ياسين الحديدي
المشروع العربي ومدارس الرصافي
بداية لا بد لي ان احيي الطلبة الأعزاء الذين اجتازوا بنجاح وتفوق الامتحان النهائي للصف السادس الاعدادي العلمي الاحيائي والتطبيقي والادبي بعد جهد مضني وسهر وقلق وخوف من الطالب والاهل جميعا وهم يعيشون حالة استنفار دائمة طيلة عام كامل في مواجهة أيام حرب صعبة للقادم المفزع الرهيب وهو حدث متواتر في العوائل العراقية منذ انشاء نظام المدارس الرسمية في بداية القرن الماضي هذا الكابوس الثقيل هو حد فاصل بين دراسة تمهيدية طيلة اثنا عشر عاما الى الانتقال لمرحلة التخصص والدراسة الجامعية والأكاديمية والانطلاق الى عالم التخصص والعلم ولست بصدد نسبة النتائج المتدنية في العراق لهذا العام التي لم تتجاوز 28 % مع الأسف لاسباب عدة أهمها وابرزها الظروف الأمنية والحالة النفسية للطلبة بالإضافة الى صعوبة بعض المواد الامتحانية وتكاد تكون مبهمة للبعض منهم حسب بعض التحليلات التي رافقت أيام الامتحانات والبعض يلوم وزارة التربية لعدم توفيرها أجواء امتحانية مناسبة للطلبة في قاعات الامتحانات في هذا الحر اللهاب لقلة القاعات وقلة مستلزمات الامتحان من رحلات ووسائل التبريد والتبرير موجود هو قلة التخصيصات المالية وعدم اهتمام الحكومة وايلاء أهمية لموضوع التربية والتعليم في العراق في الميزانيات عموما والتعليم واختضانه والاهتمام به هو الكفيل والاوحد لتقدم البلد الذي يطمع للتطور وهناك تجارب لبلدان مجاورة وبعيدة في هذا المجال كما يحصل في دول الخليج حيث تخصص مبالغ كبيرة للتربية والتعليم ورفع كفاءة الطالب بإدخال المناهج العصرية من الحاسوب وغيرها في كل مدرسة وتحديث المناهج التطبيقية والتي لا تعتمد أساسا على الحفظ كما يحصل في بلدنا , وفي اليابان وهو لا يمكن ان نقيس عليه لا يوجد رسوب للطالب الى حد مرحلة الثالث متوسط والاعتماد على النهج العلمي والتوجيه النفسي الذي يبعد الطالب عن الخوف من دخول قاعات الامتحانات كما يحصل في العراق حيث ان الخوف والقلق يضرب ضربته في نفوس كثير من الطلبة ويكون سببا في تشتت فكر الطالب وعدم تمكنه للإجابة بصورة صحيحة للهلع والخوف الذي يعيش في داخله وهي مشكلة ازلية كلنا عشناها ولا زالت متوارثة ولا توجد دراسات نفسية متطورة لمعالجة هذه الحالة كما لا يفوتني ان اذكر القارئ الكريم بتجربة دولة ماليزيا عند استلام الحكم من قبل مهاتير محمد رئيس الوزراء الذي جعل اسمها يلمع كما الذهب وبدا العالم كله يتحدث عن المارد الاسيوي الذي اصبح واحدا من اقوى النمور الاسيوية الاقتصادية ووراء هذا السر الرهيب هو العلم بعد ان كانت دولة فقيرة لحد عام 1981 م وانطلق في بناء دولته من ثلاث مرتكزات أولها وحدة البلاد والثانية التعليم والثالثة التصنيع وشجع الطالب في المرحلة الثانوية بدراسة العلوم والاداب ومواد خاصة إضافية بالمجالات الفنية والمهنية ونمت فرص للطلبة لصقل مواهبهم ودخولهم سوق العمل في مجال الهندسة بانواعها بالإضافة الى إيلاء أهمية قصوى بالحاسوب واستيعاب التقنيات وربط هذه الحواسيب بالانترنيت وكانت نسبة 90 % من المدارس فيها عام 1999 م مرتبطة بالشبكة العنكبوتية وأصبحت عملية التعليم مرنة بحيث تتناسب مع حاجة الطلاب بالإضافة الى اسناد إدارة المدارس والوزارة الى قيادات تربوية وأساتذة اختصاصيين بعيدا عن التنوع القومي والديني كما يحصل هذا في عراقنا العزيز الأساس في الاختيار للحزب والطائفة لوزير الوزارة بعيدا عن الكفاءة والنزاهة ولهذا وقعنا في هذا المستنقع العفن .وبالعودة الي عنوان المقالة هو مبادرة السيد خميس الخنجر وبداية لاتربطني صلة قربي او صداقة اوانتماء الي المشروع العربي ولكن شهادة من اجل التاريخ وتثيت حق هذا الرجل في مجال احتضان النازحين من مختلف المحافظات والاديان والمذاهب في عموم كردستان وايلاء اهمية خاصة للتعليم وعدم حرمان ابناء النازحين من الطلبة من الدراسة حيث قام بانشاء موؤ سة الرصافي تيمنا بشاعر العراق الكبير الرصافي الذي كانت بعض من اشعارة تحث وتشجع العوائل في بغداد والعراق لاالحاق ابنائهم بالمدارس حيث كانت الامية والجهل منتشر في العراق وهو فعلا اسم علي مسمي ويوحي لنا سعة اطلاع الرجل وتذوقه للشعر والادباء واستذكار وتخليد الشاعر بعيدا عن التسمية الشخصية وبعيدا عن التحزب والطائفية لمذهب معين وعدد المدارس حاليا 24 مدرسة من الروضة الي الاعدادية بفروعها الثلاث وفي معظم محافظات كردستان ويبلغ عدد طلابها 32 الف طالب وهو عدد كبير يمكن ان يتولي رحل وحده تحمل مصاريفها من بنايات وهيئات تعليمية وتدريسية وادارة وبمستوي متطور وراقي جدا حيث تتوفر جميع المستلزمات للطلبة والمدارس من مقاعد ووسائل توصيحية واجهزة حاسوب وسبورات اكترونية ووسائل التبريد والتدفئة والزي الموحد والمدارس تضم نخبة متميزة من المفتشين والمعلمين والتدريسين ومن جميع الاختصاصات من الشباب ومن المتقاعدين ومن ذوي الخبرة يسود هذه المدارس نظام تربوي يضاهي المدارس العراقية المتميزة مضاف اليها تجربة المدارس في الدول المتقدمة والمتطورة في مجال التعليم عليه ونتيجة المتابعة الشخصية للشيخ الخنجر والاخرين حصلت مدارس الرصافي علي المرتبه الثالثة علي مدارس العراق لنتائج امتحانات السادس الاعدادي للعام الدراسي المنصرم رغم النسبة المتدنية للنجاح لهذا العام حيث لم تصل الي نسبة 30% وبلغ عدد طلابها الذين حصلوا علي معدل 90% فما فوق 74 طالب وطالبة ومعظمهم من النازحين رغم ظروفهم الصعبة وهو يدل قطعا الي المستوي العالي والمتميز العلمي للتدريس وقدحصل احد طلابها الطالب حمدي عبدااله بحرعلي معدل 99 وكذلك حصول طالب مسيحي من الموصل من مدارس دهوك علي نفس المعدل وهناك مشروع كبير للمووسسة الخنجر لعموم العراق وهوبناء 100 مدرسة لكافة المراحل من البصرة الي دهوك خلال عشر سنوات وانجز منها 10 عشرة سوف تدخل العمل للعام الدراسي القادم اما موضوع ارسال الطلبة الي الخارج الي احد عشر دولة اوربية فقد تم تبنيه من قبل الشيخ خميس الخنجر قبل احد عشر عاما وقد تخرج الكثير منهم بعد حصولهم علي الشهادة العليا الدكتوراه وفي جميع الاختصاصات لخدمة العراق ومن مختلف القوميات والدين والمذهب وكانت اول وجبة من المبعثين عددهم 365 طالب وهذا العدد لم يأتي عبثا حيث اخبره احد الاكاديميين ممن غادروا العراق خوفا من الاغتيالات التي تعرضوا لها انه تم اغتيال 365 عالما واستاذ جامعي خلال ثلاث السنوات الاولي من الا حتلال وعلي ضوء تعهد امام المغترب العراقي انه سوف يعوض العراق عنهم وفعلا تم ارسال نفس العدد من الذين تعرضوا لحوادث الاغتيال وهذا غيض من فيض التي معرفته من قبلي بالمتابعة الشخصية وبدون ان ازور هم او التقي بالشيخ او من ينوب عنه وما يحتفظ لنفسه بينه وبين ربه كثير حيث ان الرجل وليس من باب الرياء والنفاق يرفض التباهي والتبجح بعطائه السخي وتسخير المال من اجل العراق وشعبه وهو رجل متزن ومتواضع وعفيف ونظيف ولم تمتد يده الي السحت الحرام ولم يستغل المال والجاه والظرف والوقت لتراكم الاموال واكتنازها ودوره العام ومنهاجه واضح ظاهريا وباطنيا هو تبني مشروع المصالحة والوفاق والوئام ومد اليد للجميع بدون استثناء الي كافة السياسين رغم اختلاف وجهات النظر مع البعض ولكن كل شيئ يهون من اجل عز العراق وتقدمه ومن اجل تخطي وتجاوز التحزب والطائفية والتمذهب تحية شخصية له ونتمني من جميع المتمكنين شخصيات واحزاب وكتل للااحتذاء به ونتحول جميعا الي يد واحدة نشد بعضنا للبعض الاخر حزمة عصي وليس عصا واحدة والمهم وان نتعكز علي انفسنا بدلا من الغير
4859 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع