لهب عطا عبدالوهاب
الجذور الاجتماعية والفكرية لـ جميل عبد الوهاب ودوره السياسي / الفصل الأول
أولاً : الجذور الاجتماعية
1- نسبه وأسرته :
هو جميل بن عبد الوهاب بن عبد الرزاق بن صفر، وينتمي إلى إحدى العشائر العربية المعروفة وهي عشيرة القيسية.
كان صفر وأولاده ضباطاً في الجيش العثماني، اما ابنه البكر الشيخ عبد الرزاق فهو معلم في جامع الحيدرخانة ، تزوج ثلاثة نساء أنجبت زوجته الأولى أربعة أولاد ، هم عبد الوهاب الابن الأكبر، والابن الثاني عاصم معلم مدرسة ، ومحمد عبد الستار توفي وهو شاباً على إثر سقوط حية كبيرة من سقف داره إلى جانبه ، أما محمود وهو الابن الأصغر ، فتولى وظيفة في دائرة تسوية الأراضي التي كان لها شأن في تثبيت ملكية الأراضي في العراق، وكان مركزها في لواء الحلة، عين بعدها مديراً لدائرة التسوية ذاتها، وهذه الوظائف كانت تعد من الوظائف ذات المراكز الاجتماعية المرموقة آنذاك، أما عمه ناجي فهو آخر أبناء الشيخ عبد الرزاق من زوجته الثالثة، حصل على بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القاهرة، ثم حاز على شهادة الماجستير من كلية الآداب في جامعة بغداد ، وانتخب عضواً في المجمع العلمي العراقي .
ولد عبد الوهاب والد جميل في بغداد سنة 1880م ، ودرس في المعاهد العثمانية، ثم خدم بصفة ضابط في الجيش العثماني، إلى أن أسرته القوات البريطانية في بداية الحرب العالمية الأولى، وعلى أثر هزيمة الدولة العثمانية في الحرب، تم نفيه إلى الهند لمدة قصيرة ، ثم أفرج عنه وعاد إلى العراق سنة 1921 ، واستمر في خدمة الجيش العراقي حتى وفاته سنة 1942، بسبب مرض السرطان.
تزوج عبد الوهاب من بدرية عبد اللطيف التي كانت ربة بيت ، وأنجبت له ثلاثة ذكور وبنت واحدة، بذل عبد الوهاب جهداً كبيراً من أجل تربية أولاده وتعليمهم، لدرجة أنه لم يسمح لهم بممارسة أي عمل في بداية حياتهم ، وذلك كي لا يواجهون متاعب الحياة مبكراً ، فكان من الطبيعي أن يواصلوا دراستهم ليتولوا بعدها مناصب مهمة، ويكون لهم مكانة اجتماعية مرموقة( ) .
أما أولاده فهم جميل موضوع الدراسة، وهو الابن الأكبر ثم جميلة وهي البنت الوحيدة( )، ويليها في الترتيب العمري شقيقها زكي الذي برز في المجال القضائي( )، أما عطا أصغر الإخوان سناً ، فهو لم يكن بعيداً عن المجال الإداري والقضائي( ) .
2- ولادته ونشأتهُ :
ولد جميل عبد الوهاب سنة 1909 ( ) ، وتحديداً في محلة المهدية ، إحدى محلات بغداد القديمة في جانب الرصافة، تلك المحلة التي ولد فيها عدد من الشخصيات السياسية العراقية أمثال عبد الكريم قاسم، ومحلة المهدية تتوسط اليوم محلات البومفرج والسيد عبد الله، وحمام المالح، والست هدية، ومن معالمها جامع المهدية ومسجد ملا جادر، وشهدت المحلة هجرة لأسر عدة من مدينة الدور قرب سامراء( ) .
كانت عائلة جميل تتكون من أب وأم ، وإخوة وأخت وأعمام ثلاثة ، وفي تلك الدار قضى جميل مرحلة غير قصيرة ، ولعلها من أهم مراحل حياته ، كونها اشتملت على الطفولة والشباب ، وفيها نمت واكتملت كل ملامح شخصيته( ) .
أما الدار التي عاش فيها جميل عبد الوهاب مع عائلته، فهي تتألف من دارين متداخلين ، وكان هذا أسلوباً شائعاً في بناء البيوت في ذلك العصر ، الدار الأولى المطلة على الطريق، والتي فيها الباب الخارجي ، دار كبيرة ، أما الدار الثانية الصغيرة فهي عادة تتصل بالكبيرة بما يشبه الممر، وهذه البيوت مريحة تلبي متطلبات ساكنيها من أهل ذلك الزمان ، وفي تلك الدار أكمل جميل دراسته الابتدائية والثانوية وكلية الحقوق ( ) .
نشأ جميل عبد الوهاب في كنف والديه اللذان يقدسان الحياة الأسرية ، إذ وفرا له ولأشقائه كل مستلزمات الحياة الضرورية، الأمر الذي جعله يهتم بشكل كبير بدراسته( ) ، كما ارتبط جميل عبد الوهاب بمصاهرة مع أسرة نشأت طه أفندي( )، بعد تعرضه إلى حادث انقلاب زورق في نهر دجلة مع زملائه، وكانوا لا يجيدون السباحة ، إذ تم انقاذ جميل من الغرق بأعجوبة، ونقل وهو فاقد الوعي إلى دار الافندي القريب من شاطئ النهر، ويقع في محلة البقجه قرب ساحة الميدان( )، وفي تلك الدار نجحت محاولة انقاذه بعد إخراج الماء من جوفه، وعلى أثـر ذلك تـزوج جميل ابنة طه أفندي وتدعى (وجيهة)( ) ، وهي ابنـة اخـت
نوري السعيد، وكان ذلك في عام 1933، ثم انتقل ليسكن محلة نجيب باشا( ) .
رُزق جميـل عبد الوهـاب بولـدان وخمـس بنـات هـم منـى( )، البنـت الكبـرى لجميـل عبـدالوهـاب، هشـام( )، وضـاح( )، فوز( )، فرقد( )، وعالية( )، فْتوح( ) ، سكن جميل عبد الوهاب مع أفراد أسرته في السنوات الأخيرة من وجودهم ببغداد، في محلة الصرافية التابعة لقضاء الأعظمية، إحدى محلات بغداد القديمة ، حتى مغادرتهم العراق سنة 1959 إلى عمان( ) .
انعكس الجانب الثقافي الذاتي لجميل عبد الوهاب على أفراد أسرته، من خلال ما وصلوا اليه من مستوى تعليمي ، إذ حرص جميل عبد الوهاب على أدخال أولاده المدارس، والجامعات العربية والأجنبية المتميزة، بغية حصولهم على الشهادات الدراسية العالية .
3- دراسته وثقافته :
أكمل جميل عبد الوهاب دراسته الابتدائية في مدرسة المأمونية الابتدائية في ساحة الميدان، إحدى محلات بغداد القديمة( ) ، ثم دخل الاعدادية المركزية( ) ، وتخرج منها بتاريخ 29 أيلول 1928( ) ، وبعدها دخل كلية الحقوق بتاريخ 15 تشرين الأول 1928 ، وكان عمره تسعة عشر عاماً وهو في المرحلة الأولى( ) . كانت مدة الدراسة في مدرسة الحقوق 4 سنوات ، وكان امتحان المتقدمين للمدرسة في المواد التي تعادل درجتها ،تلك التي تدرس في المرحلة الثانوية( )،وتبلغ أجور الدراسة في مدرسة الحقوق للعام الدراسي الواحد مائة وخمسون روبية( ).
تخرج جميل عبد الوهاب من كلية الحقوق سنة 1931( ) ، وخلال انتسابه في الكلية بدأ نشاطه في المجال السياسي ، إذ شارك في التظاهرات مع زملائه الطلبة لرفض سياسة بريطانيا في المنطقة( ) كما سنرى ذلك لاحقاً ، وعقب تخرجه من الكلية مارس جميل عبد الوهاب مهنة المحاماة لمدة سنتين( ) ، ثم دخل سلك الخدمة في الوظائف الحكومية في 13 كانون الأول 1933( ) ،وتدرج حتى أصبح عضواً في لجنة انضباط موظفي الدولة، بموجب قانون انضباط موظفي الدولة رقم 69 لسنة 1936( ) ، كما أصبح عضواً في نقابة المحامين بتاريخ 5 آب 1937( ) .
تطوع جميل عبد الوهاب مع ستة وعشرون محامياً( )، للدفاع عن (إبراهيم صالح شكر) بوصفه رئيساً لتحرير جريدة الأماني القومية ، على أثر نشر الأخير مقالاً صحفياً افتتاحياً في العدد الأول من تلك الصحيفة( )، حمل عنوان ( حفنة تراب على مرقد مزاحم الامين الباجه جي)( ) ، وفيه شن حملة على وزير الداخلية آنذاك مزاحم الباجه جي بسبب سوء استغلاله للمنصب( )، الأمر الذي دفع الأخير إلى إقامة دعوى جزائية ضد رئيس التحرير ، وكذلك مدير الجريدة علي عبد الرزاق شبيب( )، وفيها صدر الحكم على الأول بالسجن لمدة سنة واحدة ، وبالحبس لمدة ستة أشهر على الثاني( ) ، كما شارك جميل عبد الوهاب في مؤتمر المحامين العرب، الذي انعقد في دمشق في 12 آب 1944، واستمر سبعة أيام( )، وكان الوفد العراقي مكوناً من 32 محامياً( )، برئاسة نقيب المحامين نجيب الراوي( )، الذي أعلن ان الهدف من المؤتمر هو الانسجام والاتحاد بالتشريع في الأوضاع الحقوقية في البلدان العربية، ولتقوية أواصر الإخاء والود ، وأن القضايا التي تجري مناقشتها هي ، توحيد المصطلحات الحقوقية ، والحقوق التجارية ، والصلات القضائية بين البلدان العربية، ومواضيع أخرى تتعلق بالقضاء، وقبل انعقاد المؤتمر بثلاث أيام ، تم تشكيل لجنة علمية من ممثلي النقابات العربية، مهمتها اعداد التوصيات والنصوص الكاملة لكل محاضرة ، وأن نقابة محامي العراق شاركت في اللجنة بخمسة أعضاء، قدم كل منهم محاضرة قانونية كما ضم الوفد العراقي خمسة حكام ( ) .
مارس جميل عبد الوهاب القضاء لمدة أربع سنوات بصفة حاكم، واتخذ من القانون سبيلاً لإظهار الحق، وحل المشاكل بين المتخاصمين، وكان يتعامل بشكل عادل مع جميع الناس، خلال المدة التي استمر فيها حاكماً، كما هو واضحاً في الجدول ادناه :
جدول بالمناصب التي تولاها جميل عبد الوهاب ومدة توليه مسؤوليتها( )
ت المنصب المدة
1. حاكم بداءة بغداد 13/12/1933 – 20/12/1934
2. حاكم تحقيق بغداد 21/12/ 1934 - 7/5/1935
3. حاكم محكمة الصلح في بغداد 5/5/1935 – 1/1/1937
4. حاكم محكمة بداءة بعقوبة 1/5/1937 – 4/7/1937
5. حاكم في بداءة بغداد 5/7/1937 – 28/10/1937
كما انتخب جميل عبد الوهاب نقيباً للمحامين لدورتين متتاليتين (1946 -1947)( ).
4- صفاته وأبرز ملامح شخصيته :
اتصف جميل عبد الوهاب بأنه كان اسمر البشرة صغير العينين نرجسيها، مع وجود ندبة على خده الأيمن( )، متوسط القامة ، ممتلئ الجسم لا يعاني من عوق في النطق أو الجسم ، مهتماً بأناقته مع ثقته العالية بنفسه ، وفياً كريم النفس، حريصاً عطوفاً ، كاسباً للاحترام والود ، طيب القلب متسامحاً مع من يخالفه في الرأي ، وعرف بالذكاء والصدق في القول ، كما امتاز بالتسامح ومساعدة الآخرين ولاسيما الفقراء( ) .
عُرف جميل عبد الوهاب بالكرم والإحسان ، وهذا ما أشار إليه أحد أصدقائه وهو جلال خالد( ) ، والذي كان له دوراً كبيراً في الأيام التي تلت ثورة 14 تموز 1958 ، إذ التجأ إليه وأحتمى به جميل عبد الوهاب ، فآواه وأبقاه مدة طويلة ، وفاءاً للصداقة ، مع ان في ذلك مخاطرة كبيرة ، ومن قبيل المصادفة الغريبة أن يرقد صاحب الإحسان إلى جنب من أحسن إليه، وحماه من هلاك محقق في مقبرة إسلامية في ضواحي لندن ( ) .
تحدث عطا عبد الوهاب في كتابه (سلالة الطين) عن شخصية أخيه جميل بقوله : " كان أخي الأكبر جميل ، يتمتع بقوة الشخصية طيلة حياته يعززها الذكاء الحاد ، وكان معروفاً بعمق الإيمان ، ذلك الإيمان الذي يشده إلى الحياة الآخرة بإيقاع واضح ، متمثلاً بإحسانه الدائم للفقراء والمحتاجين وخدمة الآخرين ، ويعد ذلك من أنماط العبادة لديه ، ولم يعتمد في محنته العسيرة عقب ثورة 14 تموز 1958، إلا على نفسه وبعض المقربين منه، وكان هذا ظاهر حاله" ، وفي هذا المجال يقول عطا عبد الوهاب : " اخبرتني زوجته أنه في مرحلة مرضه الأخير ولغاية وفاته في عام 1973، عن عمر ناهز الثانية والستين، كان يقرأ القرآن جالساً على سجادة في حجرة نومه في بيروت، ويتلوه بصوت خفيض خاشع ، كما كنا نلاحظ منذ الصغر أنه مجبول على الكرم إلى حد الإسراف والتبذير حتى نهاية حياته ، وكانت له فلسفة يؤمن بها بشأن الكرم فهو يقول : " إذا أمسكت ولم أنفق مما يرزقني الله فسيلعنني ربي ويبتليني بالفاقة " ( ).
منح جميل عبد الوهاب في عام 1946، وسام الأستقلال من الدرجة الثانية من قبل حكومة شرق الأردن( ) ، وفي عام 1947، منح جميل عبد الوهاب وسام الأرز، عندما كان وزيراً للشؤون الاجتماعية ووكيل وزير المعارف في وزارة نوري السعيد التاسعة(21/11/1946-11/3/1947)( )، ثم صدرت الإرادة الملكية رقم (197) لعام ،1947 بأن يؤذن لجميل عبد الوهاب بحمل الوشاح الأكبر من وسام الأرز الوطني، الممنوح له من قبل حكومة الجمهورية اللبنانية( )، كذلك أنعم الملك عبد الله بن الحسين( ) ، في عام 1947، على جميل عبد الوهاب بلقب الباشوية( ) ، وذلك لدعمه القضايا العربية، ومشاركته في احتفالات إجلاء القوات الفرنسية عن لبنان عام 1946( ) .
ومن جملة ما قيل في ذكر محاسنه وأخلاقه ، ما أشار إليه محمود خالص في مذكراته : "عندما أخبروني أن جميل عبد الوهاب أنتقل إلى الرفيق الأعلى تألمت كثيراً ، لأنه كان نعم الصديق ، ذو أخلاق عالية وكرم لا مثيل له ، وأنه صديق فاضل وفيّ ، عرف عن نزعته الوطنية وحبه للعراق ولمهنته ، وكان محباً للخير ومساعدته الآخرين"( ) .
عُرف جميل عبد الوهاب بالاعتدال عندما كان وزيراً للعدلية في وزارة أحمد مختار بابان سنة 1958، وحرصه على حل الخلافات ، تجلى ذلك في حفلة ساهرة أقامها نادي المحامين ، ثم انقلبت إلى مظاهرة عدائية لنظام الحكم ، قام بها بعـض المحاميـن المعروفيـن بميولهم اليسارية المتطرفة ، وأطلقوا هتافات تدعـو إلـى سقوط الملكية( )، كما قام آخرون بإنزال صورة الملك فيصل الثاني( ) ، المعلقة على أحد الجدران وعفروها بالتراب ، وفي صباح اليوم التالي استدعى رئيس الوزراء أحمد مختار بابان، وزير الداخلية سعيد قزاز( ) ، ووزير العدلية جميل عبد الوهاب ، ومدير الأمن العام بهجت العطية( )، وبعد المداولة استدعى وزير العدلية نقيب المحامين آنذاك فائق السامرائي( ) ، وعولجت القضية بجهود جميل عبد الوهاب، من خلال تقريب وجهات النظر وتم غلق الموضوع( )، ومن مواقف جميل عبد الوهاب، الأخرى في تجنب الخصوم، عندما حدث خلاف بين الامير عبد الاله( )، وخليل كنه( )، سكرتير حزب الاتحاد الدستوري، أشار عبد الرزاق الهلالي في مذكراته وهو الذي كان موظفٌ في التشريفات الملكية بقوله : " جاء الأستاذ جميل عبد الوهاب لمقابلة الوصي، وعقب دخول الأستاذ جميل عبد الوهاب إلى غرفة الوصي، تحدث بصوت عالٍ قائلاً : " سيدي أرجو أنَّ ترفع نظرك عنه " ، وافق بعد ذلك الوصي على طلبه ، وخرج الأستاذ جميل وعلامات الفرح بادية على وجهه ، وودعني مسرعاً ، وعلى أثر ذلك فاز خليل كنه في الانتخابات النيابية مرشحاً عن الفلوجة" ( ) .
ونفهم مما تم ذكره ان أي مرشح للانتخابات النيابية آنذاك، لم يكن بمقدوره الفوز، دون الحصول على رضا وقبول السلطة الحاكمة، وفي حال وجود خلافات او تقاطعات معها ، فبالإمكان حلها عن طريق الوساطة، والتأثير الشخصي من قبل الأفراد المقربين منها .
5- هروب جميل عبد الوهاب من العراق بعد سقوط النظام الملكي
جاءت ثورة 14 تموز 1958 ، لتكون مدعاةً لهروب جميل عبدالوهاب، واختفاءه عن الانظار، لشعوره المسبق بأنه سوف يكون مطلوباً من قبل سلطة النظام الجديد كزملائه ، ففضل ان يبتعد عن دائرة الاضواء ، ومنذ البداية فكر في ان يتخذ من فندق بغداد ملاذاً له، كونه يرتبط بعلاقة صداقة مع صاحب الفندق( ).
فكر جميل عبد الوهاب، بعدها بهدوء في المكان الذي يلجأ اليه مؤقتاً ، ويرى أنه آمن بيت، فكان بيت صديقه جلال خالد ، إذ احتمى به، وكان الأخير يحمل من صفات التواضع والأدب الشيء الكثير ، فهو لم يذكر إيوائه لجميل عبد الوهاب إلا نادراً( ) ، علم زكي عبد الوهاب، شقيق جميل من صديقه خدوري خدوري، أن جلال خالد أعلمه باختباء جميل لديه، وأن الرجل بدأ يشعر بالحرج، ولكنه لا يستطيع التصريح به ، فأخذ الإخوان عطا وزكي يفكران في إيجاد مخبأ لأخيهم جميل ، وهو بيت عمهم ناجي القيسي ( ) .
خاطر إخوة جميل كل من عطا وزكي، بحياتهم من أجل إنقاذ أخيهم الأكبر من محنته، في الأيام والشهور التي تلت ثورة 14 تموز 1958 ، وفيها عقد جميل عبد الوهاب العزم، على الافلات من قبضة الحكام الجدد مهما كان الثمن( ) .
أشار توفيق السويدي( )، في مذكراته بان جميل عبد الوهاب، وزير العدلية في وزارة أحمد مختار بابان الأخيرة سنة 1958، أخبرني بأنه حصل على معلومات وثيقة عن قرب وقوع انقلاب عسكري في الأيام القليلة الآتية ، فأتصل جميل عبد الوهاب، بنوري السعيد وأخبره، فكان جواب الأخير الانكار( ) .
كما أنبأ جميل عبد الوهاب، الأمير عبد الاله في ليلة الثالث عشر من تموز، بأنه متأكد من وجود مؤامرة ضد نظام الحكم ، وأن اعضاء من الجيش المنتشرين في كل مكان موجودون في بغداد ، وانهم يتصرفون بطريقة سرية وخفية ، إلا أن الأمير عبد الاله رد على ذلك بقوله : " أن تحرك القوات المسلحة نحو الأردن قد حصل بعلمه هو "، لكن جميل عبد الوهاب أصر على رأيه، بوجود سبب يدعو إلى التحذير وإلى العمل ، ولربما شعر الأمير عبد الاله بوجود شيء فيما نقله إليه جميل عبد الوهاب، فقد قيل أنه تحدث إلى قائد الطائرة الخاصة للملك جسام محمد( ) ، وطلب إليه ان يعمد إلى تحليق الطائرات قدماً خلال ساعة واحدة، غير ان جسام محمد ، رد على عبد الاله بان الوقت جداً متأخر لكي ينذر ملاحي الطائرات بضرورة القيام ببداية تحليق مبكرة( ) . وهذا يدل على ارتباط (جسام) بقادة رجالات الثورة .
غادر جميل عبد الوهاب، بيت صديقه جلال خالد الذي كان مخبئه الأول، إلى مخبئه الثاني بيت عمه ناجي القيسي الذي استقبله بحفاوة ، وكان خائفاً أيضاً ، ولكنه كان صادقاً في ترحيبه، في ذلك اليوم الطارئ من زمن المفاجآت الدامية ، وأنه كان مدركاً مدى المغامرة، التي أقبل عليها، وما تنطوي عليه من تضحية في جوف الغيب ، كان ناجي يكن لجميل حباً خاصاً، إذ لم يكن جميل يألو جهداً في معاونته في حياته الدراسية والعملية ، وكان الرجل يسكن في مشتمل قريب من بيت زكي ، وكانت زوجته سورية الجنسية وقد اصطحبت أطفالها ذلك الصيف، للاصطياف مع أهلها في الشام، مكث جميل عبد الوهاب في بيت عمه ناجي فترة طويلة ، بعدها فكر أخوة جميل (زكي وعطا)، في نقل أخيهم جميل، إلى مكان آخر، قبل عودة أسرة عمهم إلى العراق( ) .
كان المخبأ الثالث لجميل عبد الوهاب، هو بيت أخيه عطا في الصليخ، لاسيما ان السلطة قد ارسلت سابقاً من يفتش البيت، واقتنعت بعدم وجود جميل عبد الوهاب فيه، حيث مكث جميل عبد الوهاب في بيت أخيه عطا ، ثم أخبر زكي اخاه عطا، بأنه اضطر لأخبار الكبار من أفراد الأسرة، بنقل جميل إلى بيته في الصليخ ، اطمأن جميل عبد الوهاب، بعض الشيء وهو في بيت أخيه عطا، وكان يقول ان السلطة ليست وراءه فيما يظهر ، ولديها من المشاكل ما يكفي ، وبعدها أخذ جميـل عبـد الوهـاب يخطط للانتقـال من بيت أخيه عطـا إلى بيته في الصرافية( )، مرت الأيام على هذا المنوال، وبدأت محكمة الشعب جلساتها، وجميل يستمع إلى تلك المحاكمات عن طريق الراديو( ) .
طلب جميل عبد الوهاب، من أخيه عطا أن يأتيه بنسخ من استمارات (من أين لك هذا)، التي صدرت بموجب القانون المشرع بذلك الاسم، لمحاسبة المسؤولين في العهد السابق ، فملأ جميل عبد الوهاب الاستمارات حسب الأصول، وطلب من عديله صبحي الطائي، والذي كان مسافراً إلى تركيا، أن يرسلها من هناك بالبريد وعندئذ يشيع الخبر في بغداد، أن جميل عبد الوهاب موجود في الخارج، بالفعل بعث الرجل بالاستمارات من اسطنبول، وشاع فعلاً خبر وجود جميل هناك ( ) .
مضى على اختفاء جميل حوالي خمسة اشهر، تنقل فيه من مكان إلى مكان، حتى استقر في بيته بالذات ، وفي أوائل عام 1959، خاطب جميل أخويه إلى متى أبقى هنا سجيناً في غرفتي مدى العمر؟ ، يجب أن أهرب، حتى لو كلفني ذلك حياتي، وأخيراً حسم جميل الأمر بالخروج من العراق، وأخذ أخوته يخططان مع جميل كيفية خروج أخيهم ، هل يهرب عن طريق الحدود السورية؟ أوعن طريق ايران؟ ، ومن يقوم بهذه المهمة؟ ( ) .
كان لجميل سائقاً خاصاً، يعمل عنده منذ سنين اسمه مهدي، كان له دوراً كبيراً في إخراج جميل من العراق، بالتعاون مع خاله، بعد أن شرح له جميل تفاصيل الخطة، وطلب منه ان يقسم بالقرآن الكريم بأن يحفظ السر ، فأقسم الرجل وأخذه بسيارة إلى العمارة، وسلمه إلى خاله الذي يعرف مهرباً يعتمد عليه ، فيأخذه مشياً إلى الحدود الإيرانية( ) .
حدد جميل الساعة الثامنة من صباح الأول من آذار 1959، موعداً للحركة، وعند الفجر سار جميل مع خال مهدي متسلقين تلالاً كثيرة ، وبعد ساعات طويلة من الكد، بلغــوا هضبــة فقــال خال مهــدي إلــى جميـل أنظــر إلـى الأسفل، هذا مخفرهم ، فأذهـب إليه وأنا عائد، يقول جميل : " اتجهت نحو المخفر مسرعاً ، وكان يبدو لي قريباً وهــو بعيـد ، وأحسسـت بالإعيــاء، وبــان قـدمي متورمتان، ولما وصلت إلى المخفــر أبــرزت لهــم الصورة ، أنا وتوأم الشاه، فأسقط بيد الحراس، وتلفنوا لا ادري إلى من ؟ وبعــد أقــل مـن ساعـة جاءت طائرة هليكوبتر، أقلتني إلى المستشفى، ورقدت فيه أيامــاً للـعـلاج ، ثـم رجوت من السلطة ان يتم نقلي إلى عمان، قبل أن أذهب من هنــاك إلــى لبنـان ، ونقلــت فعـلاً بطائـرة خـاصة لم تحلق في أجواء العراق، وفي عمان قابلت المـلك حسيـن بـن طـلال فـأكرم مثواي، وأنا أضع قدمي على بوابة الحرية"( ) .
ثانياً : بواكير نشاطه السياسي
1- موقفه من زيارة الفريد موند (Sir Alfred Mond)( ) إلى بغداد عام 1928
دخل جميل عبد الوهاب معترك الحياة السياسية مبكراً، عندما كان طالباً في كلية الحقوق ، إذ شارك في المظاهرات مع مجموعة من طلاب كلية الحقوق ضد زيارة السير الفريد موند (Sir Alfred Mond) إلى بغداد في 8 شباط 1928 ، وكان هذا أول نشاط سياسي بارز له( ) .
كان الهدف من الزيارة هو جمع المعلومات عن إمكانية مد خط انابيب لنقل نفط العراق من كركوك إلى ميناء حيفا على البحر الأبيض المتوسط ، إضافة إلى إمكانية استخدام الأساليب الزراعية الحديثة لتحسين الإنتاج الزراعي في العراق، وذلك من خلال حث الفلاحين العراقيين على استخدام الأسمدة الكيمياوية المناسبة للتربة، بغية زيادة الإنتاج الزراعي لتصديره إلى الأسواق البريطانية حصراً( ) .
عرف الفريد موند بنشاطه الواسع في تطوير وتقوية الحركات التنظيمية والسياسية للقوى الصهيونية ، وفي العراق عمل اليهود على تنظيم برنامج متميز لاستقباله في الأسبوع الأول من زيارته لبغداد على أكمل وجه ، بالمقابل انتهز الوطنيون هذه الفرصة فقرروا القيام بمظاهراتٍ كبيرةٍ، وإعلان غضبهم الشديد أزاء الحركة الصهيونية ممثلة في شخص هذا الزائر( ) .
بدأت الإستعدادات للمظاهرات بعد توفير مستلزماتها وتحديد تاريخ انطلاقها، عقب معرفة اليوم الذي سيصل فيه الفريد موند إلى العراق ، إضافة إلى التحضيرات التي قامت بها المدرسة اليهودية (التقدم) في العراق ، وفي الثامن من شباط انطلقت مظاهرة كبيرة للطلاب بغية منع وصول الفريد موند إلى بغداد( ) .
جاء خبر زيارة الفريد موند إلى العراق منشوراً في مجلة (الشرق الأدنى) المصرية لصاحبها أمين سعيد ، والتي كانت تصل بانتظام إلى بغداد لتثير غضب الشعب العراقي، الذي عبر عن كرهه الشديد للحركة الصهيونية ، وخرجت الجماهير في تظاهرة كبيرة، وانضم إليهم طلاب الاعدادية المركزية، ودار المعلمين العالية، وكلية الحقوق، وحمل المتظاهرون ومنهم جميل عبد الوهاب، وخليل كنه، اللافتات التي كتب عليها عبارات الشجب والاستنكار لهذه الزيارة ، دفع ذلك الحكومة إلى اتخاذ موقف متشدد من طلبة كلية الحقوق بإصدار قرار بطردهم من المدرسة نهائياً( ) .
كما قامت الشرطة باتخاذ الإجراءات القاسية، لمنع تطور الأحداث، ففرقت بالعنف والقوة المتظاهرين( )، وقدم جميل عبد الوهاب مع المفصولين من زملائه الطلبة، للحكومة عريضة احتجوا فيها على الإجراءات الصارمة بحقهم، عندما كانوا يدافعون عن قضيتهم الوطنية، في الوقت الذي وقف إلى جانبهم نواب المعارضة ، واتهموا الحكومة بانها اتبعت اجراءات قاسية ضد الطلبة، ومنعتهم من التعبير عن آرائهم( ) ، على أثر ذلك القي القبض على جميل عبد الوهاب، وعدد من زملائه الطلبة، وحكم عليهم بالحبس لمدة ستة أشهر، والطرد من كلية الحقوق ، وكان الناس يتجمهرون في دار المحاكم لحضور محاكمتهم ، وبعد شهرين من السجن، أعفي عن السجناء واعيدوا إلى مقاعد الدراسة( ) .
وهنا نرى إن هناك رسالتين مهمتين يمكننا فهمها ، الأولى أنَّ الحكومة ليست متشددة وجادة في معاقبة الطلاب ، وإنما أرادت أنَّ تعطي بهم درساً للآخرين ، والثانية أنَّ العبء الأكبر في تحمل الدور الوطني للدفاع عن المبادئ، كان يتحمله الطلاب آنذاك، كونهم الطليعة المثقفة والواعية في المجتمع العراقي .
فجاءت هذه التظاهرة لتوضح للحكومة والمندوب السامي البريطاني هنري دوبس واليهود، بان هنالك في العراق رجالاً لديهم من الشعور العالي بالوطنية والقدرة على الوقوف بوجه المشاريع الاستعمارية( ) .
2- دوره في معارضة المعاهدة العراقية – البريطانية عام 1930 :
عقدت الحكومة العراقية في وزارة نوري السعيد الأولى، التي تشكلت في 23 آذار 1930، معاهدة مع بريطانيا في 30 حزيران 1930( )، وقوبلت المعاهدة بالمعارضة الشعبية الواسعة من قبل أغلب شرائح المجتمع ، ومنهم الشباب وطلبة المدارس والكليات، الذين عرف عنهم الوطنية والشجاعة الصادقة التي لا تعرف الخوف او التراجع ، إذ أخذ هؤلاء الطلبة والمثقفون، والمعارضين من الوطنيين للمعاهدة، بالدعوة للقيام بالتظاهرات المناهضة للمعاهدة، ومنهم جميل عبد الوهاب، وفائق السامرائي، وعزيز شريف، ويونس السبعاوي، وحسين جميل، وآخرون( ).
وجد هؤلاء ان الوضع السياسي كان متوتراً، الأمر الذي وفر لهم فرصة التعبير عن ما يحملونه من مبادئ وطنية، وتوجه ديمقراطي في الحكم، وتحقيق الاستقلال الوطني الكامل، من خلال وجود نظام برلماني ينتخبه الشعب ، إذ أن المفهـوم الـوطني عندهـم هـو التحرر من الاحتلال( )، والأنتداب( ).
دعا جميل عبد الوهاب، زملائه إلى تنظيم معارضة كبيرة للمعاهدة ورفضها( ) ، ونشروا بياناً أيدوا فيه زعيم الحزب الوطني جعفر أبو التمن( ) ، الذي شجب المعاهدة وقاطع الانتخابات النيابية ، ولدعم صفوف المعارضين للمعاهدة ، قام هؤلاء الطلبة بإصدار بيان إلى الشعب العراقي ، أكدوا فيه على ضرورة حضور الاجتماع الذي سيعقد في مقهى الاوبرا في بغداد ، لمناقشة بنود المعاهدة ، كما وزعوا منشورات احتوت على مضامين اجتماعية، لتنبيه الشعب إلى مخاطر مشاريع الاستعمار( ) .
سارعت الشرطة العراقية إلى أفشال الأجتماع، والقبض على منظميه، كذلك الذين شاركوا في كتابة البيان ، وقدمتهم إلى المحاكمة، بتهمة طبع وتوزيع منشورات معادية لنظام الحكم، وأصدرت أحكاماً مختلفة عليهم ، فحُكم على جميل عبد الوهاب، ومحمود يونس السبعاوي، وفائق السامرائي، وخليل كنه، وعبد القادر إسماعيل، بالحبس لمدة ستة أشهر، وعلى السيد عبد المجيد حسن، مدير مطبعة الآداب بالحبس لمدة شهرين، وإغلاق المطبعة للمدة ذاتها( ) .
ومـا أن أصـدرت المحكمـة أحكامهـا علـى هـؤلاء الطلبة في 25 تموز 1930، حتـى أخذت البرقيات تنهال على جريدة (صدى الأستقلال) ، وباركـت للطلبـة حبسهـم، الـذي اعتبرتـه فخـراً للمجاهدين ، وساهم عدد مـن المحاميـن بالتطـوع لاستئناف الحكم ، وبالفعل تم استئناف الحكم ، وشـارك بعـض رجـال السياسـة أمثـال ياسين الهاشمي( )، وناجـي السويدي ( )، وجعفـر أبو التمن، في أستنكار الأحكام الجائرة علـى الطلبة، وفي كتابة العرائض الموجه إلى الملك، لاسترحامه بغية الإفراج عنهم( ) .
3- دوره في معارضة وزارة جميل المدفعي( ) الرابعة عام 1937 :
شهدت بغداد نشاطاً سياسياً محموماً ، إذ كان قادة الجيش ناقمين على جميل المدفعي ، وعلى وزارته التي شكلها في 17 آب عام 1937 ، والتي أستمرت حتى 25 كانون الأول عام 1938، كونه لم يقم بتطهير الجيش من بقايا أنقلاب بكر صدقي( )، الذي حدث في 29 تشرين الأول 1936، ضد حكومة ياسين الهاشمي( ).
والأهم من ذلك أن جميل المدفعي، أخذ يقرب اصدقائه ويعينهم في مناصب حساسة، ويجتمع بهم من حين إلى آخر، ويعمل جهده لتحقيق رغباتهم، وكسب رضاهم ومنهم حكمت سليمان ( ) ، وصبيح نجيب( ) ، ومن جانب آخر كان عددٌ كبيراً من الشباب المثقف الواعي، قد وقف صفاً واحداً ضد وزارة المدفعي، وحددوا اهدافهم لإسقاط الوزارة وهم كل من : جميل عبد الوهاب، وإسماعيل حقي الاغا، وطالب مشتاق، وفائق السامرائي، وعلي محمود الشيخ، وداود السعدي، وغيرهم، وقرروا القيام بمظاهرات احتجاجاً على سياسة الحكومة، وحددوا يوم 14 كانون الأول عام 1938، موعداً للقيام بهذه المظاهرات، واعلنوا مطالبتهم بقيام الوزارة بمحاكمة القائمين على انقلاب بكر صدقي واعدامهم، في حين كانت سياسة الوزارة تسعى إلى أسدال الستار على ذلك( ) .
وهكذا أخذ ضغط المعارضة يشتد ضد وزارة جميل المدفعي، وأصبح موقف الوزارة حرجاً، وكانت حريصة على عدم تقديم استقالتها، أو أنَّ تستسلم لإرادة خصومها بسهولة، لذلك عزمت على أنَّ تستعمل أسلوباً آخر، وهو نفي عدد من المعارضين، إلى مدن العراق المختلفة، ومنهم جميل عبد الوهاب، إذ تم نفيه إلى علي الغربي، وفرضت عليه الإقامة الجبرية لمدة سنتين، ونفي علي محمود الشيخ إلى بدرة، وفائق السامرائي وداود السعدي إلى شمال العراق، وطالب مشتاق إلى قلعة صالح، وإسماعيل حقي الاغا إلى الفاو، وشاكر الوادي إلى سوق الشيوخ وصديق شنشل إلى علي الغربي وغيرهم من المعارضين( ) .
4- دوره في حزب الاتحاد الدستوري والقضايا الداخلية والعربية والدولية
شكل نوري السعيد حزب الاتحاد الدستوري، في الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام 1949( )، وتولى عبد الوهاب مرجان( )، مهام نائب الرئيس، وخليل كنه، سكرتارية الحزب، وجميل الاورفه لي( )،الأمور المالية ، كما انتخب
جميل عبد الوهاب عضواً في اللجنة المركزية للحزب( ) .
كان جميل عبد الوهاب يحضر أغلب اجتماعات ومؤتمرات الحزب، سواء في بغداد أم في باقي ألوية العراق، والتــي كانت تناقش وتستعرض المشاكل الداخلية الأساسية التي تعاني منها البلاد ، والتي تتطلب علاجات حاسمة تمهيداً لإصلاح الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وتمهد لنهضة شعبية واسعة( ) ، كما حضر جميل عبد الوهاب، مؤتمراً أقامه الحزب في كربلاء بتاريخ 27مايس 1952( ) .
أن كل الدلائل تشير إلى أن هذه الاجتماعات والمؤتمرات، لم تعطِ أية نتائج من شأنها أن تنهض بواقع البلاد ، وإنما كانت اجتماعات ومؤتمرات شكلية، ذات مردود غير إيجابي في أي مجال من المجالات ، وهي لا تعدو كونها دعاية انتخابية للأحزاب ، او الأفراد الذين يمثلون تلك الأحزاب .
برز لجميل عبد الوهاب، وهو أحد أعضاء اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الدستوري، مواقف وآراء لعديد من القضايا التي ناقشها الحزب ومنها :
أ- القضايا الوطنية وتضمنت :
1 – قانون الانتخاب المباشر 1946:
عارض أعضاء حزب الاتحاد الدستوري، مقترح قانون الانتخاب المباشر قدم هذا المقترح في عهد وزارة توفيق السويدي الثانية التي تشكلت في 23 شباط 1946، وأكدوا ومنهم جميل عبد الوهاب، أن الانتخاب المباشر لا يمكن أن يعد الوسيلة الضامنة والوحيدة للتمثيل الصحيح، وأشاروا أيضاً إلى أن الناخبين من العشائر يمثلون ثلث السكان، ومن الصعوبة نقلهم إلى صناديق الاقتراع ، الأمر الذي قد يؤدي إلى عدم مشاركتهم في الانتخابات( )، على الرغم من أن الانتخاب المباشر خطوة تقدمية ، إلا أنها سابقة لأوانها، وبرروا ذلك بأن الوعي الشعبي لم يصل بعد إلى درجة تؤهله لاستعمال هذا الحق المهم لانتخاب أعضاء مجلس النواب، وأن الجهل مخيم على البلاد، ومازالت الأمية تضرب اطنابها ، الأمر الذي يؤدي إلى عدم تطبيق قانون الانتخاب المباشر( ) .
حدثت مشادة كلامية حول مقترح قانون الانتخاب المباشر في مجلس النواب، بين نواب المعارضة المؤيدين له، وبين أعضاء حزب الاتحاد الدستوري المعارض للقانون ، وأشار نواب حزب الاتحاد الدستوري، ومنهم النائب جميل عبد الوهاب، إلى عدم إمكانية تمرير القانون في المجلس، واستحالة تطبيق المقترح في الظروف الحالية ( ) .
أستمرت الاحزاب السياسية تطالب بتعديل قانون الانتخاب، وتطورت الأحداث باندلاع الانتفاضة في 22 تشرين الثاني 1952، شاركت جميع الأحزاب فيها، وشكلت هذه الأحزاب هيئة للتنسيق فيما بينها( )، باستثناء حزب الاتحاد الدستوري( )، حيث تعرض مقر الحزب إلى هجوم من قبل المتظاهرين ، خلع المتظاهرين فيه لوحة معلقة على مقر الحزب تحمل اسم الحزب، ثم وضع المتظاهرين اللوحة على مكان تجمع النفايات( ) .
وعلى أثر اندلاع انتفاضة 22 تشرين الثاني 1952، استقالت وزارة مصطفى العمري( )، في 22 تشرين الثاني 1952( )، وعهد الوصي عبد الإله إلى نور الدين محمود( )، رئيس أركان الجيش بتشكيل الوزارة، فألفها في 23 تشرين الثاني 1952( )، وقامت الوزارة الجديدة بصورة مؤقتة في بغداد بأعلان الأحكام العرفية، وشكلت مجلس لمحاكمة المعتقلين( )، وحلت أيضاً بعض الأحزاب السياسية، ومنها حزب الاتحاد الدستوري، وتم تعطيل صحيفة الاتحاد الدستوري، الناطقة بلسان حال الحزب وعدد من الصحف الأخرى( ) .
2- تعديل معاهدة 1930 :
أعلن حزب الاتحاد الدستوري في منهاجه أنه يسعى لتبديل المعاهدة العراقية - البريطانية، بما يضمن سيادة العراق الوطنية، ويضمن استقلال العراق( )، وأشار نائب رئيس الحزب عبد الوهاب مرجان، وسكرتير الأول للحزب خليل كنه ، وجميل عبد الوهاب، العضو في اللجنة المركزية للحزب، وأعضاء آخرون إلى أن المعاهدة لم تعد تناسب العراق، ويجب أن يتحرر العراق من قيود المعاهدة التي أصبحت في غير مصلحة البلاد ، وكان من بين المبادئ الرئيسة للحزب في السياسة الخارجية هو تعديل معاهدة عام 1930( ) .
وذكر رئيس الحزب نوري السعيد في تصريح له : " أنه لو كان رئيس حكومة مستقلة لما وقع على المعاهدة ، وأن ظروف المعاهدة تغيرت ، ولم تعد أحكام المعاهدة في صالح العراق"( )
3- اتفاقية النفط عام 1952 :
وقع العراق وشركات النفط الأجنبية في 3 شباط 1952، على اتفاقية لتنظيم عمل تلك الشركات( )، وصادق مجلس النواب على هذه الاتفاقية في 14 شباط من العام نفسه، كما صادق عليها أيضاً مجلس الاعيان في 17 شباط من العام ذاته، وسميت باتفاقية (مناصفة الأرباح)( )، عارضت الأحزاب السياسية اتفاقية النفط الجديدة ، وخرجت مظاهرات في بغداد وبعض المدن ، وسادت الاضطرابات ، وطالب المتظاهرين بحل البرلمان رداً على توقيع الاتفاقية( )، في حين أيد حزب الاتحاد الدستوري الاتفاقية، ووقف الحزب منذ اللحظة الأولى للمفاوضات، إلى جانب الاتفاقية، واعتبر الاتفاقية مكسباً للشعب والحكومة، موضحاً أن واردات الحكومة سترتفع عما كانت عليه قبل عام 1952( ) .
صرح نواب حزب الاتحاد الدستوري، ومنهم النائب جميل عبد الوهاب قائلاً : " أننا حصلنا على أكثر ما استطعنا من الأرباح دون أن يوصد باب التأميم، وأن ذلك يمثل مصلحة العراق"( )، ودافع رئيس الحزب نوري السعيد في مجلس النواب بقوة عن الاتفاقية ، إذ أكد أن المكاسب التي حصل عليها العراق بموجب هذه الاتفاقية، لا تقل عن المكاسب التي حصلت عليها الدول المجاورة( )، وانتقد نوري السعيد المعارضة ، لوقوفها ضد الاتفاقية، وأشار إلى أن العراق سيحصل على عائدات النفط بنسبة 50%( ) . وعلى ما يبدو ان الحزب كان يرى في الاتفاقية مصلحة البلاد ، وتقدم العراق خطوة إلى الأمام، لاسيما انه حصل من شركات النفط بموجب الاتفاقية على مكاسب جديدة ، كما أن تأميم النفط في تلك الظروف كان أمراً صعباً، والبقاء على الامتيازات التي منحت للشركات على وفق اتفاقيات سابقة، أصبح أمراً لا يحتمل ومرفوض من قبل الشعب ، لذا تعد الاتفاقية على الرغم من السلبيات التي احتوتها عملاً إيجابياً متوازناً آنذاك .
ب- القضايا العربية وتضمنت :
1 – القضية الفلسطينية :
أتخذ حزب الاتحاد الدستوري منذ تأسيسه موقفاً مسانداً للقضية الفلسطينية ، إذ دعا الحزب في منهاجه إلى ضرورة مكافحة الصهيونية ، ونصرة القضية الفلسطينية ( )، واعتبر قرار تقسيم فلسطين مأساة كبيرة ، كما انتقد الحزب الدول العربية بأنها تبتعد يوماً بعد يوم عن مطالب الشعب الفلسطيني( )، وعندما اصدرت الدول الثلاث بريطانيا ، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا بياناً في 25 آيار 1950، حول تثبيت الهدنة بين إسرائيل والدول العربية، وعدم السماح لأي طرف بالتجاوز على بنود الهدنة( ) ، شجب عدد من أعضاء الحزب الدستوري في مقال لهم، ومنهم النائب جميل عبد الوهاب هذا البيان ، واعتبروه تحيزاً من قبل الدول الثلاث إلى جانب إسرائيل ، وأشاروا أنه يمثل تأييداً لإسرائيل، واعتداء على حقوق العرب( ) ، وطالبوا بإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وأن ذلك يعتبر حق طبيعي من حقوقهم، وناشدوا أيضاً المجتمع الدولي بعدم تجاهل القضية الفلسطينية، وان الدخول في تسويات على حساب اللاجئين، تخدم مصالح إسرائيل في استقبال عدد أكبر من المهاجرين اليهود، في حالة عدم تثبيت حق عــودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم( ).
2- مشروع الاتحاد العراقي - السوري :
أيد أعضاء حزب الاتحاد الدستوري، ومنهم جميل عبد الوهاب، وخليل كنه وآخرون، مشروع الاتحاد بشكل خاص مع سوريا، وبشكل عام مع الدول العربية، وأكدوا على أهمية المشروع كونه يعد في مقدمة المشروعات التي من شأنها ان تقوي الروابط بين البلدين ، معتبرين المشروع أفضل وسيلة لمواجهة الأخطار ضد البلاد العربية( ) .
ونشر أعضاء الحزب مقالاً بعنوان " وحدة القطرين ضرورة ملحة " بينوا فيه بان الشعبين يريدان الوحدة ، ودعوا إلى الكفاح من أجل تحقيق الوحدة( ) ، وأن أمنية الشعب هو الاتحاد ، ودعوا الحكومة السورية إلى السعي بجد من أجل تحقيق الوحدة ، وأشاروا أن ذلك طموح كل إنسان عربي ( ) .
ج- القضايا الدولية وتضمنت :
1 – برنامج النقطة الرابعة :
أعلن الرئيس الأمريكي هاري ترومان (H. Truman)( )، في خطابه الذي
ألقاه في 28 تشرين الثاني 1949، برنامج النقطة الرابعة( ) ، والتي تضمنت تقديم الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات الصناعية والمالية والعلمية، إلى الدول التي لم يكتمل تطورها بعد ، وأن تقدم تلك المساعدات بموجب اتفاق بين الطرفين إلى الدول الراغبـة ، وتشمل المساعدات الفنية تقديم الإرشاد الفني ، وذلك بإيفاد الدولة الطالبة، خبراء فنيين تقوم الولايات المتحدة بدفع نفقات سفرهم ودفع رواتبهم، وشملت ايضاً تزويد الدولة الطالبة بالمعلومات الفنية، والمطبوعات الرسمية، وأدوات الإيضاح وغيرها من الأمور( )، وكان هدف البرنامج هو مكافحة الشيوعية( ) .
أخذت صحافة الحزب تتابع بكل اهتمام البرنامج ، كما أيد أعضاء حزب الاتحاد الدستوري، ومنهم جميل عبد الوهاب، وخليل كنه، وعبد الوهاب مرجان، وآخرون برنامج النقطة الرابعة مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، تود بأن تستفيد دول العالم المتأخرة اقتصادياً وصناعياً، من نجاحات امريكا الصناعية وتقدمها العلمي( )، كما أشاروا أيضاً، أن الفائدة المرجوة منه، هي التنسيق الدقيق بين الدول المستفيدة والدول المانحة ، وتخصص المساعدة على أساس الاتفاقيات الدولية وليس الاتفاقيات الثنائية( )، وفي السياق ذاته دعا أعضاء الحزب، الحكومة العراقية إلى التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، للاستفادة من هذا البرنامج( )، لكون المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية بموجب النقطة الرابعة، لن يترتب عليها امتيازات تمس نفوذ وسلطة البلاد( )، أو أي تغلل سياسي ، وأشاروا أيضاً بأن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تهدف إلى استغلال الموقف ، وبينوا أن الظروف الدولية هي التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تقديم خدماتها ومساعداتها في الفترة الأخيرة مشيرين إلى أن العراق، سيحصل على مساعدات فنية ومادية ذات فائدة كبيرة، يدفعه إلى الأمام في المجال العسكري والاجتماعي والاقتصادي( ) .
ونرى بان وجهة نظر جميل عبد الوهاب، وبقية أعضاء الحزب الدستوري غير صائبة ، كون الولايات المتحدة كانت تهدف بهذا المشروع، الوقوف بوجه المد الشيوعي، وكذلك الهيمنة على مقدرات البلد السياسية والاقتصادية، متخذة منه ذريعة لتحقيق مصالحها الاستعمارية .
2- مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط :
قامت الدول الغربية في مطلع الخمسينات من القرن العشرين، بمحاولات عديدة ، لضم المنطقة في حلف دفاعي ، يؤدي إلى حماية المصالح الاستراتيجية للغرب( ) ، ولتحقيق ذلك الهدف ، عملت بريطانيا على تشجيع التحالفات الثنائية بين دول المنطقة ، وشرعت بتعديل المعاهدات المعقودة بين الدول العربية وبينها، وذلك تمهيداً للحلف العسكري الذي تسعى بريطانيا لإبرامه، مع الدول الغربية لمساندة مشروعها في منطقة الشرق الأوسط( ) .
عرضت بريطانيا رسمياً في 13 تشرين الأول 1951 ، مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط ، عندما سلمت حكومات كل من بريطانيا ، تركيا ، فرنسا ، الولايات المتحدة مذكرة إلى العراق ، مصر ، الأردن ، سوريا ، لبنان ، المملكة العربية السعودية ، تضمنت إعلان قيام مشروع القيادة العليا للحلفاء في الشرق الأوسط، للدفاع عن دول المنطقة ضد أي عدوان خارجي محتمل( ) .
أيد نوري السعيد مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط ، وأكد في تصريح له، أنه : " إذا اندلعت حرب عالمية أخرى ، فلابد للعراق أن يقف إلى جانب الجبهة الديمقراطية ، وأن انهيار الدول الديمقراطية سيؤدي إلى انهيار الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ، وازدياد خطر الشيوعية "( )، كما أكد نوري السعيد: " ان الدول العربية لا يمكن ان تشارك في أي مشروع للدفاع عن الشرق الأوسط حتى يتم حل المشكلة بين بريطانيا ومصر وتحقق مطالب الشعب المصري العادلة "( ).
وفي السياق ذاته أيد أعضاء حزب الاتحاد الدستوري ومنهم جميل عبد الوهاب وآخرون مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط ، مؤكدين أن من واجب العراق ان يدافع عن استقلاله ، وإذا وقعت الحرب فعلاً ، فلن يسلم أحد منها ، وعلى العراق ان يضع مصالحه فوق كل اعتبار ، وعليه ان يختار الطريق المناسب الذي يضمن له ذلك، بموجب اتفاقيات مع الدول العربية ، وأخذت صحافة الحزب تشير إلى خطورة الاتحاد السوفيتي، في حالة اندلاع الحرب ، وان وجود قواعد جوية في العراق، وعدد من الدول المعنية ستكون قادرة على الوقوف أمام زحف الاتحاد السوفيتي على شمال العراق وإيران ، وان الدول المشاركة في مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط، ستكون على قدم المساواة مع جميع الدول المشاركة في المشروع ، وأنها ستحصل على مساعدات عسكرية ، وسترسل الدول الغربية لها، خبراء عسكريين لتدريب جيوشها( ) .
يتبين مما تقدم أن حزب الاتحاد الدستوري ، كان يؤيد التحالف مع الدول الغربية ، وهو أمر مفروغ منه طالما أن زعيم الحزب هو نوري السعيد المعروف بعداءه الشديد للشيوعية وللاتحاد السوفيتي ، وبالتالي فأن أي مشروع يقف بوجه هذا الغول القادم من الشرق، فهو يؤيده، هو واعضاء حزبه ومن ضمنهم موضوع الدراسة جميل عبد الوهاب .
3- حلف بغداد 1955 :
في جلسة مجلس النواب الحادية والعشرين الدورة الرابعة عشر لسنة 1954 ، تكلم عدد كبير من النواب ، وانصبت أحاديثهم على الحق الطبيعي للعراق في عقد ميثاق بغداد (Baghdad Bloc)( ) ،ومنهم نائب بغداد جميل عبد الوهاب ، إذ امتدح جميل عبد الوهاب ، سياسة نوري السعيد في عقد الميثاق العراقي – التركي بقوله : " بأنه رجل كرس حياته لخدمة الأقطار العربية ، ولا يستحق كل هذه الحملات ضده ، فالأخطار تحيط بالعراق والأمة العربية ، إضافة إلى أخطار الشيوعية السوفيتية ، وهناك مخاطر إقليمية قائمة ، بسبب اختلاط العناصر والحدود بين تركيا والعراق وإيران ، وبين تركيا وسوريا ، وكسب تركيا إلى جانب العرب ، يبعد عن العرب هذه الأخطار ، أن الميثاق العراقي – التركي، لا يتعارض مع المواثيق الأخرى ، ومنها ميثاق جامعة الدول العربية، ولا مع ميثاق الأمم المتحدة، بل ينسجم كاملاً مع قرارات وزراء الخارجية العرب ، اما موقف بعض الدول العربية المعارضة للميثاق ، والشتائم النابية التي تعرض لها فخامة نوري السعيد، من قبل بعض الصحف العربية ، فلأنه عقد ميثاقاً مكنه أن يحافظ على سلامة العراق ، وسلامة البلاد العربية جمعاء ، إن إقدام نوري السعيد على عقد الميثاق العراقي–التركي، يعد خطوة إيجابية في المضمار العالمي..."( ).
يمكن ملاحظة أن سياسة المحاور ، التي كانت سائدة في تلك الحقبة كانت تستهوي الكثير من الشخصيات الفاعلة في السياسة والمجتمع ، على الرغم من كونها تكبل البلاد بقيود والتزامات ، قد تكون ملزمة بها وفي نفس الوقت لا تحتاج إليها .
أشار جميل عبد الوهاب في أحد التقارير التي أرسلها إلى وزارة الخارجية، أثناء مقابلته لرئيس الجمهورية اللبناني كميل شمعون( ) ، في 12 تموز 1955، قائلاً : " أنه من الضروري دخول لبنان إلى حلف بغداد ، ولكنه يعتقد بان الظروف غير مؤاتيه في الوقت الحاضر، لأنه يخشى من ان هذا الانضمام سيدفع سوريا إلى الارتماء في احضان السعوديين والمصريين فيها، وتؤدي إلى توقيع حلف ثلاثي بينهم ، فقلت لفخامته أنَّ سورية مرتمية فعلاً في احضان هؤلاء، ثم قال نظراً إلى أن الرأي العام اللبناني منقسم على نفسه، وهو يعتقد بان (50%) هم مع الحلف وأما الآخرون فهم ضد الحلف، وهؤلاء خليط من الشيوعيين المأجورين وغيرهم ..."( ) .
وفي مقابلة ثانية لجميل عبد الوهاب مع الرئيس كميل شمعون في بيروت بتاريخ 14 تموز 1955 ، محاولة منه لإقناع الرئيس كميل شمعون في دخول الحلف ، اقترح عليه قائلاً : " ان يخطوا لبنان خطوته ويدخل الحلف العراقي – التركي أولاً ، وكذلك الأردن ، وان أي تريث بحجة جمع أو توحيد كلمة الأقطار العربية هي مضيعة للوقت ، لأن جمع هذه الكلمة عملياً لا يمكن ان يتم بالسرعة المتصورة، لذلك قلتُ له بالحرف الواحد : " أن التاريخ يسجل لك إقدامك على هذه الخطوة بالاعتزاز والإكبار لما يؤدي إليه هذا الانضمام من فوائد كبيرة للأقطار العربية ... " ( ) .
أما موقف رئيس الوزراء اللبناني عبد الله اليافي ( ) ، من حلف بغداد ، فقد أشار جميل عبد الوهاب قائلاً : " قابلت رئيس الوزراء مفصلاً له وجهة النظر العراقية من الحلف ، فإذا به يدخل في بحث مسؤولية العراق في تفريق الدول العربية بسبب عقده ميثاق بغداد ، وعندها بينتُ له بالتفصيل ظروف وملابسات الميثاق المذكور، والدعايات المغرضة التي اثيرت حوله، وشرحت له المنافع التي يتوخاها للعراق وللدول العربية الأخرى من جرائه، وتضح لي أن رئيس الوزراء غير مطلع بصورة كافية على دقائق الأوضاع السياسية العربية ، كما انه مندفع في إرضاء رجل الشارع دون التمسك بالمصالح العليا..." ( ).
واجه الحلف داخل مجلس النواب اللبناني، معارضة شديدة من قبل عدد من النواب ، ففي جلسته التي عقدت في 3 تشرين الثاني 1955، هاجم بعض النواب وعلى رأسهم كمال جنبلاط( )، سياسة العراق الخارجية ، وطالب النواب الحكومة بعدم التعاقد والتعاون مع العراق، طالما كان العراق منخرطاً في هذا الحلف ، وندد النواب بسياسة لبنان الخارجية التي يكتنفها الابهام والغموض، بصدد الموقف من المشاريع والاحلاف الغربية ، كما أوضح وزير الخارجية اللبناني سليم لحود( ) في الجلسة نفسها، تأييد لبنان لسياسة سورية ومصر، ثم أشار أيضاً إلى عدم عزل العراق عن الأقطار العربية، وعقب الرئيس كميل شمعون، على تصريح سليم لحود، بالقول:" أن التصريح هو لغرض الاستهلاك المحلي" ( ).
وفي تقرير آخر أرسله جميل عبد الوهاب إلى وزارة الخارجية، عن زيارة وكيل وزير الخارجية التركية إلى بيروت في 25 آذار 1956 قائلاً : " زار فجأة وزير الخارجية التركية بالوكالة العاصمة اللبنانية، وقام بمقابلات مع المسؤولين اللبنانيين ، وفي صباح اليوم التالي ، قابلت السفير التركي لمعرفة جلية الأمر، وفهمت منه أن رئيس الجمهورية التركية، بعث بوزيره من عمان لشكر رئيس الجمهورية على مواقفه، وللاطلاع على الأوضاع السياسية، كذلك وضح لي السفير التركي بان رئيس الوزراء عبدالله اليافي الذي تولى الوزارة بعد رشيد كرامي، كان ضد دخول لبنان إلى حلف بغداد... "( ) .
اما فيما يتعلق بموقف السعودية من دخول حلف بغداد ، فتبين من خلال التقرير الذي بعثه جميل عبد الوهاب إلى وزارة الخارجية ، والذي أشار فيه إلى أن إخفاق المحاولات السعودية المستمرة في الحصول على المساعدات الأمريكية، زادت مخاوفها من تزايد قوة الجيش العراقي ، كذلك توتر العلاقات السعودية - الأمريكية( ) بسبب الموقف الأمريكي من مشكلة البريمي( ) .
أعلنت القوى الوطنية اللبنانية وبإصرار لا يمسه أدنى شك، عن استهجانها الكبير ورفضها القاطع لحلف بغداد، وذلك أثناء زيارة رئيس الجمهورية التركية جلال بايار( ) ، إلى لبنان في حزيران 1956 ، حيث وصل الأمر إلى قيام المعارضة بتفجير قنبلتين في العاصمة بيروت، قبل وصول الرئيس التركي، استنكاراً ورفضاً لزيارته غير المرغوب فيها من قبل الجماهير اللبنانية( ) .
حاول الرئيس كميل شمعون ان يبين للحكومة العراقية، مقدار الضغط الذي يتعرض له، وأنه يكافح في سبيل تحقيق أهدافه ، وفي الوقت نفسه يأمل الحصول على الدعم المادي منه ، مع ازدياد النشاط السعودي – المصري ، ضده، وأنه يأمل من العراق مساعدته مادياً للوقوف بوجه هذا المشروع ... ، فأجابه جميل عبد الوهاب بقوله : " ان العراق مستعد لتقديم كل مساعدة ممكنة لسيادته لأن العراق فخور بوجود فخامته رئيساً للجمهورية "( ) .
4- موقف العراق من انضمام لبنان إلى مشروع الاحلاف العربية :
عقب توقيع العراق على بنود حلف بغداد في 24 شباط 1955 ، أسرعت كل من (مصر ، سورية ، السعودية)، الرافضة لحلف بغداد، للحيلولة دون اتساع الحلف والعمل على تطويقه ، وذلك بتوقيع الميثاق الثلاثي( ) ، ثم ظهرت بوادر الخلاف بين سورية ومصر ، لأن سورية ترى بضرورة التريث في عقد الميثاق الثلاثي، على أمل انضمام العراق إلى الميثاق ، أما مصر فهي تهدف إلى الإسراع في توقيع الميثاق ، لأن تأخر سوريا في توقيعه يجعل العلاقات بين مصر وسورية تسوء ، الأمر الذي دفع الرئيس جمال عبد الناصر( ) ، إلى انتقاد موقف سورية بقوله : " كانت سورية تحمل لواء الوحدة العربية ، أما هذه الأيام تقف سورية موقفاً مختلفاً" واضاف قائلاً : " أنني لا أعلم أين أصبح الحلف ولا أي مصير ينتظره ، وعلى أية حال فأن مصير هذا الحلف يتعلق بسوريا وحدها دون غيرها"، كما أعلن استعداد مصر لتوقيع الميثاق الثلاثي ، وأشار أن الهدف من الميثاق هو جمع الصف العربي ، لاحقاً تم تسوية الخلاف بين اعضاء دول الميثاق ( )، ونرى ان عدم انضمام لبنان إلى الميثاق الثلاثي خلق نوعاً من الخلاف السياسي بين اعضاءه، بسبب إبرام حلف بغداد.
التجأت مصر إلى أسلوب آخر جديد للوقوف بوجه حلف بغداد ، ومحاولة كسب لبنان لدخول الحلف الثلاثي، وهو عقد المعاهدات الثنائية العسكرية ، فأوعزت إلى سورية التقرب من لبنان ، وعرضت سوريا على لبنان عقد معاهدة عسكرية ، فرحب رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي، بالاتفاقية العسكرية وأكد نية حكومته عقد هذه الاتفاقية، وفي الوقت نفسه أشار وزير الخارجية اللبناني سليم لحود، ان حلفاً ثنائياً قد يكون على وشك التوقيع بين سورية ولبنان( ) .
غير أن الرئيس كميل شمعون اشترط لدخول لبنان إلى الحلف ان يدخل العراق أولاً ، وهذا ما يفسر لنا سعي الرئيس كميل شمعون، في المحادثات التي جرت في بيروت مع خالد العظم ، وزير الخارجية السورية في آذار عام 1955، إلى إيجاد موقف موحد أو إيجاد حل وسط بين مصر والعراق( ) .
ولعل ما يعزز قولنا تطابق موقف الرئيس كميل شمعون، والنظام الملكي في العراق تجاه الحلف العربي ، التقرير الذي بعثه سفير العراق في بيروت، جميل عبد الوهاب إلى وزارة الخارجية بتاريخ 11 تشرين الثاني 1955 والذي جاء فيه : " لمست من بعض الأوساط السياسية هنا شيئاً من البلبلة أزاء ما عرض على لبنان من عروض عسكرية سورية .... رئيس الوزراء رشيد كرامي، وجدت في نفسه حماسة كبيرة لتلبية المشروع السوري، في عقد اتفاق عسكري مع لبنان، وذلك باندفاع جنوني ، غير انه إلى جانب ذلك هنالك المعسكر الذي سيطر عليه فخامة الرئيس كميل شمعون، ويتفق في وجهه نظره مع وجهة النظر العراقية ، فقمت بمقابلات عديدة لفخامة رئيس الجمهورية لتبادل الرأي ، والمهم أن نؤكد أنَّ الرئيس سوف لن يدع لبنان يدخل في اتفاقية ثنائية مع سورية، الا بموافقة العراق وهو بلا شك يمتلك من النفوذ، ما يمكن الاطمئنان اليه... "( )، وفي تقرير آخر أبرق به جميل عبد الوهاب إلى وزارة الخارجية قائلاً : " أوردت بعض الصحف اللبنانية أنباء الاتصالات الأردنية السورية، بالتمهيد لزيارة جلالة الملك حسين لدمشق ، وما قد يؤدي إليه انضمام الأردن إلى الميثاق العسكري الثلاثي السوري المصري السعودي "( ) .
وفي مناسبة أخرى أكد الرئيس كميل شمعون، لسفير العراق جميل عبد الوهاب، أنه لن يسمح للبنان بالدخول في حلف مع سوريا، إلا بموافقة العراق حتى وأن تطلب الأمر إقالة رئيس الوزراء رشيد كرامي( ) ، وبقي الرئيس كميل شمعون متمسكاً بموقفه هذا، حتى بعد استقالة رشيد كرامي، وتشكيل عبد الله اليافي للوزارة في 19 آذار 1956، الذي صرح في السادس والعشرين من الشهر نفسه، امام مجلس النواب اللبناني عن عزمه الشديد على عقد اتفاق عسكري مع لبنان( )، كما أكد رئيس الجمهورية كميل شمعون، للسفير العراقي بأن تصريحات رئيس الوزراء، عبد الله اليافي لا يؤخذ بها( ) ، وكان للموقف الذي اتبعه الرئيس كميل شمعون تجاه الحلف العربي، أثراً في ايجاد أواصر صلة أخرى، تشده بأمتن الأواصر إلى النظام الملكي في العراق .
اما موقف رئيس أركان الجيش اللبناني، من انضمام لبنان إلى مشروع الاحلاف العربية ، فقد أشار جميل عبد الوهاب، إلى ذلك من خلال التقرير الذي أرسله إلى وزارة الخارجية قائلاً : " أن موقف رئيس أركان الجيش ينم عن حكمة وإدراك للواقع ، إذ أنه يرى ويصرح بذلك للمسؤولين اللبنانيين ، أن الجيش اللبناني صغير جداً ، ولذلك فهو لا يكاد يستطيع أداء المهمة نفسها بمفرده ، فكيف إذا انيطت به تكاليف جديدة ، اما بصدد الاتفاقيات الثنائية، فهو لا يعتقد بجدواها ، بل أنه يسفه فكرتها ، لاسيما أنها تخلق قيادات متعددة، مما يصبح أمر التنسيق معها عسيراً ، ولذلك فأنه يرى من غير المصلحة الدخول باتفاقية ثنائية مع سورية"( ).
) مراسلة هاتفية مع السيدة (منى) بتاريخ 14 ايلول 2017 .
)) جميلة عبد الوهاب : ولدت في بغداد سنة 1915، غير متعلمة لا تعرف القراءة والكتابة، كانت ربة بيت غير متزوجة توفيت في بغداد سنة 1990، مراسلة هاتفية مع لهب عطا بتاريخ 27 ايلول 2017 .
)) زكي عبد الوهاب: ولد في بغداد سنة 1920 ، درس في المدرسة المأمونية الابتدائية ثم الاعدادية الغربية، وتخرج من كلية القانون ، ومارس المحاماة ، وتولى مناصب عديدة منها مدير عام مصرف الرافدين، وعضواً في اللجنة المركزية للحزب الوطني الديمقراطي، ورئيساً لتحرير جريدة صوت الأهالي، التابعة لحزب الوطني الديمقراطي ، ثم حكم عليه بالسجن لعدة سنوات من قبل نظام حزب البعث في العراق ، واستبدل الحكم من السجن إلى الإعدام في كانون الثاني سنة 1970. للمزيد ينظر : عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص614 -616 .
)) عطا : السياسي والدبلوماسي والمترجم والأديب ، ولد سنة 1924 في بغداد ، وفيها اكمل دراسته الابتدائية في مدرسة المأمونية الابتدائية ثم الاعدادية الغربية ، وتخرج من كلية الحقوق سنة 1944، مارس القضاء، عين في عام 1947 حاكماً في محكمة صلح بغداد ، ثم أصبح سكرتيراً للملك فيصل الثاني، والأمير عبد الاله ، اعتقل سنة 1969، من قبل نظام حزب البعث في العراق، وحكم عليه بالإعدام، الذي لم ينفذ ليطلق سراحه سنة 1982 ، عين سفيراً للعراق في الأردن سنة 2004 . للمزيد ينظر : جريدة الوقائع العراقية ، العدد 2534 في 6 تشرين الأول 1947؛ محمود خالص ، ذاكرة الورق ستون عاماً من تاريخ العراق الحديث، ج1، ط1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ، 2010 ، ص718 .
)) ينظر ملحق رقم ( 1 )
)) عماد عبد السلام رؤوف، الأصول التاريخية لمحلات بغداد ، ط2 ، دار الشؤون الثقافية، بغداد ، 2013 ، ص27 .
)) عطا عبد الوهاب، المصدر السابق، ص15 .
)) المصدر نفسه ، ص16 .
)) مراسلة هاتفية مع السيدة (منى)،عمان، بتاريخ الاول من تشرين الاول 2017.
)) الأفندية: هم شريحة من المواطنين العراقيين الذين تولوا الوظائف الحكومية في العهد العثماني، وكان لهم نفوذ وجاه كبير في البلاد وكانوا يرتدون الملابس الغربية، ويعتمرون الطربوش الذي استبدل لاحقاً بالسدارة البغدادية (الفيصلية). للمزيد ينظر: نوار سعد محمود الملا ، العراق بين العهدين الملكي والجمهوري1920-2003 ،رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب والعلوم ، جامعة الشرق الأوسط، الأردن ، 2010 ، ص25.
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص37 .
)) وجيهة نشأت طه : ولدت في بغداد عام 1915 ، في محلة البقجة قرب ساحة الميدان إحدى محلات بغداد القديمة ، ثم أكملت دراستها في المدارس والمعاهد العثمانية ، وتم تعيينها في سلك التعليم لتمارس مهنة التدريس ، توفيت في عمان ودفنت هناك في 2 كانون الثاني 2003. مراسلة هاتفية مع السيدة (منى)، بتاريخ الاول من تشرين الاول 2017 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص74-75 .
)) منى : ولدت في محلة نجيب باشا في الأعظمية بتاريخ 12 تموز 1935 ، دخلت المدرسة الأمريكية الابتدائية في بغداد ، ثم أكملت دراستها الثانوية والجامعية في بيروت ، وحصلت على شهادة الماجستير في علم النفس، الجامعة الأمريكية في بيروت . مراسلة هاتفية مع السيدة (منى)، بتاريخ الاول من تشرين الاول 2017 .
)) هشام : ولد في بغداد في محلة نجيب باشا في الأعظمية عام 1938 ، لم يكمل دراسته بسبب مرضه، أرسله والده إلى اسكتلندا، وأدخل إحدى المدارس هناك لتعلم بعض المهن فتعلم مهنة النجارة والحياكة والطبخ، وبقي هناك حتى وفاته عن عمر 60 سنة . مراسلة هاتفية مع السيدة (منى)، بتاريخ الاول من تشرين الاول 2017 .
)) وضاح : ولد في بغداد في محلة نجيب باشا في الأعظمية عام 1939 ، درس في المدرسة الأمريكية الابتدائية ، وأكمل دراسته الثانوية والجامعية في بيروت ، حيث حصل على البكالوريوس في الطب ، ثم حصل على الماجستير من ألمانيا على نفقة الملك حسين بن طلال ملك الأردن ، تزوج من أمرأه ألمانية وله ثلاثة أولاد . مراسلة هاتفية مع السيد (منى جميل عبد الوهاب) ، بتاريخ الاول من تشرين الاول 2017 .
)) فوز : ولدت في بغداد في محلة نجيب باشا في الأعظمية بتاريخ 7 أيلول 1941 ، أكملت دراستها الابتدائية والثانوية في المدرسة الأمريكية الأهلية للبنات في بيروت ، حصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنكليزي من جامعة بيروت ، تزوجت من رضوان سكري لبناني الجنسية وهو طبيب ولها ولدان، سميت بهذا الاسم وذلك بعد انتصار الوصي عبد= =الاله على ثورة مايس عام 1941 ، التي قادها رشيد عالي الكيلاني ضد الوصي عبد الاله ، وبهذا الانتصار الكبير للوصي ، طُلب من جميل أن يطلق على ابنته حديثة الولادة فوز ، فوافق جميل على ذلك ، توفيت ودفنت في بيروت سنة 2009 . مراسلة هاتفية مع السيدة (منى)، بتاريخ الاول من تشرين الاول 2017 .
)) فرقد : ولدت في بغداد في محلة نجيب باشا في الأعظمية بتاريخ 1 تموز 1945 ، أكملت دراستها الابتدائية والثانوية في المدرسة الأمريكية الأهلية للبنات في بيروت ، وحصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة بيروت، تزوجت من اندريا، وهو من القومية الكردية، ولها ولدان وتوفيت بتاريخ 13 حزيران 2015 . مراسلة هاتفية مع السيدة (منى)، بتاريخ الاول من تشرين الاول 2017 .
)) عالية : ولدت في بغداد في محلة نجيب باشا في الأعظمية بتاريخ 23 شباط 1947 ، أكملت دراستها الابتدائية والثانوية في المدرسة الأمريكية الأهلية للبنات في بيروت ، وحصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة بيروت ، ثم حصلت على شهادة الماجستير في علم السياسة من الولايات المتحدة الأمريكية ، وتوفيت في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994 بسبب مرض التهاب الكبد ، وسميت بهذا الاسم تيمناً بشقيقة الأمير عبد الإله . مراسلة هاتفية مع السيدة (منى)، بتاريخ الاول من تشرين الاول 2017 .
)) فتوح: ولدت في بغداد في محلة نجيب باشا في الأعظمية بتاريخ 5 تشرين الثاني 1950، أكملت دراستها الابتدائية والثانوية في المدرسة الأمريكية الأهلية للبنات في بيروت ، وحصلت على شهادة البكالوريوس في علم النفس ، وهي الان تعيش مع اختها الكبرى منى في عمان . مراسلة هاتفية مع السيدة (فتوح)،عمان، بتاريخ الاول من تشرين الاول 2017 .
)) مقابلة شخصية مع السيدة (ندى صبحي الطائي) ابنة خالة منى جميل، بغداد، بتاريخ 12 تشرين الاول 2017
)) مراسلة هاتفية مع لهب عطا بتاريخ 19 تشرين الاول 2017 .
)) الاعدادية المركزية : تأسست سنة 1919 ، كان للإعدادية المركزية دوراً وطنياً كبيراً في تاريخ العراق ، تخرج منها العديد من الشخصيات الثقافية والسياسية والأدبية . للمزيد ينظر: خنساء زكي شمس الدين ، الاعدادية المركزية للبنين ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية للبنات، جامعة بغداد، 2011 ؛ رشا خلف جاسم السبعاوي ، الاعدادية المركزية في بغداد (1939 – 1958)،رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية ، الجامعة المستنصرية ، 2018.
)) ينظر ملحق رقم (2 )
)) ينظر ملحق رقم ( 3 )
)) عبد الرحمن خضير ، كلية الحقوق وتدرجها في الرقي ، " المحامي " (مجلة) ، بغداد ، العدد الأول ، السنة الأولى ، تشرين الأول 1925 ، ص39 ؛ عباس العزاوي ، كلية الحقوق في بغداد تاريخ تأسيسها " القضاء"(مجلة )، بغداد، العدد الثاني ،كانون الأول 1947 ،ص79 -84.
)) الروبية : هي عملة هندية أدخلتها بريطانيا إلى العراق أثناء احتلال الجيش البريطاني للبصرة عام 1914، لتغطية نفقات جيوشها ، تعادل 75 فلس عراقي بعد صدور العملة العراقية . للمزيد ينظر : عبد الرحمن الجليلي ، النظام النقدي في العراق ، مطبعة نهضة مصر، 1946، ص10 .
)) حميد المطبعي ، موسوعة أعلام وعلماء العراق ، ج1 ، ط1 ، مؤسسة الزمان ، بغداد ، 2011 ، ص155 ؛ باقر أمين الورد ، أعلام العراق الحديث 1869 – 1969 ، ج1، مطبعة اوفسيت الميناء ، بغداد ، د.ت ، ص227 ؛ حميد المطبعي ، موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين ، ج3 ، ط1 ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 1988 ، ص47 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص133 .
)) نقابة المحامين ، رقم الاضبارة ج/61 ، الأمر الإداري 5/8/1937 ، وفق الفقرة ج من المادة 14 من قانون نقابة المحامين
)) الحكومة العراقية ، جدول كبار موظفي الدولة لسنة 1946 ، مطبعة الحكومة ، بغداد ، 1946 ، ص57 .
)) جريدة العالم العربي، بغداد ، العدد 3739، في 22 أيار 1936
)) ينظر ملحق رقم (4) .
)) جريدة الأخبار، بغداد ، العدد 82 ، في 8تشرين الثاني 1931 .
)) جريدة الأماني القومية، بغداد ، العدد1 ، في 30 تشرين الأول 1931 .
)) مزاحم الباجه جي (1890-1968) : ولد عام 1890، في النعمانية ، أكمل دراسته الثانوية، والحقوق في بغداد، وفي عام 1911، أسس الناد الوطني العلمي، وفي عام 1924،= =أصبح عضواً في المجلس التأسيسي العراقي، وعضواً في أول مجلس نيابي في العراق، وأصبح رئيساً للوزراء بتاريخ 26 حزيران 1948، وتولى العديد من المناصب الوزارية والدبلوماسية، ينظر : فهد أمسلم زغير، مزاحم الباجة جي ودوره في السياسة العراقية (1934-1968) ، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، الجامعة المستنصرية ، 2012 .
)) صلاح عبد الهادي الجبوري ، تاريخ القضاء في العراق 1921 – 1958 ، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية / ابن رشد ، جامعة بغداد ، 2003 ، ص132 -133 .
)) جريدة صدى العهد ، بغداد ، العدد 370 ، في 2 تشرين الثاني ، 1931 .
)) جريدة الأخبار ، العدد 80 ، في 6 تشرين الثاني 1931 .
)) جريدة الحوادث، بغداد ، العدد 558 ، في 15 حزيران 1944 ؛ جريدة الرأي العام، بغداد ، العدد 1062 ، في 20 تموز 1944 ؛ عمار مزهر ريسان داخل ، نجيب الراوي ودوره السياسي في العراق حتى عام 1958 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية (ابن رشد) ، جامعة بغداد ، 2011 ، ص118-120 .
)) ضم الوفد كل من المحامين : جميل عبد الوهاب ، أحمد المناصيفي ، حسين المؤمن ، وآخرون. للمزيد ينظر : جريدة صوت الأهالي، بغداد ، العدد 613 ، في 18 آب 1944 ؛ جريدة الأخبار ، العدد 1104 ، في 18 آب 1944 ؛ عمار مزهر ريسان ، المصدر السابق ، ص119.
)) نجيب الراوي : ولد سنة 1901 في راوة ، تلقى أول علومه على يد والده ، إذ كان يدرس عنده الكتابة والقراءة في المدرسة الدينية في جامع سيد سلطان علي ، ثم دخل المدرسة الرشدية وتخرج منها سنة 1911 ، في تموز 1930 أصبح نائباً عن لواء الديوانية ، كان أحد الأعضاء المؤسسين لحزب العهد العراقي برئاسة نوري السعيد الذي تأسس عام 1930. للمزيد ينظر : عمار مزهر ريسان داخل ، المصدر السابق ، ص8 – 20 .
)) عمار مزهر ريسان داخل ، المصدر السابق ، ص118 .
)) م .ت.ع ، رقم الاضبارة التقاعدية 1817/311 ، دفتر الخدمة الحكومية رقم (14) .
)) كان أعضاء النقابة كل من المحامين : صادق كمونة ، عبد العزيز السنوي ، نوري الاورفه لي ، عبد الرزاق شبيب ، محمد جرجفجي ، رشيد الصوفي . للمزيد من التفاصيل = = ينظر : أحمد زكي الخياط ، تاريخ المحاماة في العراق 1900 – 1972، مطبعة المعارف، بغداد ، 1973 ، ص89 -90 .
)) العلامات الفارقة المثبتة في دفتر الجنسية بتاريخ 8 كانون الأول 1927 ، أحوال بغداد .
)) مراسلة هاتفية مع السيدة (منى) بتاريخ 12 تشرين الثاني 2017 .
)) جلال خالد (1900-1981) : ولد في بغداد سنة 1900 ، تخرج من مدرسة الحقوق سنة 1925 ، عمل قبل تخرجه في البلاط الملكي ، وفي وزارة المعارف ونقلت خدماته إلى الإدارة ، فتدرج في وظائفها حتى وصل إلى منصب متصرف بغداد وذلك سنة 1941 ، وعين بعدها مديراً عاماً للأوقاف ، وفي عام 1954 عين مديراً عاماً للكمارك والمكوس ، وهو إداري حازم ذو ثقافة . للمزيد ينظر : محمود خالص ، المصدر السابق ، ج2 ، ص846 .
)) عبد الرزاق الظاهر ، مذكرات عبد الرزاق الظاهر من 1917 -1963 ، دار الكتب العلمية للطباعة والنشر ، بغداد ، 2013 ، ص151 -153 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص348 .
)) جريدة الجهاد، بغداد ، السنة الأولى ، العدد 82 ، في 5 مايس 1946 .
)) جريدة الزمان، بغداد ، العدد 2812 ، في 10 كانون الثاني 1947 ، جريدة صوت الأحرار، بغداد ، السنة الأولى ، العدد 165 ، في 10 كانون الثاني 1947 .
)) جريدة الوقائع العراقية، بغداد ، العدد 2436 ، في 20 كانون الثاني 1947 .
)) عبد الله بن الحسين (1882-1951) : هو الابن الثاني للشريف حسين ، ولد في مكة المكرمة عام 1882 ، مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية ، أصبح أميراً لشرق الأردن خلال السنوات (1921 -1946) ثم أصبح ملك المملكة الأردنية الهاشمية خلال فترة (1946-1951) ، واغتيل في القدس سنة 1951 . للمزيد ينظر : عبد الوهاب الكيالي ، الموسوعة السياسية ، ج3 ، ط2 ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1993 ، ص845 ؛ جيمس موريس، الملوك الهاشميون، ترجمة : يوسف المقدادي، ط1، الاهلية للنشر، الأردن ، 2009 .
)) جريدة الزمان، العدد 2831 ، في 31 كانون الثاني 1947 .
)) فتحي عباس خلف الجبوري ، العلاقات العراقية – اللبنانية 1939 -1958 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة الموصل ، 2003 ، ص34 -40 .
)) محمود خالص ، المصدر السابق ، ج1، ص174 .
)) أحمد مختار بابان ، مذكرات أحمد مختار بابان ، تقديم : كمال مظهر أحمد ، ط1 ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1999 ، ص221 .
)) فيصل الثاني (1935-1958) : ولد في بغداد في 25 أيار 1935 ، الابن الوحيد للملك غازي ، ووالدته الملكة عالية بنت الملك علي ، توفي والده في 5 نيسان 1939 ،وكان عمره أربع سنوات ، وأصبح خاله عبد الاله وصياً عليه، إلى أن بلغ سن الرشد ، وتولى الحكم عام 1953 ، تلقى تعليمه في بغداد على أيدي أساتذة عراقيين وإنكليز ، ثم أكمل دراسته في مدرسة (ساندهرست) بلندن ، بعدها التحق بكلية (هارو) الشهيرة . للمزيد ينظر : طارق إبراهيم شريف ، سيرة حياة الملك فيصل الثاني 1935 -1958 آخر ملوك العراق ، ط1 ، دار غيداء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2011 .
)) سعيد قزاز (1904 -1959) : ولد في السليمانية سنة 1904 ، درس في المدرسة الرشيدية، ثم أكمل دراسته الاعدادية ، وتخرج فيها عام 1917 ، وبعدها دخل سلك الوظيفة الإدارية، وتقلد مناصب عديدة منها قائمقام ناحية ثم متصرف، ليصبح بعدها وزيراً للشؤون الاجتماعية سنة 1952 ، وفي عام 1953 عين مديراً عاماً للموانئ العراقية ، وبعدها وزيراً للداخلية ، وبقي في هذا المنصب مدة قليلة، حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 ، قدم لمحكمة الشعب، وحكم عليه بالإعدام يوم 20 أيلول 1959 . ينظر : عبد الرحمن البياتي ، سعيد قزاز ودوره في السياسة العراقية حتى عام 1959 ، ط1 ، المكتبة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 2001 ؛ محمود خالص ، المصدر السابق ، ج1 ، ص321 .
)) بهجت العطية : من رجال الإدارة والأمن المرموقين في العهد الملكي، من الموالين للنظام الملكي ، تولى العديد من المناصب الإدارية ، حكمت عليه محكمة المهداوي (محكمة الشعب) بالإعدام شنقاً ، ونفذ فيه الحكم مع سعيد قزاز وآخرين في 20 ايلول 1959 . للمزيد ينظر: محمود خالص ، المصدر السابق، ج1، ص259 .
)) فائق السامرائي (1908-1979) : ولد عام 1908 في مدينة العمارة، كان والده مديراً للأموال السنية في العمارة في العهد العثماني ، ثم انتقل إلى البصرة مع والده، واكمل فيها دراسته الابتدائية ، وانتقل بعدها إلى بغداد ، وفيها أكمل دراسته الثانوية ، وفي عام 1933 تخرج من كلية الحقوق وعمل في وزارة العدلية، وفي عام 1936 عين مديراً لشؤون العمال، وفي عام 1938 عين مديراً عاماً للإذاعة . للمزيد ينظر : حميد المطبعي، المصدر السابق، = = ص591 ؛ امينة داخل شلش التميمي ، فائق السامرائي ودوره السياسي في العراق (1908 -1979) ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية (ابن رشد) ، جامعة بغداد ، 2000 .
)) أحمد مختار بابان ، المصدر السابق ، ص221 .
)) الامير عبد الاله (1913 – 1958) : هو عبد الاله بن علي بن الشريف حسين بن علي من بني هاشم ، ولد في مدينة الطائف عام 1913 ، تتلمذ بالكلية الاسلامية في مدينة القدس في فلسطين، ثم واصل تعليمه في كلية فكتوريا بالإسكندرية في مصر، وأكمل دراسته في بريطانيا، وبعد مقتل الملك غازي ، أصبح عبد الاله وصياً على العرش في الثالث من نيسان سنة 1939 .للمزيد ينظر : حميد المطبعي ،المصدر السابق ، ص455.
)) خليل كنه : ولد عام 1905 ، في مدينة الفلوجة، تخرج من مدرسة الحقوق ، التحق بالعمل في الخدمة الحكومية في عام 1933، في حزيران عام 1949 باشر في اصدار صحيفة العهد والتي كانت الناطقة بلسان نوري السعيد، في شهر كانون الاول 1949، أصبح من الأعضاء المؤسسين لحزب الاتحاد الدستوري ، تولى العديد من المناصب الوزارية، للمزيد ينظر: مؤيد ابراهيم الونداوي، المصدر السابق ، ص302 .
)) عبد الرزاق الهلالي ، من حديث الذكريات سبع سنوات في التشريفات الملكية ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 2003 ، ص191 – 192 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص325 – 328 .
)) عبد الرزاق الظاهر ، المصدر السابق، ص151 – 153 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص331 .
)) المصدر نفسه ، ص 325 .
)) توفيق السويدي : ولد سنة 1889، في بغداد ، ودرس القانون في بغداد واسطنبول، والقانون الدولي في باريس، مثل العراق في المؤتمر العربي الذي انعقد في باريس في تموز عام 1913 ، انتخب نائباً منذ سنة 1924، ومن ثم رئيساً لمجلس النواب سنة 1926، تولى= =العديد من المناصب الوزارية ، أصبح رئيس وزراء سنة 1929، ومرة أخرى 1946، وأيضاً 1950. للمزيد ينظر : مؤيد ابراهيم الونداوي، المصدر السابق، ص349 .
)) توفيق السويدي ، مذكراتي نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية ، المؤسسة العربية ، بيروت ، 2011 ، ص509 .
)) جسام محمد : ولد في بغداد سنة 1915، كان طياراً لسلاح الجو الملكي لسنوات عديدة، وبسبب مهنته هذا فقد تجول خارج العراق كثيراً ، ونظراً لما احدثه من تحسينات على سلاح الجو الملكي العراقي بمنصبه هذا ، مارس دوراً كبيراً في المفاوضات العراقية البريطانية في نيسان 1954 ، تم تعيينه مديراً للخطوط الجوية العراقية بعد ثورة 14 تموز 1958 . ينظر : مؤيد الونداوي ، المصدر السابق ، ص298 .
)) جيرالد دي غوري ، ثلاثة ملوك في بغداد ، ترجمة : سليم طه التكريتي ، ط1 ، مطبعة الارشاد ، بغداد ، 1983 ، ص315 – 316 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص332 .
)) المصدر نفسه ، ص338 .
)) شكلت محكمة الشعب أو (المحكمة العسكرية العليا) بموجب المرسوم الجمهوري رقم (18) في 20 تموز 1958 ، اسندت في البداية لها قضايا محاكمة رجال العهد الملكي ، وخولت لها أيضاً صلاحيات واسعة تمثلت النظر في قضايا التآمر على الوطن واستخدام التهديد أو القوة ضد البلاد العربية أو العمل على اسقاط انظمة الحكم فيها ، لقد اختير لرئاسة المحكمة ابن خالة عبد الكريم قاسم العقيد فاضل عباس المهداوي . للتفاصيل ينظر : محمد حمدي الجعفري ، محكمة المهداوي اغرب المحاكمات السياسية في تاريخ العراق الحديث ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 1990 ، ص7 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص338 .
)) المصدر نفسه ، ص345 .
)) المصدر نفسه ، ص347 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص354 .
)) الفريد موند (1868 -1930) : من أقطاب الحركة الصهيونية،. وممن لهم شأن ونفوذ في ميادين المال والسياسة ، ينتمي إلى أسرة صناعية معروفة، منذ عام 1917، أبدى اهتمامه بالحركة الصهيونية ، ارتبط مع الملك فيصل الأول، بعلاقة صداقة، ونزل الأخير أكثر من مرة في ضيافته عند زيارته لبريطانيا . للمزيد ينظر : انعام مهدي علي السلمان ، أثر هنري دوبس في السياسة العراقية 1923 – 1929 ، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 1997 ، ص116 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص32 .
)) جريد العراق، بغداد ، العدد 2375 ، في 12 شباط 1928 ؛ أمين المميز ، بغداد كما عرفتها ، بغداد، 1958 ، ص199؛ حسن أحمد إبراهيم المعموري، عبد الوهاب مرجان ودوره السياسي في العراق حتى عام 1958 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة بابل ، 2007 ، ص35 .
)) عبد الرزاق الحسني ، المصدر السابق ، ص153 ؛ خيري العمري ، حكايات سياسية من تاريخ العراق الحديث ، بغداد ، 1980 ، ص176.
)) طالب مشتاق ، أوراق أيامي 1900 – 1958 ، ج1 ، ط1 ، بغداد ، 1989 ، ص89 .
)) بشرى سكر خيون الساعدي ، حسين جميل ودوره السياسي في العراق حتى عام 1954، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية (ابن رشد) ، جامعة بغداد ، 2004 ، ص25 ؛ جريدة العراق ، العدد 2373 ، في 10 شباط 1928 .
)) محمود يوسف خليل ، الأهالي والحركة الوطنية في العراق ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، 1974 ، ص135 ؛ ناجي شوكت ، سيرة وذكريات ثمانين عاماً 1894 – 1974 ، ط1 ، منشورات مكتبة اليقظة العربية ، بغداد ، د.ت ، ص112 – 113 ؛ موسى الشابندر ، ذكريات بغدادية العراق بين الاحتلال والاستقلال ، ط1، رياض الريس، لندن ، 1993، ص104-105 .
)) بشرى سكر خيون الساعدي ، المصدر السابق ، ص26 .
)) عطا عبد الوهاب ، المصدر السابق ، ص133 ؛ بشرى سكر خيون الساعدي ، المصدر السابق ، ص27 .
)) خلدون ناجي معروف ، الأقلية اليهودية في العراق بين 1921 – 1952 ، سلسلة دراسات فلسطينية ، مركز الدراسات الفلسطينية ، جامعة بغداد ، د.ت، ص7 – 15 .
)) للمزيد عن المعاهدة وشروطها الجائرة ينظر: فاروق صالح العمر، المعاهدات العراقية – البريطانية وأثرها في السياسة الداخلية 1922 – 1948 ، بغداد ، 1977 ؛ عبد الرزاق الحسني ، العراق في ظل المعاهدات ، مطبعة دار الكتب، ط5 ، بيروت ، 1980 ، ص242 -247 ؛ حامد قاسم محمد ، محمد مهدي كبة حياته ودوره السياسي في العراق ، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية (ابن رشد) ، جامعة بغداد ، 1997 ، ص39 .
)) عبد الرزاق الدراجي ، جعفر أبو التمن ودوره في الحركة الوطنية في العراق 1908 -1945 ، ط1 ، دار الرشيد للطباعة ، بغداد ، 1980 ، ص237 .
)) بشرى سكر خيون الساعدي ، المصدر السابق ، ص27 .
)) الانتداب : نظام سياسي استحدث بعد الحرب العالمية الأولى اقترحه الجنرال (جان سمطس Jan Samtas)، من جنوب أفريقيا وأحد العاملين في الامبراطورية البريطانية إلى الرئيس الأمريكي ودرو ولسن (1913-1921)، وبموجبــه وضعـت فلسطيـن والعراق، تحت النفوذ البريطاني، ولبنان وسوريا تحت النفوذ الفرنسي . للمزيد ينظر : زهير الشلق ، من أوراق الانتداب تاريخ ما أهمله التاريخ ، ج1 ، ط1 ، دار النفائس ، بيروت ، 1989 ، ص95 .
)) بشرى سكر خيون الساعدي ، المصدر السابق ، ص28 .
)) جعفر أبو التمن (1881 – 1945) : ولد في بغداد سنة 1881 ، أحد أبرز ناشطي الحركة الوطنية، من عائلة معروفة بالتجارة ، تقلد منصب وزارة التجارة سنة 1922 ، كان رئيساً للحزب الوطني العراقي الذي اجيز سنة 1922، نفي إلى جزيرة هنجام وبقي فيها حتى سنة 1923 ، عاد للعمل السياسي، وانتخب نائباً عن بغداد سنة1928 ، ثم انتخب سنة 1935، رئيساً لغرفة تجارة بغداد ،. للمزيد ينظر : عبد الرزاق الدراجي ، المصدر السابق ، ص27 ؛ نجدة فتحي صفوة ، العراق في الوثائق البريطانية سنة 1936 ، ط1 ، منشورات مركز دراسات الخليج العربي ، البصرة ، 1983 ، ص64 – 65.
)) حسين جميل ، الحياة النيابية في العراق 1925 – 1946 موقف جماعة الأهالي منها ، ط1 ، بغداد ، 1983 ، ص34 .
)) صفاء الحافظ ، بواكير الحركة الوطنية والتقدمية في العراق ، مجلة الثقافة الجديدة ، العدد 208 ، 11 آب 1978 ، ص62 ؛ عبد الرزاق الدراجي ، المصدر السابق ، ص273 .
)) ياسين الهاشمي : ولد في بغداد في محلة البارودية عام 1884 ، وفي عام 1899 انتقل إلى استانبول ودخل مدرستها العسكرية ، وفي عام 1902 تخرج ملازماً ثانياً ، ثم عاد إلى العراق ، وفي عام 1922 أصبح وزيراً للأشغال والمواصلات في وزارة عبد المحسن السعدون ، في عام 1924 شكل وزارته الأولى ، وفي عام 1925 شكل حزب الشعب ، وفي 17 آذار 1935 شكل وزارته الثانية ، واستمر في الحكم حتى عام 1936 ، ونتيجة انقلاب بكر صدقي استقال من رئاسة الوزراء، توفي في بيروت في 21 كانون الثاني 1937. للمزيد ينظر : سامي عبد الحافظ القيسي ، ياسين الهاشمي ودوره في السياسة العراقية حتى عام 1936 ، دار المعرفة ، بغداد ، 1975 .
)) ناجي السويدي : ولد سنة 1882 في محلة خضر الياس في بغداد ، ونشأ نشأة دينية وعلمية، درس في مدرسة بغداد الابتدائية، لست سنوات ثم في مدرسة الحقوق خمس سنوات في القسطنطينية، وفي عام 1921، دخل معترك الحياة السياسية وساهم في بناء كيان الدولة العراقية وأسندت إليه العديد من المناصب الوزارية . للمزيد من التفاصيل ينظر : قصي محمود راضي كاطع الحسناوي ، حزب التقدم في العراق ودوره السياسي 1925 – 1931 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، الجامعة المستنصرية ، 2014 ، ص68.
)) هدى سكر خيون ، المصدر السابق ، ص30 .
)) جميل المدفعي (1890-1958) : ولد في الموصل عام 1890 ، أكمل دراسته الاعدادية العسكرية في بغداد ، وبعدها دخل مدرسة الهندسة العسكرية في استانبول ، وفي سنة 1911 تخرج منها ضابطاً في سلاح المدفعية ، شارك مع العثمانيين في حرب البلقان ، كما شكل في العهد الملكي سبع وزارات ، تولى رئاسة مجلس النواب ثلاث مرات ، استوزر عدة مرات . للمزيد ينظر : طارق يونس عزيز السراج ، جميل المدفعي ودوره في السياسة العراقية 1890-1958 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 1995 .
)) بكر صدقي (1890-1937) : ولد في بغداد عام 1890 ، درس في مدارس وكليات الأركان التركية والألمانية والبريطانية ، وهو شخصية قوية يميل إلى فرض السيطرة والضبط العسكري، على غرار ما حدث في تركيا عام 1923 بزعامة مصطفى كمال باشا، وإيران عام 1925 بزعامة رضا شاه بهلوي . للمزيد ينظر : صفاء عبد الوهاب المبارك ، انقلاب سنة 1936 في العراق، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 1973.
)) عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج5 ، ص40 – 43 ؛ طالب مشتاق ، المصدر السابق ، ص285.
)) حكمت سليمان (1889-1964) : ولد سنة 1889 في بغداد ، تخرج من كلية الحقوق في استانبول ، ثم عاد إلى بغداد عام 1925، عين وزيراً للمعارف ، كان احد مؤسسي حزب الاخاء الوطني ، شكل وزارته الأولى على أثر انقلاب بكر صدقي، توفي في بغداد عام 1964 . للمزيد ينظر : عكاب يوسف الركابي، حكمت سليمان ودوره في السياسة العراقية حتى عام 1936 ، اطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2005 .
)) صبيح نجيب (1892-1948) : ولد سنة 1892 ، وفي عام 1912 تخرج برتبة ضابط، وفي 23 آب 1923 التحق بالجيش العراقي، وفي آذار 1931، أصبح مديراً عاماً للشرطة ، وفي سنة 1933، مثل العراق في لجنة تحديد الحدود السورية العراقية ، وفي حزيران 1935، أصبح مستشاراً للمفوضية العراقية في برلين . للمزيد ينظر : خالد أحمد الجوال ، موسوعة أعلام كبار ساسة العراق الملكي 1920 – 1958 ، ج1 ، ط1، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 2013 ، ص339 .
)) عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج5 ، ص40 – 43 ؛ طالب مشتاق ، المصدر السابق ، ص285 .
)) عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج5 ، ص286 -287 ؛ خالد أحمد الجوال ، المصدر السابق ، ص42 .
)) للمزيد من التفاصيل عن سياسة الحزب الداخلية والخارجية ينظر: عماد كريم عكوب، حزب الاتحاد الدستوري 1949 – 1954 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية (ابن رشد) جامعة بغداد، 2013 .
)) عبد الوهاب مرجان (1909-1964): ولد في مدينة الحلة عام 1909، أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في الحلة، وفي عام 1926، دخل الاعدادية المركزية في بغداد، تخرج من كلية الحقوق عام 1933، مارس المحاماة والقضاء، دخل الحياة النيابية عام 1947، وفي عام 1949، أصبح نائباً لرئيس حزب الاتحاد الدستوري، وتولى العديد من المناصب الوزارية ، تولى رئاسة الوزارة بتاريخ 15 كانون الأول 1957 . ينظر : حسن احمد ابراهيم المعموري ، المصدر السابق ، ص23-50 .
)) جميل الاورفه لي : ولد عام 1907 في بغداد، تخرج من مدرسة الحقوق سنة 1930، دخل الخدمة في الدوائر العدلية عام 1933، وخدم بوظيفة قاضي في الحلة ، الديوانية ، والناصرية، انتخب نائباً عن ديالى في عام 1947 ، وعام 1953 ، وعام 1954 ، وتولى العديد من المناصب الوزارية . للمزيد ينظر : مؤيد ابراهيم الونداوي ، المصدر السابق ، ص297 .
)) عماد كريم عكوب، المصدر السابق، ص50 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري، بغداد ، العدد 194 ، في 30 تشرين الثاني 1950 ؛ عماد كريم عكوب، المصدر السابق، ص22-50 .
)) ينظر ملحق رقم (6) .
)) ستار علك عبد الكاظم الطفيلي، التطورات السياسية في العراق وموقف النخبة السياسية البرلمانية في لواء الحلة منها 1939 – 1958 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية، جامعة بابل ، 2003 ، ص126 -127 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 304 ، في 9 نيسان 1951 .
)) عماد كريم عكوب ، المصدر السابق ، ص121 .
)) محمد حمدي الجعفري، انتفاضة تشرين الثاني 1952 ، ط2 ، مكتبة خالد للنشر ، بغداد ، 2001 ، ص93-94؛ نجيب الصائغ، من أوراق نجيب الصائغ في العهدين الملكي والجمهوري 1947–1963، مطبعة الأديب، بغداد، 1990 ، ص65 – 66 .
)) جعفر عباس حميدي ، التطورات السياسية في العراق 1941 – 1953 ، مطبعة النعمان، النجف ، 1976 ، ص727 .
)) عماد كريم عكوب ، المصدر السابق ، ص125 .
)) مصطفى العمري: ولد في الموصل سنة 1893، تخرج من مدرسة الحقوق، وخدم برتبة ضابط في القوات العثمانية خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، وقد تم أسره ، دخل في سلك الخدمة الحكومية مع نهاية الحرب، تولى العديد من المناصب الوزارية، أصبح رئيس للوزراء في تموز 1952 ، للمزيد ينظر: مؤيد ابراهيم الونداوي، المصدر السابق، ص320 .
)) عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات ، ج8 ، ص326 ؛ احمد فوزي ، 12 رئيس وزراء في العهد الملكي ، ط1 ، دار الجاحظ ، بغداد ، 1984 ، ص320.
)) نور الدين محمود (1899 – 1981) : ولد نور الدين محمود سنة 1899 في الموصل ، ودرس فيها ، وأكمل الاعدادية العسكرية في بغداد ، وفي سنة 1917 تخرج من المدرسة العسكرية في استانبول ، برتبة ملازم ثاني ، شارك في الحرب العالمية الأولى ، وبعد تأسيس الدولة العراقية ، عاد إلى العراق وانتمى إلى الجيش العراقي ، وشغل عدة مناصب عسكرية، شكل وزارته الأولى في تشرين الثاني عام 1952 . ينظر : فاطمة عدنان شهاب الدين ، نور الدين محمود ودوره العسكري والسياسي في العراق ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية (ابن رشد) ، جامعة بغداد ، 2007 .
)) عماد كريم عكوب ، المصدر السابق ، ص125- 126 .
)) جريدة الزمان ، العدد 4593 ، في 22 تشرين الثاني 1952 .
)) عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات ، ج8 ، ص334 .
)) حزب الاتحاد الدستوري، المنهاج الأساسي والنظام الداخلي ، شركة التجارة والطباعة المحدودة ، بغداد ، 1949 ، ص3 ؛ عماد كريم عكوب ، المصدر السابق ، ص140 .
)) جريدة الزمان ، العدد 3728 ، في 17 كانون الأول 1950 ؛ جريدة الدستور ، العدد 8 في 30 كانون الثاني 1951 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 183 ، في 17 تشرين الثاني 1950 .
)) شاركس عيساوي ومحمد بغانة ، اقتصاديات نفط الشرق الأوسط ، ترجمة : أحمد حسن سلمان ، ط1 ، مطبعة شفيق ، بغداد ، 1966 ، ص154 .
)) تضمنت الاتفاقية ان تدفع شركات النفط للعراق، حصة عينية من النفط الخام، وتدفع الشركات نسبة من الأرباح الصافية، قبل استقطاع الضرائب، بحيث تصبح حصة العراق من= =أرباح الشركة 50% . للمزيد ينظر : جريدة الثبات، بغداد، العدد 56 -58 ، في 12/14 شباط 1952 ؛ عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج8 ، ص273-274 .
)) جعفر عباس حميدي ، المصدر السابق ، ص282 - 283
)) عماد كريم عكوب ، المصدر السابق ، ص148 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 550 ، في 15 شباط 1952 .
)) جريدة الثبات ، العدد 56 ، في 12 شباط 1952 ؛ طه خلف محمد الجبوري ، موقف الأحزاب السياسية والقوى الوطنية من قضية النفط في العراق 1951 – 1968 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة تكريت ، 2005 ، ص60 .
)) احمد فوزي ، المصدر السابق ، ص91 .
)) عماد كريم عكوب ، المصدر السابق ، ص156 ؛ حزب الاتحاد الدستوري ، المنهاج الأساسي والنظام الداخلي ، شركة التجارة والطباعة المحدودة ، بغداد ، 1949 ، ص3 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 12 ، في 18 نيسان 1950 .
)) الفرد ليلينتال ، هكذا يصنع الشرق الأوسط ، ط1 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1957، ص64؛ محمد عزة دروزة ، حول الحركة العربية الحديثة، المجلد 2، ط4، المكتبة العصرية للطباعة والنشر ، صيدا ، 1960 ، ص290-291 ؛ أديب صالح اللهيبي ، العلاقات السورية السوفيتية 1946 – 1967 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة الموصل ، 2004 ، ص27 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 45 ، في 29 آيار 1950 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 513 ، 19 كانون الأول 1950 .
)) عماد كريم عكوب ، المصدر السابق ، ص160 .
)) جريدة العهد ، العدد 296 ، 23 كانون الأول 1949 .
)) جريدة العهد ، العدد 332 ، في 3 شباط 1950 .
)) هاري ترومان (1884 -1972) : ولد في مدينة لامار بولاية ميزوري في 8/ حزيران 1884، وأصبح ضابطاً في المدفعية ، تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في 12 نيسان 1945 إلى 20 كانون الثاني 1953 ، أمر بإلقاء القنبلتين الذريتين خلال الحرب العالمية الثانية على مدينتي ناكازاكي وهيروشيما اليابانيتين، كان معروفاً بمساندته الكبيرة لهجرة اليهود إلى فلسطين . ينظر: رغد فيصل عبد الوهاب نفاوة ، سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أوروبا الغربية في عهد الرئيس هاري ترومان (1945-1953) ، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة البصرة ، 2005 ؛ احمد عبد الواحد عبد= =النبي، الرئيس الأمريكي هاري ترومان وأثر مبدئه في العلاقات الدولية (1945-1953)، اطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية ، الجامعة المستنصرية، 2011 ، ص48-55 .
)) صبري فالح الحمدي ، العلاقات الأمريكية - العراقية في ضوء مناقشات مجلس النواب 1945 – 1958 ، ط1 ، بيت الحكمة ، بغداد ، 2011، ص127 .
)) بشار فتحي جاسم العكيدي ، صراع النفوذ البريطاني الأمريكي في العراق 1939-1958، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة الموصل ، 2003 ، ص119-120.
)) نصير محمود شكر الجبوري ، السياسة الخارجية العراقية في ضوء مقررات مجلس الوزراء 1958- 1963 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية (ابن رشد) ، جامعة بغداد ، 2004 ، ص24 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 11 ، في 17 نيسان 1950 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 13 ، في 19 نيسان 1950 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 177 ، في 10 تشرين الثاني 1950 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 183 ، في 17 تشرين الثاني 1950 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 227 ، في 21 كانون الثاني 1951 .
)) حميد رزاق نعمة الموسوي، دور نواب البصرة في المجلس النيابي 1925-1958 ، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة البصرة ، 1997 ، ص180 .
)) عادل غفوري خليل ، اضراب المعارضة العلنية في العراق 1946 -1954 ، ط1 ، مطبعة اوفسيت الانتصار ، بغداد ، 1984 ، ص177 .
)) علاء جاسم محمد الحربي ، العلاقات العراقية البريطانية 1945 – 1958 ، ط1 ، بيت الحكمة ، 2002 ، ص203 .
)) جريدة الزمان ، العدد 3772 ، في 10 آذار 1950 ؛ علاء جاسم محمد الحربي ، المصدر السابق ، ص202 .
)) جريدة الاتحاد الدستوري ، العدد 649 ، في 27 آيار 1952 ؛ عماد كريم عكوب ، المصدر السابق ، ص175 - 176 .
)) عماد كريم عكوب ، المصدر السابق ، ص175 - 176 .
)) ميثاق بغداد : وهي وثيقة تعاون عسكري وأمني عقد أولاً بين العراق وتركيا في 24 شباط 1955 ، وبعدها انضمت إليها كل من بريطانيا وباكستان وإيران على التوالي، كما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية، بصفة مراقب الحدود الجنوبية للاتحاد السوفيتي لمنع انتشار الشيوعية (Communist)، ومحاربتها في منطقة الشرق الأوسط ، وكانت بغداد مقراً للحلف إلى حين انسحاب العراق منه في 24 آذار 1959. ينظر : جهاد مجيد محي الدين ، حلف بغداد ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة عين شمس ، 1970 ؛ =
= J.C. Hurewitz, Diplomacy in the near And middle East A Documentary Record : 1914 – 1956, New York, 1972, p416 .
)) م.م.ن ، الاجتماع الاعتيادي لسنة 1954 ، دورة 15 ، جلسة 21 ، المنعقدة في 6 شباط 1955 ، ص453 – 455 ؛ عبد الكريم ياسين رمضان ، الحياة النيابية في العراق (1953 – 1958) ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 1987 ، ص142.
)) كميل شمعون (1900 – 1963) : سياسي لبناني ولد عام 1900 في بلدة دير القمر التابعة لجبل لبنان ، وفي عام 1924 تخرج من كلية الحقوق واشتغل بالمحاماة ، بدأ اشتغاله= =بالسياسة بعد ان انضم إلى الجبهة الدستورية المطالبة بالاستقلال التي كان يتزعمها بشارة الخوري ، وفي عام 1934 اصبح عضواً في البرلمان ، تولى رئاسة الجمهورية (1952 – 1958) . للمزيد من التفاصيل ينظر : محمد شفيق غربال ، الموسوعة العربية الميسرة ، بيروت ، دار العلم للملايين ، 1980 ، ص80 .
)) د.ك.و، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2688/311 ، و16 ، ص26 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/1/2/203، في 14 تموز 1955 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية .
)) د.ك.و، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2688/311 ، و16 ، ص27 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/1/2/203، في 17 تموز 1955 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
)) عبد الله اليافي : سياسي لبناني ، ولد عام 1900 في بيروت ، درس الحقوق في جامعة بيروت الفرنسية وتخرج منها عام 1921 ، ثم حصل على شهادة الدكتوراه عام 1926 ، مارس مهنة المحاماة لمدة اثنا عشر عاماً ، وفي عام 1937 ، انتخب نائباً في المجلس النيابي ممثلاً للطائفة السنية عن منطقة بيروت ، تولى رئاسة الحكومة تسع مرات ، تولى رئاسة الحكومة الأولى عام 1940 ، وتولى الرئاسة الثانية عام 1943 ، وفي الستينات اعتزل الحياة السياسية . للمزيد ينظر : أحمد عطية الله ، المصدر السابق ، ص566 .
)) د.ك.و ، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2689/311 ، و30 ، ص46 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/1/2/379، في 11 تشرين الثاني 1955 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
)) كمال جنبلاط (1917-1977) : سياسي لبناني ولد عام 1917، في المختارة في جبل لبنان، درس الفلسفة وعلم الاجتماع والحقوق في جامعة القديس يوسف، وفي عام 1949، أسس الحزب التقدمي الاشتراكي، قاد انتفاضة عام 1952، ضد رئيس الجمهورية بشارة الخوري، وانتفاضة عام 1958، ضد كميل شمعون، اغتيل في 16 آذار 1977، ينظر : سندس عبدالله عيسى ، انطوان سعادة وأثره في الحياة السياسية والثقافية في سوريا ولبنان (1904-1949) ، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية للبنات، جامعة بغداد، =2016، ص205-206 ؛ سعد سعدي ، معجم الشرق الأوسط (سورية ، مصر ، لبنان ، العراق ، فلسطين) ، دار الجيل ، بيروت ، 1998 ، ص114 .
)) سليم لحود : سياسي ونائب ووزير لبناني ، ولد في بلدة بعبدات في قضاء المتن، من مؤسسي جمعية كشافة لبنان التي تأسست عام 1938، وهي جمعية مسيحية تستقبل اعضائها من جميع الطوائف والأديان ، خاض معارك نيابية قاسية بوجه خصومه السياسيين من نفس العائلة، لاسيما لحود لحود وجميل لحود ، تولى وزارة التربية والتعليم إلى جانب وزارة الخارجية في حكومة سامي الصلح من 9 تموز 1955 إلى 19 ايلول 1955 ، تولى حقيبة وزارة الخارجية والمغتربين في وزارة رشيد كرامي، واستمرت الحكومة حتى 6 اب 1956، وتولى العديد من المناصب الوزارية . ينظر : سعد سعدي، المصدر السابق ، ص201 .
)) د.ك.و ، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2689/311 ، و30 ، ص47 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/1/2/379، في 11 تشرين الثاني 1955 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
)) د.ك.و ، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2689/311 ، و30 ، ص48 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/4/2/174، في 6 نيسان 1956 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
)) المصدر نفسه ، رقم الملفة 2689/311 ، و26 ، ص39 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/4/2/1010، في 13 نيسان 1956 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
)) البريمي : واحة تقع في الجزء الفاصل بين خليج عمان والخليج العربي، قرب جبل حفيت، تبلغ مساحتها (37) كيلو متر مربع ، وتضم (8) قرى ، أصبحت الواحة مركزاً للنزاع بين مشيخات عمان وابوظبي ومسقط من جهة والسعودية من جهة اخرى ، وقد دعمت بريطانيا ادعاءات تلك المشيخات، ولم تنته المشكلة إلا بعد الانسحاب البريطاني من الخليج العربي عام 1971 . ينظر : محمود بهجت سنان ، ابو ظبي واتحاد الامارات العربية ومشكلة البريمي ، مطبعة دار البصري ، بغداد ، 1969 ، ص187 – 194 ؛ صبري فارس الهيتي ، الخليج العربي– دراسة في الجغرافية السياسية، دار الرشيد، بغداد، 1981 ، ص381 – 385.
)) جلال بايار : سياسي تركي ولد عام 1884 في بورصة ، تولى رئاسة الوزارة في أواخر حكم الرئيس كمال اتاتورك (1938 – 1939) ، وفي عام 1946 انتخب زعيماً للحزب الديمقراطي، انتخب رئيساً للجمهورية خلفاً لعصمت انيونو في عام 1950 إلى عام 1960 = =، وقام بدور قيادي موالي للغرب في حلف بغداد ، قام جمال كورسيل بانقلاب عسكري ضده ، حكم بالإعدام ثم أُبدل بالسجن مدى الحياة ، وبعد فترة اطلق سراحه لأسباب صحية ولكبر سنه. ينظر : أحمد عطية الله ، المصدر السابق ، ص480 ؛ احمد نوري النعيمي ، ظاهرة التعدد الحزبي في تركيا 1945 – 1980 ، بغداد ، 1989 ،ص22 -23 .
)) د.ك.و ، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2686/311 ، و 9 ، ص16 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/2/174، في 20 حزيران 1956 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
)) محاكمات المحكمة العسكرية العليا الخاصة ، وزارة الدفاع ، ج2 ، مديرية مطبعة الحكومة ، بغداد ، 1959 ، ص1406 ؛ فؤاد عمون ، سياسة لبنان الخارجية ، دار النشر العربية ، بيروت ، 1959 ، ص62 .
)) الميثاق الثلاثي : عقد الميثاق الثلاثي بين كل من مصر وسوريا والسعودية في 17 آذار 1955 ، وكان الهدف من الميثاق الثلاثي هو جمع الصف العربي وتقوية الكيان العربي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً والابتعاد عن الاحلاف الغربية ومنها حلف بغداد والاحلاف= =الأخرى . ينظر : كولمان ولد مارغلمن ، عراق نوري السعيد انطباعاتي عن نوري السعيد 1954-1958، ط1، دار المتحدة، بيروت، د.ت ، ص76 .
)) جمال عبد الناصر (1918 – 1970) : ولد عام 1918 في الاسكندرية وفيها نشأ وتلقى تعليمه ، وفي عام 1937 التحق بالكلية العسكرية ، وفي عام 1948 شارك في حرب فلسطين ، وفي عام 1954 أصبح رئيساً للجمهورية المصرية ، استطاع اجلاء القوات البريطانية من مصر وتأميم قناة السويس ، تولى رئاسة الوحدة بين مصر وسوريا (1958 – 1961) . ينظر : محمد شفيق غربال ، الموسوعة العربية الميسرة ، ج2 ، مؤسسة فرانكلين، القاهرة ، 1972 ، ص121 – 127 ؛ لمعي المطبعي ، موسوعة هذا الرجل من مصر ، ط2، دار الشروط ، القاهرة ، 1997 ، ص121 .
)) صالح جعيول جويعد السراي ، العراق ولبنان دراسة في تاريخ العلاقات السياسية 1952-1958 ، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية ، جامعة البصرة، 1996 ، ص89 – 90 .
)) د.ك.و ، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2689/311 ،و 35 ، ص45 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/1/2/386 ، في 11 تشرين الثاني 1955 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية .
)) حسين حمد عبد الله الصولاغ ، التطورات السياسية في لبنان 1941 – 1958 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية (ابن رشد) ، جامعة بغداد ، 1990، ص144 – 145 ؛ علاء حسين عبد الامير الرهيمي ، موقف العراق من الانتفاضة اللبنانية 1958 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، ص82 – 83 .
)) د.ك.و ، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2689/311 ،و 30 ، 47 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/1/2/379 ، في 11 تشرين الثاني 1955 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية .
)) د.ك.و، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2689/311، و 26 ، ص39 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/4/2/2010 ، في 13 نيسان 1956 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية .
)) د.ك.و ، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2689/311 ،و 52 ، ص92 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/1/2/52 ، في 2 شباط 1956 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
)) منهاج وزارة عبد الله اليافي أمام مجلس النواب اللبناني في 26 آذار 1956 ، و 35 ، ص59، رقم الملفة 2689/311 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم د/719/719/200/8116 ، في 29 آذار 1956 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
)) د.ك.و ، ملفات البلاط الملكي ، رقم الملفة 2689/311 ،و 23 ، ص34 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/1/2/214 ، في 8 ايار 1956، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
)) المصدر نفسه ، رقم الملفة 2689/311 ،و 30 ، ص46 ، كتاب السفارة العراقية في بيروت المرقم س/1/2/379 ، في 11 تشرين الثاني 1955 ، المرسلة إلى وزارة الخارجية.
4773 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع