عبدالله عباس
خواطر حول مايحدث حولنا :وضع العراق في دائرة النفاق المغلق
( 1 ) برنامج منظم لنشر الفساد
دون ان نحتاج دليل ‘ ان سير الامور في العراق ومنذ اول يوم الاحتلال تؤكد دون ادنى شك ان السياسة الامريكية في العراق هو دعم الفاسدين ( ضمن البرنامج المعد مسبقا قبل بدء العملية العسكرية وضمن نهج نشر الفوضى الواسعه في هذا البلد بعد إسقاط كل ركائز دولته ) رغم انها تصرف بعض المبالغ المسروقة في اجهزتها الاعلامية المنافقة باسماء ( سوا و حره واخواتها ينقلون كطبيعة المنافقين مباشرة هموم العراقيين على الهوا ) كأن لسان حال هذه القنوات المنافقة تقول : ( ها نحن حررناكم من الديكتاتورية ولكن مسؤوليكم ظهروا ليسوا في مستوى المسؤولية في ادارة الدوله .....!!! وتسمع برامجهم وهم يتحدثون عن اللصوص في النظام الذي هم اسسوا بنيانه واختاروا شخصياته ويتحدثون عن موقف الحكومة في التعامل مع اقليم كوردستان بازدواجية وطريقة المنافقين ‘ يشجعون نزعة التفرقة في الليل وفي النهار يدعون عدم التخلي على دعم وحدة العراق ....ألخ
وهذا النهج سيستمر الى ان يقترب الناس من نقطة اليأس ‘ لان عكسه ستكون الثورة حتمية و كارثة على خطط مصدر القرار الامريكي في العراق والمنطقة ‘ بل أن سياسة او ستراتيجية ذلك المصدر المخطط للتنفيذ الدقيق في العراق ليس العمل من اجل تاسيس نموذج ديمقراطي يكون قابل للانتشار في المنطقة كما ادعوا عند الاحتلال لذلك راينا انهم قاموا بتهديم كل ركائز الدولة و نظام المؤسسات فيه وبنوا على اطلالها مؤسسات سلمت الى اناس يعرفون كل شيء سيء الا بناء مؤسسات الدولة واخر انجاز النظام في العراق كان الانتخاب الاخير الذي يقول عنه ( كنيث بولاك ) الباحث في معهد ( امريكان انتربرايز ) : تميزت بالتزوير واحجام اغلبية الشعب العراقي عن المشاركة فيها ‘ وتم اختيار حكومة توافقية وهم على علم بأن مثل هذه الحكومة لا يمكن أن تتخذ إجراءات جريئة وستفشل بالتأكيد في معالجة المظالم العديدة التي يتعرض لها الشعب لانها مدعومة من كل اعداء الاستقرار الحقيقي للعراق الموحد وهذا مطلوب لحد الان امريكيا حيث انهم رغم علمهم بسوء الاحوال العامة في العراق فانهم يتجاهلون موقف الشعب العراقي و يغضون الطرف عن امعان الفاسدين بالاساءة اليه ‘ اما لعبة الادارة الامريكية حول تحدي نفوذ الايراني في العراق كما اشرنا اليه اكثر من مرة ‘ انها اخبث لعبة تلعبها الاشرار الامريكيين بهدف تحطيم ارادة العراقيين وانهم مازالوا يسعون الى تحقيق توازن امريكي ايراني في العراق كوسيلة لتجنب اي صدام عسكري محتمل في هذا البلد المنكوب ‘وأنه حتى المواطن العراقي البسيط يعلم بخلفيات اللعبة الشريرة التي تلعبها القوتيين الايرانية والامريكيه الملتقيتان في اساس التعامل الاستراتيجي مع حالة العراق وهو : ( عدم السماح بنهوض العراق الموحد ذو الارادة الوطنية المستقلة وان الصقور الايرانيين لهم العلم بأن أزمة العراق بعد الاحتلال تظل عاملا اساسيا في تدهور الوضع الجيوسياسي في الشرق الاوسط ممكن ان يكون من نتائجه التقاء مصالح تقسيم الهيمنة بينهم وبين مصدر القرار في امريكا ) ولا يبالغ من يقول انه ليس في برنامج مصدر القرار في واشنطن اي فكرة لتقوية القدرات العراقية الوطنية ولا يمكن ان تسمح بنهوض العراقيين الموحدين ليستطيعوا اعادة بناء دولتهم بارادتهم .
(2) غباء في التقيم
عند متابعة مايقال وينشر عن السياسة الامريكية في التعامل مع احداث العالم عموما و الشرق الاوسط خصوصا ‘ يستغرب الكثير من المتابعين ان اكثرية المحللين الغربي الهوا ( إلا ماندر ) هنا في منطقتنا ‘ يكتبون و يحللون و بطريقتين في النتيجة يكون في صالح سياسة مصدر القرار ضمن الادارة الامريكية ‘ فأما يحللون و يكتبون باتجاه انه لا اختيار امام العباد ( الناس والحكام ) في الشرق الاوسط الا مراعاة توجهات السياسة الغربية بقيادة الاداره الامريكية وعدم ازعاجهم وحتى لابأس أن يختارون اضعف الايمان السكوت ‘ او من الافضل التعاون بل تسهيل الامور لهم ‘ غرابه في هذا الموضوع أن في عقر دار الولايات المتحدة ومنذ ظهور التوجهات العدوانية لتلك الادارة في الداخل و الخارج ‘ عدد من الكتاب والمحللين الذين يسخرون من سياسة الادارة الامريكية ينددون بسياستهم العدوانية ‘ وكنا لا نزال نسمع هنا من ادعياء ( المتابعة والتحليل و خبراء في قراءة الاحداث ) ان نسبة 90 % من حل مشاكل الشرق الاوسط بيد الادارة الامريكية ‘ في حين أن المحللين من داخل امريكا يؤكدون وبالوثائق أن المتنفذين في مؤسسات الادارة هم اشخاص ليس لهم أي صلة بالمبادىء حتى حرية واستقلالية القرار بقدر صلتهم بالمنظمات المافياوية لدعم التخريب في العالم مقابل حفنة من الدولارت التي يوزعها منظمة ( الايباك ) الصهوينية على الاعضاء الديمقراطيين و الجمهوريين الحزبين اللذين يتناوبونة على الحكم في ادارة الولايات المتحدة ‘ وتتذكرون رأينا و قرائنا عند فوز ( ترامب ) بالرئاسة كيف سخر المحللين غربي الهوي اقلامهم لشرح سياستة الحازمة ...!! و قدرته الشعبوية وما الى ذلك من المصطلحات فان هذا التاجر الغبي ذو اسلوب شايلوك اليهودي وصفه رئيس أركان موظفي «البيت الأبيض» ( جون كيلي ) بانه رجل «أبله ومعتوه، وكذاب»، وقال عنه محاميه السابق جون داود أنه «كذّاب وأرعن». أما وزير الدفاع جيمس ماتيس فاكتفى بشهادة عن ترامب: «إنه يتمتع بمستوى فهم تلميذ في الصف الخامس» ‘ ومصادر المعلوماتية وصف الهدف من اجماع قوة المتمسك بالقرار في دهاليز السلطة الفعلية في امريكا لمساعدة هذا ألابله بانه يدخل البيت الابيض ليكون في دائرة الاهداف المرحلية في التعامل مع الاحداث الداخلية و استراتيجية الهيمنة في الخارج والذي يتطلب ( تهريج الظاهر في خلق الازمات ) وفعل المخطط له من وراء ضباب تهريج ترامب الغبي .
والحديث يذكر الحديث ‘ منذ عملي المتواضع في متابعة الاحداث من خلال مهنتي الصحفية ‘ ‘ أسخف كلمة نفاق قرائتها هو وصف الديمقراطية والحرية الحقيقية في الرأي و الحفاظ المبدئي على حقوق الانسان كنهج ثابت في الادارة الامريكية اولا ووصف بعض الاعمى في الشرق ( الكيان الصهويني المسخ ) بالنموذج الوحيد للديمقراطية وحرية الانسان في الشرق الاوسط ‘ (اعتذر لاستعمال هذا الوصف ) اقول عندما اسمع هذين التقيمين اشعر بالغثيان واتألم لقناعة بعض اصحاب الاقلام الذين يسمحون لانفسهم بأن يصفون هاتين المجموعتين من عتاد المجرمين ( مؤسسي الولايات المتحدة الذين بدئوا بأبادة كل من كان يعيش في القارة الامريكية ليؤسسوا نظام الجريمة المنظمة تحت هذا العنوان وكذلك حال مؤسسي الكيان الاسرائيلي المسخ على اشلاء الشعب الفلسطيني وطرد احياء منهم يعيشون منذ 1948 مهاجرين ) وصفهم بأنهم ديمقراطين ويحترمون حقوق الانسان كما مثبت في اللائحة الدولية لحقوق الانسان ‘ يمكن ضمن الحدود الجغرافية لولاياتهم المتحدة يوجد تعامل انساني مع حق الفرد و وجود مساحه واسعة لابداء الرأي والرأي الاخر ‘ ولكن قرار تنفيذ الهيمنة حتى لوطلب الحرب واقتنع بذلك المتنفذين تحت عناوين الدستورية ‘ فإذا تظاهر الملايين من الامريكين ضد هكذا اعمال ‘ فهم لايتراجعون عن ذلك القرار ومصدر القرار لديهم ‘ هكذا تصرفوا منذ ان ضربوا اليابان في الحرب العالمية الثانية حتى احتلال العراق وافغانستان ‘ وصحيح ايضا ان ادارتهم الشريرة ‘ تنهزم كجبناء وبابشع طريقة انهزام اذا وجهت لهم ضربات قوية كما حصل في فيتنام و لبنان وصومال .
كل الاحداث تثبت ان مصدر القرار الامريكي ليس فقط لايحترم حقوق الانسان في اي بقعة من العالم تتوجة اليه بهدف الهيمنة بل تتعامل باقصى درجة من الوحشية تجاه من يقف بوجة سياستهم ان جنود الامريكين فقط في العراق عند هجومهم للاحتلال قتلوا مليون عراقي هذا عدا قتلهم ضعف ذلك منذ حصار العراقيين عندما منعوا حتى الدواء عن مرضاهم ‘ والان اسسوا ارضية للعبة النفاق في العراق .
( 3 ) حزنا على ضفاف دجلة الخير
كل الشواهد ومنذ نيسان 2003 تؤكد أن المحتلين هم اسسو حكم المحاصصة واختاروا اناس لايعرفون معنى الحكم وحقوق الشعب لذلك ترى كل افرازات قرارتهم لايدل على شيء الا على الاستخفاف السياسي او زوبعة في الفنجان ضمن سياسة خلق الازمات المستمرة لالهاء الناس والعباد ‘ هم وبقرار منظم خلقوا اطراف بدئوا بالسرقة الى حد التخمة الى أن اصبحوا لهم نفوذ وسلطة ومال وحتى العشائر وبتشجيع منهم عادوا لنشر الحكم العشائري ولهم حتى اسلحة ثقيلة في جانب وفي الجانب الاخر يدعون لتشجيع مايسمى بمنظمات المجتمع المدني بدعة من الغرب يتغللون من خلالهم الى تفاصيل الوضع الاجتماعي ليس بهدف التقدم بل التشجيع للتفكك الاجتماعي وقتل صلة الرحم المعروف بانها احد ركائز تكوين الارادة الوطنية في الشرق عموما وفي العراق خصوصا .
منذ 9 نيسان 2003 ‘ وضع الغول الامريكي ( كل العراق ) داخل حلقة مغلقة مزدحمة بكل انواع النفاق السياسي والاجتماعي و الثقافي لم يؤدي لحد الان الا الى الخراب ‘ بحيث اصبح شيء عادي عند العراقيين يرون اليساري يده في يد الداعيه الدينيه يدعون للعمل لبناء مجتمع مدني ..!!! ‘ و يسمعون بشكل عادي ‘ شخص سارق عن طريق الفساد المليارات وقتل بـألة ( الدلير ) مئات العراقيين في الحرب الطائفيه وهو ( شايل سيفوا ) ويتحدث عن محاربة الفاسدين طول وعرض العراق و يتحدث عن ورعه وحبه لوحدة واستقلال العراق والمواطن يهز راسه حائرا لاحول له ولا قوة ...!
• ختام القول :
مضطرين نرى الوضع الان في العراق وبفعل الاحتلال الامريكي كما يصف عبدالرحمن الكواكبي ظهور المجتمع تحت وطأت الاستبداد بقوله : الاستبداد يقلب الحقائق فى الأذهان فيسوق الناس إلى إلاعتقاد أن طالب الحق فاجر وتارك حقه مُطيع والمُشتكي المُتظلم مُفسِد والنبيه المُدقق مُلحد والخامل المسكين صالح ‘ هكذا الان العراق داخل دائرة مغلقة بقوة اكبر سفارة امريكية في العالم مبني مع الاسف على ضفاف دجلة ( الخير .....!!!!!) برضى بعض من اهل العراق والسلام عليكم .
628 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع