حسن ميسر صالح الأمين
(أقوال من أجل الموصل في محنتها ومستقبلها - ٥)
صقرٌ مُحلقٌ بسماء العراق وأباً لصقورٍ وشواهينا ، كاسرٌ غالبٌ ، عِقابٌ ظافرٌ ، هاوٍ نادر ، محترفٌ ماهرٌ ، منازلٌ بارع ، واثقٌ الخُطى ، صادق القول ، صافي النية ، شديد الشكيمة ، ثابت المبدأ ، عالي الهمة ، ورابط الجأش ، صبور عند الشدائد ، هميمٌ في المقاصد ، مغنمًا في المجالس ، سجادته هي الورقة التي يَخطُ عليها المقال ، وقُبلتهُ الجريدة ، ومَعبدهُ الكتاب والقلم ، وفّيٌ للصديق الحميم وصديقٌ حميمٌ للوفاء ، نجمٌ مُتلألئٌ براق في سماء الموصل الصافية ، حقوقيٌ فذ وإقتصاديٌ محنك ومؤرخ نبت وموسوعي أصيل ، ناقد أدبي مكين ومرجّعيٌ أمين ، أنه الأستاذ الفاضل معن عبد القادر آل زكريا ، ولد في الموصل سنة (1943) ودرس في مدارسها ، نشأ في شبابه في زمن العنوان والكبرياء فكان في الصف الأول فيهما فأكتسب شجاعةً في القول والفعل لا يتمتع بها الكثيرون ، ظهرت شجاعته في كل الأزمنة التي يتوجب لها أن تظهر ويتحتم عليها أن تبرز تماشيًا مع الظروف الزمانية والمكانية وتقلبات الأنظمة وتغيير الحكام ، شغف بالكتابة والأدب ووَلعَ بهما منذ الصغر حيث أبتدأ الكتابة والنشر سنة (1964) في صحف الموصل المحلية ، حاملًا قلمه كسلاح وراشقًا العدا بسيل رصاصات أحرفه البليغة والتي تركت بصماتها في شعارات وهتافات المتضاهرين ضد كل سوء صدر من تصرفات المسؤولين وقراراتهم المجحفة ، أحب السياسة منذ صباه حبًا جمًا ولكنه كان حبًا من طرف واحد فتعذب لأجلها وعانى الكثير متيمًا بها ، فُصل من الدراسة سنة (1956) لإشتراكه في المظاهرات السياسية التي قام بها طلبة المدارس تأييداً لمصر العربية ضد العدوان الثلاثي ، ولم يكن خروجه ومشاركاته إلّا لنصرة المظلومين والكادحين من الشعب أو لتقوية عرى الوحدة العربية ضمن التيارات القومية التي سادت في زمانه التي كانت تنشد الوحدة العربية الكبرى إلى زمنٍ قريب ثم أصبحت طي النسيان وفي بحور ذاكرة من يحملها ، تجشم عناء السفر مرات عدة ليشارك المضاهرات والتجمعات الجماهيرية في محافظات أخرى من العراق ضد الظلم والمطالبة برفع الحيف والجَوّر ، أبرقَ رسائل التأييد لزعماء ورؤساء دول مؤيدًا لحلمٍ لم ولن يتحقق وأصبح من المحرمات أن يثمَل الإنسان العربي بها فيما بعد ، زار القاهرة سنة (1965) بدعوة من رئاسة الجمهورية العربية المتحدة لحضور خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في احتفالات (23 تموز/يوليو) ، محطات حياته كثيرة ومتنوعة ومتشعبة ومليئةٌ بالأحداث وغزيرة بالمفاخر ، أتعبتني القراءة وأجهدني الإختزال في السرد ، مآثرٌ لا تعد ولا تحصى لتاريخ حافل مديدٌ بالتضحية والإيثار ، فالحديث عنه كمن يروم قطع البحر سباحةً طولاً تشبيهًا وأختصارًا لوفرة الحديث وكثرة الكلام ومِداد الإنجازات وعظيم عبارات الوصف .
شغل المناصب التالية (نائب رئيس جمعية القانون الدولي العام ، نائب رئيس جمعية الاقتصاديين العراقيين) ، عضو في أكثر من جهة (الاتحاد العام للكتاب والأدباء في العراق ، جمعية المترجمين العراقيين ، جمعية المترجمين الدولية، نقابة المحامين العراقية ، جمعية الحقوقيين العراقيين) .
حصل على مرتبة الشرف من المعهد الأميركي لدراسة الشخصيات العالمية الثقافية (ABI)
(American Biographical Institute )
عام ( 2002) بصفته واحداً من (500) شخصية عالمية قدمت خدمات لبلادها في مجالات الثقافة والنشر والمعرفة على مدى (35 )عاماً وتم تكريمه من قبل مجموعة الإعلام المستقل في إحتفالية نظمتها وزارة التعليم العالي (متمثلة بشخص الوزير الدكتور عبد ذياب العجيلي) بوسام (النجمة الذهبية) والذي يتوشحه في العديد من المناسبات بإعتباره احد الرموز العلمية في العراق عام (2009) وكذلك منحه درع نقابة الفنانين العراقيين لدوره المتميز في نشر الثقافة وإسهامه في رفد الحركة الثقافية العراقية بالكتب والمقالات والبحوث عام (2010) وكذلك درع جامعة الموصل , درع كلية القانون , درع وشهادة تميز من كلية الحدباء الجامعة , درع عشائر العراق (استلم من قبله في دمشق عام 2009) في إحتفالية فخمة ، كّرمَ بدرع و شهادة تميز من جامعة تكريت من قبل رئيس الجامعة الدكتور مزاحم الخياط عام (2012 ) وأقيمت إحتفالية كبرى حضرها رئيس جامعة سامراء (الدكتور عبد الستار الجميلي) جرى خلالها تقديم محاضرة عن سيرته في الكتابة والنشر والمعرفة طوال خمسة عقود من الزمن والتي حضرها كوادر الجامعة من التدريسيين والإداريين و مجموعة مختارة من الطلبة وكذلك تكريمه بدرع خاص من قبل البيت الثقافي عام (2012) .
كتب آلاف المقالات وألف العديد من القصص المتنوعة في مختلف المجالات (الأدب والسياسة والإقتصاد) والمنشورة في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعراقية والدوريات العربية في (سوريا ، أبو ظبي , مصر) ، وله العديد من المقالات المنشورة عن العمارة والفن التشكيلي في (مجلة ألف باء العراقية ، مجلة الرافد في الشارقة ، مجلة المنتدى في دبي ، مجلة تايكي في عمان ، مجلة أتحاف التونسية ، مجلة الأمن القومي ) ونشرت دار بعل السورية مجموعته الشعرية الأولى سنة 2009 (توسلات الى دخاخين مشرقية) ، وكذلك في الصحف الموصلية وصحف بغداد (فتى العراق ، الأديب ، الهدف ، فتى العرب ، الحدباء ، المسار ، عراقيون ، الثورة ، الجمهورية ، العراق ، القادسية ، الزمان الدولية) .
اصدر الكتب التالية (إقتصاديات المالية العامة عام 1985 مترجم عن الانكليزية) ، (موصليات بين المقامات والمقالات عام 2001 ، (مجموعته القصصية الأولى بعنوان التحليق بحثا عن أجنحة عام 2001) ، (آلية صنع القرار السياسي والستراتيجي عام 2001 والذي أعيد نشره تحت عنوان من هم صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008 بعد شراء حقوق الإمتياز من الناشر من قبل مكتبة النهضة في دمشق) ، (مديات تأثير العولمة في تراتبية نظام القانون الدولي للاقتصاد عام 2008 ويتألف من قسمين (الأول باللغة العربية ، والثاني باللغة الانكليزية) ، (معطيات الموازين الدولية بين الستاتيك والدايناميك عام 2008) ، (الرقابة على دستورية القوانين عام 2008) ، (الوجيز الموسوعي في تأريخ أهل الموصل (جزأين) طبع في دمشق عام 2011) ورغم معاناة النزوح وصعوبة الحياة ومرارة الغربة والشوق والحنين والتي لم تثنهِ عن الكتابة والتأليف فقد أصدر كتابين قيمّين (الآشوريون - آثوراي , في وثائق الصحافة العراقية) وكتاب (تاريخ لواء الموصل في وثائق الصحافة العراقية 1920 - 1950 ، أصدرهما وهو نازح في دهوك عام 2017) ،(تسوية المنازعات الدوليه ، قيد الطبع ، طبعة ثانية وعلى حساب جامعة الموصل بعد تقييمه بدرجة جيد جداً من قبل أساتذة من خارج العراق) ولديه 3 كتب قيد الإخراج النهائي والإصدار .
بقي هذا النفس الغيور ثابتًا ولم تزحزحه الخطوب ولم تثنيه الصِعاب وظل صوتَه يصدح جهوريًا كرد فعل لكل عمل ذميم أو فعلٍ نكرةٍ أو قرارٍ مجحف ، حمل على عاتقه ثقل أمانه الموصل في نكبتها والتي هجرها مجبرًا منذ بدء الأحداث الأليمة وليتخد من محافظة دهوك مستقرًا له ومنطلقًا لتحركاته ، شارك بعدد من الندوات والحلقات النقاشية التي عقدت في كردستان العراق والمخصصة لمناقشة أوضاع الموصل وشارك في المؤتمر التأسيسي الذي عقد في أسطنبول وبدعوة شخصية من القائمين عليه
بمعية عدد من مثقفي الموصل ورجالاتها في المهجر ، أخلص لها في طرق أبواب المسؤولين والوقوف عند أبواب السلاطين وهو يُقدم الطروحات والمشاريع التي تتعلق بإدارتها وإعمارها ، قابل كبار المسؤولين وفي أعلى المستويات وقدم شرحًا وافيًا عن خطة مارشال التي وضعها بنفسه لإعمار محافظة نينوى وإدارة شؤونها أثناء التحرير ومن بعده ولكن (جعلوا أصابعهم في آذانهم وأستغشوا ثيابهم وأصروا وأستكبروا إستكبارا) ، فأتخذ من ساحة الفضاء الأزرق ميدانًا له ومنبرًا لتصريحاته فنشر على صفحته الفيسبوكية العشرات من المقالات التي تُشخص الخلل ومواضع التقصير في الأداء الحكومي على المستويين المحلي والمركزي متوثبًا متوشحًا متحزمًا بذلك العنفوان الشبابي ومتصديًا بتصريحاته وتعليقاته لكل ما هو شاذ في القول والعمل ، وما مقولته التي في الصورة المرفقة والمجتزأة من مقالة له نشرها مهنئًا للعراقيين وأهل الموصل في بعنوان (مبروك للعراقيين) المنشورة على صفحته الفيسبوكية بتاريخ 10/7/2017 ، إلا موقفًا حازمًا وشجاعًا أطلقه بعد أن تمادى البعض في تصرفاتهم من الذين أضلهم الله وأعمى أبصارهم فخرجوا بعد التحرير بأكذوبات متتالية مجيرين النصر لحساباتهم الشخصية مُدعين الفضل على نينوى وأهلها وحالمين بالعودة إلى المحافظة وتولي مسؤوليتها مستغفلين إدراك الأهالي وتفهمهم لسوء ما صنعوا ، فأعلنها شهادة كبرى معتبرًا عودتهم ورجوعهم من الكبائر التي ينهانا الضمير الصادق والإخلاص النبيل والنية السليمه ونقاء الصيرورة عن القبول والرضى بهم وبأمثالهم ، وكان لنا التعليق التالي على أصل مقالته (ألف الحمد لله والشكر على نصره وعلى كل حال آلت إليه الظروف ومبروك للجميع وأسال الله أن لا يعيد تلك الأيام الصعبه ، معك في حملة حذف وإلغاء كل الصامتين الساكتين الصم البكم العمي ولامكان للجبناء وذو سوالف المقاهي والترهات ممن لا يشعر بمعاناة أهلهم ولا يواكبون الظروف التي كشفت المواقف وبينت حقيقة البعض الكسيفة ، سيروا ونحن من ورائكم وإنا بكم لمقتدون فاليوم رفعت الأقلام وجفت الصحف)
، أضعها أمامكم سادتي الكرام كشهادة حق لقولِ هذا الرجل النبيل والغيور والمجبول على الوطنية والمحبة الصادقة والمشاعر النبيلة ، أتمنى أن تروق لكم متأملًا منكم إثراء المقولة بالمزيد من آرائكم القيمة ليشع فحوى مضمونها بين أهالي محافظتنا العزيزة ولتغدوَ مقولته مطلبًا جماهيرًا ودستورًا يُعملُ به في المرحلة اللاحقة ولتكون واحدة من الأسباب الناجعة في معالجة الخلل الطارئ على محافظتنا منذ 2003 ولحد الآن وسببًا في زوال الغمامة السوداء فوق سماء الموصل الحبيبة ، وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد ، شاكرًا كرمكم وتفضلكم بإبداء الرأي والملاحظات القيمة مع وافر الإحترام والتقدير .
حسن ميسر صالح الأمين
والمقولة هي :
أعلن لكل العالم أنّ لا مكان
للدجالين والخائبين والمرتزقة
الذين يحلمون بالعودة من الشباك .
الأستاذ
معن عبد القادر آل زكريا
383 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع