بقلم : لهب عطا عبد الوهاب
خاطرة : اختفاء الصحفي جمال خاشقجي / ما أشبه اليوم بالبارحة
يعيد حادث الاختفاء القسري للصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول يوم 2 تشرين الأول الجاري ، يعيد الى الاذهان قصص مشابهة سجلت ضد مجهول ، منها اختفاء الامام موسى الصدر (رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان) في ليبيا عام 1978 بعد مقابلته للعقيد القذافي مباشرة ، اذ لم يعثر له أثر مع اصرار السلطات الليبية انه غادرها الى روما.
ولقى المصير ذاته وزير خارجية ليبيا السابق المعارض الدكتور منصور كيخيا بعد حضوره لمؤتمر في أوائل التسعينات في العاصمة المصرية القاهرة ، اذ توارى عن الأنظار هو الاخر دون ان يعرف مصيره رغم السنوات الطويلة التي مرت على اختفاءه.
والمثير في قضية الصحفي المرموق الخاشقجي (مراسل الواشنطن بوست) هو الانكار المطلق للسلطات السعودية علمها بالموضوع مع اصرارها على انه دخل القنصلية السعودية لمدة عشرين دقيقة فقط لإنهاء معاملة تتعلق بخطيبته التركية وغادرها حرا طليقا.
وتتوفر حاليا أدلة مادية كثيرة تفيد بأن الرجل قد قتل بدم بارد. بيد أن الاستثمارات السعودية الكبيرة في تركيا وفي الولايات المتحدة التي دخلت على الخط مؤخرا (كانت الولايات المتحدة قد باعتها أسلحة تزيد قيمتها عن 110 مليار دولار ومن الممكن للسعودية أن تتحول بسهولة الى مزودين اخرين كروسيا أو الصين) إلى خلق أزمة مؤقتة بين البلدين سرعان ما ستنقشع كانقشاع الغيوم عن السماء الماطرة وعودة الشمس المضيئة لتزيل ما خلفها من ظلام.
هذا هو حال السياسة الدولية في عالمنا اليوم فلتمشدق بحقوق الانسان وحرية التعبير يحجبها للأسف الشديد غربال المصالح المتاشبكة.
620 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع