طارق رؤوف محمود
الإنسان هو أصل الداء، وهو مبتدع الدواء؟
إحدى الحقائق الثابتة في الواقع الإنساني منذ نشأة الحياة على الأرض الحروب الدولية والنزاعات الداخلية المسلحة التي تتسم بالوحشية في سفك الدماء البريئة وتدمير ما بناه الانسان من حضارة ومعرفة، وخلق مآسي بين شعوب الارض، هذا هو الداء والمرض الذي نعنيه يصيب بعضا من البشر، الامر الذي يتسبب بكوارث تعم البشرية جمعاء، لهذا ظهرت الحاجة إلى خلق قواعد يجب مراعاتها في إثناء الصراعات تعمل على مراعاة الاعتبارات الإنسانية. وتشكلت هذه القواعد حتى بلغت في عصرنا الراهن فروعا هامة من أفرع القانون الدولي العام التي تعالج المشاكل الدولية التي تسببها الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية منها على سبيل المثال: -(القانون الدولي الإنساني.)
والملاحظ إن هناك تكامل بين (القانون الدولي الإنساني) (والقانون الدولي لحقوق الإنسان) فكلاهما يسعى إلى حماية أرواح البشر وكرامتهم وصحتهم ويتفق إلى حد بعيد مع الضمانات الأساسية والقانونية التي يكفلها القانون الإنساني، ومنها على سبيل المثال: - حضر التعذيب، والإعدام بدون محاكمه، وحماية المدنيين والممتلكات ، وغيرها .
ونخلص من هذا إلى إن هناك هدفا مشتركا بين المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، واتفاقيات القانون الدولي الإنساني، هو حماية حقوق الإنسان وحرياته والحفاظ على كرامته. وحماية المدنيين والمهجرين. والنازحين وضمان بقاء الحقوق الأساسية للإنسان سارية في زمن الحرب والسلم.
لقد جاء القانون الدولي الإنساني للتعبير عن قيم سامية نصت عليه الشرائع السماوية والقوانين البشرية بهدف تكريم الإنسان وبلغة قانونية فرض الالتزام بها من قبل الدول الإطراف في الاتفاقيات المكونة له و التي قبلها المجتمع الدولي بأسره، كما فرض على جميع الإفراد احترام هذه القواعد، والإخلال بها يعرضهم للمسئولية الجنائية.
الذي يعنينا بالدرجة الاولى شعبنا الذي نال القسط الاكبر من المعاناة نتيجة الحروب والارهاب والمليشيات التي تسببت بالنزاعات المسلحة وهدرت الكثير من دماء ابنائنا ، ومن خلال استغراب العالم عما يحدث في بلد الخير والحضارة والسلام ، عليه يجب إن نخطو خطوات تؤكد إنسانيتنا المشتركة مع شعوب العالم المتحضرة بتنفيذ مضمون القوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لأننا نحتاج إلى الانتقال الثقافي و النظام القانوني الدولي من اجل جعل مبادئ هذه القوانين حقيقة واقعة في بناء صرح العراق الجديد ومعالجة الكثير من المشاكل والآلام.
وأخيرا نقول إن الإنسان خلق بالفطرة محبا للسلام ، و إذا ما استطعنا إن نرتفع بفهمنا لإنسانيتنا المشتركة و صالحنا العام لنصبح فوق المصالح الأنانية و الذاتية الضيقة عندها نقول (وجدنا الدواء لذلك الداء )كي نستطيع لجم النزعة التدميرية للصراعات والنزاعات المزمنة في بلدنا ، .وإحلال السلام والعدل والقانون بدلها ,لان الخير والشر صناعة الإنسان.
نأمل إن تساير ثقافتنا في العراق ثقافة الدول المتحضرة في مجال حقوق الإنسان كي نفهم العالم سلوكنا الأخلاقي وأننا فعلا أبناء تلك الحضارة الإنسانية الواغلة في القدم .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
869 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع