حسن ميسر صالح الأمين
(أقوال من أجل الموصل في محنتها ومستقبلها - 2) .
رجلُ علمٍ وعالمٍ عاملٍ بعلمهِ ، أستاذٌ جامعي ، محرور القلب ، متوقد دومًا ، شديد الإهتمام والحرص ، نقي تقي متواضع خدوم ، سليل بيت علمٍ وأصحاب دين وأهل تقوى ، منبع كرم ومنبت وفاء وثمرة طيب وزرع وافر وظل ممدود وذريةٍ صالحةٍ ، حاز عن والده الإجازة العلمية في العلوم العقلية والنقلية فكان نِعمَ الخلف لما حَمل و وَرِثْ عن أمانة السلف الطاهر بثقلها وتفاصيلها وحيثياتها ليصونها ويؤتي حقها ويؤدي واجبها كما أمر الباري جل في علاه ، موجه تربوي فذ وأستاذ قدير كيس ودكتور فاضل فطن وعالم جليل بلغة القران الكريم ، ولد فيها فولدت فيه وفي علمه وأدبه الجم وعشعشت في جنبات حياته كما الحال في والده وجده رحمهما الله ، فأعطاها حبًا صادقًا وأخلص في خدمتها والعمل على رقيها أيما إخلاص وأنصف القول فيها مديحًا وشعرًا ، تخرج من جامعة بغداد ليتعين مدرسًا في معهد إعداد المعلمين في الموصل ثم تنقل للعمل في أقسام جامعة الموصل العتيدة حيث عمل في (كلية الآداب تدريسيًا ورئيسًا لقسم اللغة العربية فيها ، كلية التربية تدريسيًا ورئيسًا لقسم القرآن الكريم والتربية الإسلامية ، وهو محاضرٌ مستمرٌ في كلية الإمام الأعظم فرع الموصل لعقد ونيف من السنوات في الدراستين الأولية والعليا) تدرج بالترقيات والدرجات العلمية بكل جدارة وإستحقاق ونال الدرجات العلمية تباعًا وآخرها لقب الأستاذية عام 1992 وأشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه لطلبة الدراسات العليا في جامعتي بغداد والموصل وبلغت ( 65) رساله في جامعة الموصل فقط وناقش عددًا كبيرًا منها في عموم جامعات العراق من شماله إلى جنوبه لتفوح شذرات علمه حيثما حل وأرتحل ولتضع لمساتها في خدماته المعارة لفترة وجيزة إلى جامعة ذمار في دولة اليمن ليعود إلى الجامعة الأم بعدها ، أحيل على التقاعد سنة 2012 بعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء والمنجزات ليتفرغ للبحث وكتابة الشعر والغوص المُشّرف في البحث عن أسرار اللغة العربية وأدبها ومكنونات التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة إضافة إلى أهتماماته الكبيرة بعلم تفسير القرآن الكريم وأصوله ويقدر ما كتبه من شعر ونشره بأنه لا يقل عن ثلاثين الف بيت شعري ومن مؤلفاته عن الموصل الديوان الموصلي وفيه مطولة شعرية بعنوان (المعلقة الموصلية) ويشار إليه في أنه الأول في الكتابة الشعرية عن إسقاط الحدباء بعد الحادث الأليم بأقل من ربع ساعة ، وله الكثير من الأعمال الشعرية التي تخص عالمنا العربي والإسلامي منها (100 قصيدة في المديح النبوي وكذلك تخميس البردة ، ونهج البردة ، وهمزية البوصيري ، وهمزية احمد شوقي) ولا يزال عطاؤه مستمرًا في مواكبة الأحداث والوقوف عليها وقفة المخلص الصادق الشغوف حبًا بمدينته وأهلها بعمله وإختصاصه ، فغدا قامة موصلية باسقة وعلمًا مرفرفًا في عليائها ، ترك الموصل مجبرًا لا بطرًا ولا رياءًا كما أزيح علم العراق من أعالي مبانيها تشبيهًا مجازيًا ليزوح عنها كما الألوف المؤلفة التي تركت ماضيها وما يكن لها من ذكريات ليستقر به الحال في مهجره ثلاث سنواتٍ عجاف ، يرنو إليها بكل شوق وحنين ويتلظى كمدًا على حالها ويتحرق شوقًا للعودة إليها ، فتحقق له ذلك بعد إنتهاء العمليات العسكريه فما أن سنحت له الفرصة إلا وأغتنمها على عجل فظفر بمتعة النظر وزارها ودمع عينيه ينهمل فقال عنها (زرتها اليوم زَورةَ المشتاقِ ، غالبتني بها دموع المآقي) وبعد أن رأى ما رأى وهي تشكو له وتتظلم وتئن جراحاتها وتنحبُ فأطلق مقولته أدناه كما في الصورة المرفقة وهي صرخةً مدويةً بوجه من تولى أمرها وقام على إدارة شؤونها بشكلٍ مخجل وأداء كسيف والتي أراها ترتقي لما قاله العظماء والحكماء وهي لسان حال كل المحبين للموصل وأهلها والبارين لها صدقًا وقولًا وعملا ، فهي الوصف البليغ والمناسب لكل المتقاعسين والفاسقين والفاسدين في كل زمانٍ ومكان ، أضعها أمامكم سادتي الأفاضل وأتمنى أن تروق لكم وتأخذ إستحقاقها في مشاركاتكم لزيادة رقعة نشرها ولتكون حكمةً ثابتة وشهادة رصينة ومقولة حق صدرت من حكيم في زمنٍ جائر أصبح فيه ذلك غريبًا وتقبلوا وافر الإحترام والتقدير .
حسن ميسر صالح الأمين
24/7/2017
والمقولة هي :
يا ساسةَ الوقْتِ
إنّا لا نُجامِلُكم ،
أنتُم طَحالِبُ ماءٍ
في سواقِينا .
الدكتور
عبد الوهاب العدواني
252 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع