عبدالله عباس
نحن والغرب
إدامة التيه واختيار الخداع ..
•وقفه
قبل ان ندخل الموضوع بالتفصيل نتطرق لهذا الخبر ونقارنه بالحالات العكسية التي تحصل عندنا : ( بارك اوباما ‘ رأس الادارة الامريكية لمدة 8 اعوام ‘ اي لدورتين متتاليتين حسب الدستور الامريكي عن طريق الانتخابات ‘ وبعد انتهاء ولايته – وهو كان يقود ادارة دولة عظمى مكروهه في العالم وبعضنا – وهم على حق – يعتبرونها ادارة عدوانية شرسة لاهدف لها غير الهيمنة على قدرات شعوب العالم عن طريق العدوان دون اعتبار لحقوق الانسان في بلد او منطقة التي تريد ان تهيمن عليها – ‘ مع ذلك وفي ادارت سلطتهم من الداخل ‘ تسير كل الامور بعداله واضحة لايستطيع اقوى رئيس بينهم يخالف بنوده ‘ فهذا اوباما – كافر بمفهوم بعضنا ...!!- عندما خرج من البيت الابيض حددت وزارة الخزانة راتبة التقاعدي حسب القانون ب 8‘ 207‘ الالف دولار سنويا اي ما يقارب نصف راتبه وهو في البيت الابيض ‘ وجاءت في اخبار موثوقة ان اوباما في طريقه الى توقيع عقد لاستلام مبلغ 400الف دولار مقابل لقاء خطاب في وول ستريت ‘ لذلك فهو يواجه الان تهديد من الكونغريس الامريكي بقطع راتبه التقاعدي اذا تم تنفيذ ذلك العقد // وفي الطرف الاخر ‘‘ بلدنا الذي حرره اصدقائنا الامريكين من الدكتاتور ‘ الان يحكمها اطراف ذات اتجاهات دينية خالصة وبيريمر القائد الامريكي ا سس اسلوب المحاصصة في حكم هولاء المتدينين ‘ سجل عنهم في مذكراته : انه كان همهم الاول لهولاء كان ضمان اضخم راتب لانفسهم عندما يسلم لهم الحكم وضمان نفس المكاسب حتى بعد موتهم وليس فقط التقاعد ولم يكتفوا بهذا بل في اول خطوة قام كل واحد منهم بالاستيلاء على ارقى المناطق السكنيه و اسس كل واحد منهم فروع تجاريه متنوعة الربح لزيادة ثروتهم معتبرين كل ذلك حلال ....!!! وإذا واجهت الحكومة اي ازمة مالية ولاي سبب ‘ سيوجه ( هؤلاء المؤمنين ) باستقطاع الرواتب التقاعدية لاولاد الخائبة قضوا عمرهم في خدمة البلد لكي يعوضوا عن النقص المالي ولا احد يستطيع ان ينقص فلس من رواتب السادة الرؤساء الثلاث و المؤمنين من ممثلي الشعب في البرلمان الديمقراطي الرشيد....!!!
( 2 )
منذ مايقارب ثلاثون عامآ وزد عليه خمسة أعمل في وسط الاعلام لم أطلع على خبر (عاجل) أو عادي..! يؤكد أن (وزير الفلاني) من وزراء دولنا في هذه المنطقة العريقة في الحضارة وبناء الانظمة والدول استقال بمليء ارادته بمجرد أن الناس أو جهة اعلامية سجل عليه ملاحظة لرداءة أداء وزارته آو شك في نزاهته في العمل آو أن الوزير الفلاني ذهب بمليء ارادته ودون (شوشره..!) الى القضاء بعد آن ابلغ بضرورة الحضور القانوني امامها ؛ هذ اذا تجراء القضاء (في عدد غير قليل من دولنا) وقامت بذلك...! ولكن ودائمآ نسمع ونرى ونقرأ أن في (الدول الغربية الامبريالية العدوانية الكافرة ) أن آي وزير وبمجرد ألاعلان في اي صحيفة آو اية جهة ذات سلطة آنه مشكوك في نزاهته ؛انه في اليوم الثاني ؛ وآحيانا في نفس اليوم يقدم استقالته ؛بطيب خاطر؛ وممايؤسف من قراءة هذه الظاهرة أنه في حين ذلك الغرب (ألامبريالي)وأهله كانو يعيشون عصر الظلمات وكان آخره محاكم التفتيش كان عندنا ومن رموزنا عظماء ليثبتون التمسك بالعدل في حكم الرعية و يعطون اروع الامثلة عندما كانوا يبدأون بانفسهم وهم في اعلى موقع معنوي واعتباري؛ وعندما يرسل في طلبه (القاضي) يذهب بكل تواضع المؤمن الواثق من نزاهة مواقفه ؛ ونعتقد أن ما قام به أعظم رمز الفكري وايماني في التأريخ الاسلامي (امام على _كرم الله وجه-) عندما ذهب الى القاضي عندما طلب منه ذلك نتيجة شكوى من احد مواطني الرعيه (ويقال انه كان يهودي)
اننا في تقييمنا للاخر لانعرف (الوسط) في هذا العصر المعقد ؛ مع اننا (أمة الوسط) بانتمائنا الى (امة الاسلام العظيم)فعلاقاتنا مع الغرب أما أن نكون (غربيين قلبآ وقالبآ ) أكثر من الغربيين؛ ولكن بالمقلوب...! آما أن نكون ضد الغرب على طول الخط في كل ماهو غربي؛ ولكن والغريب حتى أن هؤلاء يستثنون التقاليد السطحية من الغرب لضرورات المظهرية...! ليس هذه الاتجاه اختيار (السياسيين المتنفذين ) عندنا في التعامل مع الغرب والموقف منه ؛بل أخطر منهم هو موقف الاكثرية في الوسط الثقافي المنور أيضآ لهم نفس الاتجاه في اختيار الموقف تجاه الغرب ؛وكما وضح أحد الموضوعين خطاء فهم أجيالنا (المثقف و السياسي) للاتجاهات الغربية واستمرار السير في التعامل معه على أساس خاطيء ؛وأن المثقفين بمختلف تياراتهم العلمانية والدينية ؛ أرادو أن الانسان الاوروبي لايعاني من قضية اسمها الصراع بين التراث والحداثة! وهذا الامر جعل معظمهم توهموا أن الاوروبي قد تجاوز التراث وترفع عن الماضي واتجه نحو الحداثة والمادية والعلم ؛ فحقد عليهم المتدينين ؛ واعجب ايما اعجاب بهم المثقفون المقلدون (وليس المبدعين أو المستوعبين لمعنى النهضة) والعصرنه..؛ ومنذ عصر التنوير والثورات الديمقراطية والصناعة ؛ بينما الحقيقة في الغرب العكس تمامآ ؛ أن الغربيين هم أكثر الشعوب التي اشتغلت على تراثها ودرسته وأخرجته وأعادت كتابته؛ بحيث لاتوجد قرية واحدة في الغرب لم تكتب المجلدات والدراسات عن تراثها وتقاليدها وتواريخها وابداعاتها الشعبية ؛( وكان التمسك بالجذور حدد خطوات الاصلاح التي قامت بها النهضة للتخلص من ظلامية العصور الوسطى..؛ فكانت هي خطوة تصالح الفكر المعاصر من جذرالتأريخ ..ولكن المثقفين والسياسيين المتنفذين عندما انبهروا بالغرب المعاصر بعد النهضة ومنذ عشرينات القرن الماضي ؛ ينقلون كل ماهو (غربي) في المظهر الخارجي لبناء الدولة العصرية ؛ وما يصلهم من الابداعات أيضا من جانب الفهم السطحي لظهوره ؛ باختصار قاموا بالنقل ولا يزال ينقلون كل المظاهر البراقة منهم الا تقليد تقوية الاساس للدولة العصرية ؛ من ضمنه الموضوع الذي تحدثنا عنه في بداية حديثنا (محاسبة الفاسدين) آو (المشكوك في نزاهتهم) ؛ بل وفي هذا الموضوع بالذات (خصوصآ عدد غير قليل من السياسين المتنفذين) ؛يصرون ؛ هنا ؛على التمسك بتقاليد احترام الرعية ؛ للراعي...!؛ وعدم المساس بقدسيته ؛ بل أحيانآ ؛ يربطون بين قدسية الراعي وضرورة احترامه من قبل الرعية ؛ ب (الدين) حتى لو كان (الراعي علمانيآ) ؛ فسيأتي بمن يفتي لصالح الراعي؛وهنا يلجؤون الى كتاب الله الكريم (...,وأولي ألامر منكم...) آو كل راعي ؛ بحسب مزاجه ومن يحميه ؛ فاذا الراعي له ادعى بالتدين ؛ فمن يشك بنزاهته ؛ حتى لوكان لديه كل الادلة ؛ فهو من الكفرة المرتدين عن الدين واحترام اولي الامر....! ومن الفاسقين ؛ وآما اذا كان الراعي من (العلمانيين) فمن يشك بنزاهته حتى لو يكون لديه الادلة ؛ فهو عميل للقوى الاقليمية بل الدولية ويريد تفكيك وحدة الارض والشعب لصالح طموح (الاجنبي) ؛...وهو علماني معجب اشد الاعجاب بالديمقراطية الغربية ؛ ولكن بمجرد وصوله الى الحكم ؛ سيكون لملوم الحماية ؛ لايكون الا من اقرب المقربين ؛ ولا يمكن ان يسمح بوجود صوت فوق صوته ؛ ونعتقد اذا بحثنا بدقة نرى ان قادة بعض الاحزاب في منطقتنا العامرة ؛ يقودون احزاب من نمط الغرب (منور بالديمقراطية) منذ تأسيسه قبل عشرات من السنين؛ ولكن ذلك الحزب الغربى تم تبديل قادته عشرات المرات بطريقة شرعية ولكن عندنا متمسك ولا يتزحزح من موقعة مع انه مصر على اعلان يومي لايمانه بحريه الرآى والتبادل السلمى للحكم والموقع القيادي
والمؤسف ؛ في هذه الدراما الشرقية ؛ الذي يعيشه ابناء منطقتنا ( البائسة..!) أن ( الغربيين) يعرفون اصل اللعبة ؛ التى تلعبها كبراء القوم لدينا..؛ ويعرفون اصرار هؤلاء السادة على أبقاء الاكثرية الصامتة متخلفآ ؛لايحسنون الرؤيا للعصر؛ وهم يلعبون ضدنا؛ ومع الأخوة المسؤولين عن رعايتنا تأريخيآ و حاضرآ...وهم يتقدموننا نحو مستقبل أستطيع أجزم ان القليل منهم يعرف أين يذهبون........
•وختامها مسكٌ:
أن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
518 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع