ياسين الحديدي
رسالة الي الاديب فاروق مصطفي مع التحية
اظن ان هذا الرجل لايعرفني ولكن انا اعرفه فهو الرجل صاحب المداد والاديب والموثق والسرديالباره وكهف ذكريات مدينتي ارابخا وباباكركر وعرفة والقلعة وهو علم من اعلام الادب والثقافة وكنت اتردد علي مكتبة غمكين للحصول علي العدد الجديد من مجلة سومر الثرية بالمعلومات عن كركوك تاريخيا وحاضر واعلامها البارزين عبر التاريخ الذين تركوا بصماتهم وغادرهوا ومنهم من ينتظر عبر الاخ والاستاذ والفنان بهجت غمكين المتعب في حفظ وترتيب وتنظيم كل مايكتب عن كركوك وكل ماتقع يده علي مجلة اوكتاب غير متوفر في المكتبات وان تطلب يتم استنساخه والحريص علي توزيع المجلة بعشق ونحن معه عطشي ننتظر الارتواء منها هذه المجله التي وأدناه وهي حية كما فعلت الجاهلية ببناتها وهي في عز طفولتها البريئة بسبب قلة الدعم المادي ومن ثم المرور علي مكتبة الاستاذ والاديب وفي تعريف اعلام كركوك محمد خضر الحمداني في الزقاق القديم الذي يربط شارع الحمراء بشارع المحكمة والمكتبة محطة استراحة يتحول الي منتدي ثقافي وحورات ادبية وشعرية بدون جدول وبدون توقيتات مسبقة ودعوات رسمية ويلتحم الادب والفن والشعر والقصة وكل يدلوا بدلوه في جو يطغي عليه الحب والسلام وخاصة وهو يضم كل اطياف كركوك بدون استثناء وبدون ان يتغمص روادها بالزيف والاستعلاء وارتداء عباءة القومية والدين والتعصب والتطرف انهم منزهين من كل امراض المجتمع التي اكلت منه وشربت انهم الغياري المتيمين العشاق للكلمة الطيبة ومن حقنا ان نزهوا بتاريخ مدينتنا الموغلة في التاريخ ومن حقنا ان نذكر كل صغيرة وكبيرة مرت علينا وان نكتب عن
قصة مدينة حضارية تهتم بالاعمار والبناء في حينه من خلال هذا المحلة التاريخية واطلال دورها متحدية الزمن ومن اشهر ساكنيه في البداية عائلة القبناجي ومنهم الاستاذ المرحوم شاكر شكري قبانجي الذي تولي وظائف عدة وتدرج فيها من كاتب ناحية في شوا ن الي مدير مصلحة نقل الركاب التي ظهرت الي الوجود شركة نقل تخدم اهالي كركوك بتاريخ 5-12-1960 بعمال وموظفين تم تعينهم بدون وساطة وتمييز التميز فقط في المهنية بلغ عددهم 300 منتسب هذه االمصلحة التي جاءت امتداد الي ماموجود في بغداد الباصات ذات الطابقين والذكريات التي نحملها الجيل الذي عاصر هذه الانجازات الخالدة واصبحت من الماضي العالم الاتجاه العام له التطوير والتحديث ويتمدد ليشمل حتي القري والارياف الا في العراق فالتخريب والهدم بمعول التخلف كل مفيد ويخدم المجتمع والشواهد كثيرة محطات القطار والفنادق الاثرية التي يتم تحديثها وتطويرها وتصبح اجورها اغلي من الفنادق الحديثة لانها فيها نكهة التاريخ اعذرني استاذ فاروق شخصكم الكريم الذي يحمل رحيق مدينتي ومدينتك واهلنا جميعا جرني الي الاستذكار التاريخ الجميل والزاهي تصور ان رأسمال الشركة ربع مليون دينار ومن المبلغ تم شراءالارض و30 حافلة من شركة موكارت الهنغارية 35 راكب وفي 30 – 10 -1962 تم شراء 10 باصات نوع مرسيدس المانية وتم كذلك نادي اجتماعي مقابل نادي الموظفين علي الكورنيش وتم ازالته وكذلك تم بناء 300 دار سكنية لمنتسبيها في رحيم اوه وكاورباغي هكذا كان الرجال يعملون من اجل مدينتهم والواجب علينا ان نمجد تاريخ الطيبين ليطلع ابناء الجييل الحالي الحاضر الغائب الذي مغرق في الفيس بوك حتي الثمالة العازف عن القراءة والتاريخ وانت ايه الرجل المتواضع الطيب الذي سخرت قلمك من اجل التاريخ وكنت الحافظ له في بطون الكتب في رفوف مكتبات غمكين والحمداني تتالم من عدم احتضانها بحنان ونفض الغبار عنها انت كتبت ملاحم كما كتبها اجدادك في عمق التاريخ انت من عزز واحيا المرشد السياحي المجاني وتطوف بنا في سرد الحكايات والذكريات المكتوبة بدموع عينيك التي اضعفها الزمن بالبحث عنها منذ الاضائة البدائية (لالة) المنقرضة التي تم احيائها من قبل العراقيين في زمن الحصار الظالم ومن علي ضوء الانارة في الحدائق والجزرات الوسطية في نهاية الخمسنيات وانت تجر قدماك في شارع المحطة الي مقهي محطة القطار والحدائق الغناء وترنو الي الريل وهو يصفر من بعيد يعلن قرب وصوله انت الذي تعكزنا عليك وانت تقودنا الي القلعة والمصلي التاريخ والي الخانات والحمامات والمقاهي جوت قهوة وزهير وطارق وانت التي حملتنا متحملا وتطوف بنا الي القشلة والمجيدة ونادي الموظفين وسينما العالمين والحمراء والمرحوم انور المستورد للافلام في كركوك واحمد اغا وصيدلية يوسف الله ويردي وبائع البيض والدجاج في راس سوق القورية العم حسين الحديدي وسينما النجوم الصيفي ونقليات اوجي والجبوري وتصل بنا الي سوق القورية ونكهته وتميزه عن الاسواق ولازال احدي محطاتنا التي نتجول فيها هذا السوق والقورية التي بدأت بالظهور الي الحياة منذ القرن الخامس عشر الميلادي وتصل بنا الي شجرة التوت الخالدة امام المقهي قرب موطنك الاول وولادتك الميمونة وامتدت المنطقة الي بكلر وامام عباس وشاطرلو التي تم تشييد اول دار فيها لمتصرف كركوك خلف تكية الشيخ باقي مقابل كباب عبدالله قبل دار المحافظ المعروفة حاليا ومن ثم بنا قصر القاضي علي التلة في طريق كركوك اربيل وحديقة ام الربيعيين التي نظمتها البلدية عام 1949 انت يافاروق هبة السماء انت بقلمك حفرت الجروح علي الزمن الجميل علي الماضي بسردك الممتع المركز كما فعل المتمرد حسين مردان انت تسعر النيران في القلوب وتطفئها بكلماتك التي سطرتها انت حامل همومنا انت الحالم الوحيد ونحن نغط في سبات عميق لايميلون للتاريخ ورحيق الزمن لكركوك جميلة العيينين كما وصفها فاضل العزواي وهويطل عليها من سطح مسجد النبي دانيال المعبد والكنيسة لشعب متأخي مزقته تفاهة السياسة والسياسين نشهد عليك ايه الرمز انك اديت الرسالة واعتقت رقبتك بالكلمة من الدين الذي بذمتك لاهل كركوك لقد كنت وفيا وابن بار وعاشق ومتيم ونجيب سلام عليك في الصباح ومساء عليك في المساء
ياسين الحديدي
461 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع