د.منير الحبوبي
ما هو الوطن وما معنى الحنين الى الوطن؟
تغنى الكثير من الشعراء والأدباء الذين اغتربوا عن اوطانهم بوطنهم . كنا اطفالا وتلاميذا وكنا نقرأ عن اشعار وقصص تبين العذاب الذي يعيشه المغترب عن الوطن. منذ سنوات وهذه المعلومات تمر امامي وأحاول فهمها ولم هذا الحنين وما هي اسبابه وما المقصود بالوطن فهل تعريف الوطن هو نفسه بالقرن الماضي كما هو الآن ام حتى هذا تغير في عالمنا الجديد؟!!
بعد تفكير عميق توضحت لي بعض الأفكار وقد تكون خاطئه ولكنها قناعاتي الآن ففي هذا الزمن الذي نعيشه القناعات بدأت تتغير ايضا كتبدل الأخلاق والأعراف والموازين . بسماعي للأخبار من الوطن تكاد تقول ان الكفر والألحاد والسرقه والجريمه هي السيد في وطني؟ فكيف بنا وكيف سنفسر الحنين الى الوطن ؟ كيف بنا وتريد العوده الى وطن تخلى عن انسانيته بفعل اناس تركوا الحق ولا يخافون الله سواء عن قصد او عن دون قصد. كيف بك تفكر بالعوده وما أتى به رسول الله من معاني للأنسانيه تطبق بأرض الغربه وقوانين الشر والكفر والظلم تطبق بالأوطان التي تركناها؟
من المؤلم القول وأنا افكر بالأشعار التي قيلت من قبل ادباء سابقا بحق الوطن ان ما كانوا يعبرون عنه آنذاك كله خطأ بخطأ.
- موطني ..موطني..الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك..في رباك
والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك...في هواك
- بلادي وأن جارت علي عزيزة...وأهلي وأن ضنوا علي كرام
- وحب الوطن من الايمان
هذه تساؤلات قادتني الى الوصول الى ان الوطن بالحقيقه هو ليس الأرض اي ليست هي التربه بل الوطن هو الناس والأصدقاء والأخوه الذين كنت تعاشرهم وتحبهم اي ان من الخطأ التفكير بأنه ذلك البلد الذي حدوده كذا وكذا شمالا كذا وجنوبا كذا بل الوطن هو الأحباب الذين عشت وضحكت وبكيت وتناقشت واختلفت معهم هذا هو الوطن.
استنتجت من هذه الأفكار التي نوعما هي سوداويه ولكن يمكن القول ان نعيش ونرتمي باحضان وطن وهمي موجود فقط بالخيال كحال الألعاب الموجوده بالأجهزه الألكترونيه الحديثه فيمكنك المشاركه بحرب قذره بالپلي ستيشن وتقتل وتغتني وطبعا كل هذا وهمي بالبلي ستيشن او النينتندو او ما شابه من اجهزه وهكذا الآن يمكنك العيش بوطن غير موجود على الأرض.
قبل عشرين عاما قادتني الصدفه للتكلم بالتلفون مع صديق واخ عزيز علي كنت اعمل معه كأستاذ في معهد في بغداد فبادرته بالسؤال ما هي اخبار فلان وفلان وفلان وكلهم زملاء عمل وكان حلمي الوحيد بالحياة هو العوده واللقاء بهم فأجابني بأنه الكل قد غادروا وبعضهم قد ترك عالمنا فعندها تساؤلت لم العودة أذن؟؟.
راجعت حالي هذه عندها وقلت ولكن لا تيأس فلك هناك اهل واقرباء وبسرعه يأتيك الجواب ولكنهم حوكموا وحوربوا ودخلوا السجون والمعتقلات عندها بدأت أحك على صدغي لأتميز وأتفحص الأمور ولكي لا أخطأ يجب ان افهم ما هو الوطن أذن وما هو الحنين الى الوطن؟ فيأتيك الجواب مسرعا ولكن هناك بيتك او شقتك اي حلالك فيأتيك الخبر من انها سرقت وأغتصبت من قبل أخوان او اولاد عم لك او غرباء تفننوا بالمؤامرات للأستحواذ عليها عن غير وجه حق فتصفن وتكاد تنفجر غضبا ما هي الأعراف والقيم أذن في بلد كله خيانات وسراق ومنافقين؟!!!
من المؤلم ان ترى اناسا يقدسون الوطنيه ويضحون من اجل اوطانهم ويقاومون الظلم وهم لا يملكون مترا واحدا من ارض هذا الوطن وترى العكس واضحا كنور الشمس مع الأسف. هنا توصلت الى حقيقه هو ان الوطن ككيان وكتراب وكأرض اصبح لا وجود له بل الوطن هو العلاقات والاخلاق والقوانين التي تطبق من اجل ان يتحقق العدل وتنعم الناس بأنسانيتها وليس بحيوانيتها او غرائزها. وكخلاصه كأي انسان حر أقول هذه الأفكار والغصة في الحنجرة والبلعوم ويجب الأبتعاد عن اليأس ولكن هذا لا يعني انك لا تروم العوده وتنهل الحب والحنان من اصدقاء مخلصين باقين بالعراق الحبيب وكيف بك وانت بعيد كل هذا البعد عن زيارة العتبات المقدسه لآل بيت المصطفى
1162 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع