خالد حسن الخطيب
كُن عراقيّا تَكُن نَبيّا مرسلا
ابتداء من قوله صلى الله عليه وسلم( التؤدة والاقتصاد و السمت الحسن جزء من أربعة و عشرين جزءا من النبوة")
والسمت الحسن.. أي حسن الهيئة والمنظر , اما التؤدة فتعني التمهّل والتروي .
و الاقْتِصادَ : أَي الادخار وعدم التبذير . اذا فالاقتصاد سمة من سمات الانبياء .
حتى انتهي من قصة ( سالفة ) سمعتها من الاستاذ الكاتب و المؤرّخ ( كريم صبري ابو اسامة ) عن احداث ثورة 14 تموز عام 1958 مفادها حيث قال .... كنّا صغارا وسمعنا بانطلاق ثورة في بغداد وكنا نسكن منطقة الكرخ / فخرجت مسرعا مع الجماهير التي ملأت شوارع بغداد وذهبت الى بيت رئيس الوزراء نوري السعيد رحمه الله فدخلنا البيت وكان بيتا متواضعا للغاية , لكن الشيء الذي لفت انتباهي بشده في ذلك الوقت وجود صواني كبيرة على سطح الدار لعمل معجون الطماطم على الطريقة الشمسية البدائية فظلّت هذا الصورة ماثلة في ذهني الى يومنا هذا ... رئيس وزراء العراق يقتصد وتقوم أسرته بعمل معجون الطماطم .
اما في وقتنا الحاضر وفي اسبانيا تحديدا
مهرجان التراشق بالطماطم وهو المهرجان السنوي للطماطم (البندورة) يقام في الأربعاء الأخير من شهر آب كل عام حيث يستعمل حوالي 100 طنا من الطماطم وذلك في قرية بيونول Buñol في مقاطعة فالنسيا في إسبانيا حيث يقوم المحتفلين برشق بعضهم بالطماطم لمدة ساعة.
المهرجان يقام لمدة أسبوع ويتضمّن الموسيقى, العروض, رقص وألعاب نارية. ومن تقاليد المهرجان ان ترتدي النسوة الأبيض وأن لا يرتدي الرجال أي قمصان.
بدأ هذا الاحتفال بشكل عفوي عام 1945 ولم يتم الاعتراف به رسميا إلا في عام 1952.
الا ان الشيء الذي استوقفني هو الكم الهائل من مادة الطماطم والتي تقدر في بعض الاحيان بأكثر من 100 طن والشيء الغريب الاخر هو ان مهرجان الطماطم الإسباني لاقى شهرة في شتى أنحاء العالم مما دفع عددا من المدن لإقامة مهرجان مماثل ومن بينها، مدن بالولايات المتحدة والصين وكولومبيا وأستراليا.
ومن الجدير بالذكر ما نقلته قناة ال BBC البريطانية الاخبارية قولها لعام 2018 عن مهرجان الطماطم .... جرى تحميل نحو مائة وخمسين ألف كيلو ( 150 طن ) من الطماطم ونقلها إلى بلدة بونيول الإسبانية استعدادا لمعارك طاحنة يتراشق فيها المشاركون بالطماطم في شوارع القرية الضيقة.
ويستعد سكان البلدة، التي تنتعش سياحيا بفضل المهرجان وشعاراته التي تغطي ارجاءها، بتغطية واجهات المتاجر والمنازل لحمايتها من عصير الطماطم وتكدس الحشود الضخمة المشاركة في الحدث السنوي بالأسبوع الأخير من شهر / آب.
واخيرا اود القول بأن ألعراق بلد الأنبياء والقديسين والصالحين ومقرهم ومستودعهم ومحل سكناهم وترحالهم كأنبياء الله (ادم ونوح وهود وصالح ويونس وإبراهيم وأيوب وعزير وذي الكفل والخضر) عليهم السلام جميعاً .
العراق بلد ألائمة وأولياء الله الصالحين ولا تزال قبورهم شاهدة فيه ... العراق بلد الناس التي تقتصد وهي سمة من سمات الانبياء ... العراق بلد العوائل التي عانت ما عانت من حصار امريكا الغاشم و الظالم ( 1990 – 2003 ) والتي ارادت ولا تزال تركيع وتجويع واذلال شعب العراق ..
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثامنة والعشرين لصدور قرار فرض الحصار الاقتصادي على العراق على خلفية غزوه للكويت ولأني من الذين عايشوا الحصار وتحسسوا آلامه ومن الذين شاهدوا ووثقوا معاناة الناس وآلامهم أود أن أسال : هل كان من اللائق للمجتمع الدولي أن يجوّع شعبا اعزلا من اجل أن يضغط على حكامه ؟
فما زال الاقتصاد سمة من سمات الانبياء وما زال العراقيون انبياء الله في الارض لانهم يبتعدون كل البعد عن هذه السخافات والحماقات لانهم ببساطة مقتصدين ولا يجلبون ( 150 طن ) من الطماطم ليتقاذفوا بها لمدة ساعة لا ترتدي رجالهم الملابس .
691 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع