ملحمة الفلوجه مربض المقاومه العراقيه

                                        


الى ارواح الشهداء الابطال والجرحى الميامين والمقاومين الابطال من اجل الحريه والتحرر وضد الظلم والاحتلال والى كل الشرفاء بالعالم اقدم هذه الملحمه التاريخيه من نضال فريد ومقاومه باسله ونوعيه سجلها التاريخ بأحرف من نور وانحنى لها كل محب للحياة والعيش الكريم والعزه والكرامه .....

الفلوجه هذه المدينه العراقيه المناضله الصغيره بحجمها والكبيره في مواقفها وعطائها والتي دخلت التاريخ مرتين الاولى في مقاومة الاحتلال البريطاني في عشرينات القرن الماضي والثانيه بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 وكانت نبراسا لكل المقاومين والمدافعين عن ارضهم وعرضهم وبلادهم وضربت بها الامثال في الصمود والقتال الذي وصفه العدو قبل الصديق اذ يقول المجرم بوش الصغير في 11 \نيسان \ 2004 عند زيارته لعوائل القتلى في قاعدة فورت هود في تكساس ( لقد واجهت قواتنا اسبوعا قاسيا وانا اصلي كل يوم من اجل ان تتراجع هذه الخسائر ) واضاف ( ان قواتنا اصبحت تحت الاراده الدفاعيه وليست الهجوميه ) وهذه يفهمها العسكريون وتعني فقدان المبادأه وتقبل الهجمات المقابله وهي الحاله الاضعف للقوات الامريكيه لانها تتيح للمقابل بتعين مكان ووقت الهجوم وتأمين المباغته .

كانت الفلوجه هي الشراره الاولى للمقاومه العراقيه التي بدأت في 27 \ ايار \ 2003 عندما قامت مجموعه من خلايا المقاومه بقيادة الشهيد نور الدين الزوبعي واشتبكت مع سريه من قوات الجيش الامريكي عند نهاية جسر الفلوجه الرئيسي الذي يربط المدينه مع طريق الرمادي استمرت عدة ساعات تكبدت فيها القوات الامريكيه خسائر كبيره منها اسقاط طائره سمتيه بمن فيها ,, لقد كانت هذه بمثابة كارثه للجيش الامريكي وللاداره الامريكيه لانها شكلت مفاجئه بالتوقيت والحجم والجرأه والخسائر التي اصابة الجيش الامريكي وبعد ساعات قليله من العمليه اصبح الخبر على جميع شاشات الفضائيات والتي تسببت احراج كبير للاداره الامريكيه التي اعترفت بمقتل جنديين وجرح تسعه وسقوط طائره و قررت الانتقام من الفلوجه شعبا وارضا ومساجد فكانت معركة الفلوجه الاولى ...

معركة الفلوجه الاولى

بعد حادث جسر الفلوجه مباشرة صدرت الاوامر الى القوات الامريكيه بالتحرك الى الفلوجه وكلفت الفرقه المشاة الثالثه التي كانت متواجده في بغداد وقامت بتطويق الفلوجه واتخاذ اجراءات خاصه بالتعامل مع المدينه ولابد من الاشاره الى الاسلوب الذي كانت تتعامل به القوات الامريكيه مع المواطنيين والاهانات المتكرره وعدم احترام تقاليد العراقيين واعتقال رجال الفلوجه واهانة شيوخها والمداهمات المتكرره والاعتقالات العشوائيه ويجب ان لاننسى ان الفلوجه من اكثر مدن العراق تدينا والتزاما بالدين والاعراف العربيه والعشائريه واكثر مدينه تضم مساجد حيث بلغ عددها اكثر من 100 مسجد اضافة للوضع العام الذي كان يغلي

في معظم انحاء العراق كل ذلك كان مؤثرا في الحوادث التي تلت والذي جعلت اهل الفلوجه يغلون من الغضب ومتهيئين للانتقام من الامريكان ولقد ولد ذلك حاجة لرص الصفوف والعمل ضد العدو فانقسمت المقاومه الى نوعين الاول عمليات منفرده يقوم بها شباب ورجال العشائر بصفة انتقاميه والثانيه كانت منظمه ومخطط لها بدقه واتقان من قبل فصائل المقاومه ومنها معركة 10 تموز \ 2003 الذي قاده ايضا الشهيد نور الدين الزوبعي واستهدف تفجيرمقر القوات الامريكيه ومعهم مركز شرطة الفلوجه والذي كبد الامريكان اكثر من 20 قتيلا واكثرمن 70 جريحا وحرق العديد من العجلات اضافه الى خسائر عدد من الشرطه ولكن الامريكان لم يعترفوا ابدا بهذا الهجوم ولكنهم اعترفوا بهجوم آخر حدث يوم 2 \ ت2 \ 2003 والذي تكبدوا فيه خسائر 15 جندي قتيل بعد قيام المقاومه باسقاط طائره شينوك بواسطة صاروخ ارض جو وقد اعترف بذلك الكولونيل برادلي في منطقة الفلوجه وكانت الطائره تحمل 36 جندي اضافة الى الطاقم وهي متوجه الى بغداد وسقطت فوق قريه البو عيسى ولقد وصف رامسفيلد هذه الخساره قائلا ( يوم مأساوي وسيء للاميركان ولابد الاعتراف به ) .. تصاعدت العمليات في الفلوجه واسقطت طائره اخرى وقتل من فيها واعترف الامريكان انهم كانوا تسعه وشنت هجمات كثيره ونوعيه حتى صرح وزير الدفاع الامريكي قائلا ( انه يتوقع حربا طويله وصعبه ) واسقطت طائرة نقل امريكيه ( سي 130 ) فوق الفلوجه وازداد الاهالي قوة وعمليات اضافيه كل ذلك دفع القوات الامريكيه ان تقرر الهجوم على الفلوجه ...

تبلغ مساحة الفلوجه بحدود 40 كيلومتر مربع ونفوسها زاد عن 300 الف نسمه وهي تبعد عن العاصمه بغداد بحدود 55 كم غربا وتقع قاعدة الحبانبه اكبر القواعد العسكريه الجويه غرب المدينه وطابع اهل المدينه التدين والالتزام والعادات العربيه والكرم والضيافه مثل اخوانهم في باقي مدن العراق ..

في يوم31 \ آذار \ 2004 قامت احدى خلايا المقاومه بنصب كمين لعجلتين من عجلات شركة (بلاك ووتر) الامنيه التي تتولى حماية الشخصيات العسكريه والسياسيه الامريكيه واثناء مرور العجلات من شارع الفلوجه الرئيسي اطلق الكمين نيرانه على العجلتين وهنا نترك الكلام لتقرير الشرطه العراقيه :

( قامت مجموعه مسلحه بايقاف سيارتين بلون ابيض بالساعه 10,30 صباحا كانتا تمران من وسط الفلوجه وبدأوا باطلاق النار على الاشخاص في السيارتين ويعتقد انهم اجانب مما ادى الى مقتلهم ثم قام المهاجمون باضرام النار بالسيارتين ولاذو بالفرار ) ...... اما الحاكم الامريكي بول بريمر فقد ذكر في تقريره مايلي :

( اندلعت ازمه في الفلوجه صباح يوم الاربعاء 31 \ 3 \2004 فقد تعرضت قافله صغيره من سيارات الحراس الامنيين التابعين لشركة بلاك ووتر الى كمين في مركز الفلوجه وامطر المسلحون المركبه الامريكيه بوابل من اطلاقات الكلاشنكوف فاحترقت واخذ رجال البلده يرقصون فرحا وسحبوا الجثث المحروقه من بين الحطام واخذوا يضربونها بالرفوش ثم علقت جثتان متفحمتان ومقطعة الاوصال على الحاجز المعدني للجسر الرئيسي للبلده على النهر ) ..

ولكن هذا الحادث اخذ طابعا مؤثرا جدا حيث شاءت الصدف ان يتواجد عدد من المراسلين الصحفين وتم تصوير العمليه وبثها مباشرة واصبحت الاداره الامريكيه بموقف حرج وكان لابد لها من رد وخاصة ان الحادث قد تفاعل في الداخل الامريكي واظهرت ان القوات الامريكيه غير قادره على السيطره وان هناك مناطق عراقيه ومنها الفلوجه غير خاضعه لسيطرة القوات الامريكيه اضافة الى كون شركة بلاك ووتر معنيه بتامين الحمايه لبريمر وباقي المناصب الامريكيه في العراق من عسكريين ومدنيين وضيوفهم وتعتبر القوه الاحتياطيه للجيش الامريكي لانها مشكله من مجموعات من المرتزقه من الذي خدموا في الجيش الامريكي الامر الذي تسبب في ضرورة الرد القوي والتاثير الكبير في قرار الهجوم على الفلوجه وخاصة ان شبح الصومال بدأ يتكرر على لسان الجنود الامريكان . لقد اصيب المواطن الامريكي بالاحباط وظهر ذلك من خلال استفتاء الاراء الذي قامت به صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 2 \ 4 \2004 ان معظم الاراء كانت تطالب بسحب القوات الامريكيه وكان ابرزهم مواطن ظهر على الشاشه وهو يقول ( اتركوهم وليعود ابنائنا الى الوطن ) ..واخرها تصريح بوش الذي قال ( لن ننسحب من الفلوجه بالرغم من دموية الاحداث ) ..

في ظل هذه الاجواء كان القرار بالهجوم على الفلوجه الذي بدأ بالتحشد وتطويق المدينه وفرض الحصار حولها ومنع الدخول والخروج منها وتم وضع خطه مفصله نوقشت في البنتاغون وعرضت على اعلى المستويات وتم اطلاق اسم (الرد الساحق ) على العمليه وبعد المصادقه عليها ظهرت العديد من التصريحات التي تنم عن التوتر الكبير والاحباط الذي كان يعاني منه البنتاغون والاداره الامريكيه برمتها ومن هذه التصريحات :

1 – ان التاريخ سيثبت ان الذين ارتكبوا هذه الاعمال ضد الامريكيين قللوا من قدراتنا وعلينا تحديد هوياتهم ومن ثم القضاء عليهم . ( دانكن هانتر ,, لجنة الدفاع في الكونكرس )

2- سنعطي الفرصه للسكان لتسليمنا المجرمين والا فاننا سنذهب للبحث عنهم .(الجنرال مارك كيميت ).

3- سندخل الفلوجه ونقيم تواجد فيها وسنميز السكان من المجرمين ..( متحدث عسكري امريكي في بغداد )

ان الذين نفذوا التمثيل بالجثث مجموعه من الاطفال والمراهقين وليس هم من نفذ العمليه حيث ان الكمين نفذته ( كتائب الشيخ احمد ياسين وهي احدى فصائل المقاومه الاسلاميه \ كتائب ثورة العشرين ) وقد تبنت الكتائب المسؤوليه في تنفيذ العمليه بموجب بيان وزع في الفلوجه حصلت بعض القنوات على نسخه منه في حينه ولكن خطباء وأأمة المساجد نددوا بعملية التمثيل بالجثث لانها كما ذكروا مخالفه للدين الاسلامي الحنيف ولكن ذلك لم يؤثر شيئا في القرار الامريكي ..

كان الوضع داخل الفلوجه مشوب بالترقب والحذر والناس تشعر بحدوث شيئا ما والمقاومه استنفرت وتهيأت لكل طارىء وفي يوم 3 \ 4 \2004 اصدرت القوات الامريكيه بيانا يطلبون فيه تسليم المبينه صورهم في البيان وهم الذين سحلوا وعلقوا المرتزقه الامريكان وكان ذلك بداية تنفيذ الخطه الامريكيه وقد حدثت مناوشات عسكريه في الحي العسكري مع قوات المقاومه

انتهت بفك الحصار من جهة الحي العسكري بعد يوم وليله من الحصار تحت ضغط المقاومه وفي يوم 5 \ 4 \ 2004 فوجئت الفلوجه بتطويق كامل وغلق من جميع الجهات باحد عشر الف جندي معزز بالدبابات والطائرات والمدفعيه ومجموعات من القوات العراقيه من الحرس الوطني والشرطه الامر الذي فسره السكان بان هجوما كبيرا سوف يشنه الامريكان وكأن بوش وادارته من سحل وليس بضع افراد من المرتزقه ....

بدأت العمليه الامريكيه في معركة الفلوجه الاولى بقصف جوي نفذته الطائرات الامريكيه ( اف 15 و اف 16 ) على حي الجولان وحي نزال وتضمن القصف بقنابل عنقوديه سقطت على منازل السكان واثناء ذلك كانت الاليات الامريكيه تذيع بيانات تطالب بها تسليم قتلة المرتزقه من الجهه البعيده للمدينه على الضفه الاخرى للنهر وبدأت بعض الصواريخ تسقط على حي الجولان واستشهد ثمانيه من المدنيين واسقطت قنابل عنقوديه على حي الجولان في حين ظلت الطائرات ترمي المنشورات التي تطالب عدم التقاعس عن تسليم المطلوبين وتم اطلاق اسم ( الحل الحذر ) على العمليه داخل الفلوجه بعد ان كان الاسم الرئيسي للعمليه ( الرد الساحق ) لان الاوضاع على الارض في الفلوجه كانت تختلف عن حسابات اعداد الخطط من الامريكان ..

قامت القوات الامريكيه باحتلال الجسر الرئيسي ومنعت الحركه عليه وبذلك منعت اي اتصال مع المستشفى الرئيسي في البلده وتزامنت معارك اخرى في النجف مع قوات مقتدى الصدر وقامت القوات الامريكيه بقصف جميع الطرق المؤديه من والى الفلوجه لمنع السكان من الهروب او دخول اي تعزيزات اليهم وقد ذكر المجرم بول بريمر في كتابه ( عام قضيته في العراق ) ص 400 مانصه بخصوص هذا اليوم ( اخبرني الجنرال سانشيز انه قبل شروق الشمس اقامت قوه من 1300 جندي من المارينز وقوات فيلق الدفاع المدني ( يقصد 5 كتائب من الشرطه العراقيه ى) وقوات الجيش العراقي الجديد حواجز حول مدينة الفلوجه وفرضت عليها حصارا ودخلت المدينه مركبات همفي المزوده بمكبرات الصوت مدعومه بالمدرعات واعلنت منع التجول في المدينه من الغروب حتى الصباح وهددت بالقضاء على المتمردين الذين يرفضون تسليم اسلحتهم والاستسلام والوضع هناك معقد وخطير على غرار الازمه التي نواجهها في مدينة الصدر والجنوب ) . لم يكن هذا العدد حقيقيا حيث ان القوه التي هاجمت الحي الصناعي كانت اكثر من 2000 جندي كما صرح قائدهم اضافة الى المتعاونيين معهم من العراقيين حيث قدرت القوه باكثر من خمسة عشر الف جندي ...

كانت عمليات القصف الجوي تتزايد والتركيز على حي الجولان وحي نزال ومركز المدينه ورؤوس الجسور والمنطقه الصناعيه والفلوجه القديمه وان اكثر الاهالي غادروا منازلهم الى اماكن اخرى داخل الفلوجه يعتقدون انها اكثر امنا وقد تعرضت منازل المواطنين الى قصف جوي وصاروخي عنيف وعشوائي في كثير من الاحيان كان يراد به ارهاب المواطنين وتخويفهم وايقاع اكبر مايمكن من الخسائر في صفوف المدنيين انتقاما ..

كانت الاشتباكات مستمره بين المقاومه والقوات الامريكيه وقد امتدت الى جميع مناطق الانبار في الرمادي وحديثه وهيت وابو غريب وبغداد والموصل والنجف سامراء و غيرها واضطرت القوات الامريكيه في كثير من الاحيان الى التراجع امام ضغط العمليات العسكريه للمقاومه

وكانت خسائر القوات الامريكيه كثيره وكانت نداءات الاستغاثه وطلب التعزيزيات تتكرر بشكل مستمر من الوحدات المشتبكه حتى ان بعض الجنود الامريكان كانوا يجهشون بالبكاء ومنهم من فقد السيطره على نفسه واخرين بدؤا يتناولون المخدرات لغرض الصمود حتى ان احد الاخوه روى لي حاله وهي قيام ضابط امريكي يعنف جندي قد تغوط على نفسه من الخوف والرعب وهناك في الجانب الاخر كان شهداء الفلوجه وجرحاهم ايضا كثيره واكثرهم من المدنيين والنساء والاطفال ولم تكن هناك مستشفى لاستقبالهم عدا مستشفى الدكتور طالب الجنابي اما المستشفى العام فكان بيد القوات الامريكيه وكان سبب الخسائر في صفوف المدنيين هو القصف الليلي والعشوائي وكان في الصباح يمكن للرائي من معرفة ما جرى في الفلوجه من خسائر وفي زياره لمستشفى طالب الجنابي الوحيد من قبل احدى القنوات التي دخلت خلسه الى الفلوجه قبل العمليه وجدت المستشفى قد تعرضت الى القصف و قد انهار جزءا منها وان قاعاتها مليئه بالجرحى والقتلى والدماء تملىء الارضيات والغرف ومن انسانية الامريكان فرسان الديمقراطيه هذه الحادثه :

جرح شاب من جراء القصف الجوي العشوائي وحمله ابوه واخوه في الساعه الرابعه فجرا الى مستشفى طالب الجنابي ووضعوه في الحوض الخلفي للسياره البيكاب وجلس الاب بجاوره و الاخ الذي قاد السياره وعند وصولها الى باب المستشفى قصفها الامريكان بصاروخ من طائره يعتقد انها سمتيه بحيث احترق الجريح ومات الاب وجرح الاخ بجروح خطير وهوامام باب المستشفى .. علما ان الامريكان يعلمون جيدا موقع المستشفى فقد زاروه عدة مرات ..

حاولت القوات الامريكيه التقدم من الشرق على المحور الرئيسي ( طريق الفلوجه الرئيسي ) وقد لاقت مقاومه شديده وتكبدت خسائر بالرغم من استخدام مكثف للسمتيات والمدفعيه والمارينز الا انها لم تتمكن من التقدم سوى مسافه قليله وحاولت اسناد وتعزيز حركتها بتقدم رتلين من حي الجولان من شرق المدينه ولكنهما ردوا على اعقابهم ولم يتمكنوا من اجتياز قوة المقاومه واستمر الحال بين كر وفر حتى قامت القوات الامريكيه بعمليات انزال الجنود من السمتيات على مناطق متفرقه لتوزيع جهد المقاومه واضعافه ولكنها تكبدت خسائر كبيره واذكر ان احد الضباط الامريكان كان يحاول ان يهدد احد الجنود في بغداد وهو يقول له سوف ارسلك الى الفلوجه اي الى المكان الذي يرهب الامريكان وهذا دليل على عنف المعارك وشدتها لقد خسر الامريكان كثيرا في الفلوجه ومن طبيعة سياقات عملهم عدم ذكر الخسائر الا ماندر اما الفلوجه المقاومه فانها اعطت من المدنيين وخاصة النساء والاطفال الكثير واندلع القتال ليشمل مناطق عديده من العراق واشتبكت المقاومه مع العدو الامريكي في الصقلاويه في معركه استمرت 7 ساعات فقدت القوات الامريكيه 12 جندي ومعركه اخرى في نفس الوقت تقريبا في ملعب مدينة الرمادي حيث فقد الامريكان عشرات القتلى والجرحى عندما هاجمتهم المقاومه وهم متجمعين في ملعب الرمادي بقنابر الهاون وكانت خسائر فادحه تضمنت 14 قتيل و25 جريح وان المقاومه كثفت عملياتها في بغداد والموصل لتخفيف الزخم عن الفلوجه وكذلك فعلت قوات مقتدى الصدر وفي اليوم التالي هاجمت قوه من المقاومه موقع امريكي في منطقة النعيميه وقتلت من فيه وهرب البقيه وشوهدت السمتيات تخلي القتلى والجرحى وقد تمكنت المقاومه من فتح ثغره مهمه في جدار الحصار على الفلوجه واصبح طريق النعيميه سالكا واعتبرت تلك هزيمه مدويه للقوات الامريكيه اذ يقول عنها بريمر (كنا نضرب رؤوسنا بالحائط

) وقامت احدى القنوات بث هذه العمليه التي اعطت انطباع عام للامريكان شعبا واداره ان الوضع سيء للغايه واظهرت الشاشات الفضائيه فلما لطائره امريكيه قامت بقصف منزلا في حي الجولان قتل فيه اكثر من 20 امرأه وطفل كانوا متجمعين فيه مما اثار استياء العالم كله ...

في هذا اليوم قرر مدير المستشفى العام الدكتور العيساوي نقل المعدات الى داخل المدينه في بناية العياده الشعبيه لتكون وحده طبيه ميدانيه لارتفاع نسبة الخسائر التى لم تتمكن مستشفى الجنابي من علاجهم ..

لقد فقد الامريكان صوابهم بعد الضربات الشديده التي تلقوها على يد المقاومه فلجأؤا الى الانتقام بطريقة استهداف المدنيين وبدؤا بقصف منزل استشهد فيه 26 شخصا ولم ينج سوى رجل واحد وطفل رضيع وبدأت القوات الامريكه منذ يوم الحصار الاول بمنع الاغذيه والوقود بانواعه حيث بدأت ملامح مجاعه في المدينه وطلب الدكتور العيساوي التبرع بالدم لازدياد الجرحى وظهرت مشكله اخرى وهي دفن الشهداء حيث تكاثرت الجثث وعندما تم تجميعها ظهرت جليا حجم مذبحة الجولان التي ارتكبها المجرمين الامريكان وقد تناثرت اشلاء الاطفال والنساء والرجال وامتلىء المدفن بالجثث ولقد دفن 1500 جثه في مكان واحد ..

لقد كانت معركة موقع النعيميه حافزا قويا لقيام المقاومه بتصعيد عملياتها انتقاما من القوات الامريكيه وان اعداد القتلى الامريكان اكبر بكثير من ما تذكره وسائل الاعلام او الناطق الامريكي ......

وانتصرت الفلجه انتصرت المقاومه وعاد الامريكان خائبين دون ان يحققوا اهدافهم ولم يحصلوا على شيء ممن ذكروه كأهداف للعمليه سوى خسائر لم تكن متوقعه وهاجس مرعب اسمه الفلوجه يؤرق الضباط والجنود ...

الى كل من نعت المقاومه بالارهاب ونعوت اخرى اقول ان قطرة دم من مقاوم هي اشرف بكثير من الذين كانوا خدما للامريكان وعملاء لن يرحمهم التاريخ ولا شعبهم لان الخيانه وصمة عار في تاريخهم وسمعة عوائلهم والى الذين لايزالون تقتلهم الغيره والحقد من المقاومه لاسباب متعدده منها عماله ومنها طائفيه ومنها حقد ومنها منفعه شخصيه الى الذين رقصوا على جثث الابطال في رقصهم الطائفي اقول انها المقاومه العراقيه البطله التي رسمت الجهاد العراقي النادر للاجيال القادمه وان ارواح الشهداء سوف تلاحقكم اينما كنتم باللعنه والبصاق عليكم ....

الى كل الشهداء الذين روت دمائهم ارض الوطن ودافعوا عن شرفهم وعرضهم ومالهم وارضهم في وقت كان اخرون يضعون شرفهم تحت اقدام المحتل الى الجرحى الميامين الذين حملوا وسام الشرف الى اهلي في الفلوجه وفي العراق اقف وانحني اجلالا وتقديرا لما قمتم به من عمل بطولي ونسأل الله ان يضع شهدائنا في جنات نعيم ويغفر لجرحانا ولكل الشرفاء ..

وليعلم من يشكك بالمقاومه العراقيه البطله التي قاتلت الامريكان وهزمتهم من العراق من الرؤوس الكبيره والصغيره من العملاء والطائفيين وانصاف الرجال والمشككين من نساء

ورجال سياسه او دين عراقيين او غير عراقيين مزودجي الجنسيه وبعض المرتزقه من كتاب السلاطين او غير ذلك ,, واعلموا كلكم اشتركتم بالجريمه وكلكم اوغلتم بدماء العراقيين الشرفاء بالفعل او القلم او القول وليعلم العراقيين ان المقاومه العراقيه بكل فصائلها هي تاج على راس ورفعة راس لكل عراقي شريف ...

تقرير عن موقف القوات العراقيه المشاركه

1- مدير شرطة الفلوجه التحق مع المقاومه .

2- العديد من الشرطه المحليه بين هروب والتحاق بالمقاومه .

3- اثبت ان الشرطه العراقيه عديمة الفائده استنادا لتقرير رفعه ضابط امريكي رفيع .

4- 50% من موجود كتيبة الجيش العراقي الجديد ( الحرس الوطني ) هربوا من الكتيبه .

5- ثلث الكتائب الخمسه من كتائب الشرطه التابعه لبغداد والملحقه مع القوه الامريكيه هرب يوم 6 \ 4 \ 2004 .

6- غياب 80% من المجندين من مدينة الصدر .

7- غياب العديد من افراد الشرطه في عموم العراق وسلبية البقيه في التعامل مع الامريكان

بعض الملاحظات من معركة الفلوجه

1- لم تكن القوات الامريكيه بالمستوى الاخلاقي المطلوب ولم تتقيد بالشرف العسكري اثناء القتال .

2- كانت معنويات الجنود الامريكان منخفضه والاندفاع معدوم ورصدت الكثير من حالات الخوف والرعب والهروب من ساحة المعركه .

3- كانت المقاومه العراقيه فعاله بشكل ملفت للنظر وكانت عملياتها نوعيه ومخطط لها بعنايه وكانت تجيد قتال الشوارع بشكل اذهل الامريكان ..

4- استهداف المدنيين والمنازل والجوامع يدل على خسة الامريكان وضعفهم من جهه واسلوبهم في القتال باللجوء الى هذه الاساليب للضغط على مقاتلي المقاومه .

5- استهداف دور العباده حيث تعرضت الكثير من المساجد الى القصف ممايدل على عدم مهنية هذه القوات وفقدانها لاخلاقياتها .

6- لم تكن هناك حاجه الى شن العمليه على الفلوجه بهذا الحجم والعنف بسبب هدف تافه لايستحق لان الخسائر التي تكبدها الامريكان اضعاف اضعاف مافقدوه من مرتزقه .

7- موقف القطعات العراقيه كان مخزيا وخاصة تأديتهم للرقص وهم في طريقهم لقتل عراقيين ..

من يوميات اللواء الركن ابو عمر الفاروق

صديق المجله / بغداد

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

520 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع