منير الحبوبي
كرة القدم أيام زمان
من ذكريات الطفوله بستينيات القرن الماضي فيما يخص لعبات كرة القدم سواء للأطفال ابناء الحي او للكبار في الملاعب الشعبيه او حتى لفرق الدرجه الأولى في ملعب الكشافه في الوزيريه في بغداد فكنت اتذكر بعض الأحيان الگولچي يصد قندرة اللاعب وليس طوبة الگريگر حينما يصوب احد الاعبين الكره نحو الهدف وبعض الأحيان ترى احد اللواعيب يترك الملعب ركض ويجيب مسدس او سچينه من بيتهم لأنه لم يرتضي بقرار الحكم..
وفي يوم من الأيام بملعب العوينه المتواجد عليه حاليا مبنى امانة العاصمه فقد انقتل احدهم بالرصاص وتم غلق او منع اللعب به الى ان جاء عبد السلام عارف بزياره لسوق الصدريه وللصلاة في جامع سراج الدين وعندها مختار المحله ترجى الرئيس السماح بأعادة اجراء اللعبات به ووافق وانا كان عمري حوالي عشر سنوات ولأول مره ارى عبد السلام عارف عن قرب
كذلك الفرق الشعبيه ايام زمان كانت تحمل اسماء هي اسماء اشخاص ودائما الگولچي تراه يتحدث مع العديد من الأصدقاء حال عبور الطوبه منتصف الساحه وأما التراكسوتات وخاصة الشورتات فكانت حدث ولا حرج فبعضهم بشورت يصل تقريبا للقدم او تحت الركبه او للركبه واما المايو فليس موحد بل ترى عدة مايوهات مختلفة الالوان بالفريق الواحد وعموما احد الفريقين يلبس مايو والفريق الأخر مصاليخ اي فقط بالشورت لكي يسهل للحكم التمييز بين لاعبي الفريقين وبدل العارضات للگول كان يتم وضع كومة نعل وفي اغلب الأحيان كومتين حجار وهنا الطامة الكبرى ان مرت الطوبه فوق الكومه فهل تعتبر داخل ام خارج الگول وانا شخصيا شاهدت ولأكثر من مره الحكم يتم بسطه ويتم تبديله بأحد اللواعيب وبصوره عامه الحكم يحكم المباراة بهدومه اي ببنطلونه وقميصه وعموما بالستينيات شغلة
الأوفسايد اي التسلل تقريبا غير موجوده واما مراقبي الخطوط فكان اي واحد من المتفرجين ينزع فانيلته او قميصه ويؤشر به عند خروج الطوبه آوت وعموما الآوت لا احد يتقيد بها اي ان حدود الملعب ليست خطوط مستقيمه ومتوازيه بل هي بعض الأحيان تنزل وتصعد وبعض الأحيان ترى اللواعيب يلعبون خلف الخطوط لأن حدود الساحه غير مرسومه ومحدده ويجب ان لا ننسى ان الحكم يتم تبديله من وقت لآخر حسب مجرى اللعبه لأنه ان أغضب متفرجي احد الفريقين فيا ويله ويا ليله ودائما او من وقت لآخر كنت ارى الجمهور يهجم على الحكم فتراه ينهزم والمتفرجين يلحگوا حتى يشبعوا كتل.
يجب ان لا انسى ان البعض من اللاعبين يكونون حفاي ومن حقهم هذا اي ليس ممنوع وفي كثير من الأحيان تفش الطوبه الگريگر وتراهم مع ذلك يلعبون بها ومره من المرات لعبت گولچي وصار علينا ضربة پنلتي واللاعب الذي سدد الكره لا اريد ان اسبه فقد سددها بأتجاه المنطقه المحرمه دوليا من جسمي وهنا في اوروبا ان ارادوا ان يشيروا اليها فيسموها جوهرة العائله واخرجوني من المعركه كجريح من ارض المعركه وربي لا يراويكم اياها فقد عانيت لأكثر من ساعه من هذه الأصابه والتي كأنها شبه طلق ناري.
من الذكريات التي لا انساها والتي دائما اتذكرها فيما يخص لعبة كرة القدم فكلما اشاهد اشهر المشجعين العراقيين لكرة القدم مثل مهدي وقدوري قبل وفاة المرحوم المشجع قدوري فكان قبلهم يوجد المشجع الرائع والمعروف في ملعب الكشافه وهنا اتكلم عن فرق الدوري بداية الستينيات وهو النقشبندي حيث اسف لا اتذكر اسمه بالكامل وكان سمينا وقصير القامه وأصلع وهذا كان يحضر كل اللعبات وموجود في حاضرة الملعب ويقبل لواعيب فريقه فريق القوه الجويه قبل اللعبه بأرض الملعب ويجب ان لا أنسى بأنه بالخمسينيات والستينيات كانت هناك الكثير من الفرق الشعبيه تحمل اسماء اشخاص مشهورين بألحي الذي هم ساكنين به واكثر هذه الأسماء كانت لأشخاص يمكن القول عنهم بالشقاوات وانا لست متأكد من هذه الكلمات وكذلك بعده تطورت الأمور ومنعت هذه التسميات فأصبحت بأسماء الفضل والعوينه على سبيل المثال.
وأكثر من مره بذهابي لملعب الكشافه ببداية الستينيات قادما من حي او دربونة الگبي في سوق الصدريه نمر بالفضل قبل ساعات من اللعبه وأرى حارس فريق المنتخب القومي اللاعب اي حارس مرمى العراق الشهير حامد فوزي وهو يحمل العديد من الطيور ولا اعلم ان كان هو مطيرچي او لا والله اعلم وللأمانه بالكلام كان بيتهم ان لم اخطأ بالفضل وشاهدته اكثر من مره قرب حمام الكفاح للرجال وحمام الكفاح للنساء وايضا هنا ذاكرتني قد تخونني فعذرا ولكنهما حمامان بالفضل وبعد ذلك مرت فتره منع بها استخدام اسماء اشخاص للفرق كما ذكرت سابقا وايضا منع استخدام اسم المناطق للفرق وأستعيض عنها بتسميات للدلالة على القوة مثل فريق( الأسد ) أو فريق ( السهم الناري ) أو فريق ( القوة)
ايضا قديما وبمباريات كرة القدم بين ابناء المحله فيمكن ان تصادف او ترى خلال اللعبه فيأتي واحد متأخر ويطلب اللعب وأن اجابوه بأن عدد لواعيب كل فريق مكتمل فيقول" لو ألعب لو أخربط الملعب " ولهذا نرى احيانا ان احد الفريقين به بالعدد واحد اكثر ,,,,كذلك نرى وبكل سهوله انه دائما حارس الفريق يكون سمين ودائما حينما تحصل ضربة جزاء عليه بنلتي فيمكن لرئيس الفريق ان يحل محل الگولچي للصد,,,,طبعا المباريات بين الأولاد تجري دائما بدون حكم وأن حصل خطأ او لكي يحتسب الخطأ خطأ فعليا فيجب ان يوافق عليه كلا الفريقين اي الكل توافق عليه,,,, كذلك لا يوجد وقت محدد الى اللعبه وعموما هي تنتهي بعد غياب الشمس وحينما تصبح الدنيا كلش ظلمه ولا يمكن رؤية حتى الكره خلال اللعب ,,,,وعموما اذا غضب صاحب الكره اي الطوبه فهو يأخذها ويروح فتراه يهدد دوما اللواعيب والكل تحترمه وتوده,,,
وصديق عزيز عليه ذكرني بأن اغنية ليش ليش,,, ليش يا جاره التي غنتها مي اكرم اصلها يعود لأهزوجه كانت تغنى بملعب الكشافه لفريق الجويه
وكان يلعب به لاعب بخط الهجوم معروف بتسديده الأهداف على كل الفرق ما عدا فريق التجاره حيث كان اسمه آرا همبرسوم وهو من الأخوان الأثوريين حيث كان العراق يعيش بأحلى ايامه حيث لا فرق بين الأديان والمذاهب والطوائف كحال الكثير من اللاعبين مثل شدراك يوسف وگورگيس اسماعيل وخوشابا وأيشو يوحنا فكانت جماهير الملعب وبالذات جمهور فريقه المحب له يقال بها " ليش ليش ليش يا آرا ما تگول عالتجاره ؟؟؟ " حيث النادي الخصم لفريقهم كان فريق التجاره ومن هنا اتت اغنية مي اكرم ليش " ليش ليش يا جاره ما تردين الزياره,,,,زعلانه أنتي علينه متردين الزياره" ,,,,,,
كذلك كان البعض من المتفرجين وخاصة بالألعاب الشعبيه يسيء الأدب بلفظ العبارات التاليه مستميحا القارئين ولكن هي فقط للتذكير حينما البعض ينعى اللاعب الذي لا يحبه ب" الأعور" او "ابو الريش" او " بارود " او " سچين وملح " وما يضحكني هنا حينما كنا نلعب الرياضه وبالذات كرة القدم بالمدارس وخاصة المتوسطه او الثانويه فكانت عموما امهاتنا هن من يخيطن اللباس او شورت الرياضه واللباس لا يباع بالأسواق آنذاك ووقتها كان عندي صديق لن انساه ابدا امه مسويتله لباس طويل جدا شويه ويطخ بالگاع ولا ادري لماذا كنا نسمي لباسه " يا ظالمني " وقماشه من خام الشام واللباس عريض جدا لا ادري ان كانت أمه قد خيطته له فقط ام لكل اخوته والتچه مالته راخيه فكل شويه من اللعب تراه يتوقف حتى يصعد لباسه ليفوگ
وأتذكر ايضا وهذا ما رواه لي اخ عزيز ان البعض منا يسمي هذا اللباس الطويل " لباس السولجري اي هي تسميه تطلق على اللباس الطويل حيث اجدادنا وقتها كانوا حينما يلبسون الصايه فمن الواجب عليهم لبس هذا النوع من اللبسان بينما ان كان الواحد لابس دشداشه او بنطرون فيلبس لباس عادي يوصل للركبه او شويه فوگ او جوه الركبه مما يكون مزعج خلال لبس البنطلون لأنه يتلفلف بالداخل والتسميه لباس سولجري قادمه من اللباس الطويل الذي يلبسه الجنود والعسكر أيام زمان اي الكلمه سولجري اصلها من الأنگليزيه soldier,
ويروي لي هذا الأخ انه مره من المرات كان هو ومعه العديد من الأصدقاء حينما كانوا بعمر حوالي العشرة سنوات فأن احدهم نزع ملابسه للسباحه معهم بالنهر واذا به لابس لباس"دم الشهيد " وهو لباس مصنوع من قماش قطني احمر اللون وبه نقاط بيضاء وهو عادة قماش يعمل منه ثياب للبنات والنساء وليس للأولاد فأصبح هذا الولد مصخره لكل اصحابه ويبدوا ان امه حينما خيطته لم تكن لتتوقع انه سيظهر بهذا اللباس امام اصحابه وعموما الأمهات كن قديما حينما يخيطن الثياب فتزداد قطعه من القماش فيعمل منها چفيه مثلا او فرشه او ثوب مخده وهي هنا عملته لباس لأبنها وللعلم هذه التسميه اتت بعد حركة او انقلاب 8 شباط عام 1963 ضد الزعيم عبد الكريم قاسم حيث راح ضحيتها الكثير من الشباب
هنا لا اريد ان انسى ان مباريات رياضيه وخاصة بكرة القدم كانت تجري بين كليات الجامعه نفسها ومتفرجي كل كليه يشجع فريق كليته فكان مشجعي كليتنه الهندسه بجامعة الموصل يهتفون هذه الأهزوجه :
هله بأخوتنا اللي تحارب بالأسود وعباله بزونه
شوف هدفهم اليوم صار دربونه
ومثل الچلب مكسره سنونه
كذلك اتذكر هتافات مشجعي طلاب كلية الطب يهتفون بهذه الأهزوجه ضد خصومهم في المجموعه الجامعيه اي بجامعة الموصل :
أنصار أنصار أنصار ,,,أحنه الطبيه أنصار
من المستشفى للمجموعه,,, جايين نداوي دموعه
وهنا احب ان اذكر أهزوجه كان يتغنى بها فريق الجويه على خصمه فريق الزوراء :
دار الزمان وداره,,,,اوداره
جويه بالصداره,,,بالصداره
الزوراء خربانه,,,, ما ركبو بطياره
مبروك يا نادينه ,,,متصدر الدورينه
هذه اهزوجه اخرى يتغنى بها طلاب الجامعات الأخرى كبغداد والبصره والموصل مثلا ضد طلاب جامعة المستنصريه عند حصول السباقات الجامعيه بالعراق وكلها هتافات بريئه بين طلاب الجامعات العراقيه وتحمل بين طياتها البهجه والفرح وتدعوا للتنافس الشريف ولكن بها هزل وصراع من اجل الفوز والنصر :
كليتكم تصنيف,,, للكشخه مخليها !
أدفع قصطا ,,,,تنجح صفا ,,,,كليه كلاوات
ألنه الدوري وألنه الكاس,,,ولكم الفضالات
انشوده اخرى :
مستنصريه چطله,,, بس لغوه وهيوات،
كلهم ميوعه وخفه ولدهم بنات ،
لكن احنا الابطال حتى البنات رجال،
ادفع قصطا تنجح صفا كليه كلاوات
اكرر هي هوسات بريئه وتدعو للهزل والضحك وكانت تقوي المنافسات بين الفرق ليس الا اي كانت تجري بشكل عفوي ولا يوجد احقاد او كراهيات منهجيه وهذا ما يعطي نكهه للحياة الجامعيه
1052 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع