حسن ميسر صالح الأمين
(طلب عاجل جدًا)
أطالبكم بحبكم للموصل وسعيكم الدؤوب لخدمتها وتقديم الأفضل لها ولأهلها، إبداء رايكم السديد ومؤازرتنا فيما تتضمنه الرسالة أدناه، وأتوجه اليكم بالمحاولة الجادة لإيصالها إلى السادة ممثلي محافظة نينوى في مجلس النواب (حيث لا اعلم منهم أحدا) لغرض تولي أمرها وإيصالها إلى الرئاسات الثلاث والقيام بإلقاء هذه الرسالة على مسامع الجميع في جلسة مجلس النواب القادمة والعمل على الأخذ بها ومتابعتها، شاكرًا للجميع استجابتكم وتفاعلكم ومشاركتكم المعهودة ، ومن الله نستمد العون والتوفيق.
(رسالة إلى الرئاسات الثلاثة بخصوص تصريح النائبة عالية نصيف) .
السادة المسؤولون الكرام :
سمعنا وتناولت الصحف والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الإجتماعي ما صرحت به النائبة (عالية نصيف) عن الأهل في الموصل واتهامهم بما هو بعيد عنهم بُعد المشرق والمغرب والبريئين مما قالته كبراءة الذئب من دم النبي (يوسف عليه السلام) فانبرى البعض من اهل الموصل النجباء للتصدي لتصريحها المؤسف والوقوف بوجهها وأمثالها للحد من التهكم والتهجم وإطلاق التُهم جزافًا وبما يسيء للموصل وأهلها الكرام، ونحن اليوم جميعًا نتوجه اليها (الموصل) بقلوبنا المكلومة التي تتحرق شوقًا اليها وتحلم أن تراها عامرة، زاهية، سالمةً، آمنةً، مطمئنةً، بأرضها المعطاء وأهلها الأصلاء وربيّعيها ودجلتها العذب.
السادة المسؤولون الكرام : الموصل اليوم تناديكم من جديد وتستصرخ فيكم ألمها ومحنتها وتنازع كبرياءها وتكابر شموخها وتتطلع الى ازاحة كابوسها المظلم والقاسِ، لتنهض من جديد نهوضًا حقيقيًا، بعد تلك الكبوة التي أصابتها فيما كاد أن يقتلها، فهي لمّا تزل جريحة مضمخة بدمائها ومدمرة البنيان ومقطعة الأوصال بعد ما عانت من التهميش والظلم والقسوة طيلة ما مضى من أعوام وغيرها من المسببات المعروفة لكم جميعًا، فكما كنتم لتحريرها وخلاصها نعم المستجيبين بعد أن تركها من تركها جبنًا وخيانةً ونذالة لتكن لقمة سائغة ولعبة تتفاذفها الأيادي اللئيمة فأضحى نهارها المشرق كليلها المظلم البهيم طيلة ثلاث سنوات عجاف ومريرة، وأثبتت الأيام فيما بعد الحقائق المدعمة بشهادات أولي الذمة والضمير الصادق الحي، أن للموصل رجالا كسروا حاجز الخوف وتحدوا البعض فيما ينعتون عن رجالاتها بالجنوح بعيدًا عن همومها وآلامها أو الوقوف متفرجين لأحداثها ومآسيها بعد أن أثبتوا العكس من خلال تعاونهم ومؤازرتهم للقوات المحررة وأظهروا حقيقة ما في قلوبهم النقية والطاهرة من صدق وإخلاص وشجاعة ومواقف أصيله وحب للعراق وشعبه ومحافظاته أجمع رغم ضراوة المعركة وشراسة الأعداء وهمجية وغدر الخصم اللئيم، وكذلك كان الموقف المقابل والمتناظر تمامًا وهو الموقف الخاص والمُميّز والنبيل للقادة (السياسيين والعسكريين) الحكماء في احتوائهم للظروف المحيطة بعمليات التحرير ومعهم الموقف الوطني الغيور والمشاعر الأخوية الصادقة التي عبر عنها الأبطال من منتسبي قواتنا المسلحة الباسلة بكافة تشكيلاتها ومسمياتها والتي تولت تحرير للموصل وكذلك موقف العشائر العربية الأصيلة من أهالي محافظات جنوب ووسط وشمال العراق أجمع، لهو دليل إثبات دامغ لمدى حبهم الكبير وتعاطفهم مع الموصل وأهلها ومشاطرتهم محنتها وظروفها ونشهد للجميع موقفهم هذا ونبادلهم الشعور بالمحبة والإخلاص، وحيث من لا يشكر الناس لا يشكر الله - فلهم كل الشكر وعظيم الإمتنان لموقفهم النبيل تجاه مدينتنا العزيزة وقيامهم بتحريرها وتطهيرها من الدواعش الأوباش الانجاس.
السادة المسؤولون الكرام: بعد ان مّنَ الله علينا بنصره المبين وعادت نينوى وأهلها إلى حضن العراق الغالي منذ أكثر من عامين، ولكن لمّا يزل الأهل في الموصل يعانون مخلفات تلك الفترة المظلمة وكذلك الشعور التام بالتقصير المتعمد والملحوظ في دعم المحافظة ودوائرها الخدمية بما يساهم في التخفيف من معاناة الأهل ويسهم بشكل كبير في إعادة الحياة فيها بشكل عاجل وسريع، وما الحركة العمرانية السلحفاتية التي تشهدها الموصل هنا وهناك والمعدودة على اصابع اليد الواحدة إلا دليل اثبات على ذلك رغم تعدد التشكيلات والرموز والمسميات والشخوص التي تعنى بشؤون الإعمار ومتعلقاته، فعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي قام ويقوم بها الشباب والشابات ضمن الحملات التطوعية والتي هي موضع احترام وتقدير منا جميعًا والتي شهدتها الموصل أعقاب التحرير ولمّا تزل بجهود الخيرين من أهلها وبمساعدة وتمويل المتبرعين والميسورين، وكذلك الجهود المضنية التي يبذلها العاملون في دوائر ومؤسسات الدولة الحكومية، وحيث أن المثل الشعبي المعروف (الشق كبير والرقعة صغيرة)، لا ينطبق كليُا على حال الموصل وأهلها حيث أن (الشق كبير جدًا جدًا فيها والرقعة صغيرة جدًا جدًا منكم)، ولمّا يزل الأهل في الموصل يتذوقون مرارة الصبر والانتظار وهم يتطلعون لتمتد اليهم اليد الحانية للدولة ولتعلن عام (2019) عام إعمار الموصل بكل مفاصلها وتفاصيلها.
السادة المسؤولون الكرام: ما بين الواقع المرير الذي يعيشه الأهل في الموصل وهم ينظرون صباح مساء الى البنيان المُدمّر والدوائر المهجورة والطرقات المسدودة والمياه الشحيح والكهرباء الحلم والوقود المعدم والأنقاض وما تحتها من جثث لشهداء أعزاء وما فوقها من حطام جسيم وغيرها من منغصات العيش الأخرى الجاثمة على قلوبهم المكلومة، يظهر وللأسف الشديد بين الفينة والأخرى من يتلفظ بكلام غير لائق أو إتهام غير واقع وهو يتبختر بالنصر ويتعلل بالمنجزات ويحاول تجيير النصر المنجز لحسابه أو للجهة التي ينتمي اليها، وفي هذا وحسب رأيي الشخصي وكذا العديد من الأهالي في الموصل ما هو إلا محاولة لثلم هذا الإنجاز العظيم ولسرقة تلكم الجهود التي بذلت والدماء التي أريقت على أرض الحدباء الجريحة ومحاولة كبرى لشرخ العلاقة الحميمة التي أفرزتها الظروف الصعبة خلال مرحلتي (الاحتلال الداعشي) و (معركة التحرير الكبرى) والتي أثبتت للعالم اجمع أن العراق العظيم هو بلد الجميع وعندما اشتكت الموصل تداعت لها المحافظات أجمع.
ومن هذا المنطلق وبشعور صادق ودافع وطني في الإسهام معكم في سد الأبواب ولجم الأفواه وتبديد حلم البعض في النيل من أهالي الموصل وبالتالي العراق أجمع، فبعد أن قُبرت الطائفية المقيتة وولت أدبارها منبوذة خانعة ذليلة أمام ذكاء ودهاء الشعب العراقي الذي فوت الفرصة لمن اراد التقوت منها والعيش بضلالها وإلى غير رجعة، أطالبكم باسمي الشخصي بما يلي :
1- الطلب من السيد رئيس مجلس النواب الأستاذ المهندس (محمد الحلبوسي)، الضغط على النائبة عالية نصيف لإجبارها على تقديم الإعتذار لأهالي الموصل عمّا صرحت به مؤخرًا عبر قناة آسيا الفضائية، لكي لا تكون سببًا في احداث أمر محزن في قلوب أهالي الموصل كافة، ولغرض تبديد ما تولد في قلوبهم من احزان وآلام ، أرجو أن يكون الاعتذار علنًا وعلى الهواء مباشرة وفي جلسة مجلس النواب القادم.
2- الطلب من رئيس وأعضاء مجلس النواب كافة، تشريع قانون بتحريم وتجريم التصريحات اللامبالية ولا مسؤولة تجاه كل ما يهدد الوحدة الوطنية ويشق صف الشعب العراقي الموحد الأصيل وخاصة تلك التي تتضمن التشهير والتنكيل والاتهام الباطل وإنهاء هذا الأمر نهائيًا.
3- حيث وبعد مرور أكثر سنتين على التحرير، لم تتحرك الحكومة بما يتطلبه واقع الحال في الموصل لغرض معالجة الدمار والخراب فيها وبما يتطلبه الأمر من جهد حكومي وجهد دولي، رغم عديد المناشدات والطلبات المقدمة من وجهاء وشيوخ وأعيان الموصل لشحذ الهمم وجذب الاهتمام لما آلت اليه الأوضاع فيها، والتي لم تلق مجيبا لها طيلة أكثر من سنتين على التحرير، فإنني أطالب وبشكل عاجل جدًا بما يلي:
4- الطلب وبإلحاح شديد من السيد رئيس الوزراء (الدكتور عادل عبد المهدي) عقد اجتماع لمجلس الوزراء بكافة أعضائه في محافظة نينوى وعلى أرض الموصل القديمة حصرًا في اسرع وقت ممكن وقيامه بالإعلان فيها أن عام (2019) هو عام إعمار الموصل وتخصيص المبالغ اللازمة لذلك وإصدار أوامره الى الوزارات والدوائر والهيئات كافة بإعداد برنامج عمل يعلن على الملأ وعبر القنوات الفضائية والصحف والمجلات وغيرها من الوسائل الإعلامية، لدعم محافظة نينوى على كافة الأصعدة والمجالات.
5- الطلب وبإلحاح شديد من السيد رئيس الوزراء وبغية توحيد الجهود والفعاليات على أرض الواقع في مدينة الموصل، تكليف شخص مناسب ومؤهل لتولي مسؤولية إعمار الموصل وأن يكون على قدر الأمانة في تحمل هذه المهمة الشاقة مع منحه الصلاحيات اللازمة لتسهيل مهمته وأن يكون ارتباطه برئيس الوزراء حصرًا وترتبط جميع التشكيلات والهيئات المتواجدة حاليًا تحت مسؤوليته وتخضع لأوامره حصريًا، ليكون المسؤول الأول أمام الله والقانون والمواطن الموصلي ، لكي لا يهدر حق الموصل وأهلها بين هذه الجهة وتلك.
6- الطلب من السيد رئيس الجمهورية (الدكتور برهم صالح)، بزيارة الموصل برفقة عدد من المستشارين والنواب من المحافظات الأخرى مع نواب محافظة نينوى والوقوف على حجم الدمار الكبير الذي لحق بها ومعرفة مدى المعاناة التي يعانيها الأهل هناك، ليكون الداعم المعنوي الكبير لمحافظة نينوى وأهلها.
7- السادة المسؤولون الكرام: لقد شهدت الموصل عهدين سابقين منذ عام (2010 - 2014) وهو عهد (الاذلال والتهميش ثم الاحتلال أو التسليم والكل سيان) ، ثم عهد (2014 - 2018) وهو عهد (التحرير والخلاص والذي كان فيه الثمن غاليًا جدًا على العراق أجمع)، فليكن عهدكم هذا هو عهد السرور والإزدهار بالإعمار والتطوير وليشعر المواطن الموصلي عدم تخليكم عنهم فيما يتعلق بإعمار الموصل واعادة الحياة اليها وأن له دولة قوية لن تتخلى عنه وليطمئن الجميع أن الحكومة للجميع وأن زمن الطائفية والإذلال والتهميش والإبعاد قد ولى وإلى الأبد .
السادة المسؤولون الكرام: لنتفق جميعنا في أن نجعل من المطالب أعلاه هي الطريق الوحيد لإنقاذ وإعمار الموصل ولنجدة اهلها وإسعافهم السريع وانتشالهم من واقع كمدٍ يعيشونه صبرًا مريرا ، وسنبقى نتنفس أنفاسها ونغني عراقيًا لها.
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ، اللهم مَا قَضَيْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَضَاءٍ فَأعَطِنَا مَعَهُ صَبْرًا - وَمَا أَعْطِيَتُنَا مِنْ عَطَاءٍ فَأعَطِنَا مَعَهُ شُكْرًا - وَتَوَلنا بِرَحْمَتِكَ الوَاسِعَةُ - وَاِحْفَظْنَا وأهلينا في الموصل ونينوى والعراق أجمع من كل سُوءٌ، وتقبلوا وافر الاحترام والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حسن ميسر صالح الأمين
6/1/2019
* لقراءة التعليقات على اصل المقال على الرابط ادناه:
https://m.facebook.com/story.phpstory_fbid=10217366220248687&id=1269245661
375 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع