طارق رؤوف محمود
دولة مواطنة – لا للانفصال لا للطائية ولا للعنصرية
ثقافة العراق واحدة من أقدم الثقافات في العالم تاريخياً. وعراقنا هو المكان الذي يطلق عليه قديماً بلاد ما بين النهرين وموطن نشأة الحضارات، والتي تركت أثرها الواضح على حضارات العالم في اختراع الكتابة، وتخطيط المدن، وعلم القانون، وعراقنا لديه تراث غني بالعلماء والشعراء، والرسامين والنحاتين وفن العمارة من بينهم الأفضل في العالم العربي والعالمي.
ويحتفل العراقيون بإنجازات ماضيهم في العصر البابلي والآشوري والكلداني والسومري حيث تؤكد الآثار المكتشفة عن حضارة عريقة سادت وادي الرافدين، ولقد تغير هذا بعد عام 2003 حيث تعرضت معظم آثاره للتخريب والسرقة من قبل جماعات وعصابات إرهابية.
وفي القرنين الثامن والتاسع الميلادي في عهد الحضارة الإسلامية أيام الخلافة العباسية كانت بغداد ترأس أغنى الحضارات في العالم. إذ بلغ العراق العصر الذهبي في العهد الإسلامي حيث انتشرت المدارس والجامعات الإسلامية في بغداد وصارت قبلة للعالم من حيث التطور العلمي والثقافي وازدهار العلوم والاكتشافات المنوعة على كافة الأصعدة الميدانية، في علم الفلك والرياضيات والطب والبصريات والكيمياء والتاريخ والفلسفة وغيرها، وأنتشر وذاع صيت علماء بغداد في كافة انحاء العالم، خصوصا في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد.
(هل بعد هذا التأريخ العظيم والمشرف الذي سجل لبلادنا، نأتي نحن ونجزئه ونبعثر تاريخه ونمزق شعبنا الذي عاش منذ زمن بعيد موحدا ومتآخ .. هل هذا معقول؟)
من اوليات واجباتنا كمواطنين السعي لرقيه وتميزه، والدفاع عنه ضد الأخطار التي قد تواجهه، وضد كل من يسعى للسيطرة عليه وعلى خيراته، او تقسيمه او تجزئته والوقوف بوجه أصحاب المصالح والفاسدين وكل ما من شأنه أن يخطط لمؤامرات سرية أو علنية ضد مصلحة الوطن.
علينا الاهتمام بمصلحة الوطن بعيداً عن التعصب والانطوائية فنحن نريد أن نعيد مجد هذا الوطن ونعزّز ثقافته ونعيد حساباتنا ونأخذ العبر مما حل بعراقنا نتيجة ادارات فاشلة وخلافات مصلحية وحزبية من قبل ادارة المركز والاقليم اوصلت العراق الى التفتت وآخرها احداث الاستفتاء المشئوم في كردستان، وبحكمة قيادة الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقواة المسلحة فشلت مخططات التجزئة واعادة السلطة سيطرتها على كركوك والمناطق المختلف عليها التي احتلت من قبل البشمرجة.
الان يجب ازالة كل اخطاء (الاقليم والمركز) ومحاسبة المفسدين والمقصرين الذين اوصلوا البلد الى هذا المنعطف الخطير لكي نضمن نجاح الوطن وارتقاءه، للعيش بسلام وامان من خلال نظام ديمقراطي انساني يحترم كرامة الفرد ويضمن حقوقه وفق القانون.
على رئيس الوزراء في هذه المرحلة تفعيل الجانب الامني بكل اصنافه للوقوف بوجه المفسدين وايقاف اعمالهم الاجرامية للتأثير على افكار الشعب من خلال البلبلة واحلال الفوضى للتأثير على حكومة الدكتور حيدر العبادي تمهيدا لإسقاطه في الانتخابات القادمة بعد ان نال ثقة الشعب لسحقه الارهاب وادارته بحكمة موضوع احداث كردستان.
نحن نناشد المنظمات الاجتماعية والمدنية والاحزاب الوطنية المستقلة العمل بنزاهة واخلاص لإنقاذ الوطن والدفاع عنه ومساندة رئيس الوزراء والتحالف معه لنشر ثقافة احترام الراي الاخر ومكافحة العنف والتعصب والتخلف والتمييز العنصري والطائفي والتركيز على المواطنة والاخلاص للعراق قبل كل شيء.
لنعمل سويتا عربا واكراد وتركمان وكل الديانات والاقليات الاخرى من اجل عراق ديمقراطي موحد ارضا وشعبا لنزرع اخوتنا من جديد على ارضنا هذه التي غصت بدماء شبابنا وتعبت من فرط عهودنا، لنتفرغ للبناء ولنترك الحروب والعنف الذي لم نكسب من غير الخراب.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
927 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع