ليبادر غيري و ليس أنا!

                                             

                            جلال چرمگا

ليبادر غيري و ليس أنا!

منذ احتلال الموصل من قبل خنازير داعش وأنا لم أكتب إلا القليل..
أراقب و أستشير القادة و أقرأ و أفكر ضاربا أخماسا بأسداس و العكس والنتيجة واحدة.
داعش صناعة مخابراتية بأتقان بحيث هنالك الملايين من السذج يعتقدون بأنها حركة أسلامية (سنية) وأهدافهم واضحة من خلال بياناتهم و أعمالهم:
-العودة الى الوراء بحدود 1500 سنة ، لذلك تصوروا الكارثة ، نضع كل التقدم و ألأنجازات و ألأبتكارات ونعود نتنقل على الحمير!!.
يا ناس يا عالم:
الفيلم أنتهى، ولكن هنالك مفاجأت و مفاجأت:
- زعيمهم القذر (البغدادي) لابد أن يختفي بطريقة مخابراتية مدروسة جدا ، بحيث هنالك من يقول قتل وهنالك من يقول جرح وهنالك من يقول أنتحر.
صدقوني لاهذه ولا تلك أنه حي يرزق يعيش عند الذين صنعوه والذين دربوه والذين علموه.
بمجرد عملية تجميلية بسيطة يعود الى وضعه الطبيعي وهو يحمل الملايين لابل المليارات ثمن دوره في هذا الفيلم وعلى حساب دماء الآلآف من الشهداء من العراقيين.
لابد للفيلم أن ينتهي ، هل يعقل أن يعرض هذا الفيلم لأعوام ومن دون نتيجة؟؟.
بطل الفيلم يبقى حيا وهو المنتصر في عيون أساتذته و أسياده ولكن هنالك سؤال:
ياترى الى متى يبقى ينال أمتيازات مختلفة  من مال و نساء و أمور أخرى لامجال لذکرها و حصرها في هذا المجال الضيق؟؟
سيأتي يوم يغتال ويرمى كالكلب في مزبلة التأريخ..
لنا تجارب كثيرة وقرأنا عن هؤلاء(صناعة مخابراتية) وقد شهدنا في مشوار حياتنا مصير كل واحد منهم.
كل الذي يجري آلآن وحتى في المستقبل نحن السبب!!.
كم جهلة و سذج نحن ، ياناس ياعالم صفاتنا ليست نابعة من طيبة قلب بل هي سذاجة  ليس بعدها من سذاجة و جهل و عدم أدراك ، جهل ، سمها ما تشاء؟؟.
نفكر كالحمير ، نحترم من يضطهدنا و يعتقلنا و ينفينا و يحتقرنا، نأکل و نواجه بعضنا کالثيران، وحقا قال مظفر النواب عندما وصف حال الجهل الذي يلفنا(إقتتلوا بإسم السنة و الشيعة و العلويين و حتى المنقرضين، ثيران تنطح بعضا)..
اذا كان الحاكم طيبا(حالات نادرة جدا) نستهزء به ، نعتبره ضعيفا ، غبيا ، لابل جبانا..
بل وسنقولها بصراحة فجة نحن نحتاج الى حجاج ذلك الرجل الذي وصف أهل العراق في رسالة له لعبدالملك بن مروان(قوم إذا ملئت بطونهم و وضعت العصي فوق رٶوسهم، سيرتهم أنى شئت)!
من كان يحلم بوظيفة محترمة کقائمقام مثلا،يصبح و بقدرة قادر و بين ليلة و ضحاها القائد العام للقوات المسلحة وبأمرته جنرالات و طائرات و نصف مليون مقاتل..كيف لا يجن جنونه؟؟
من کان يبيع المسابح و خواتم الحظ و الحب و الزواج في غربته کيف الحال معه فيما لو وجد بيده كل ثروات العراق وبجرة قلم يصرف الملايين( من غير وجع قلب) فكيف لايخرج من طوره؟؟.
شخص لم يترأس أصغر دائرة وبقدرة الشيطان ألأكبر يصبح الكل في الكل في العراق (موحقه ما يتسودن)؟؟.
كل هذا يجري ونحن المغلوبون على أمرنا ليس لنا سوى أن نهز رؤسنا کلدلالة على الرضا وعدم الأستنكار ولو بأضعف الأيمان!!.
الفيلم أنتهى وهنالك سيناريوهات جديدة وأبطال جدد في أنتظار أشارة من هذه أو تلك الجهة المخابراتية للبدأ بالعمل.
ومع إنني أتضرع و أدعو من الباري أن يسترنا و أن يحفظنا من المشهد السيناريو الجديد الذي يتم الان إعداده خلسة خلف الکواليس، لکنني أجد هناك ثمة أمر أود طرحه بمنتهى الصراحة، وهو لماذا لانجد سيناريوهات من قبيل أبو طبر و الزرقاوي و البغدادي سوى في بلدان العالم النائم عذرا أقصد النامي؟ وصدق نبي الاسلام عندما قال:(کيفما تکونوا يول عليکم)، ولذلك فإن الذي رضي ببائع للمسابح و الخواتم کقائد للقوات المسلحة و رضي بشذاذي الآفاق من الافاقين و النصابين و عديمي الاصل و الوجدان کساسة و کقادة و کولاة أمر، لابد له أن ينتظر الاسوء و العياذ بالله.
عندما إحتل المغول بغداد، دخل أحد الجنود المغول في زقاق من أزقة بغداد، ووجد أکثر من 15 شابا و رجلا يقفون مرعوبين وفي البداية خاف الجندي من کثرتهم و أراد أن يلوذ بالفرار، لکنه وعندما رأى الخوف و الرعب في أعينهم، طلب من أحدهم أن يتمدد على الارض و طلب من آخر أن يضرب بحجر کبير کان في الزقاق على رأس المتمدد ففعل و أرداه قتيلا وبهذه الطريقة ظل يقتلهم حتى قتل آخرهم بسيفه، المثير للسخرية أن کل واحد منهم کان ينتظر الثاني لکي يبادر بالهجوم على الجندي، أي إنه کان يطمح و يتمنى أن تکون المبادرة من غيره و ليس منه، وقطعا هذا هو حال عراق اليوم.
 وختاما ليس لي سوى أن أردد قول الامام علي أبن أبي طالب:(الناس في الذل و يخافون الذل) وهذا حال العراق، فهل من فجر لبلد هکذا حکامه و هذا هو حال شعبه؟

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

707 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع