من ذكريات الطفوله

                                                    

                               د.منير الحبوبي

    

                     من ذكريات الطفوله

من الذكريات الجميله والمؤلمه اروي هذه الذكريات من مرحلة دراستي في مدرسة التسابيل الابتدائيه للبنين في سوق الصدريه من عام 1958 الى 1964 وكذلك من ذكرياتي في ثانوية الرشيد للبنين قرب ساحة الامين وفي نفس بناية اعدادية التفيض بين شارع الجمهوريه وشارع الرشيد وقرب وزارة الماليه سابقا من عام 1964 الى 1968

طبعا هنا في معظم الدول الاوروبيه والمتحضره ممنوع استخدام الضرب بالمدارس وفي البعض من هذه الدول يحرم ويمنع القانون ايضا ان يقوم الوالدين بضرب أبنائهم والا تضطر المنظمات الأجتماعيه لأخذ الطفل المضروب من اهله وتضعه في مدارس واقسام خاصه بهؤلاء الأطفال.
القانون ولحد هذه الأيام في فرنسا يسمح للوالدين بضرب الطفل على مقعده بشكل خفيف للتاديب وللطاعه ولكنهم هذه الأيام يناقشون امكانية الغاء هذه الطريقه في التعامل مع الطفل والعمل على المنع التام لهذا الاسلوب بالتعليم.

العقوبه بالمدارس بالستينات من قبل المعلمين والمدرسين

بالابتدائيه كان المعلمون يضربون بالعصى على الأيدي مثلا عقوبه خمسة عصي او عشره وما عليك بعد كل ضربه الا ان تمد يدك سواء اليمنى او اليسرى اولا ثم اليد الاخرى اي الضرب لليدين يتم بالتناوب فمثلا الاولى باليمين وتتبعها باليسار والله ما اقساها حينما تكون بايام البرد القارص بالشتاء وذكرياتي هنا مثلا بعد اول ضربه او بعد الثانيه تتألم كثيرا فتحاول وضعها تحت الأبط ولا ادري لماذا ولكن يبدو لي لأحماؤها للتهيأ للضربات التاليه في حين ترى اخرين تم اصدار نفس العقوبه عليهم ولكنهم كلساع يمدون ايديهم بسرعه لانجاز المهمه سريعا ربما او هي قد تكون تحدي صامت ضد المعلم او المعاون او المدير الذي ينفذ العقوبه وهذا الموقف يستدركني دوما حينما اتذكره هل كنت ضعيفا والاخرين اقوياء او ما هو السبب الخافي لهذا الفرق في التصرف

اما بالمتوسطه فذكرياتي كانت اليمه جدا بخصوص هذا الموضوع من العقوبات فاتذكر عقوبة مدرس اللغه الانگليزيه بالاول متوسط حيث كان يبرع في غمر اضافر يديه في لبنة الاذن بحيث تتحسس تقابل اظفريه واختراقهما للحمة الاذن وبنفس الوقت المدرس من اجراميته وحبه للايذاء وكذلك حرصه الشديد على المحاضره فهو يستمر بالشرح والتدريس للصف وانت ممسوك بأظافره فهو تارة يتقدم نحو الصبوره او يتراجع وانت اذانك وراسك بين اضافر اصبعيه سامحه الله وسامحنا فهكذا كانت التدريسات والضرب لم يكن ممنوع

من ذكرياتي بالمرحله الثانويه هو ان المدرس بعد انزال عقوبته بالطالب بالصف فهو بعض الاحيان يطرده من الصف الى ساحة المدرسه وهناك ان ظفر بك المعاون الذي يقوم بجولات استطلاعيه بين الممرات والساحه فأنت ستكون محظوظ بعقوبه اخرى ومعاون مدرستنا كان رحيم وطيب القلب جدا فهو اطلاقا لا يستخدم يديه بل يستخدم سلاحه الفتاك الضاري الخيزرانه وكم كان قاسيا هذا الانسان حيث يكفي ان ترى ابتسامة وجهه فهي مسبقا عقوبه ولا انسى اليوم الذي كنا مصطفين امامه حينما قال "العصى لمن عصى" ولا أعلم ما الذي حصل براسي بالقول اجابة على مقولته بل " العصى من العصيه" فرجع لي وكأنه الاسد المغوار وقال لي ما الذي قلت فكررت قولي وعندها علمت انها نهاية حياتي ولكنه يبدوا كان متعوبا او نوع من رحمة الرحمن نزلت عليه فلم اعاقب

مدرس اخر اتذكره وهو مدرس مادة الكيمياء اسمه لم انساه لحد هذا اليوم وكان ظالما ولا رحمة في قلبه وكان حينما يوجه السؤال فأن لم يجب الطالب فالعقوبه هي الجواب وهذا امر طبيعي في تلك الأيام ولكن المشكله هي في حال ما ان لم يجب التلميذ الاول على السؤال فعقوبة التلميذ الثاني الذي بعده هي نفس السؤال ان لم يجب وستكون العقوبة اقصى ولا ادري ما هي الحكمة في ذلك بزيادة العقوبه ولا أطيل القصه هنا فأروي لكم هذا المشهد فآخر واحد لم يجب على نفس السؤال والذي كانت رحلته امام رحلتي كانت بضربه بالعكسيات كما كان يفعل عدنان القيس بنزالاته بالمصارعه والطالب هو امامي ووجهه ورأسه على الرحله والمدرس يضربه بالعكسيات وكلساع وجهه يصطدم بالرحله وكأن هذاالتلميذ هو من الكفار والله لا يسلطه على عبد مسلم فهو ان لم اخطا فتدريسه كان اشبه بالفتوحات اي هي معركه ويقتل من جنود الاعداء واحدا بعد الاخر والمشكله الكبيره او الطامه الكبرى هي اني اللاحق وانا ايضا لا اعرف الجواب واخيرا وجه السؤال لي وهنا اتذكر مسرحية عادل امام حيث الكل تضرب والرجل اي هذا المعلم تعب من كل ما يجري وهو في كل عقوباته مع الآخرين لا يستخدم العصى فجرني بأخراجي من الرحله وضربني بچلاق قطع الله ساقه هذا ما كان من دعائي ولم ارى نفسي الا على بعد اربع امتار قرب الصبوره ومن هناك چلاق اخر وجدت نفسي خارج الصف

عقوبه اخرى مع مدرس اخر بالراجديات والطرد من الصف الثالث متوسط الى ساحة المدرسه وعلى ما اظن في عام النكسه 1967 ولاول مره اسمع اغنية سواح لعبد الحليم حافظ وانا بالقرب من حانوت المدرسه الموجود بالساحه حيث كان فاتح الراديو ولا ادري لماذا احببت هذه الاغنيه وكانت على ما اعتقد هي مرحلة البلوغ او المراهقه واحببت كلمات الاغنيه وانا منتشع بهذه الوضعيه واذا بزميلي فرح غالي وهو من اخواننا المسيحيين ووجهه ابيض احمر اتى هو الاخر من بعدي معاقب من قبل نفس المدرس ولكنها كانت صدمه لي وألم لأني رأيت اثار الراجدي الماكله من المدرس حيث لحد الان اتذكر رسمة اصابع المدرس على وجه هذا التلميذ الفقير والحباب وهنا تساءلت ان كنت انا ايضا احمل نفس الاثار على وجهي ولكني لا اظن بذلك لأن بشرة وجهي لم تكن بيضاء كبشرة وجه صاحبي

من العقوبات الأخرى ما ذكره اخي ابو نور من طرق اخرى في العقوبات بمدرسته رأس القريه بالدهانه والتي تخرج منها الكثير من الوزراء وحتى رؤساء الوزارات ايام الحكم الملكي فأما العقوبات في المدرسة فكانت الضرب بالعصاية او الخيزرانه والضرب على الكف وكذلك الضرب على ما نسميه بالعلابية وهي الضرب خلف الرقبه فتصدر صوت قوي رنان ومن العقوبات ايضا كتابة الواجب عدة مرات وايضا الراجدي على الوجه او الأذن وهذا صعب بحيث تبقى الاذن بالطن او الطنين وكذالك وضع القلم بين اصابع اليد وكسره وأخي امير يتذكر انه هرب مره من المرات من المدرسه لعدة ايام وذلك لخوفه من المعلم القاسي جدا في العقوبه عندما كان في الصف الثاني ابتدائي

هنا لا اريد ان اذكر بعدم جدية وصلاح هذه الطريقه من التعليم باستخدام العنف ولكن مع ذلك هي كانت مسبقا الطريقه الاجدى للتعليم ويا ربي رغم عدم نسيان هذه الاعمال البشعه وغير الانسانيه الا انها كانت مسموح بها وبنفس الوقت.

اريد ان اشكر هؤلاء المعلمين لتعبهم واخلاصهم في عملهم وأكيد فان تصرفاتهم هذه كانت مغلوطه ولكنها كانت حسبما يفتهمون هي الرادع والحل الوحيد للتعلم فغفر الله لنا ولهم وهنا احب ان امجد دور المعلم بالتذكير بقصيدة " قم للمعلم " لأحمد شوقي

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا
أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا
وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّد فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا
علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا
واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا
من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا
يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

723 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع