طارق رؤوف محمود
دول العالم تحقق السعادة والامن للشعب بلا جيوش وفصائل مسلحة؟
في حزيران عام 2015 أصدر (جالوب- هيلث واي) الباحث في قياس السعادة اخر مؤشر له لقياس السعادة لعام 2014 واعتمد المؤشر على مقابلات جرت مع أكثر من 146 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 15 عام وما فوق ومن خلال 145 بلد في العالم واعتمد المؤشر في قياس السعادة على الجمع بين عدد من المعابير الرئيسية من ابرزها: -
شعور الانسان بوجود هدف له في الحياة
مستوى الرفاهية المالية والحالة الصحية
المشاركة المجتمعية ومدى الثقة في الانتخابات والمؤسسات المحلية
قلة الضغوط والاعباء اليومية
وجود نية للهجرة من عدمها
الامن الغذائي ووجود مأوى
7 مدى الاستعداد للعمل الطوعي ومساعدة الاخرين
وبحسب المؤشر فقد تصدرت بنما المؤشر العالمي للسعادة مرة أخرى وكانت قد حلت جيشها عام 1990وابقت على قوات الشرطة وحرس الحدود وقوات جوية بحرية.
واكد المؤشر على ان أيسلندا لا تمتلك جيشا منذ عام 1869وهي عضو في حلف الناتو ومع ذلك برزت تلك الدولة الصغيرة في حرية الانترنيت وفي عام 2016 تقاسمت صدارتها للمؤشر مع دولة أستونيا، وفي مؤشر المساواة بين الجنسين فقد تصدرت المؤشر لعامي 2015 ، و 2016، واحتلت ايسلندا المركز الرابع عالميا في مؤشر الأمان العالمي، وحلت المركز العاشر عالميا في مؤشر التقدم الاجتماعي لعام 2016والذي يقيس توفير الدولة للاحتياجات الإنسانية واساسيات الرفاهية.
واكد المؤشران الدستور في كوستاريكا منذ عام 1949يمنع إقامة جيش في البلاد التي لا تملك الا قوات للأمن العام، ومع ذلك احتلت مراكز متقدمة في مؤشر السعادة وحرية الصحافة، وفي عام2015 تلت بنما في مؤشر السعادة واحتلت المركز الثامن في المؤشر، واحتلت المركز السادس في حرية الصحافة العالمي لمنظمة (مراسلون بلا حدود) لعام 2016.
من جانب اخر هناك الباحث في السعادة البروفيسور الهولندي (روت فينهوفن) أنشأ قاعدة بيانات وصارت هذه القاعدة مرجعا للباحثين في حياة الناس، وذكرت القاعدة ان الدنمارك وسويسرا ومالطا على راس القائمة في السلم العالمي تليهما أيسلندا وايرلندا، وفي المرتبة الثالثة وقعت غانا والمكسيك وغواتيمالا في المراتب الخمس الأولى. ويقول البروفيسور ان اغلب الدول السعيدة تقع في المناطق الباردة .
اما الأمم المتحدة فقد صنفت الدول الأكثر سعادة كالاتي: - الدانمارك وسويسرا وأيسلندا والنروج وفنلندا وكندا وهولندا ونيوزلندا وأستراليا والسويد. واعتبر يوم 20- مارس من كل سنة يوما عالميا للسعادة.
لا تقتصر النماذج الناجحة على الدول التي لا تملك جيوش فقط والتي استطاعة ان تتقدم في العديد من المؤشرات العالمية. لكن بعض الدول تملك جيوشا ولها حصة في مؤشر السعادة.
وأيضا هناك مؤشرات على الدول التي تمتلك جيشها مثل هايتي التي وقعت عام 1995 في قائمة أقل عشرة دول سعادة في العالم وكانت في المركز 137في مؤشر السعادة العالمي لعام 2014ومن ناحية أخرى كانت هايتي من اكثر عشرة دول هشاشة في العالم بوقوعها في المركز العاشر عالميا في مؤشر الهشاشة العالمي لعام 2016 والذي يقيس هشاشة الدولة وفقا لعدة معاير من ابرزها : الضغوط الديموغرافية، واللاجئون والمشردون داخليا ، والتنمية الاقتصادية المتفاوتة، والمظالم الجماعية ، وهجرة الاكفاء خارج الدولة ، والفقر والهبوط الاقتصادي، وشرعية الدولة ، والخدمات العامة ، وحقوق الانسان ودور القانون.
تعيش أكثر من عشرون دولة في العالم بلا جيوش، ولا يمنع ذلك من حصولها على مراكز متقدمة من بينها تتعلق بالأمن والسعادة؟ كما ان هناك دول لديها وزارات معنية بسعادة الشعب منها: - بوتان - والاكوادور – وفنزويلا – والامارات العربية.
العراق بلد النفط والفوسفات والكبريت واليورانيوم وارضه تضم الكثير من الخامات ويمتلك نهران عظيمان وزراعة وصناعة وايدي عاملة وعلماء بالصناعة والزراعة وشعب مسالم وكل مستلزمات الحياة وفرها الله لهذا البلد ـ لاكن بأسف وبحرقة لا تجد كلمة السعادة في قاموسه بل العكس يخيم عليه منذ زمن طويل الحزن والالم والماسي ، وحتى الأغاني مصدرها الحصرة والقهر؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
4813 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع