عبدالله عباس
خواطر حول مايحدث حولنا :الكـرد والعــرب وبلاء العاطفة وإختلال الارادة ..!
• أول الكلام :
أن أسوأ مايواجه الانسان من مصاعب يبداء عندما يتاح له أن يفعل مايريد / أفلاطون /
( 1 ) من عاشر قوماً ...!
ليس هناك اتعس من عدم تعلم الدروس من تجارب الحياة ‘ على مستوى الفرد او الجماعات ‘ وأتعس من ذلك ‘ أن تبتلي امه او شعب بقيادات يتمسك بشكل أعمى باسلوب دغدغة العواطف الفارغة وبعيده عن مستلزمات وأسس يضمن الادامة من خلال تحقيق ما يعتمدون علية لتحريك العواطف ‘ التجارب الانسانية مليئة بالامثلة عن مأسات الشعوب و الامم ‘ كان اعتماد قادتهم على ادامة فرض سيطرتهم على الناس ‘ من خلال تحريك عواطفهم دون ضمان المسلتزمات المادية لتحقيق ما يوعدون به الناس ‘ وحصلت حروب ودمار واضرت المجتمعات الانسانية من خلال مزايدات هكذا قادة لشعوبهم ‘ وبعد أخر مغامرة التي قامت بها الحركة النازية واشعلت نار الحرب المدمرة دفع الانسانية من جراءها انهار من الدماء وتدمير الحضارات ‘ تعلمت الانسانية درسا تمسكت ادارات الشعوب ‘ في اوروبا على وجه الخصوص لعدم فسح المجال لظهور قادة يركبون رأسهم من اجل فرض هيمنتهم على الناس من خلال تحريك عواطفهم فقط وكان سلاح القادة الجدد للانسانية الوقوف بوجه محاولات اعادة ظهور امثله نازية هو التركيز المنضبط و المبدئي على توعية الناس من خلال ضمان حريتهم وهم بادق مرحلة وعي لكي تكون حريتهم دافعا للبناء و بشكل مسؤول وليس فقط ضمان مستلزمات العواطف من خلال مساحات الحرية التي يحصلون عليها .
ولكن في كثير من مناطق الشرق التي لازالت تعاني شعوب المنطقة عموماً والجزء المسمى الشرق الاوسط الذي نحن نعيش فيه من تركيز بعض القادة من اجل استمرارية فرض هيمنتهم على ارادات شعوبهم من خلال دغدة العواطف ( احيانا عن طريق اثارة النوازع الدينيه والطائفيه واخرى الحث على التاريخ) واهمال المتطلبات الاخرى او التشجيع على عمل البناء في خطواتهم ‘ بل أن مسالة توعية الناس بالمعرفة و الاستفادة من مسيرة تقدم البشرية من النواحي بناء الحضارة العصرية و الاستفادة من الابداعات المتنوعة ( العلمية والاجتماعية و المعرفية و الصحة والبناء ) حيث واضح هنا ( منطقتنا ) أن الاهتمام بهذه الظواهر لايتعدى الشكليات المادية كمظهر يوحي بانهم ايضا مهتمين بجانب التقدم العلمي ‘ حيث وعلى سبيل المثال يفتحون عشرات الجامعات ولكن يتخرج منهم اما جهلاء او افواج من الشباب لايستطيعون ضمان عمل لهم و .....ألخ من هذه الامثلة .
***
في تحليلاتي السياسية المتواضعة عن تأريخ علاقات القوميتين العربية والكردية ضمن دولة العراق بعد تنفيذ معاهدة السيء السيط سايكسبيكو ومراحل التي مر بها العراق منذ تأسيس الدولة التي تم تنظيمها من ولايات التي كانت تحكمها العثمانين ( ولايات البصرة و بغداد والموصل – وذلك بعكس من ادعاءت بعض الذين منذ ذلك الحدث يدعون انه لم يكن في منطقة الشرق الاوسط دولة او منطقة باسم العراق بل ان الاسم والدولة صنعها الاستعمار الانكليزي ....!!( 1 ) ) نقول في تلك التحليلات على التوالي (العرب والكرد اخوه والدليل سايكسبيكو ...! ) و ( من يشجع الكراهية بين الكرد والعرب ,,,؟! ) و ( رغبة انفصال الكرد بين الاختيار والاجبار ) ‘ ان كان ذلك بحكم القدر او ناتج من افرازات ظلم اصاب هاتين القوميتين بسبب سوء حظهم اذ حرموا من قيادات الرشيدة يقودهم الى برالامان في مواجهة الاحداث بعد انهيار الامبراطورية العثمانية وبذلك اصبح الباب مفتوحا امام حلفاء الغرب وبعد ان اسقطوا امبراطورية الرجل المريض استطاعوا ان يلعبون بمصيرهم كما اردوا وليس كما كانوا يستحقون كقوميتين من المفروض ان يكون لهم ثقلهم ‘ لو كان يقودهم قيادات ذات ارادة مؤثرة على نتائج الاحداث بعد سقوط العثمانيين ... وقلنا : بذلك ان اخوة بين العرب و الكرد حقيقي ومصيري ولا خيار امامهم غير التمسك به لبناء العراق القوي الذي يضمن لهم مستقبل في دولتهم المشتركة .
ولكن ‘ وفي صفحات مابعد ذلك ‘ وتحت تاثير الاحداث ‘ اخطرها تنفيذ تحالف الغرب لوعد ( بلفور البريطاني ) وزرع الكيان الاستيطاني في فلسطين مما ادى الى احباط كل العرب مرة اخرى بعد ان احبطهم عندما تنصل الغرب من وعد مساعدتهم لاعادة سيطرتهم على المنطقة العربية وبدل ذلك قسمهم الى دويلات و امارات ونصب على كل دولة وامارة حكام اثبتوا منذ الايام الاولى لتنصيبهم انهم لاحول لهم ولاقوة ‘ رغم ذلك لم يتخلوا عن تعصبهم القومي الكاذب من خلال التباكي على الاطلال و كلامهم امام شعوبهم بانهم ضحية الغدر ...! في حين خضعوا وبوعي لنتيجة تقسيم ارضهم و اهلهم .
( 2 ) صدق ( آغري ) القول
الكرد والعرب في وقوعهم في هذه ( الورطة ) متشابهين بشكل خطير بحيث ان منطقتهم اصبحت منذ مراحل ما بعد الحرب العالمية الثانية بؤرة لمشاكل معقدة استفادة منها كل قوى الهيمنه العالمية ولايزال ‘ فعلى سبيل المثال ان التعصب القوميين العرب و ممارسة النشاط من خلاله لمشاكلهم سهل الطريق امام الغرب لمساعدة الحركة الصهيونية العالمية لتحقيق امنيتهم في زرع كيان اسرائيل وتشريد اهل فلسطين فهم في تلك المرحلة بدل التعامل بعقلانية لمواجهة ذلك الخطر ‘ ساعدوا ( من حيث كان يعلم قادتهم ) على تنفيذ خطة الغرب عندما طردوا جزءالمهم من شعوبهم ( من اليهود ) ليقدموا بذلك دعم مباشر لتاسيس ذلك الكيان الذي هو الان يشكل اكبر خطر على الامن و استقرار شعوب المنطقة مستغلة ذلك الكيان استمرار ( تمسك الاتجاهات القومية ) بسياسة التعصب الاعمى في التعامل مع الاحداث والخطر الاكبر في هذا الوضع ان ( القادة والسياسيين ) منهم يتعاملون مع هذا الخطر بازدواجية واضحة حيث يغذون تحريم التقرب من ( العدوالغاصب ) نهارا وهم يتعاملون بكل جدية في الظلام مع ( الغاصب ) ليس فقط ضد الارادات الوطنية بل ضد المشردين من اهل فلسطين .
دراسة ومتابعة الوضع الكردي يوضح لنا ‘ أن قادة تنظيماتهم السياسية ايضا قادهم بنفس اتجاه اخوانهم العرب ‘ أتذكر وأنا أدخل لاول مرة للتنظيم الطلابي ‘ كانت توجيهات المسؤول عن توعيتنا توحي بأن ارضنا الكردستانية وحيدة ضمن الكرة الارضية فيها جبال عالية و لاينزل الثلج من السماء الا على وطن الكرد وأن شجرة البلوط هديه من الله فقط لتشمخ اغصانها على ارض الكرد و ...ألخ ‘ حالهم حال توجهات بعض تنظيمات العرب بداء بشعار الامة واحدة والرسالة خالدة وهم وقوميتهم اول من نوروا الانسانية بالعلم وفي العصر الحديث اعلنوا ان ( شكسبير ) ليس الا ( الشيخ زبير ) هاجر من ارض العرب وعلم الانسانية ابداع الكتابة ....ألخ .
أتذكر مقال جرئ وصادق للصحفي الكردي – من سوريا - ( نزار آغري ) في صحيفة (الحياة - 15 كانون الاول 2007 ) بعنوان ( بين الأمة والدولة :. الأكراد إذ يقلدون العرب في القومية ) يقول : ( يبدو القوميون الكرد كما لو لأنهم يبدأون من حيث انتهى القوميون العرب. هاهم يحملون العدة ذاتها وبالقدر نفسه من الحماسة والنزوات والأهواء. إنهم يتغنون، شأن زملائهم من القوميين العرب، بانتمائهم إلى أمة واحدة مغروسة في تربة التاريخ. وهم، شأن أقرانهم العرب، يرددون أن أمتهم تعرضت لمؤامرات خارجية سعت في تشتيتها وإضعافها وكسر شوكتها والنيل من شموخها. وهم يزعمون أن الحدود التي تفصل بين أبناء أمتهم هي حدود مصطنعة رسمها المستعمرون وأذنابهم من القوى المعادية التي اعتمدت سياسة"فرق تسد"بهدف تمزيقهم والتفريق بينهم.
وعلى غرار الزملاء العرب، دائماً، يرسم هؤلاء صورة ناصعة لوطنهم بحيث يبدو بديهياً أن كردستان كانت مهد الحضارة وأن الأكراد هم من وضعوا اللبنات الأولى لكل ما تحفل بها خزينة البشرية من إنجازات.
الخطاب القومي الكردي، شأن قرينه العربي، يتكىء على الأساطير. يتم إخضاع التاريخ، وكذلك الجغرافيا، للرغبات الآنية ويجري ضخهما بالعواطف والانفعالات . الأمة الكردية، في هذا الخطاب ) ‘ ان مبادرة المثقفين والكتاب الكرد و ( كذلك العرب ) لتوجه الى الحديث بهذا الصدق مع الناس ‘ هو اصدق اختيار لتوعية بالواقع و المسيره الانسانية والمنشد للحرية الحقيقية ممكن ان يضمن حقوقهم العامه و يحفظ كذلك خصوصياتهم بطريقة متوازية لا يكون العام على حساب الخاص او بالعكس كما يؤكد ( آغري ) ان السيادة الحقيقية ، في عالم اليوم للفرد لا للأمة . الفرد هو الذي يقرر ما يكون عليه وما هي الاتجاهات السياسية أو الفكرية التي يحبها أو لا يحبها. الأمة تتحرك في ميدان الطقوس والشعائر، أما الفرد فيتحرك في مضمار الواقع. وإذ يغدو العالم كله قرية واحدة متصلة بألف رباط ، يصير ممكناً للمرء أن يتمسك أو يتنصل من الإنتماء القومي أو الديني أو الثقافي ومن دون محرمات. وينبغي أن يتحقق ذلك من دون أن يوصم فاعله بالخيانة أوالكفر. يتحتم أن يصير ممكناً للمرء أن يملك الحق ليس فقط في تبني هوية محددة بل في عدم تبنيها أيضاً.
وختم ( آغري ) كلامه بقول : كان يمكن للقومية الكردية، بوصفها ضحية، أن تقف في طليعة الساعين في هذا الاتجاه. ولكن أنى لها ذلك هي التي نشأت في كنف ثلاث نزعات قومية مصابة بتخمة الشوفينية والتمييز القومي.
( 3 ) ظهور بوادر عودة الوعي
مع ان الوقوف بوجه السياسيين الساعيين لفرض اراداتهم على الناس بحجة وطنية الكرد بادعاء الاستقلال ‘‘ و العر ب بادعائهم اعادة مجد الامة في الوحدة ‘‘ ليس امرا سهلا وبالتحديد في هذه المرحلة لان بقاء وضع المنطقة على ماهو عليه هو الهدف الاسترتيجي لقوى الهيمنة العالمية بقيادة الادارة الامريكية ودعم الحركة الصهيونية العالمية وان استمرار الازمات بكافة اشكالها العنصرية والطائفية و الحدودية و ...الخ و عدم السماح بظهور الارادات الوطنية الهادفة الى ضمان الحقوق والحرية المسؤولة كما ترغب شعوب المنطقة في صالح تلك القوى ‘ وان دور المثقف المنتمي الى الحرية الحقيقية لشعوبهم تبقى محدوده , لان لا قوى الهيمنة ولا تلك القوى معتمدة على تحريك العواطف دون الفكر العصري و فهم معنى الحرية المسؤولة يسمحون لضمان توعية القاعدة الجماهيريه و لايسمحون لتاثير قوى التنوير ان يواجة بالحسم لحد ان ينهزم التيار العنصري و المذهبي و الطائفي المتمسك باشعال الازمات عن طريق تحريك العواطف فقط ‘ نقول رغم ذلك علينا ان لا نيأس من نتائج مبادرات الشجاعة لاصحاب الافكار الحرة والعصرية ‘ مادام هناك مبادرات سيكون التاثير باتجاه صحيح و علينا ان نتمسك بالامل حتى لوكان عن طريق الحلم ونظل نحلم .
في الوسط الكردستاني ‘ يظهر هناك اصرار على التوجه باتجاه توعية الناس ‘ وان اصحاب الافكار النيرة والواعية يبادرون وبشجاعة لمنع استمرار الهيمنة على مقدرات الناس عن طريق تحريك عواطفهم دون ادنى حد لضمان اي شيء ملموس عدا الاحباط ‘ فقبل فترة قرأت لاحد اصحاب الاقلام الواعية ما يدعوا لان يعي الناس بما يفعله اكثر من طرف سياسي بالتلاعب بعواطفهم‘ ولاطلاع على ظهور هذه الاتجاه ‘ انقل بعض فقرات من افكار طرحه بعنوان ( السلاح ... بلاء الذي على اكتافنا ...! ) يشرح بجراءة الصادقيين عندما يريدون توجه الكلام للناس قائلا : ان نقطة انطلاق السياسة هي المصلحة ‘ ومصلحة القوى الكبرى تجاه اعدائهم و تجاه من هم مسؤولون عنا ‘ هي دائما اكبر بكثير من المصلحة التى لهم معنا وذلك ببساطة لانهم دول ‘ من هنا وصولنا نحن الى نقطة ارتكاز او انطلاق السياسة المؤثرة ‘ مستحيل ونبقى في هامش السياسة ..! ولا نكون رقم مؤثر ضمن الازمات ‘ بل نكون ضمن الارقام الباقية القابلة للقسمة ومصيرنا توزيع على الارقام الكبرى .
وصدق ( آغري ) أن ادعاء عدم مسؤولية الكرد او العرب ( أكيد نقصد هنا قادتهم الذين اكد مسيرتهم انهم ماكانوا بمستوى طموح شعوبهم وحتى لم يقدروا تضحيات ابناء شعوبهم عندما كانوا يندفعون وراء شعاراتهم ‘ الواقع يقول ‘ والقول صحيح :. الكرد، مثل العرب، لم يكونوا يوماً جماعة واحدة. لم يمزقهم الاستعمار"وأذنابه"بل هم كانوا، مثل العرب، قبائل وإمارات وكيانات غالباً ما كانت تتناحر. لم تقم قط دولة كردية موحدة بالقدر الذي لم تكن هناك دولة عربية موحدة طوال التاريخ. الحدود التي تقسم الكرد، والعرب، هي بالطبع حدود اصطناعية. ولكن هذا هو حال الحدود في العالم أجمع. كل الحدود هي خطوط اصطناعية وضعها البشر لترتيب العلاقات وتيسير المعاملات وتعيين المهام بين الجهات. ليست هناك حدود دولة تتطابق بالتمام مع حدود انتشار أبناء القومية الواحدة. الأمة الجرمانية تتوزع على أكثر من أربع دول وكلها دول عصرية ومتطورة جداً. ليس هناك من الجرمانيين في ألمانيا أو النمسا أو سويسرا من يلعن المستعمر، وأذنابه، أو التاريخ والقدر جراء توزعهم على كيانات عديدة ‘ ليست الإختلافات القومية هي التي تعين الحدود. كما أنها ليست هي التي تخلق النزاعات، بل إن الإيديولوجيات القومية هي التي تفعل ذلك وتضفي أهمية كبيرة على هذه الإختلافات.
في العصر الحديث ‘ لايوجد بين شعوب العالم من اصبح ضحية خاسره تحت عنوان الكفاح من اجل الحرية والوحدة ‘ كالشعب الكردي و العرب الفلسطيين ‘ منذ الاربعينيات ‘ عاشت مأسات الكفاح دون نتيجه ملموسه ‘لان كان ادعاء الكفاح يقوده ( الامراء والملوك ‘ وكل العالم يعرف انهم صناعة القوه التي زرعت اسرائيل وطردت الفلسطينين من جهة و قادة ادعو اليسار والثورية كانهم جيفارا الشرق ) يقودون ويدفعون الموطنيين العرب والفلسطينين الابرياء لنار الحروب ضد ( العدو الغاصب ) وكان نتيجة ان شعار يااهلا بالمعارك تسليم اخر قطعة ارض فلسطينيه من ضمنها القدس بعنوان الضفة الغربية الى كيان الصهاينة .
وكذلك حال الكرد ‘ في اجزاء الاربعة من ارضهم مقسم بين الدول ‘ قادهم في العصر الحديث قادة حالمين بانبعاث امارتهم و قادة جيفاريين و خريجي معاهد موسكو عندما كانت عاصمة ستار الحديدي ‘ فما كان نتائج الا زيادة الفرقة و زيادة المأساة للابرياء بظلم الاهل وظلم سلطات تلك الدول ملتبسين بنفس داء قادة العرب : خليط من امراء و الثوريين .... فماكان نتيجة غير زيادة بلاء ومن نوع ثقيل جدا على الشعب الكردستاني ‘ ليس هذا فقط بل ان الاخطاء القاتلة للقادة هو زيادة التشرد والذي يزيد من بلاء هذا الجزء على الجزء الاخر اما من خلال خلق المشاكل بعضهم لبعض او استعداد بعضهم ليصبح مصيدة لاهل الجزء الاخر .
كان جيل نهاية الخمسينات وبداية الستينات القرن الماضي عين الكرد على بدء انتفاضة كردستان تركيا وبعد تضحيات و نضال مرير للحالمين بالحرية ‘ولكن و بمجرد توقيع بين رئيسي دمشق وانقره ترك مصير ميئات المقاتلين للقدر والالم الكبير ‘ ان رمز تلك الانتفاضة ضاقت به الارض بما رحبت ‘ الى ان ارتضى باللجوء الى دويلة ما في افريقيا ‘ مع ان في وطنه اماكن عاصيه على اعدائيه لو فكر او تصرف بمنطق الثوري الذي عرف به ‘ ومن هنا بادر ( موساد اسرائيل – نصير القوي لاستقلال كردستان .....!!) بتقديمة الى الد اعداء الكرد من العنصرين الترك و في اول تصريح له قال : انه لايحارب تركيا لان امه تركيهَ .
و كان كل امل الكرد في ثورة كردستان الجنوب ( العراق ) عندما بدأت في 1961 ‘ وهنا ايضا وبعد انهار من الدماء و مواقف بطولية لمقاتلي الكرد ‘ وقعت حكومة العراق اتفاقية على بعد الاف الكيلومترات برا وبحرا من ارض الثوره ‘ هناك انهارت الثورة وتم تسليم السلاح لصديق حرية شعوب الشرق رضا بهلوي ....!!
ولكن وكما نؤكد كل مرة ‘ ان قمة التراجيديا الكرد الماساوي لايكمن فقط في عدم قدرة قادتهم في ايصال مسيرات نضالهم الى بر الامان لاسباب ذكرت‘ بل ذلك تكمن انهم نشائوا في كنف ثلاث نزعات قومية مصابة بتخمة الشوفينية والتميز القومي ‘ وان مايسمى بالنظام الدولي و حاميه الامم المتحدة ليسوا الا تجار بيع ونشر الازمات لادامة طموح هيمنتهم على عالم الارض والانسان على ان يكون فقط لهم المتاع .... والله اعلم .
• وختام الكلام :
- لايستطيع احد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا ً / مارتن لوثر
.............
( 1 ) كان العراق، والمعروف في العصور الكلاسيكية القديمة بلاد ما بين النهرين، موطناً لأقدم الحضارات في العالم، ويتمتع بتاريخ من الحضارة يمتد لأكثر من 10،000 سنة، وقد عرف بهذا اللقب، فقد كان مهدا للحضارة، وكانت بلاد ما بين النهرين تمثل الجزء الأكبر من دول الهلال الخصيب، كما كان جزءا كبيرا من الشرق الأدنى القديم طوال العصر البرونزي والعصر الحديدي.
4574 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع