عبدالله عباس
خواطر عن مايحدث الان ( 6 ) ماذا لو دعموا ( كم جونك أون ) ...؟
( 1 )
جاءت في الاخبار : اعلنت من عاصمة كوريا الجنوبية بأن ( صواريخ بيونج يانج – اي كوريا الشمالية - قد تصل أميركا قبل نهاية 2017 ) وكذلك جاءت في الاخبار بأن ( واشنطن تعيد كوريا الشمالية لقائمة الإرهاب ‘حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ، أن بلاده قررت إدراج كوريا الشمالية مجدداً في قائمتها السوداء «للدول الراعية للإرهاب» ، بهدف زيادة الضغوط على برامجها النووية والباليستية، وذلك بعد حذف الإدارة السابقة بيونج يانج من هذه القائمة عام 2008. وأضاف ترامب في تصريحات بواشنطن بالقول «بالإضافة إلى تهديدها العالم بالدمار النووي، فإن كوريا الشمالية دعمت مراراً الإرهاب الدولي، بما في ذلك عمليات الاغتيال على أراضٍ أجنبية». كما أعلن الرئيس الأميركي متحدثاً للصحفيين في البيت الأبيض، أن وزارة الخزانة ستعلن المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية ...! )
وكوريا الشمالية ‘ ثالث دولة في العالم يحكمها عنوان ( فكر الماركسي – الاشتراكي ) بعد الصين و كوبا الان في العالم بعد انهيار الدولة الاشتراكية الام ( الاتحاد السوفيتي ) واعلن بعد ذلك انتهاء ماسمي بـ( عصر الحرب الباردة ) في العالم مع تسجيل ذلك الحدث ( نصراً تأريخياً ) لنظام مهمته علني هيمنه على العالم بكل الطرق وهو النظام الرأسمالي ‘ رغم أن هذا تجني على التأريخ لان سقوط النظام الاشتراكي كان بسبب فساد فكر وتصرف من كانوا يقودون النظام الاشتراكي ‘ حيث وبدل ان يضمنوا من الداخل وضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية بالمفهموم الاشتراكي ليشمل رفاهية الجميع من خلال التوزيع العادل لهذه الحقوق ‘ توجهوا للاهتمام بتقوية قدرة الحكم تحت عنوان مواجهة ( الامبريالية الرأسمالية ) مما أدى الى توزيع الجوع والعوز الحياة للناس بشكل متساوي و نهب الثروات بحجة تقوية الدولة مما ادى الى حصول هوة واسعة بين ادعياء الاشتراكية و جموع الناس ‘ لذى رأينا عدم استعداد الناس للدفاع عن ذلك النظام عندما فتح مهزوم فكريا كورباتشوف راس القدر كان يغلي من الداخل ( هكذا وصف هو عملية البيريسترويكا – إعادة البناء ) وادى الى شرخ كل جدار الاشتراكية التى كما قلنا وزع العوز على جميع شعوب السوفيت بالتساوي وخيب امال الطبقة الكادحة بحيث وكما قال احد الساخرين : ظهر ماركس بلحيته المشهورة من السماء ناظرة الى كل عمال الكون قائلا :( ياعمال العالم اعذروني )
( 2 )
أما كوريا الشمالية ‘ فحكايتها حكاية ‘ وهي دولة التي افرزتها الحرب الساخنة بين المعسكرين الاشتراكي و الراسمالي قبل ان يتحول الى حرب باردة ‘ والحرب قسمت كوريا الى شطرين بداءت عام 1950 لتنتهي في 1953 الى ظهور كوريتين الشمال الشيوعي المدعوم من موسكو والجنوب المدعوم من قائد الرسمالية الغربية امريكا ‘ كان يقود الشمال الشيوعي ( كيم ايل سونك – جد الرئيس المراهق الحالي الذي يهدد واشنطن بضربه صاروخية – يارب يعملها ) فقام سونك جد بعملية يعتبر اكبر فضيحة لكل مؤمن بالماركسية اللينينية على وجه الارض حيث اعلن حكم الوراثي كانه يحكم في احد دول الخليج في الشرق الاوسط مع تمسكه الابدي بالماركسية اللينينية البروليتارية الى ابد الابدين ..! واخر قائد من وراثة الملك سونك هو الان ( كيم جونك أون ) الذي يقال انه يعلن قبل انتهاء هذا العام صناعة صاروخ يستطيع ان يصل الى قلب عاصمة ( التاجر الراسمالي ترامب )
في غضم عصبية واشنطن تجاه ( كيم جونك أون ) يبرز موقف الصين و روسيا و تصرفهم ( خجول ) حيث يؤيدون قلق واشنطن والعالم ( المتحضر) من تصرفات ( اون المتطرف ) الذي يهدد الامن والسلم العالمي ‘ ولكن ( أيضا بطريقة خجولة ) يعترضون على تشدد معه لان حسب اعتقادهم يعقد الامور اكثر كمثلا ان تشدد مع ( دكتاتور مراهق يساري ...!!) يمكن ان يدفعه الى القيام بعمل لايعرف غير الله عقباه وهو اللجوء الى استعمال ( السلاح النووي )...!
ان ازدواجية تصرف الادارة الامريكية في التعامل مع اي محاولة من قبل اي دولة لاتساير السياسة الامريكية عندما ترى انها لها الحق ان يعتمد على نفسها للدفاع على وجودها ومن هنا تبحث عن صناعة الاسلحة ( كل الاسلحة ...) حالهم باكستان و الهند وكذلك الكيان الاستيطاني المسخ والعدواني واللاشرعي مايسمى بـ ( الدولة العبرية ) بالاضافة الى الخمس الدائمة في مجلس الامن ...! أن هذه الازدواجية يدفع المراقبين الى التسأل عن موقف ( ناعم – ان صح التعبير - لروسيا و الصين ) : ان الدولتين رغم فارق النظاميين فيهما و وجود قوتهم و مواقفهم وتاثراتهم على الاحداث الدولية والاقليمية متضاد مع موقف وتصرفات الادارة الامريكية حيث ان تلك الادارة تقف بضد وعلى طول الخط من مصلحة القوتين ‘ أذا لماذا لايتبنوون تأيد موقف كوريا الشمالية و كذلك ايران ‘ ليس من اجل ان يصبحوا قوتين نوويتين باتجاه تهديد السلم الدولي ‘ بل من اجل اجبار الادارة الامريكية على التعامل مع هذه القضية ومتشاباتها بالمبدئية التي يحتاجها ضمان حقيقي للحفاظ على الامن العالمي وليس بانتقائة كما يفرضها مصالح مصدر القرار الامريكي ‘ حيث لاتعتبر ان الكذب والنفاق وبطريقة عدوانية مدمرة التى راها العالم في احتلال العراق و التحرش العدواني بنهج ايران الاستقلالي تهديد للامن العالمي وانتشار الارهاب المنظم ‘ ولكن مقابل ذلك لاتعتبر وجود السلاح النووي لدى الكيان العبري الذي تم تاسيسه على حساب تشريد شعب بأكمله خطرا بل اعتبرته هذا التسليح مشروع للدفاع عن النفس ؟
لايمكن ضمان العدل و السلم والاستقرار العالمي من خلال تعامل الغرب باهدف الهمينة و القوى العظمى الاخرى من خلال الحفاظ فقط على مصالحها بحجة عدم الاصطدام مع الغرب المسلح بالاسلحة الفتاكه وترك اوالتعامل مع مشاكل العالم ( الغدر والهيمنة و فرض الارادات ) في ضوء فقط مصالحهم الخاصة ‘ لان هذه الطريقة في التعامل مع مشاكل الشعوب هي التى تؤدي الى شعور الاخرين بظلم القوى الكبرى ‘ وهذا الشعور يستغلها المتعصبين والمتطرفين والمغامرين فيظهر داعش و بوكو حرام وقراصنة صومال هنا وهناك ويظهر زعماء من أمثال ( كيم جونك اون ) دون أن يتحدثون ( العظمى العالمين المشرفين على السلم العالمي ) عن ( نتن ياهو – حفيد صهاينة العدوانين ) وهو اكثر عدوانية من ( حفيد كيم ايل سونك ) .
4805 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع