علاء کامل شبيب
"لقد تحولت إيران الى سجن کبير و لم يعد هنالك من فرق بين الذي داخل السجون و المعتقلات و بين من هو في خارجها، ذلك لأن الاوضاع هي نفسها قمع و إکراه و ظلم."،
هذا الکلام ليس مجرد کلام عابر او للإستهلاك الاعلامي وانما هو رأي بات يطلق و بصورة مستمرة من قبل أبناء الشعب الايراني على إختلاف مشاربهم و شرائحهم و إنتمائاتهم، إذ أن سياسة التشدد و الترهيب و القمع المفرط للنظام في ظل الاوضاع و المستجدات المطروحة منذ أکثر من عام قد باتت بمثابة برنامج عمل يومي للنظام وهو مايشکل ضغطا استثنائيا على الشارع الايراني و يجعله يعاني الامرين من ذلك الامر و تبعاته.
النظام الاستبدادي القائم في طهران و الذي يحاول دائما"الابداع"و"التطوير"فيما يتعلق بأساليبه و وسائله و برامجه القمعية، قام يوم 25 مارس/آذار الجاري و بحسب وکالة أنباء فارس التابعة لقوات الحرس الثوري، بإجراء مناورة من قبل وحدة حماية السجن في مدينة همدان وقد سبق وأن تم اجراء مناورات مماثلة في سجون كل من مدن اردكان ويزد وأراك ونقده وآباده ومراغه و مرودشت و قم وياسوج ومدن ايرانية أخرى، وذلك خوفا من تمرد السجناء و إنفجارهم بوجه سجانيهم، وقد جرت هذه المناورات بالتعاون مع كل من وزارة المخابرات وقوى الأمن والقائممقامية ودائرة اطفاء الحريق والطوارئ في المدن المذكورة، وهو مايضفي أجواءا من الرعب و الذعر على نشاطات النظام و تحرکاته الملفتة للنظر خلال الاشهر المنصرمة من السنة الحالية.
نظام ولاية الفقيه الذي أعلن بأن غاية اقامة هذه المناورات هي "تأمين الأمن في السجون» و«الجاهزية وتعزيز الكفاءات للتصدي لأعمال الشغب والتمرد المحتمل في داخل السجون» و«التصدي لاحتجاز الرهائن» و«التهديدات» و«الارتقاء بـمستوى جهوزية الوحدات داخل السجن وكذلك التنسيق مع بقية الأجهزة وادارة الأزمة"، لکن تأکيدات اوساط المعارضة الايرانية و خصوصا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية تؤکد بأن النظام قد بات يعيش هاجس الخوف و الذعر من إنفجار الانتفاضة ضده من داخل الدجون و إنتقالها الى الخارج هو الذي أثاره توجس و قلق النظام و دفعه الى إجراء هکذا مناورات"غريبة"و"غير مسبوقة"في تأريخ إيران المعاصر، والذي يعطي معنى و بعدا خاصا لهذه المناورات"الملالية الفريدة من نوعها"، هو انها تزامنت مع إجراء مناورات من قبل قوات مکافحة الشغب الخاضعة لأمرة الحرس الثوري مناورات عديدة في طهران بهدف التصدي للعصيان المدني في هذه المدينة ولاسيما وان جيش الجوع و الفقر المدقع في عموم البلاد قد بات يتوسع بصورة إستثنائية و يکاد أن يطغي على المشهد العام في إيران، وان مختلف الاحتمالات السلبية بالنسبة للنظام قائمة على قدم و ساق وهو مايعيه النظام جيدا و يسعى للعمل الى إستباق ساعة الانفجار و تأخيره او إجهاضه لأن إنفجار الانتفاضة هذه المرة سيکون مختلفا تماما عن أعوام 2009 و 2011، حيث ان التقديرات کلها تجري بإتجاه کونها إنتفاضة لاعودة او خط رجعة فيها ذلك أن عموم الشعب الايراني الذي ذاق الويلات من هذا النظام لم يعد هنالك من شئ يخاف عليه کي يفقده بل ان هاجسه هو الخلاص من هذا النظام القمعي الذي هو سر و اساس کل المصائب و الويلات و المحن التي يعاني منها.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
2197 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع