا لن نَعرفَ متى سنستيقظ ؟  .

القَدحُ والمَدحُ يتوجهان نحو كل مُبادرة في الداخل والخارج من ( الحكومة ) و ( معارضيها ).
الرضا والرفض  ..يتنازعان على الباطل و يُحيدان عن الحق .
القناعة والنُكران ..يختصمان على عدد دقائق الساعة ، وعلى امتداد ساعات اليوم .
محبة الأمس وكراهية اليوم ، وانعكاساتهما  .. ما انفكا عن المبارزة والطعن بمفتريات التُهَّم .

مَنْ المُخطئ ؟.
مَنْ المُصيب ؟.

مَنْ المُنقِذ ؟.
مَنْ المُنتَّقِد ؟.
لصالح مَنْ يعمل هذا ، وضِدُ مَنْ يعمل ذاك ؟.
ماذا يريد هذا الطرف ، لماذا تعاكسه أطرافاً أخرى ؟.
بماذا سيُحقَقُ الحالم حُلمه - الذي يراه سفينة لنجاة البلاد والعباد ؟  وهو متيَّقن بأن السفينة ( معيوبة ) وينطبق عليها وصف الله تعالى لسفينة سيدنا نوح في الآية (42) من سورة هود  ﴿ ... تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ... ﴾ دونَ رُبان مُحتَرِف في بيئة تشبه البيئة التي وصفها عَزَّ من قائل في الآية (٤٠) من سورة النور﴿ ... كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا... ﴾ .

متى يبدأ حامل عصى التغيير السحرية بتنفيذ ( عنترياته التي ما قتلت ذبابة ) ؟.
ومتى يتوقع أن يُنهي فيُعيد ( عَبلةَ ) المخطوفة إلى ( مضارب بني عَبس ) ؟.
فيرقصون فرحاً و ( يُدبِكون ) على أنغام ( المزمار والطَبلَةِ والربابة ) ...

أين يَكمُن الخلل الحقيقي ؟.
 من المسؤول عن حالة (التخَلخُل) ؟.
ماهي الأذرُع التي يستوجب تحريكها ، ليتحرك المِفصَل المُعَطَّل ( المجيِّم ) ؟.

إلى مَنْ يوَّجَه النقد ؛ لينصَلِح ؟.
إلى مَنْ يوَّجَه الانتقاد ؛ لتتكشف سوآته ؟.
تقابلت جميع كلمات الاستفهام والتعَّجب يُعزي بعضها البعض وقالا بصوت " مبحوح ":
يا ناس - العراق يوشك أن يضيع بين ( مسؤول ) مُتَنَصِل ، ومسؤول ( مُتعَطِل) ،
 بين شبعان كان جائعاً يريد زيادة التُخمة ، وبين جائعٍ كان شبعاناً يريد سَدَ الرَمَّق ،
 بين غريب استوطن بالتشريع ، ومواطن تهَّجَر وتغرَّب بالترويع .......  

من تجارب السنوات العجاف أن اليأس قد أصاب أغلب العراقيين وهم يسمعون ( افلاطونيات ) وردود بعض المُتنفذين - التي توحي عن ( جهالة ) لا تُفسَر إلا بهذه المُفردة ، وأنهم لا يعرفون حقيقة اللُب ولا يستطيعون اختراق القشور ، وبالنتيجة ضعُفَ بل انعدم ما يتأمله العراقيون بأحلام ( القيلولة ) على وسادة الحَيرة ، وبالتالي فلا تتوقعوا قراءة جواب " مُنصِّف " لا من حكيمٍ عَرَفناه بحكمته ، ولا من خبيثٍ كشفنا مراوغته وخبثه ، والسبب يكمُن في النزاع التالي  :
ظالمٌ يفتري على ظالم ...
( مظلومُ ) يفتري على مظلوم ويُساند ظالم ...
ظالمٌ يفتري على ( مُنصِف ) ...
( مُنصف ) يَرُدُ على ظالمٍ ومظلوم بالشعارات والتمني ، ولا يتملك سيفاً من خشب  ليقاتل فيه لا أمام الموضع الدفاعي ولا خلفه – عفواً أقصد ( لا أمام الكامرة ولا خلف الكواليس ).
 
إذا كان في الساحة رشيداً ؛ فليكن مُرشداً لِمَّن أظلَّ السبيل في عتمةِ تضارب المصالح أو التردد والابتعاد عن ما يجب أن يكون عليه وفيه ( المسؤول ) الفعلي من درجة التأثير في الواقع المُزري الذي تعيشه الأغلبية بحاصلها الجمعي في الداخل والخارج ، وأن يخشى الذين تقبلوا أية مسؤولية من بطش الرقيب الأعلى ويستحضروا نص الآية (24) من سورة الصافات :
﴿ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ﴾ ؛ فمن جراء أنانية وضبابية ما لا يتضِّح عن معظم ( المسؤولين المُصَنَعين بعد الاحتلال ) صار لسان حال العراقيين يُردد المثل القائل :
" بين حانه ومانه ضاعت لِحانا " .
حسبُ العراقيين قول أفضل قائل بأفضل كتاب في الآية ( 11) من سورة الرعـد :
﴿   ....  إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴾

اللهم إليك وحدك يشكو أهل العراق حالَ بلدهم الذي يُنازع ،،، ِويأبى أن يموت في ساحةِ مُنازلةٍ تفتَقِرُ لخصائص ومعايير الشرف والرجولة والمروءة ، ولا يخاف فيها من جبروتك وبطشك لا حَكَمِها ولا مراقبي خطوطها ولا لاعبيها . وقد غُيِّبَ عن تلك الساحة مُعظم الأخيار في وِضح النهار .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1050 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع