حسن ميسر صالح الأمين
السادة الكرام : (صبرنا نافس صبر ايوب وفاق عنه يا بشر) .
فيما مضى من أيام كنت قد تمالكت نفسي عنوة وقضمت غيضي كرهًا وقسرًا وحملت من الخيبات المتراكبة والمتوالية الكثير الذي يصعب وصفه ، فمن الخيبة الكبيرة التي محقت بالموصل واهلها فيما جنته فرقة اهلها وإستئثارهم برأيهم وركوبهم العند والإصرار مرورًا بموضوع رفع الجثث من تحت الأنقاض والأعداد الهائلة لها ، علاوة على ما تعرضه القنوات التلفزيونية من حالات صعبة جدًا تعيشها العوائل الموصلية الكريمة في ايمن الموصل وأيسرها من اللواتي فقدن المعيل ولا سند لهم إلا الله الذي وسعت رحمته كل شيء ، وصولًا إلى موضوع شحة المياه وجفاف دجلة الخالد الذي يئن حاله كحال الشعب ويشتكي ظلم من جعلة الله مسؤولًا على إدارة البلد وتسيير شؤونه ، حتى وصل هذا الكمت وتلك الخيبات المتزامنة مع بعضها وبقوة إلى مرحلة الإشباع وفقدان التحمل على الصبر والجلد وأنا أصغي الى المراة العراقية الماجدة وهي تروي حالها وما فعلته الطائفية المقيتة في ابنائها كما في الفيديو المرفق عن سيدة عراقية عظيمة اذلها الزمن الغادر وهي تقطن المهجز وتبحث عن ملاذ آمن بعد مقتل زوجها وابيها وأخوها ، وهي تذرف الدمع فرحًا ليد كريمة امتدت لتكرمها وتقدم لها المساعدة في تربية اولادها الأيتام وهي مثال بسيط لعشرات الآلاف من الحالات ذاتها والتي وبكل تأكيد هي أحدى نتائج افعال السوء وثمار الفساد الذي غرس جذوره شرذمة فاسدة وشريرة ونفر ضال خوان عاث بالعراق وشعبه فسادًا وتنكيلًا وإذلال طيلة وجودهم وتواجدهم في البرلمان أو في سدة الحكم طيلة ما مضى من سنوات عجاف منذ عام 2003 وما تلى ،
واليوم وبعد فوز قائمة (سائرون) بقيادة سماحة السيد مقتدى الصدر في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة والتي يخجل اي مواطن عراقي شريف من البوح بما اكتنفها من عمليات تزوير وسرقة اصوات في محاولة بائسة من الفاسدين أنفسهم لتغيير نتيجتها والتي جاءت حتمية ومستحقة لتعطي املًا كبيرًا بالتغيير والإصلاح الذي طالما نشده سماحته ونشده آخرون مخلصون ومحبون لعراقنا العظيم وتواقون لتقديم الأفضل لشعبه المكلوم الصابر والمحتسب ، تلك الأماني التي أجتمع عليها ابناء العراق أجمع من جنوبه إلى شماله وأمتثل لأوامر المرجعية الكريمة وأخذ بتوجيهاتها السديدة ونصحها الرشيد فذهب من أقصاه إلى أقصاه الى صناديق الإقتراع يوم الإنتخابات وهو يحمل هم العراق في كفة ويحمل تطلعات شعبه وآماله في التغيير وإبعاد الفاسدين الذين أهلكوا الحرث والنسل في الكفة الأخرى فكانت النتائج كما تمناها ويتمناها كل خيرٍ محبٍ للعراق وشعبه ، وكان لفوز السيد مقتدى الصدر وتبؤه المراكز الاولى لدفة القيادة في هذا البلد العظيم بمثابة صفعة كبيرة على وجوه الفاسدين بقدر ما هي مسحة حنون من أيادٍ كريمة سمحاء على رؤوس الأيتام والمشردين وكلمات مواساتٍ لآلام المتعبين من الآرامل والمشردين ومن أنهتكم الأيام الخالية وما حوت في طياتها من جروح وبثور عميقة .
وأنني كمواطن عراقي موصلي مستقل تمامًا وغير طامعٍ ولا باحثٍ عن منصب أو جاه وإنما وبدافع وطني غيور على العراق وشعبه أجمع وبحكم متابعتي المستمرة وإطلاعي على ما يحب هذا الشعب ويتطلع اليه في تنفيذ مطالبه المشروعة ، ولغرض ان تكتمل صورة التغيير المنشود دون شائبة تلوحها او مثلمةً تحيطها ، وحيث أن التاريخ لا يرحم وسيسجل بأحرف من نور كل من أنقذ العراق وخدم شعبه ولبى مطالبه المشروعة وأملي كبير في ان ينال الصدريون هذا المركز بكل جدارة حسب ما مضى من معطيات وما تولد منها حديثًا , فأنني أطالب من سماحة السيد مقتدى الصدر بعدم السماح لأي شخصية سبق لها وأن تبؤءت اي منصب وزاري او غيره فيما سبق من حكومات تشكلت منذ العام (2003) ولحد الأن وخاصة وخصوصًا الوجوه القديمة من أولئك الذين رفضهم الشعب ولفظتهم القيم والمبادئ وأخذوا استحقاقهم بالفشل الذريع في الأنتخابات من ان تتولى اية مسؤولية في الحكومة القادمة وأن يكون الإعتماد فقط على الوجوه الجديدة من التكنوقراط وحملة الشهادات العليا من المشهود لهم بالنزاهة والإخلاص ، لينعم هذا الشعب العريق بالتغيير الحقيقي وليتحول بصيص الأمل وضوء التغيير الخافت إلى شعاع نور يسطع فوق سماء العراق العظيم ليأخذ مكانته ببن محببه وليكون في المكان الذي يستحقه ، عسى أن يغسل غيثكم القادم أيها الصدريون ما حل بالعراق وشعبه من مطر سوء فيما مضى من (15) من السنوات العجاف .
كما وأطالب من كل عراقي شريف ومخلص وغيور آلمته الظروف وقسى عليه الزمن الفائت في ان يؤيد هذا المطلب ويسانده إكرامًا لجميع محافظات العراق العظيم وما تمر به من ويلات ومصاعب ومواساةً لضحاياه وعوائله المنهكة وثأرًا لدجلة الخالد والفرات العذب واللذين بسببهما سمي العراق (بلاد الرافدين) ليغدو مطلبًا جماهيريًا لشعب يحلم بالتغيير ويتطلع إليه في قادم الأيام ، وسيعلم الذين ظلموا أين منقلب ينقلبون ، وتفضلو بقبول وافر الإحترام والتقدير .
* للإطلاع على الآراء والتعليقت على الرابط التالي
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10215721235725102&id=1269245661
حسن ميسر صالح الأمين
4/6/2018
388 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع