ياسين الحديدي
الخدمة الالزامية لها ماعليها
من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي وبالصدف توقفت علي قرار ملكي مغربي باعادة العمل بقانون الخدمة الالزامية في المغرب بعد ان كان ملغيا ويشمل الشباب من اعمار 19 –سنة 25 سنة ومن الجنسين والمثير في القرار شمول العنصر النسوي وهي حالة جديدة علي المستوي الوطن العربي بالتاكيد اول مرة وينطلق القرار من باب المساواة بين الرجل والمراءة بالحقوق والواجبات وهناك رأي يبرر الاجراء لامتصاص البطالة المتفشية في المغرب بين صفوف الشباب ولمعالجة الحالة الاقتصادية للعائلة ولو بصورة موقته ومن خلاله الدخول الي الحياة الوظيفية في القطاه الحكومي والخاص بعد اكمال الخدمة المقررة وشرط من شروط التعيين ومن خلالالقرار استذكرت مسيرة الخدمة الازامية خدمة العلم في العراق قبل وبعد الحكم الوطني الملكي عام 1921 وفي العهد العثماني للفترة من 1831-1917 اصدرت الدولة العثمانية قانون الخدمة الازامية الاجبارية وفرضه علي جميع الولايات في العراقالا ان المحاولات لم تنجح بشكل كامل ولم تكن هناك وتفاعل شعبي مع القرار ورفض العشائر له واختفي الشباب عن انظار الحكومة بالجوء الي المناطق النائية الاهوار الجبال الصحاري ورفض الشيوخ تقديم الابناء للسلطات الحكومية حيث يعني ذلك تقديمهم الي الموت والاغتراب والابتعاد عن الاهل كليا ومن المستحيل عودته سالما حيث ان الجيوش العثمانية تقاتل في عموم اسيا وفي اجزاء من اوربا القسم من هذه الحروب يتعلق بالفتوحات والبعض لقمع الثورات وخاصة بعد ان تحولت الي الدولة المريضة وينهش بها مرض الانفصال وبعد قيام الحكم الوطني كان الرجل الوحيد الذي انشغل وخصص في برنامجه الي تشكيل نواة للجيش العراقي وكانت البداية تشكيل فوج موس الكاظم المنصة الاولي التي انطلقت لتوسيع قاعدة الجيش وكانت الخدمة التطوعية البداية للراغبين وفعلا التحقت اعداد لابأس من قبل بعض ابناء العشائر والمدن بسبب حالة الفقر التي كان يعانيها منها عموم العراقيين ولتمشية احوال عوائلهم ولكن هذا التوجه لايتوافق مع طموح جعفر العسكري حيث كان يصر ويطرح مسودات قانون الخدمة الالزامية ولكن كانت طروحاته كانت تجابة بقوة رفض شديدة من قبل المجلس التاسيسي الذي يسيطر عليه روؤساء العشائر ومن معارضة بريطانية والمساندي لسياستها حيثوقفوا وبقوة لتمرير هذا المقترح لكي لايتحول العراق الي دولة قوية وجيش قوي يقف بالند للمحتل واجلائه من العراق ويتخلص من الاحتلال والانتداب والهيمنة الاستعمارية الذين هم من يتصرف ويشرف مباشرة علي الحكومة من خلال المستشارين في الوزارات الذين هم الاول والاخر والمرجعية ون هناك من وزارة هم الواجهة فقط وبعد قبول العراق في عصبة الامم المتحدة اصبحت الحاجة ضرورية الي تطبيق واقرار قانون الخدمة الازامية ليكتمل استقلال البلدة وليكون الجيش الحامي لسيادته وفعلا وبعد الاصرار المتزايد وبمساندة الوطنيين اقر القانون وصدرت ارادة ملكية بتنفيذ القانون اعتبارا من 12-6-1935 وتم استدعاء اول مواليد وهم مواليد 1918 وبهذ انتهت مرحلة المجابهة واصبح الاستدعاء سنويا لكل مواليد في بداية كل سنة الي زمن قريب وتعرض القانون الي مساجلات من مؤيدين ورافضين وكانت الكفة مع القانون لان حجج الاخرين كانت واهية وضعيفة ولازال بعض من العراقيين يلعن جعفر العسكري ويردون اليه سسبب هذه الحروب والبلاء الذي تعرض له العراق والبعض الاخر يترحم عليه ويعتبره قائدا عظيما وطنيا استطاع ان يثبت اركان الدولة ويشكل جيش من الجيوش الي لها قوتها علي مستوي جيوش العالم وخلق قادة عسكريين سجلوا تاريخا حافلا للجيش العراقي ويحسب له الف حساب وقد تضمن القانون جوانب انسانية ومراعاة للمواطن ومن ابرزها لايجوز استدعاء اكثر من فرد في العا ئلة الواحدة الا بعد تسريح الاول واعفاء المتزوج من امراءة فاقدة لوالدها (يتيمه) وكانت طريقة سهلة لاعفاء المشمول واصبح البحث عن يتيمة والزواج منها شائعا عند العراقيين واعفاء من يكمل الدراسة الاعدادية وهي فقرة تشجيع لااستمرارفي الدراسة واعفاء كذلك من يدفع البدل النقدي والذي كان بداية 30 ثلاثون دينار ومن ثم خمسون ووصل الي مائة دينار وهو احد مصادر تمويل الجيش والغيت هذه الاستثنائات في السنة الاولي من اندلاع الحرب العراقية الايرانية لحاجة الجيش الي رفده بمقاتلين لسد النقص وقد وصلت اعداد الفرق الي 26 فرقة عسكرية وخمسة فيالق والي مايقارب الي مليون مقاتل ومن ضمنها تشكيلات الحرس الجمهوري والحرس الخاص والاجهزة الامنية الاستخبارية المساندة وبعد 2003 واحتلال العراق تم الغاء الخدمة الازامية وتشكيل نواة جديدة للجيش العراق اساسه التطوع وبرواتب مغرية واشتد الاقبال عليه من معظم الشباب العاطلين عن العمل وكثير من خريجي الكليات حيث اصبح المكان الوحيدة لشد الركاب والتحاق به وبمنافسة وبالعلاقات الحزبية والاجتماعية والتاثيرات الشخصية والحزبية واصبح المكان المتميز للعيش وامتصاص البطالة ولازال وخاصة مكافحة الارهاب والاتحادية للمغريات المادية الكثيرة وفي السنتانالاخيرتان ظهر تيار وطني في البرلمان يدعو ويقترح ويعرض مسودات الي اعادة العمل بقانون الخدمة الالزامية ولكنه يلقي معارضة قوية ويعيدنا الي المربع الاول في بداية الحكم الوطني ومبرر المقترح انه الخلاص والمفتاح لصهر المواطنين في بوتقه واحدة وبعيد عن الطائفية والمحصاصة والقومية والمذهبية وعدم حصره طائفة معينة وقوبل هذا المقترح بمعارضة شديدة وتبررات اهمها ان العراق لايحتاج الي جيش كبير يهدد به الدول المجاورة وان الساسة الجديدة تنطلق من عدم التدخل في شوؤن الاخرين ولايحتاج الي قوة الي حسم الخلافات بل في الطرق السلمية والتحاور وان حماية البلد تحتاج الي قوة متواضعة وعلي العموم ومن وجهة نظر محايدة ان الخدمة الالزامية هو التزام وحق علي المواطن ومن ضمن الواجبات التي تحتم ان يكون كل العراقيين حماة الوطن ولديهم الاستعداد الكامل للدفاع عن الوطن عتد تعرضه للخطر والاعتداء والتهديدات الارهابية التي تهدد العالم وتحمل العراق الوزر الاكبر في الدفاع بالنيابة عن العالم وان التحاق الحشود الشعبية في ظرف محرج يستوجب ان يكون كل العراقيين ملمين بالتدريب واستعمال السلاح ولولا الخلفيات العسكرية لكثير من الحشود الذين كان كثير منهم ضمن الجيش قبل الاحتلال لما استطاع العراق بالوقوف والصمود امام الارهاب القاتل الاسود ان التجنيد له اهمية كبري وهو معمول به في كثير من البلدان المتقدمة ومشرع قانونا ولايقبل أي مواطن للعمل اوتنصب مركز وظيفي متقدم وحتي علي مستوي رئاسة الدولة الا باستشهاد وبيان موقفه من الخدمة العسكرية وهو تحصيل حاصل وهو وسيلة للتعزيز وتجذير الوطنية وتلاقح بين مكونات الشعب وتعزز قيم الانضباط وتفعيل الرجولة والاعتماد علي الذات وتربي جيلا بالقيم الفاضلة و رجال اشداء واجساد سليمة ومعافية تتحمل شقاء الحياة لما تمرست عليه من ظروف قاسية في التدريب والقتال والممارسات التدربية في المناورات بين جيوش الاصدقاء كما ان له دور كبير في ابداء العون للمساعدة في الكوارث الطبيعية التي يتعرض لها البلد لا سامح الله وله دور كبير في ان يكون رديف ايجابي في البناء والاعمار عندما تتطلب الحاجو وشواهد العراق كثيرة من خلال الفيضانات التي تعرض لها العراق سابقا وخاصة فيضان بغداد المشهور في الخمسنيات القرن الماضي وفي القيضان الجديد في تكريت والشرقاط وفي جنوب العراق ولازالت بغداد تفتخر بانجاز قناة الجيش في زمن المرحوم عبد الكريم قاسم ولا زال العراقيين يتذكرون انجازات الجيش في مجال التصنيع العسكري وتبقي حاجتنا الي سواعد للقتال والبناء ورجال يحملون الغيرة الوطنية مغروسة فيهم غرسا صحيحا والي رجال يتحلون بمبادي الانضباط العام وتاهيل الشباب الذين سقطوا في مستنقع الفساد والميوعه واالتقليد الاعمي والجلوس في المقاهي والتسكع واللجوء الي الممنوعات التي كان العراق البلد الوحيد الخالي من هذه السموم القاتلة واننا بحاجة الي مواطنين ملتصقين بالوطن وحبه اكثر من حاجتنا الي محليلين سطحين وسياسين يقولون الكثر مما يفعلون وكما قيل اذا اردت السلم فااستعد للقتال ولكي لاتستعمل القوة اظهرها انها هيبة الوطن.
ياسين الحديدي
486 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع