ماذا وراء إعلان المالكي الحرب على الإعلام؟

                                      

               د .أيمن الهاشمي /جامعة بغداد
 
بناءً على أوامر عاجلة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، علقت هيئة الاعلام والاتصالات العراقية اليوم –الاحد- رخصة عمل عشر قنوات فضائية هي: "الشرقية" العراقية المستقلة و"الجزيرة" القطرية، "بغداد" التابعة للحزب الإسلامي، و"الشرقية نيوز" و"البابلية" التابعة لصالح المطلك،

و"صلاح الدين" التابعة لمحافظة صلاح الدين وتبث من تكريت، والأنوار2" وهي قناة شيعية تبث من ايران والكويت (يبدو أن إدراجها من أجل ذر الرماد في العيون وإدعاء أن القرار شمل قنوات شيعية طائفية)،  و"التغيير" لصاحبها رجل الأعمال العراقي خميس الخنجر و"الفلوجة" و"الغربية" التي قالت الهيئة إنا مارست "تصعيدا أقرب الى التضليل" و"دعوة صريحة إلى مهاجمة القوات والأجهزة الأمنية" وفق ما ذكر البيان. وبسبب "تحريضها "على العنف والطائفية"، بحسب ما افاد مسؤول في الهيئة وكالة فرانس برس. وأعلنت هيئة الاعلام والاتصالات العراقية الخاضعة لسلطة رئيس الوزراء، أن التعليق كان بتهمة  "التصعيد الإعلامي" و"التغطية غير المهنية لأحداث الحويجة وما رافقها من تداعيات،" واضعة قرارها في إطار "درء المخاطر المترتبة على الرسائل الإعلامية المتشنجة وغير المنضبطة التي تجاوزت كل الحدود" وفق تعبيرها. وقال مدير دائرة تنظيم المرئي والمسموع في هيئة الاعلام والاتصالات مجاهد ابو الهيل "اتخذنا قرارا بتعليق رخصة عمل بعض القنوات الفضائية التي انتهجت خطاطا محرضا على العنف والطائفية".
وبذات الوقت أعلنت حكومة نوري المالكي قرارها بإغلاق الحدود البرية مع الأردن عبر منفذ طريبيل الحدودي أمام المسافرين والشحن اعتبارا من فجر الثلاثاء ولمدة ثمان واربعين ساعة "لأسباب تتعلق بالشأن الداخلي العراقي،" بينما تستمر كالمعتاد حركة النقل الجوي بين البلدين.
إن القرارين جاءا في ظل حالة التصعيد التي تمارسها حكومة نوري المالكي للتصدي للمعتصمين والمتظاهرين في محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل، وبعد كارثة التصدي المسلح لضرب المعتصمين في الحويجة والتصعيد الأخير في الأنبار، بعد مقتل خمس جنود على يد مسلحين مجهولين إندسوا بين المتظاهرين، ويبدو أن المالكي قد اعتزم المضي في طريق التصدي العسكري المسلح للمتظاهرين، مهما كانت النتائج. وان المالكي بابعاده وسائل الاعلام ومنعها من التغطية الخبرية لما يجري داخل العراق، واغلاقه الحدود البرية مع الاردن، ينوي القيام بعمل عسكري كبير خلال اليومين القادمين وهو مغامرة طائشة جديدة تضاف الى مغامراته السابقة.  
يتناسي المالكي ومعاونوه ان العالم اليوم بات يعيش في قرية صغيرة لايمكن للمالكي ان يحجب الحقائق عن العالم ويتكتم على اخبار ما جرى في الحويجة من عنف حكومي غير مبرر ومن قتل متعمد للجرحى من المتظاهرين غطته وكالات الانباء والمحطات الفضائية. ومن المتوقع ان يقوم المالكي باغلاق وسائل الاتصال المتاحة في العراق من خدمات الانترنيت والهاتف، ولكنه حتى وان فعل ذلك سيجد ان الاخبار تتجاوز كل اجراءاته الشاذة وسوف يعرف العالم كل ما يجري في العراق من انتهاكات لحقوق الانسان، ومن استخدام مفرط غير مبرر لقوة المسلحة، ومن تعامل دموي مع متظاهرين سلميين يطالبون بحقوقهم المشروعة، ويبدو أن نهاية المالكي ونظام حكمه القمعي باتت وشيكة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

698 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع