د.منير الحبوبي
ما هي البوذيه
ملاحظه : هذه المعلومات في مقالتي ليست مستسقات من مصادر وثائقيه بل هي معلومات حصلت عليها من بعض الزملاء المعتنقين او محبي هذا المعتقد البوذي
البوذيه هي معتقد يؤمن بفلسفة تستند إلى رؤى اعتنقها او وصل اليها قديما قبل اكثر من 3000 سنه احد حكمائهم والذي بموته يصبح شخص شبه مقدس بسبب حكمته المشهود لها ويطلق عليه بالبودا ومن اسس هذا المعتقد ان البودا لهم لا يأخذ الهامه وتعليماته من رب او من بودا آخر سبقه بالحكمه والعقلانيه بل هو يستنبطها بنفسه اي بعباره اخرى البودا لا يعتمد على معرفته بمبادئ البودا الأكبر والأقدم منه بل يعتمد على نفسه هو ذاتيا وطبعا كل بودا يتم متابعته من صغره ويكون معروفا له بذكائه وحنكته وعقلانيته وتميزه عن الآخرين الذين بعمره
وللتوضيح والتبسيط لهذه العقيده او الفلسفه فأنها تستوجب ان نكون هادئين في تصرفاتنا الحياتيه وأن نتأمل الحياة والكون والمستقبل بكل هدوء وكما يقول الأنگليز يجب ان نكون كوووووول اي لا نتعصب بسرعه ولا نغضب لأتفه الأمور وهكذا نعيش حياة جميله وستحس عندها طعم الحياة حتى ان كانت صعبه وكل مؤمن ومتدين بالبوذيه ترى في مكان معزول في بيته منضده عليها تمثال صغير لبوذا مع بعض الصور والأزهار وكل ما يذكر بالبوذيه وهم يقيمون الصلاة قربه وكأنه مقارب او مشابه لما نعمل نحن المسلمون بوضع سجاده للصلاة في مكان بالبيت بعيد عن الماره او الأطفال وعلى معتنقي هذه العقيده ان يتقيدوا بتعاليم هذه العقيده وان يتخلصوا من رغباتهم و شهواتهم فعلى سبيل المثال على البوذي أن يفكر تفكيرا صحيحا كي لا يتاثر بالمغريات وان يكون قوله مطابقا نواياه القلبيه وأن يطابق السلوك كل من اللسان و القلب وهجر الذات من طرق الوصول للحياة السعيده والتوجه الى العلم و المعرفه و ترك المتعه و الشهوات.
ولفهم البوذيه الحاليه "زين" والتي وجدت لها حاليا طريقا بالغرب علينا التذكير بالتطور الذي حصل على البوذيه الكلاسيكيه القديمه التي نشأت بادئ ذي بدأ بالصين اذ ان طائفه من الماهايانا البوذيه اليابانيه بالقرن السابع الميلادي انشطرت عن البوذيه الصينيه الأصليه واصبحت بذره لمذهب جديد وخاصة عند البوذيين اليابانيين واسمه "مذهب زن" وبالفرنسيه تلفظ الكلمه زين بدلا من زن حيث ان اتباع هذا المذهب يتميزون بممارسة التأمل في وضعية الجلوس وكذلك تعني الأستغراق بالتفكير أو التأمل اي (التعبد المطلق بالمعنى الحرفي). وللأختصار تهدف تعاليم مذهب زن العودة إلى الأصول الأولى للبوذية، وخوض التجربة الشخصية التي عاشها بوذا الأولي اي اول بوذا وطبعا تكتسي وضعية الجلوس بهذا المذهب أهمية خاصة لدى أتباع هذا المذهب، فعن طريق اتباع هذه الوضعية توَصَل بوذا الأول إلى حالة الاستناره او (اليقظه).
وباللغه الفرنسيه الكلمه زين تعرف او تفهم من التبسيط التالي الذي يعرفها كنظام روحي ويفسرون الكلمه زين او يعطوها تفسير مأخوذ من اللغه الدارجه والمستعمله من قبل الشباب والتي تعكس احرف التسميات وتسهل او تختصر الكتابه فمثلا بالفرنسي الكلمه زين تصبح نيز وتعني بالفرنسي الأنف وطبعا من المعروف ان الأنف يتحسس او عنده قابلية تحسس وشم كبيره جدا ومنها فهم او تحسس المبادئ الروحيه العظيمه التي يجب ان يسير عليها البشر والتي هي اساس انسانيته وأساس السلام بين المجتمعات
NEZ <-----ZEN
البوذيه طبعا ان اعتبرناها كدين فهي ستعتبر رابع اكبر ديانه بالعالم بعد المسيحيه والأسلام والهندوسيه وأصل التسميه البوذيه قادم من مؤسسها غوتاما بودا وأول نشأة لها هي في شمال الهند ومن ثم انتشرت الى شرق آسيا واليابان والبوذيه كفلسفه او دين عمرها اكثر من خمسة الاف عام
وحسب الفلسفه البوذيه فأن بودا الذي يعبدوه هو بالحقيقه انسان انكشفت له الحقيقه وتبصر الأمور الصحيحه للمسير بالحياة اي انه لم يستلم رسالته او تنوره لا من رب ولا من وحي اي بعبارة اخرى هو شخص اعتزل الحياة وتنور له المستقبل وأصبح حكيما وأصبح منارا لهم ليقودهم الى حياة جميله طيبه مسالمه لا يوجد بها ظلم او جريمه وهكذا يكون البوذا كقائد روحي يتبعوه ويسيرون على خطاه ولكن الناس بطبيعتهم البسيطه يعاملوه او يعتبروه او يقدسوه كرب في حين فعليا هو يرفض هذه التسميه
وللرجوع تاريخيا وفهم بدايات هذا المعتقد فيقال ان احد ملوك الهند عنده ولد واحد وكان يخاف عليه كثيرا ويحرص كثيرا على ان يمنع اتصاله بالآخرين او بأفراد الشعب وعاش كل حياته داخل القصر العظيم الذي به يسكن والده وفي مره من المرات اتفق سرا مع خادم له ان يخرج خارج القصر دون علم ابيه فبخروجه رأى متسولا يطلب العطف والمساعده لكي يأكل لأنه جوعان هو وأهله فتعجب الأمير من هذا وقال كيف يكون هذا ونحن لا نعلم بهذا , ثم مشى اكثر فوجد انسانا مريضا وتقريبا سيموت فسأله لم لا تذهب الى طبيب وتتعالج ؟ فقال له بأنه لا يملك المال ولا احد يساعده فتعجب الأمير ورجع مسرعا الى القصر واغتاض من ابيه لأنه كان عامل خطه تعزله عن كل هذه المآسي والآلام التي يعاني منها شعبه وقومه فغضب الأب من ذلك وبرر ذلك لأنه يريده ان يصبح من بعده الملك ولا يريد منه ان ينشغل بهذه الامور والمشكله للملك هو انه عنده فقط هذا الأمير كحفيد ولكن الأمير قرر مع نفسه الهروب من القصر وفعلا تمكن بأحد الليالي من الخروج وأبتعد كثيرا عن ارض بلاده ويقال انه وصل الى جزيره جنوب الهند وهي بالحقيقه جمهورية سريلانكا الحاليه وخلال مسيره وصلاته وتعرفه على مئاسي الكثير من الفقراء ومن خلال اعتكافه بالكهوف والجبال انفتحت بصيرته وبدا يفهم كيف يتم التعامل مع الناس وكيف يجب ان يتصرف الأنسان بشكل حكيم وشريف ويقنع بالبساطه ونكران الذات وحب الآخرين ومن يومها بدأ ينشر آرائه وأفكاره وهكذا اعتبر هو كأول دالاي لاما وأول بوذا بالصين وبلدان جنوب شرق آسيا وفي سيريلانكا ومنغوليا ومن ثم بالتبت شمال الصين
للمعلومات فالعقيده البوذيه ايضا اعتنق بها باليابان ولكن البوذا المتبع في اليابان هو ليس نفس البوذا في الدول مثل لاوس وتايلاند وكمبوديا وبلاد التيبت شمال الصين حيث ان البوذيين بهذه المناطق يعتمدون على البوذيه الكلاسيكيه القديمه في حين ان البوذيين باليابان والمنشقين عن البوذيه الأصليه لها توجهات مختلفه ومحدثه علما انه باليابان حاليا هم عندهم آخر بوذا تسلسله رقم 27 اي انه قد سبق ب 26 بوذا قبله واسمه آرما ان لم اخطأ وفقط للمعلومات فأن اشهر بوذا ركز ودعم مبادئ هذه الديانه هو البوذا السابع واسمه البوذا گوتاما ولأختصر فأذكر ان البوذيه ايضا بها تيارات وانشقاقات عبر التاريخ كحال الأنشقاقات التي حصلت بالديانه المسيحيه حيث يتواجد الكاثوليك والبروتستانت وهكذا بالدين الاسلامي مع الأسف السنه والشيعه
اذن لفهم البوذيه فيجب التذكير بأن اي دين يستوجب وجود رب واحد هو الخالق وفلسفه خاصه به اي عقيده تؤمن بمعطيات وأفكار معينه اي انه لا يوجد دين دون معتقد ثابت وواضح للعيان فلو اخذنا الأديان التي تؤمن بوجود رب واحد وكتاب مقدس واحد لوجدنا الديانه اليهوديه والمسيحيه والأسلاميه وهي ثلاثتها مشتركه بوجود اله خالق واحد هو نفسه للأديان الثلاثه ولكنها تختلف بالعقيده او الفلسفه لكل دين ولهذا نرى لكل منها كتاب مقدس معين كالتوراة لليهود والأنجيل للمسيحيه والقران للمسلمين اي ان البوذيه لا تعترف بوجود اله واحد فربهم الحالي له رقم وبكره من المحتمل ان يأتي احد بعده سيحمل الرقم التالي للرقم الأخير فأذن البوذيه هي لا تعترف بوجود رب واحد والبوذيه هي ليست دين وليست عقيده ثابته بل هي عقيده وفلسفه ومبادئ تتغير وتتنور حسب اقتناعات شخصيه وحسب توجه وبصيرة آخر بوذا لهم او للبوذا الجديد الذي سيحل محل القديم
ما يميز متبعي هذه الفلسفه او العقيده هو الطاعه العمياء وهذا ما يميز شعوب هذه البلدان حتى في عصرنا الحالي وهذا ما يفسر صعود او نمو اقتصادات هذه الدول بشكل مرعب فقبل ايام سألت انا شخصيا خلال حوار هل تعرف من هو اعظم اقتصاد عالمي حاليا فأجبت انه الأمريكي وأني اعرف ان اقتصاد الصين يتنامى بسرعه رهيبه ولكني تفاجأت بانه الأقتصاد الصيني حاليا ونحن بالعام 2019 اي ليس الأمريكي ولكي ابرر ذلك وحسب اعتقادي فهو الطاعه العمياء لشعوب هذه الدول للطبقه الحاكمه عندهم حتى ان البعض من الصحفيين يقول لو طلبت حكومات هذه الشعوب زيادة ساعات العمل الى ستين ساعه بالأسبوع فهم سيقبلون بذلك طواعيه وليس هذا فقط بل يذهب الصحفيون لأكثر من ذلك بتشبيه شعوب المنطقه ,معتذرا من الآسيويين لهذا التشبيه بالخراف, التي يقودها الكبش
وطبعا معلوم بالنسبة لنا بالدول العربيه ان كل من عنده قطيع من الأغنام اي الراعي اي مالك هذا القطيع يختار اكبر كبش من هذا القطيع والذي يكون اضخمها جسما وگرونه كبار فيتم خصيه لكي يقللوا من شهوة الذكر الى الأنثى من الناحيه الجنسيه ويهتم به ليأكل كثيرا حتى يصبح اثخن وأضخم من كل الخرفان بالقطيع ويتم تلبيسه جرص على رقبته وهو دائما يسير بمقدمة القطيع وجميع الخراف تسير على مسيره ودربه وبالأتجاه الذي يخطوه وللعلم هذا القائد للقطيع سمته العرب ب المرياع" وهو يحب دائما ان يمشي بالمقدمه مرافقا لحمار الراعي ويمشي معه اي وكأنما تكرمون" المطي هو الموجه له بالمسير وطبعا المطي ايضا يسير برغبة الراعي الراكب عليه وللمعلومات هذا المرياع له اتصال عجيب وغريب مع الكلب الذي يسير مع القطيع والذي يمنع اي خروف من الخروج عن المسار الصحيح للقطيع ويقال وهي حيققه معروفه ان كل الخرفان والنعاج تسير مطأطأة الرأس سوى المرياع ولكم ان تقارنوا وتتفهموا الموضوع وعلاقته بمقالتنا والله اعلم
في ندوه حصلت تقريبا قبل عدة سنوات وحضرها الدالاي لاما لأفتتاح اكبر مركز للديانه البوذيه في فرنسا واوروبا والمعبد البوذي بالفرنسي يسمى پاگود سألت احدى الحاضرات الدالاي لاما هل يجب على الفرنسيين الكاثوليك ان يتحولوا الى بوذيين ؟ فأجابها بالرفض قائلا انه كل الأديان هي كالماء الخارج من جبال الهمالايا والذي سيغذي مناطق وشعوب كثيره وسيصب اخيرا بالبحر اي ان البوذيه هي المصدر والألهام لبقية الأديان والشعوب واضاف بان كل الاديان جيده
ولفهم الفلسفه البوذيه بشكل معمق فلا بد من الرجوع الى اباء هذه الفلسفه والذين هم كونفيشيوس ولاوتزو حيث بالأصل هما فلاسفه ولكن للبوذيين بصوره عامه هم كالرب وهما معروفان بتأملهم للطبيعه والتفكير بعمق بسر الحياة وكيف يجب العيش بها وفهمها وقد قاما بأكتشاف كل هذا مثلا من خلال ترحالهم عبر الصين كلها وهما حسب مفهومنا الواقعي الحديث فهما من الفلاسفه الحكماء . طبعا هنا احب ان اشير الى ان البعض من الدارسين والعارفين بالبوذيه يقولون بأن هذه الشخصيات الفلسفيه غير موجوده اصلا وما هي الأ اختلاقات
طبعا يجب ان لا ننسى من انه عندما نفكر في ثقافات الشرق الأقصى وخاصة البوذيه ،فأن اول شيء يتبادر إلى الذهن هو بالتأكيد نظرية او فلسفة " يين يانغ " كجزء لا يتجزأ من الفلسفة الصينية ، حيث يعتبر رمز" يين يانغ " تمثيل الطبيعة المزدوجة للأشياء الجيده والشريره والظاهره والمظلمه والإيجابية والسلبية. اي ان معنى ورمز" يين يانغ" يعود إلى الصين القديمة. يمثل اذن هذا الرمز" يين يانغ " الاعتقاد بأن كل شيء موجود بالحياة او الكون فهو يتكون من قوتين متعارضتين ولكنهما متكاملتان اي لا يمكن ان يعيش احدهما دون الآخر
بعباره اخرى ان هذه النظريه تستند على الحقيقه القائله بأنه لا تواجد لعالمنا هذا دون تواجد التضاد به ولتبسيط الأمور علميا هو كحال الذره التي نعرفها هذه الأيام فهي مكونه من نواة داخلها نيوكليونات متكونه من نيوترونات متعادله وبروتونات موجبه وتحيط بذرتها الكترونات سالبه تدور حولها او بعباره اخرى لا يمكننا مثلا رؤية زوجين في عائله واحده والأثنان متعصبان فحتما هكذا علاقه زوجيه ستنتهي بالفشل فلهذا الزوجان يمكن ان يعيشا معا لعشرات السنين عندما مثلا يكون احدهما عصبي ومتوتر والآخر بارد وكوول على قول الأنگليز حيث فقط بهذه الطريقه يمكن العيش بسلام وتراضي وألفه ولتبسيط فهم هذه النظريه التي هي مفتاح فهم البوذيه فهي تستند على ضرورة او أهمية التوفيق بين المتضادات بالحياة اي
The hamonization of opposites
في زياره لي مع عائلتي لأكبر معبد بوذي باوروبا ففي داخله وجدنا تمثال بودا وهو جالس وبحجم كبير نسبيا ليبين عظمته ولا عظمة الا لله وامامه تتواجد الكثير من الزهور وسلات الفاكهه وبالذات الحمضيات وعلى الأرض شاهدنا عددد من النساء والرجال يصلون ويغنون امام البودا وباللغه الفرنسيه التسميه بوذا تلفظ بودا لعدم وجود ما يقابل حرف الذال وفي قاعه مجاوره للمعبد الموجود به تمثال البودا كانت هناك لوحات بها اسماء البوذيين المتوفين في المنطقه التي يتواجد بها هذا المعبد وكان هناك رجل دين متطوع يشرح للزائرين اسس ومبادئ هذا المعتقد
وحيث دائما المال ضروري لكل جامع او كنيسه للقيام بالتنظيفات والأمور المتعلقه به فيطلب من الزائرين ان تمكنوا ان يعطوا القليل من المال وهي كحال اي شخص يقوم بزياره الى متحف فهناك توجد تعريفه للدخول ولكن هنا هي ليست اجباريه فأن تكرمت بالعطاء فهذا جيد وكذلك من الناحيه الاخرى فهناك امور تجاريه يستفاد البعض منها بالكسب المتعلق بالدين فتباع في كل مكان زوج من الكرات المعدنيه الثقيله نسبيا فتساعد الأنسان بالأرتياح والشعور بالطمانينه كما يدعون عند وضعهما بيد واحده وتدوير احدهما حول الأخرى ولفتره ليست بالقصيره
،هذه الكرات قد تم عملها بشكل مثالي يريح الانسان بملمسها الناعم جدا ،وهي تسمى ب "كرات الكي گونگ" وهي تحفز كما يقولون بشكل مستدام خطوط الراحه لجسم الأنسان ، وتعيد تنسيق الجسم بالكامل نفسيا من خلال تعميم مبدأ الطاقة الحيوية في داخله. وبما أن ألايادي بها الكثير من الأعصاب التحسسيه فهي اذن مقر عواطفنا وحياتنا الروحية ،فهذه الكرات اذن تجلب تطورا روحيا كبيرا في كياننا الأنساني وهي كرات يصل قطرها الى حوالي 4 سنتيمتر وناعمه جدا بتلامسها مع بشرة اليد
سألت هذا القس الذي شرح لنا المبادئ الأساسيه لهذا الدين البوذي, ان سمح لنا القول للتبسيط, فوجدتها بمعظمها مشابهه لتلك للديانات الأخرى وخاصة فيما يتعلق بالمحرمات ومن القصص المتعلقه بالعقيده او الفلسفه البوذيه فيقال ان واحد من سلسلة البوذا هذه او الألهه التي عندهم, وهي قصه قديمه عمرها عدة الاف عام فهذا البودا وحاله كحال كل الحكماء او الفلاسفه السابقين كانوا دائما ينعزلون بالجبال العاليه والكهوف ولا ينامون الا قليلا ويتعبدون ويصلون كثيرا متأملين مفكرين بالخلق والخالق والكينونه والبشريه وعلى غفلة منه استيقظ من نومه فتعجب كيف حصل وأنه نام ولم يقم بواجبه بشكل جيد بالتأمل والتفكير العميق بأسرار الكون وزعل وغضب كثيرا من نفسه وقال بأن سبب نومه هي الجفون التي تحيط بعينيه اي هي التي نعست وأحاطت بعينيه وجعلته ينام فيغمض عينيه وينام فقرر معاقبتها فقص جفونه ورماها بالأرض وحيث ان الأرض التي رمى بها جفونه كانت مبلله اي اشبه بتربه زراعيه فبعد مده اورقت هذه الجفون وأعطت او أنبتت ما يسموه بشجرة او نبتة الشاي فتذوق ورقها فأحب طعمها ووجد انه بتناولها ساعدته على ان يسهر كثيرا ويصلي كثيرا بالتالي اي انها ساعدته كثيرا على اليقظه فطلب من مواليه وأهل ديانته ان يتناولوا ورقها او يشربوا من عصير ورق هذه النبتة التي هي نبتة الشاي ويقال انه بالصين يوجد اكثر من مائة نوعيه من الشاي وفي مقولة اخرى يقال ان احد بوذاهم او واحد امبراطور من امبراطوراتهم القديمه نام او استلقى تحت او قرب شجرة الشاي التي لم يكن يعرفونها فسقطت ورقه من اوراقها بفمه وأستطيب الامبراطور مذاقها فأمر شعبه بتناول ورق هذه النبتة الشاي الطيبه
هنا احب ان اذكر بأن الدالاي لاما الذي كل العالم تعرفه والذي نراه عبر الاخبار بالتلفزيون يقوم بزيارات لكثير من الدول وخاصة الأوربيه فهو قد اصبح غير مرغوبا به من قبل الحكومه الصينيه لأنه يساند ويدعم الأنفصاليين في مقاطعة التيبت شمال الصين وهو الأن قد اعتزل دوره كقائد روحي ومعلم وبودا لقومه وهو قد رجع واستقر بالتبت حاليا ويوجد دالاي لاما آخر مكانه له علاقات طيبه مع الحكومه الصينيه وهو شاب لا يتجاوز عمره الثلاثين عاما ومعلوماتي غير مضبوطه بشكل جيد بهذا الخصوص وأحب ايضا التذكير بأن الدالاي لاما المعروف عالميا حاليا فانه تعاون وكان أحد مستشاري الزعيم وأب الثوره الشيوعيه بالصين الزعيم ماوتسي تونگ لمدة حوالي ثلاث سنوات
أحب ان اضيف ايضا ان التسميه دالاي لاما لا تعني اسم حكيم او اسم شخص بل هي رتبة دينيه بالمعتقد البوذي والذي يحتكم اليه في مسيرة الحياة والأحتكام به لتفسير الأمور كدور البابا حاليا بالكنيسه الكاثوليكيه المسيحيه وأحب التذكير هنا بقصه تاريخيه حصلت لبودا قديم ايام بروز التتار كقوى كبرى بالعالم والذين استحلوا كل اسيا ومنها الصين والذين احتلوا بلدان الشرق والغرب واسقطوا الدوله العباسيه وكثير من دول اوروبا وكانوا يرتعون ويمرحون بكل الأراضي الصينيه ولهذا الصين كانت تخاف منهم وتحاول صدهم ومنها بنائهم لجدار الصين العظيم لحمايتهم من الأمراء المغول كجنگيزخان وهولاكو وتيمورلنگ والكل يعلم ويعرف ان ملايين كثيره من البشر والعمال الصينيين ماتوا خلال بنائهم لهذا السور الذي يمتد لآلاف الكيلومترات ليحميهم من هجمات المغول
من المقولات التاريخيه التي لا تنسى هي المقوله الشهيره لدالاي لاما قديم اراد الذهاب من الصين لنصح قائد المغول ان لم اخطأ وأسمه أتيلا لمنع سفك الدماء والقبول بالسلام بين الشعوب ولكن الكثير من رفاقه نصحوه بعدم الذهاب لأن أتيلا سيقطع راسه ولن يسمع له ولكنه اصر وذهب للقياه وسمح له أتيلا بالتكلم فطلب منه عدم مهاجمة شعبه والقبول بالسلم فغضب أتيلا وقال له بأني غاضب منك وانك تستحق ان يقطع راسك وحال ما وضع أتيلا يده على قبضة سيفه انحنى الدالاي لاما ووضع رقبته ورأسه أمام أتيلا وقال له المقولة المشهوره " ليعرف الجميع انه بهذا اليوم ستفتح باب الجحيم" فلما سمع ذلك أتيلا منه أرتعب وفكر قليلا وتوقف وأرجع سيفه الى غمده فأنحنى الدالاي لاما مره أخرى وقال له " اليوم فتحت ابواب الجنه
وللتذكير تاريخيا فيما يتعلق بحروب وهمجية المغول التتار, حيث ان الصينيون عانوا كثيرا منهم انه قيل ان مرت جيوش المغول في مسار معين على الأرض او طريق معين فمن كثرتهم ومن عدتهم الضخمه الحربيه المرعبه فيقال ان الأرض التي تمر عليها جيوشهم الجراره لن تنبت بها الأشجار او النباتات ابدا وعلى الاطلاق وطول العمر
كذلك فقط للمعلومات فأن الممثل الأمريكي ريشارد گير معروف بدوره البارز والداعم للديانه البوذيه وله صوره مع الدالاي لاما وطيا رابط يمكن النقر عليه يبين كل ما يتعلق بأكبر معبد بوذي في اوروبا مبني حديثا في مدينة ايفري في فرنسا ولفهم تقاليدهم وعاداتهم شرح لي احدهم مثلا انهم بعد القيام بدروس اليوگا على سبيل المثال فالمدرس او المدرب للتلاميذ يدعومهم الى التأمل من خلال التنفس العميق وهم مستلقين ارضا على ظهورهم لينصتوا لتناغم عملية التنفس من شهيق وزفير وهل تنفسهم يعني انتفاخ الصدر ام البطن حيث صحيا يفضل التنفس مصحوبا بحركه للبطن وليس فقط للصدر وبعض الأحيان المدرس يسأل تلاميذه بعد التمارين الرياضيه ان يجيبوا على سؤال ما صعب جدا ولا جواب له الا بعد التفكير العميق ودون الرجوع الى الكتب او الآخرين لأيجاد الحل بل الشخص بنفسه عليه ايجاد الجواب ففي مره من المرات قال لي احدهم ان مدربهم باليوگا iسألهم ووقتها كان عمره حوالي 14 عاما سألهم ان قطعت شعره من رأسك وعملت بها عقده فكيف يمكنك فك العقده بالشعره دون قطعها وبأستخدام يديك فقط فقال لي بأنه وبعد ثلاث سنوات وجد الحل ورجع به للأستاذ فوافقه على الحل, طبعا الكثير من زملائه اقترحوا اجابات كثيره ولكنها لم تكن الحل وهذه الحكايه عجبتني فقلت له وما كان حلك فطلب مني ان افكر وأجد الحل بنفسي وهسه صارلي اسبوعين ولم اصل الى حل فلعل واحدا منكم يسعفني بحل لهذه القضيه الشائكه
4805 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع