د. مؤيد عبد الستار
يحتفظ متحف اللوفر بمجموعة من آثار الشرق الاوسط تعود الى مئات السنين قبل الميلاد ، بينها مجموعة كبيرة من اللقى والتحف الثمينة عثر عليها الاثاريون والمنقبون في بلاد عيلام ، الموطن الام للكورد اللور - او الفيليون كما يطلق عليهم في العراق - .
مدينة سوسة عاصمة عيلام القديمة ، اشتهر فيها معبد انشوشيناك Inshushinak ملك مدينة سوسة ، عثر قربه على مجموعة من التماثيل تعود لسلالة شوتروكيد SHutrukid التي اشتهرت باعمالها العمرانية والفنية الرائعة ، حكمت اواخر الالفية الثانية قبل الميلاد .
تدل هذه المنحوتات التي عثر عليها في مناطق متفرقة من مدينة سوسة الى انتشارها، وهي عبارة عن تماثيل حيوانات مثبتة فوق عربات لها عجلات ، ما يشير الى شيوع هذا النوع من المنحوتات او اللعب ، ربما استخدمت للنذور والطقوس الدينية .
ان الاسد القوي المهيب ، هو الحيوان الذي يمثل الإلهة نارونته Narunte او ناروندي ، إلهة مدينة سوسة ، التي تقابل عشتار او انانا ، إلهة الحب والحرب في حضارة بلاد الرافدين .
الاسد حيوان مهم في الثقافة العيلامية وقد تم العثور على رسوم له تعود للالف الرابعة قبل الميلاد 4000 ق. م في عيلام ، الحمامة هي الاخرى من الطيور المفضلة عند سكان مدينة سوسة / عيلام ،عثر على منحوتات لها ايضا تدل على انها مثبتة على قاعدة لها عجلات .
التماثيل التي عثر عليها صنعت من النحاس او حجر الكلس الابيض ، تجلس على قاعدة سوداء من القار – الجير الاسود – ما يعطيها بعدا فنيا في تضاد يجمع بين اللونين الابيض والاسود ، كما استخدمت معادن ومواد اخرى لتكون بدل الذيل والعيون والاذان ، انتزعت من مكانها أو فقدت ، تدل عليها الفراغات مثل فراغات العيون على سبيل المثال .
إن انتشار هذه النماذج وتثبيت الحيوانات على عجلات وكثرتها ، يشير الى انها قد تكون لعب اطفال مدينة سوسة ، يربطون بها خيطا أو سلكا ويسحبونها للعب بها ، أو انها كانت تمثل هدايا تقدم نذورا للمعابد .
تمثال الاسد يعود الى عام 1500 – 1200 ق م عثر عليه قرب مدينة سوسة
عرضه 7.5 سم
طوله 3.6 سم
متحف اللوفر/ باريس قسم اثار الشرق الاوسط
1848 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع