علي المسعود
"بي كي" فيلم هندي كشف لنا زيف رجال الاديان جميعهم؟؟
محمد عامر حُسين خان ممثل ومنتج ومخرج هندي، وُلد في الرابع عشر من مارس عام 1965م، ولد في عائلة فنية لاب وام مسلمين في مومباي في عام 1965 وقد بدأ التمثيل في سن مبكرة عندما كان عمره ثمانية أعوام فقط في فيلم مع عمه ناصر حسين عام 1973، رصيد عامر خان الفني لا يعتمد على الكم بل الكيف، فهو يهدف إلى اتخاذ نهج مختلف يكاد لا ينافسه فيه أحد على الأقل في السينما الهندية، على الرغم من تطورها الملحوظ في السنوات الأخيرة، ولكن تظل منطقة “عامر” متفردةً وخاصةً بالمواضيع التي يتناولها وبأداء يسعى دومًا أن يكون مثاليًا، فيتحدى حتى بنيته الجسدية ليلعب أدوار متنوعة. من الممكن تقسيم مشوار “عامر خان” الفني إلى مرحلتين: مرحلة البدايات والتي تأخذ ما يقرب من نص عمر مشواره من بدايته وحتى بدايات الألفية الثالثة، وسنجدها رغم ما بها من نجاحات وتميز في الأداء، إلّا أنّها كانت تميل لأجواء السينما الهندية التقليدية من حيث القصص، ومرحلته الثانية حيث النضج الفني والاختيارات التي وصلت به للعالمية، من بدايات الألفية الثالثة. ويُعتبر واحدُ من أكثر الممثلين شعبية في السينما الهندية بل في العالم أجمع، حصل على العديد من الجوائز منها تسع جوائز عن فيلم فير وأربع جوائز من السينما الوطنية وجائزة من الأكاديمية الأسترالية للسينما والتلفزيون كما تم ترشيحه لجائزة الأوسكار، والعديد من الجوائز الهندية التي لم يحضر أي مراسم لتسلمها لأنه يرى أنها تفتقد الشفافية، فهو موهوب ، ويمكنه القيام بالكثير من الأدوار الصعبة التي تحتاج الي ممثل موهوب وهو دائما يختار بعناية ادواره ويبعد عن الأفلام والأدوار المستهلكة والتي لا تقدم أي جديد للمشاهد وانما يبحث عن الأدوار التي تثير الجدل وتقدم معلومة وقيمة للمشاهد، الممثل الهندي"عامر خان" يختار أفلامه بعناية فائقة، لا يتطرق إلى الأعمال الرديئة والمُستهلكة، يحاول بجميع أفلامه تقديم رسالة واضحة للعالم . قام ببطولة فيلم "بي كي" الذي أثار جدلاً شديداً حول العالم خاصة في بلده ، مما أدى إلى منع عرضه تماماً في الهنـد لما تصوره البعض إنه إساءة واضحة ومباشـرة للأديان المنتشـرة بجميع أنحاء الهند؛ وهو ما أثار سخط جميع معتنقي هذه الأديان، وما أكثرهم هناك، تم عرض هذا الفيلم في ديسمبر 2014، بعد تأخير عام كامل من الموعد الذي قد تقرر عرضه فيه‘ إلا أنه حقق أرباحا خيالية جعلته يتربع على عرش الإيرادات وقتها، قصة الفيلم تتناول بشكل نقدي الأديان السماوية بشكل عام وتؤكد ان هناك فروق جوهرية بين هذه الأديان الموضوعة علي الأرض بفعل البشر ويوضح الفيلم سلبيات هذه الديانات واحدة تلو الأخرى ويدعو الجميع الى التفكير في كل ما يقومون به من اجل الله وهل هذا فعلا ما يريده الله من عموم البشر.
إن بعض الديانات قد نشأت و تطورت في الهند مثل الديانات الهندوسية و البوذية و الجينية و السيخية. و هناك توجد أيضا بعض الديانات الأخرى، التي ليس منشأها في الهند، بل جاءت من خارجها و لكن ازدهرت فيها ازدهارا بالغا مثل الإسلام و المسيحية. ويبلغ الآن عدد سكان الهند أكثر بليون نسمة. و طبقا لإحصاء السكان الرسمي المنعقد في عام 2001م، يشكل الهندوس 80,5% و المسلمون 13,4% و المسيحيون 2,3% و السيخيون 1,9% و الآخرون 1,8% من المجموع. يناقش الفيلم معتقدات الناس وأديانهم بشكل كوميدي، عقلاني، وبحذر شديد ، يحاول توضيح حقيقة بعض رجال الدين وكيف يَسُوقون عقول الناس، يتحدث عن عَبدة التماثيل والبقر والحيوانات وغيرهم من معتنقي الأديان غير السماوية في الهند وينتقدهم نقداً لاذعاً. استغرق هذا الفيلم ثلاث سنوات لكتابته، وخمس سنوات لصناعته. الفيلم يحمل وطرح جديد لفكرة جديدة لم تناقش من قبل ، وهى فكرة البحث عن الحقيقة والوقوع فى فخ المتاجرة بها ، أو بالأحرى المتاجرة بالدين ، ولا تصلح مناقشة هذه الفكرة إلا فى الهند ، تلك الأرض المتنوعة بالديانات المختلفة ومن على تلك البقعة القديمة والغزيرة تنطلق حكاية فيلم (بي كي ) بالمقدمة التالية "هل تعلم كم عدد النجوم في الكون؟، هل جربت عدّهم بشكل صحيح؟، إذا بدأت الآن تحتاج ٦٠٠٠ سنة على الأقل لعدّ النجوم في مجرتنا. إذا سألت كم عدد المجرات في الكون؟، يقول العلماء أنها أكثر من اثنين مليار مجرة. ماذا لو كان من بين هذا الكواكب الكثيرة شخص ما في مكان ما في كوكب ما، يبحث عنّا. ويحاول الوصول إلى القمر والمريخ مثلنا. ويحاول البحث عنا وإيجادنا؟". ثم تبدأ حكاية الفيلم الهندي بي كي، في هبوط رائد فضاء الى الارض وفي منطقة اطلق عيها ( راجستان – الهند ).. قادما من كوكب أخر، وهو يرتدي قلادة فريدة ومميزة الشكل، وتمثل القلادة أثمن ما يمتلكه رائد الفضاء لكونها جهازًا يُمَكّنُه من الاتصال بالمركبة الفضائية التي أتت به إلى الأرض، التي تعد وسيلته الوحيدة للعودة إلى كوكبه الذي أتى منه. عارياً كالطفل يوم ولادته ، هكذا وصل الرجل الفضائي إلى الأرض ، وأول شئ يحدث له هو التعرض للسرقة، السارق سرق جهاز الريموت الكنترول الخاص به، الذي يمكنه الاتصال بالمركبة الفضائية، وهو لن يستطيع العودة الى دياره بدون هذا الكنترول، هو لايعرف لغتنا وليس لديه اي صديق، أصبح الان وحيدا بلا مساعدة ويفكر في امر واحد، ألا وهو كيف يستطيع العودة الى موطنه بعد سرقة وسيلة التواصل مع كوكبه؟، كيفية إسترجاع الريموت الكتنرول، كان السيناريست موفق جدا في اختيار فكرة الرجل الفضائي الذي هبط الي الارض عريانا وكل ما يحمله هو بوصله للتواصل مع اهل كوكبه وتتم سرقه البوصله منه ويبدا رحله البحث عنها وفي ذلك الرحله يبدا التعلم (الماكل والمشرب واللغه) . وفي نفس الوقت ونفس اليوم ، وفي مكان اخر وعلى بعد 5000 كم وفي مدينة بروج في بلجيكا تنشأ قصة حب بين شاب (سافراز) مسلم وفتاة هندوسية ( جاغو) ، تنتهي القصة برفض اهل الفتاة الى هذا الزواج بسبب الاختلاف الديني وعودتها الى نيودلهي لتعمل مراسلة تلفزونية. يبدأ الرجل الفضائي في البحث عن الريموت في كل مكان، ولكن كانت الإجابة دائمًا “الله أعلم” بمكانه، في بحثه يرى المخلوق الفضائي قضايا بشرية لا يراها الآخرون. يتعلم كيف يلبسون وكيف يأكلون وكيف يتحدثون عبر نقل الأفكار واللغة بإمساك أيديهم. كل ذلك حتى يصل إلى معرفة ما يدور في كوكب الأرض ليحمل من نتائج بحثه إلى كوكبه. الغرض الذي أرسل من أجله!، ألجميع يخبر (بي كي )، أن الله وحده يستطيع مساعدته في ايجاد قلادته فيبدأ بالبحث عن (الله)، ليطلب منه استرجاع قلادته المسروقه. الكائن الفضائي "بي كي" والتي تعني في الهندية "السكران" وهو شخصية الفيلم الرئيسية وسمي بطل الفيلم بذلك؛ لأنه يضع اسئلة بسيطة ومنطقية لكنها غير منطقية عند عموم الناس، اسئلة مختلفة عن السائد فى المجتمع ينظر لها الناس أنها غبية ولا تصدر إلا من شخص سكران!، وهنا بدأ عامر خان يبحث عن الإله، ووفقًا لسذاجته الطفولية وفهمه الحرفي لجملة “الله أعلم” ، ويتابع عامر خان رحلته في البحث عن إجابة لسؤاله عن الرب لغرض مساعدته في إيجاد جهاز الريموت الكنترول الذي يؤمن له الاتصال بالمركبة والرجوع الى كوكبه، القصة ابتدأت بعد لقاء" بي كي" الرجل القادم من كوكب اخر، بالصحفية "جاغو" التي تعمل في الانتاج التلفزيوني والبحث عن قضايا أخبارية مهمة لعرضها على الناس. هنا يلتقي بالبطله وهي فتاة عصريه ربما لا تومن بدين بسبب تعنت رجل الدين المسيطر علي والدها والمتسبب فى فشل العلاقة بينها وبين الشاب الباكستانى المسلم ، والفتاة بعد ان عادت الى الهند تعمل مذيعة فى احد القنوات والتى صاحبها لا يناقش اى موضوعات دينية لاصابته ثلاث مرات من اتباع الديانات المختلفة، يثق رجل الفضاء ( بي كي) في الفتاة ويحكى لها عن رحلته وبعد اقتناعها وبعد فترة توعده بالحصول على القلادة حتى يتمكن للعودة الى كوكبه ، ورأت أن قصة هذا المخلوق الفضائي هي القصة التي ستحوز على المركز الأول في لفت انتباه البشر. لأنها فعلاً قضية تستحق؛ لأنها بكل بساطة قضية جريئة وقادرة على تغيير المفاهيم الخاطئة في التعامل مع الدين ، وبالتالي تغيير سلوكيات البشر. وفي بداية البحث، يقابل" بي كي" العديد من الرجال والذين يحاولون ان يسيطروا على عقله تحت مسمي الدين ولكنه لا ينصاع الي أي حديث من الاحاديث الغير عقلانية والتي استمع اليها وهذا ما يدفعه الي البحث عن إجابة لسؤاله بنهم اكبر ويستمر في مواصلة رحلته في البحث عن الإجابة واثناء هذه الرحلة يقابل العديد رجال الدين من الأديان المختلفة السماوية والغير سماوية مع اختلاف مذاهب كل ديانة من الديانات. وتظهرشخصية " بي كي" ويقوم بدوره الممثل عامر خان في الفيلم بشخصية لا تعرف أي من الديانات ولا تعرف ماهية الله ولكن يبدأ في التعرف علي الديانات من اجل الوصول الى جواب لسؤاله أين الله؟؟ ومن هو الله ؟؟ ويبدأ في الحكم علي الديانات من خلال التصرفات التي يقوم بها كل فرد من الافراد امامه وفقا لما يمليه عليه دينه الذي يعتنقه وهنا يجد فارق كبير بين ما يؤمن به الافراد وما يقومون بفعله وان الأخطاء التي نراها هي أخطاء شخصية تعود الي الافراد ولا تقلل من أي دين من الأديان السماوية، في الهند يوجد بها الكثير من الديانات المختلفة ويوجد داخل كل ديانة عدد من المذاهب المختلفة وكل هذه الاختلافات تكون هي بذرة الصراع الطائفي ومن أكبر هذه الصراعات الطائفية التي تعاني منها الهند هو الصراع الطائفي بين باكستان والهند، الفيلم أراد ان يوضح للجميع ان كل هذه الصراعات الطائفية السبب في حدوثها رجال الدين ورجال السياسة معا من اجل تحقيق مصالح شخصية لهم يحللون قتل طائفة معينة ولا يعنيهم قتل الأبرياء ولكن المهم ان تتحقق مصالحهم الشخصية.
تعرض الفيلم بشكل مباشر لما نُسميه حاليا بـ “تُجار الدين” الذين يستخدمون الدين لاستقطاب ضعاف العقل والنفس لتحقيق رغباتهم بشتى أنواعها، تم كتابة قصة الفيلم بشكل كوميدي وعقلاني وحذر شديد، من خلال استفزاز عقل الغالبية بسؤال واحد : أين الرب؟، ولأن بطل الفيلم الفضائي يبحث عن الرب، فقد جرب جميع الشعائر المتاحة لكل الأديان للوصول إلى الإله الحقيقي الذي يحقق له طلبه، يدخل بطل الفيلم في تحدي حقيقي مع صاحب القداسة الذي يدافع عن إلهه ضد تطاول بطل الفيلم عليه. وبعد أن تاه وبكى وتقلّب في معرفة ما هية دينه؟ وإلى أي شركة ينتمي إليها حسب كلامه، فجرب كل ديانة وعبد آلهتهم من بوذا وبقر وإسلام ومسيح… الخ لأنه كان موقن أنه سيكون إله واحد من بينهم هو الإله الصحيح والدين الحقيقي!. بعد بحث مضنٍ وسؤال الرب وسؤال العقل وسؤال الناس عن الأديان والإله الواحد اكتشف، أن تعدد الآلهة ما هو إلا من اختراع البشر وأن الإله واحد خلق كل الناس ولم يخلقه أحد، لكن البشر صنعوا من الله تماثيل وقربان ووساطة وكوارث من الأوهام والزيف زرعوها في البشر فصدقوها وكانوا لهم تابعين خاصعين وقطعان، ومع لقائه اليومي بعشرات المعتقدات كان لا يمل من البحث عن الرب الحقيقي من أجل العودة إلى دياره. ومن ثم يتوه ويغوص فى هذا العالم الغريب الملئ بالخداع وأول سبيل له ونصيحة يأخذها من البشر هى البحث عن الإله ، “فإذا أردت ان تعود لمنزلك سل إلهك” ولكنه ليس له إله .. وإذا اراد الإله فأى إله من كل هذه الديانات التى يعتنقوها يتوجه له؟؟، ومن ثم يطرق جميع أبواب الديانات ، يمارس الهندوسية والمسيحية والإسلامية وغيرها من العبادات المختلفة ولكنه لم يجد ضالته فى شئ .. فقد سأل جميع الألهة ولم يرشده أى إله حتى يكتشف ان المشكلة ليست فى الإله بل فى طريقة عبادته نفسها وعلى ساجية تفكيره كما قال (فالإشارة تبعث للإله بطريقه خاطئة لذلك لم تصل) والسبب فى ذلك هم المشرفين على الإرسال (رجال الدين) ليصل لأعمق وأفضل نظرية سمعتها عن الدين ونقيضه التطرف (جميعكم تقولون ان هناك اله واحد فقط .. ولكننى اقول أن هناك إثنان الإله الأول هو الذي خلقنا جميعاً .. والإله الثانى أنتم من خلقتوه وبما أن هناك إثنان من الألهة فهناك إثنان من الدين دين خلقه الإله وجعله شريعة لنا ودستوراً نسير عليه ودين نحن حرفناه وابتدعناه. ولانه غريب عن هذا العالم الذي أتى إليه وهو عالم جديد بالنسبة له، وهو محاط بالأشياء المبهمة التي لا يعرف ما هي، ولا يعرف سبب وجودها ولا كيفية استخدامها، في أحد مشاهد الفيلم استقل بي كي او السكران حافلة نقل عام ، ورأى امرأة تلبس ثوبًا أبيض والحزن بادٍ على وجهها، فحاول أن يمسك يدها ليقرأ أفكارها ويعرف سبب حزنها (قراءة الأفكار عن طريق اللمس هي طريقة التواصل في الكوكب الذي أتى منه بي كي، ولكن قام أحد الرجال بدفعه عنها بعنف قائلاً: “كيف تتحرش بأرملة؟ ألا تخجل من نفسك؟”، رد بي كي بكل براءة متعجبا: “ولكن كيف لي أن أعرف؟!”، فرد عليه الرجل، غاضبًا: ” ألا ترى أنها ترتدي ثوبًا أبيض؟” (الأرملة في الثقافة الهندوسية يجب أن تلبس ثوبًا أبيض)، وحاول الرجل ضربه بسبب اعتقاده أن ما فعله ، وقاحة في جهله الأعراف السائدة ، لاذ " بي كي" بالفرار من الحافلة قبل أن يتلقى ضربًا مبرحًا، ليصادف بعد ذلك عروسًا مسيحية ترتدي ثوب زفاف أبيض فقال لها: “آسفٌ على موت زوجك”، صعقت العروس من كلام بي كي ، وقالت وهي في حال ذعرٍ وذهول: “متى؟ وكيف؟” ليرد عليها بي كي، متعجبًا: “وكيف لي أن أعرف؟ فقط رأيتك تلبسين ثوباً أبيض!”، فردت عليه غاضبة: “لأنه يوم زواجي أيها المجنون”، “لا، المرأة تلبس اللون الأبيض عند وفاة زوجها” رد ((بي كي)): مستنكرًا، وهو ما تعلمه مما حدث له في الحافلة، فردت عليه: ” المرأة تلبس اللون الأسود عند الوفاة!”، ليهرب "بي كي "، بعد أن نال بعض الضربات من العروس ووصيفاتها، ليجعله حظه العاثر يصادف ثلاث نساء مسلمات يرتدين عباءات سوداء، فقال لهن: “آسف لوفاة أزواجكن”، فيظهر زوجهن فجأة ويحاول ضربه بسبب إزعاجه وتطفله، ليعاود الهرب من جديد. ما يمثله المشهد السابق هو كثرة أخطاء من لا يعرف القوانين التي تسير حياة البشر، وكم أن البشر يعيشون في منظومة اجتماعية معقدة. وفي مشهد آخر وجد" بي كي"، نقودًا ورقية في جيب الملابس التي سرقها من مكان ما، فأخذ يتأملها، ولفتت انتباهه صورة المهاتما غاندي الموجودة على العملة النقدية الهندية، ولاحظ أن رجلاً أعطى الورقة لبائع وأعطاه البائع بعض الطعام، استنتج بي كي، أن تلك الصورة مهمة للحصول على طعام، فأخذ يجمع صور المهاتما غاندي من كل مكان، من الصحف والإعلانات والكتب، ثم أعطاها لبائع الطعام، تعجب البائع وقال له: “ما هذا؟ لماذا تعطيني هذه القمامة؟” إلا أن أعطاه ورقة نقدية بالمصادفة، فباعه البائع بعض الطعام، ليستنتج بي كي : أن نوعًا واحدًا فقط من الصور هو ما يمكن استبداله بالطعام. لم يخلو الفيلم من مناقشة واحدة من أبرز القضايا المُسيطرة على العالم حاليا؛ وهي إباحة القتل وإراقة الدماء تحت إسم الدين، بسبب أيضا رجال الدين ! فهم يحللون قتل المُعارض لهم، ويحللون الدماء من أجل مصلحتهم، فهم يتخفون تحت عباءة الدين ولا صلة لهم بالدين. صور كذالك الفيلم هذه القضية من خلال حادث إرهابي قام به بعض الإرهابيين رداً على من يُشككون بدينهم وآلهتهم، وأن هذه ستكون نتيجة كل شخص يُفكر في التطاول أو تعدي حدوده، إذا مانظرنا إلى واقعنا الأليم الآن، سنجد أنه إنعكاس لما يصوره الفيلم، ويناقشه في الفيلم، فما أكثر رجال الدين المزعومين الذين يُبيحون القتل بإسم الدين، ولا ضرر من قتل الأبرياء،و ناقش أيضا الفيلم الصراع الطائفي الأزلي بين المذاهب والطوائف المتعددة، بشكل خاص على الصراع الهندي – الباكستاني القائم منذ عقود. الفيلم هاجم الكهنة والشيوخ الذين يفتوا فتاوى ويخترعوا كلاما وينسبوها كذباً لربنا لخدمة رغباتهم ومصالحهم. كذلك سخر من الكثير من المعتقدات الخاطئة كربط الدين بالمظهر عندما جلب بعض الأشخاص وقال: “هذا ملتحي إذًا هو مسلم، هذا يرتدي عمامة إذًا هو سيخي ، من هنا عمل" بي كي"، على تنفيذ المهمة، وأول ما فكّر به هو كشف كذب صاحب القداسة والإطاحة بكرسيه الذي يعتليه. فكانت لهذا الصاحب سلطة وقداسة وهالة من الخضوع والعبودية له التي كبل بها تابعيه من ملايين البشر الإمعة. كان يواجه صاحب القداسة في حوارات جريئة في كل مرة. كان يرد عليه بحدية وبعفويته التي تدلها عليه عقله. كان يصرخ في وجه هذا الكاهن المشعوذ الدجال بأسئلة عقلية منطقية. كان يسمي المسميات بحقيقتها ومعناها الصحيح. كان يوقظ البشر من دجله ودجل رجال الدين على شاكلته في جميع أديان الأرض. وكانت الصحفية تتابع المشهد وتنقله إلى التلفاز فرحة ومنتشية بما سيصير إليه خادعو الناس باسم الدين. كان المصورون ينقلون الحوارات. كان المخلوق الفضائي يدير دفة الحوار بأسئلة ومناظرة عظيمة مع صاحب القداسة إلى أن اكتشف الناس زيفه عقليًّا بعد أن خدرها بكلامه الذي أقنعهم أنه مقدس موصول بالآلهة!.”وفي النهاية ختم الفيلم بمقولته “لا نعلم شيئًا عن الإله الذي خلقنا، لكن الإله الذي خلقتموه يشبهكم تمامًا.. كاذب، مُتصنّع، يعطي وعودًا كاذبة، يلبي رغبات الأغنياء ويضع الفقراء على قائمة الانتظار، أما الإله الذي خلقنا فأضع كل ثقتي به، يدعونا إلى مساعدة الفقراء، يدعونا إلى حُسن المعاملة، لا يطلب أموالًا ولا قرابين لكن كل مايطلبه هو طاعته في الخير وحب الناس. هذا هو إلهي". إنتقد الفيلم كذالك العمليات الارهابيه التى تتم باسم الدين، وكذالك فى أحد المشاهد، وكما هو حاصل في بعض من بلداننا العربية، حين تم تفجير محطة القطار لحطة وصول صديق " بي كي" الى نيو دلهي لمساعدته في البحث عن جهازه ولكي يثبت بي كي للناس أكثر زيف تجار الدين، وأنهم يتصلون بالرقم الخاطئ، أتى بدلائل كثيرة على ذلك فهم يأمرون الناس بالتبرع بالمال الكثير لبناء المعابد ليتخلصوا من معاصيهم ولكن السؤال: أين كانت تذهب تلك الأموال؟. تجار الدين يوهمون الناس بخوارق ومعجزات أيدهم الإله بها مثل استجلاب الذهب فقال له أحدهم كاشفًا خداعه: “إن كنت تخلق الذهب فلم لا تخلق المال للفقراء؟ وإن كان لديك ذهبًا لمَ تجمع التبرعات لبناء المعابد؟". وآخر من الكاذبين من تجار الدين يبيع تماثيل الآلهة بأحجام عدة وكل إله له عمله الخاص (إله الرزق، إله الصحة،…) رغم اعترافه أن هذه تجارة السوق وكسب المال باسم الدين، وفي بحثه عن الاله ، وبعد ان جرب " الرجل القادم من الفضاء" بي كي " بعض الديانات، وشارك في القيام بطقوسهم بعضها الغربية والغير منطقية والاخرى متخلفة ، وتركز على الغاء العقل و تهميشه مثلا، تلك الديانات التي تؤمن بأنك كلما اردت شيء من الله عليك ان تزحف اليه وستجاب في الاخر كل طلباتك ويقول" بي كي " على لسانه : هذه المعلومة خاطئة تماما هل قال لك أحد والديك عليك ان تزحف لي حتى احضر لك ما تريده من ملابس او غيره من الأمور التي تطلبها من والديك؟ فكيف يفعل بنا الله ذلك ونحن أولاده فكلنا عباد الله وبالتأكيد لا يريد الله لنا المذلة ابدا؟؟. وفي طقس أخر من طقوس الاديان الاخرى، ان يقوم بعض الافراد بسكب الحليب على الأرض تقرباً الى الأله ، في حين هناك الملايين من الافراد المشردين الذين لا يجدون الاكل والشرب هؤلاء المشردين في الشوارع أحق ان يأخذوا هذا الحليب حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم فهم لا يملكون أي شيء وفي نهاية الامر يوضح " بي كي " والذي يقوك بالدور الممثل المبدع" عامر خان" ان الله لم يضع هذه العادات والتقاليد الغريبة والتي لا يوجد بها أي منفعة وانما من وضعها رجال الدين المزيفين حتى يسيطروا على الأجيال القادمة عن طريق هذه العادات الموروثة من جيل الي اخر دون تفكير ووعي، وكذالك جرب "بي كي" طقوس بعض المذاهب مثلا ، اللطم و ضرب الزناجيل عند المسلمين الشيعة. محتوى الفيلم( بي كي) يوجه رسالة نقدية حادة تجاه الطريقة التي تدار بها الأديان من مؤسساتها وتجار الدين. وبعد مطاردات مع ممثل مسرحى ولكن يلبس لبس احد الالهه يدخلوا مكان به حشد كبير كان الحشد لرجل دين يقولي ان الاله نزل له واهداع هذه القلادة وهى تنير الى المؤمنين طريقهم، وهنا يراها بي كي، ويحاول استردادها ولكن رجال الامن يمنعون ذلك، هنا تتلاقي رغبه بي كي والفتاة من النيل من رجال الدين وكشف زيفهم ، يصل (عامر خان) بطل الفيلم في النهاية إلى حقيقة وجود إلهين : إله خلقنا، وإله خلقتموه، في إشارة إلى العامة التي صنعت من تُجار الدين آلهة. أما في الحوار الأخير الذي بث في التلفزيون الأخباري بين صاحب القداسة و المخلوق الفضائي( بي كي) يختصر الفيلم كله في سؤال ( بي كي ) للكاهن الدّجال حول الإله الواحد قائلاً :
” أي إله من بين الآلهة يجب علي الإيمان به؟ جميعكم تقولون هنالك إله واحد فقط. أنا أقول لا. هناك إلهان اثنان. الأول هو الإله الذي خلقنا جميعًا. والآخر هو الذي اخترعتموه أنتم. نحن لا نعلم أي شيء عن خالقنا، لكن الإله الذي تتحدثون عنه أنتم هو بالضبط يبدو مثلكم. كاذب يتظاهر أنه يعمل. يعطي وعود زائفة. يقابل الناس بشكل أسرع ويضع الفقراء في الانتظار. يفرح عندما يُمدح. الناس تخاف حتى من كلمة واحدة. الرقم الصحيح واضح جدًّا. الإله الذي خلقنا جميعًا يجب علينا الإيمان به، والإله الذي اخترعتموه أنتم الإله المزيف. علينا تدميره". في النهاية وعند توديع بي كي قبل عودته الى كوكبه جاملا معه حقيبتين و فيه مجموعة من الكاسيتات و البطاريات و الة التسجيل و عند سؤال رفيقته" جاغو " له عن محتوى التسجيلات ، يرد عليها " أنها اصوات الحيوانات والموسيقى وضوضاء السيارات"، ولكنها تكتشف انها تسجيلات صوتها ومحادثها معه وتجد ورقة مكتوب بها ( أنا أحب جاغو )، وتتحدث عن (بي كي) قالت رفيقته الشابة ( جاغو) فى النهاية وهي تسرد قصتها مع بي لمجموعة من المستمعين " حين ودعني عائداً لموطنه (لم ينظر للخلف مرة واحده فقد أراد إخفاء دموعه)، تم تتابع المراسلة "جاغو "سرد كتابها الذي ألفته عن رحلة بي كي الى كوكب الارض ومرافقتها له وتقول:
"لقد تعلم منا شيئأ، وعلمنا شئ اخر ، لقد تعلم منا كيف يكذب؟ ، وماذا علمنا؟، علمنا المعنى الحقيقي للحب ، لقد احبني لدرجة إنه تركني ، مثل الاطفال ....ياتون للدنيا عراة ، هو ايضا اتى الينا بلا ملابس ، مثل الاطفال يسألون كثيرا ، هو ايضأ يسال كثيرا، وفي يوم ما رحل ، لكنه اهداني هدية ثمينة ، وهي عودة حبيبي سارفراز ووالدي ، طالما كنت على قيد الحياة و في كل ليلة سانظر كوكبهم ، و القى التحية عليه ، وارسل له تلويحة ، وانا متاكدة بانه سيردها لي، اشتاق له". وبعد مرور سنة ، تعود المركبة في الهبوط على الارض ثانية مع اربعة رواد فضاء و اربعة من الوصايا من الدروس التي تعلمها "بي كي " في رحلته الماضية، "الاولى : المشي على كوكب الارض عرايا ممنوع، الثانية : التقبيل والحب و المشاعر يفعلونها بشكل سري وحلف الابواب المغلقة ، لكن جميع الاشياء السيئة يفعلونها بشكل علني وبصوت مرتفع، و اكثر شي محير هنا هو اللغة في التعبير عن المشاعر، اذا سمعت اح يقول انا احب السمك و الدجاج، فهو يحب اكل لحومهم ، ولايعني هو يحب الحيوانات، ثالثا الحصول على الملابس من السيارات الراقصة، وعليك بأخفاء الريموت كتنرول في ملابسك الداخلية، حتى لايستطيع احد سرقتها ، والرابعة أهمها: إذا قابلت أحدًا يقول أنه قادر على التواصل مع الإله لا تبحث في الأمر فقط استعد واجري بكامل سرعتك)".
فيلم "بي كي " كشف لنا زيف رجال الاديان جميعهم مثل أصحاب شركات خاصة ودكاكين للشعوذة و التجارة بسم الرب، ي وظهر رجال الدين في الاساس مجموعة من المخادعين الذين يستغلون خوف عامة الشعب من المستقبل من اجل اللعب بعقولهم والتحكم في تصرفاتهم وبالتالي يتحول الدين الى ترهيب ليس ترغيب كما نعرف وبتوارث هذه العادات والمخاوف يتحول رجال الدين الي كل شيء، هم من يحرمون ويحللون ويبيحون قتل الفقراء والضعفاء من اجل مصالحهم الشخصية فهؤلاء الافراد لاهم انبياء ولا ملائكة وانما هم بعض الافراد الذين يمتلكون القليل من العلم بأمور الدين ويسخرونها في السيطرة على عامة الشعب من الفقراء الجهلاء ، فهذه الفئة هي الاسهل في السيطرة على عقولهم والتحكم بتصرفاتهم.
يناقش الفيلم العديد من القضايا الهامة كـالصراع الطائفي بين الهند وباكستان عندما أحبت البطلة شابًا مسلمًا، ويوضح أن أسباب الخلاف هي رجال الدين والسياسة، فيخشى الأهل على ابنتهم ويحاولون منعها من الزواج من ذلك الشاب المسلم. الفيلم لخص كذالك جميع النظريات المتطرفه والخداع الديني الذي تعيشه البشرية منذ بدء الخليقة حتى الأن ، فالبعض يهاجم الفيلم على إنه مضلل ولكنى أقول بأنه حقيقي .. فلم يخادعنا الفيلم ولم يدس لنا السم فى العسل .. بل أظهر لنا الحقيقة فى رحلة إنسانية شديدة العمق ، رجل عاري أتى إلى الأرض .. ضال لا تُعرف له هوية .. أراد أن يتعلم لغة البشر ويعتنق دينهم فضل طريقه من بين دين ومنهج وطقس ليتهمه الجميع بأنه سكران (بي كي) ، انها حياة البشرية فى ضلالها منذ بدء الخليقة وبحثها عن يقين والى الان لم تجده. ان الفيلم والذي مدته ساعتين ونصف يوجه انتقادات لاذعة لأصحاب الديانات السماوية والغير سماوية ويناقش الفيلم معتقدات الناس الدينية المختلفة والتي توجد بكثرة في الهند بطريقة كوميدية ساخرة في محاولة من بطل الفيلم لكشف رجال الدين المضللين والذين يستخدمون عامة الشعب لمصالحهم الخاصة تحت مسمي الدين مثل الطوائف المختلفة في الهند والتي تعبد الحيوانات والتماثيل وغيرها من الديانات الغير سماوية. كذالك يتناول الفيلم التطرف الذي أصاب الممارسات والشعائر الدينية في عدة أديان كالهندوسية والإسلامية والمسيحية وإستغلال رجال الدين لجهل البشر فتتحول وظيفته إلى تجارة يربح منها ماديا والتحكم في حياة البشر ونشر بداخل قلوبهم الخوف والشك والكراهية فيسيرون وراءهم بلا وعي؟. نحن أمام فيلم ذكي وإنساني ومباشر بعض الشىء لا يخلو من الرسائل الصريحة الموجهة للمشاهد، البطل في هذا العمل هو السيناريو والحوار فتتم بداخل الفيلم الكثير من التساؤلات والحوارات التي تدعو للتفكير والنظر عن بعد لترى عبثية ما نعيشه هذة الأيام بشكل أكثر شمولية لتقفز إلى رأسك كثير من الإستنتاجات بشكل هزلي ، ومن هذه الرسائل مثلا " رجال الدين لديهم العديد من الإتصالات الخاطئة، يظنون أنهم ممثلو الدين، يصدقون أنفسهم، ويجبرون الناس على تصديقهم" ورسالة أخرى " يلعب رجال الدين على عامل الخوف والرهبة، فهم يستغلون هذا الخوف ويسيطرون به على العقولّ، وهناك رسالة الفيلم الاساسية حين يخاطب ( بي كي ) كاهن المعبد " هناك إلهان.. إله خلقنا وإله خلقتموه، الإله الذي خلقنا فأضع ثقتي به، أما الإله الذي خلقتموه فهو كاذب، مُتصنّع، يعطي وعوداً كاذبة، يلبي رغبات الأغنياء ويضع الفقراء على قائمة الإنتظار ، من أنت كي تحمي الرب؟ الرب لا يحتاج لحماية، فهو قادر على حماية نفسه وهو المسئول عن حمايتك وليس أنت المسئول عن حمايته". الفيلم يتناول رجالاً يدعون أن الدين والإله تحت حمايتهم وموصولهم بهم إلى الناس، وبإسم الدين يتاجر بأكاذيبه فيتبعه الحشود دون تفكير. يلغي العقول والعمل ويجتهد في الحصول على مساعيه بإسم الدين فيستولي على المعرفة والأسئلة والأجوبة ولا يسمح بالتشكيك في أي شيء لئلا تتزعزع سلطته فيهوي من كرسيه العاجي! يحاربون المفكر و الانسان الواعي و الذي يجادلهم باليقين و الحكمة و يسموه ( الملحد) أوالكافر، والانسان الذي يدعوا الى ابعادهم عن الدولة وفصل الدين عن الدولة ، يسمونه علماني كافر ويدعون المشكك بالمتمرد المتعالي على الدين والرب فيتم إقصاءه إما بإسكاته أو قتله أو إغوائه بمال الدين والسلطة أو تهديده وإخافته أو إلغاء عقله بالتبعية العمياء وراء القطيع. محتوى الفيلم يوجه رسالة نقدية حادة تجاه الطريقة التي تدار بها الأديان من مؤسساتها وتجار الدين. الفيلم كوميدي رومانسي ، واعتبره علامة مضيئة في تاريخ السيما الهندية ، ظهرت قبل عرضه حملات بالمقاطعة والمنع قاموا فيها بتكسير اللوحات الإعلانية وتهديد بهدم قاعات السينما التي ستعرضه من قبل الجماعات المتطرفة ولكنه لاقى النجاح الباهر حين عرض حيث حاز على إشادات النقاد والجمهور وإستطاع الحصول على الكثير من الإيرادات مما يقارب ال 50 مليون دولار وتوالت الإشادات بعدما ترجم إلى لغات عديدة وعرض بدول أجنبية كأمريكا والصين وأستراليا وقامت أيضا جامعة (هارفرد) بدعوة الممثل (عامر خان) لإلقاء محاضرة ومناقشة الفيلم مع طلاب الجامعة. ، الفيلم من بطولة “عامر خان” البطولة “أنوشكا شارما”، و “سوشانت سينغ راجبوت، ومن إخراج المبدع (راجكومار هيراني) الذي أتقن صنع الفيلم وإستطاع مداعبة عقل المشاهد والحصول على ضحكاته وتعاطفه أيضا. حاز هذا الفيلم على جائزتين في حفل توزيع جوائز الفيلم فير- وهي أضخم حفل لتوزيع الجوائز السينمائية بالهند توازي الأوسكار بالولايات المتحدة – وهما جائزة أفضل سيناريو وجائزة أقضل حوار وقد دخل في قائمة أفضل ٢٥٠ فيلم في تاريخ الأفلام ، أكاد أجزم ان بوليود لم ولن تنتج فيلم يضاهي جمال و روعة و جرأءة فكرة فيلم، لأنها و ببساطة جازفت بطرح قضية شائكه و محل جدل واختلاف والتي تندرج تحت مسمى (المحظور) ألا وهي الرب و الديانات المختلفه يحاول اكتشاف النفس البشريه و علاقتها بالخالق، والفيلم يحاول يحاول اكتشاف النفس البشريه و علاقتها بالخالق و نظرة الناس للديانات الاخرى و كيفية التعامل معها.. أسباب ايمان البشر بالخالق من يكون الهندوسي ومن يكون المسلم أين هي “الأختام” -يقصد أن الأديان لو كانت من الله لوضع ختم يعرّف به كل مولود بدينه- فالفروق وجدت بسبب البشر وليس بسبب الإله". تم الخوض في جميع الديانات بشكل عام، لكن ما يخص الدين الاسلامي ، أعجبني تعليق جميل لفتاة صغيره مسلمه تطهر بحجابها في الفيلم قائله: " صدرت فتوى لدينا بتحريم ذهاب الفتيات للمدارس و أن هذا في الدين الاسلامي محرم .. هل الخالق عز و جل لا يحب أن يرى عباده مثقفين و متعلمين؟". يحاوا الفيلم الكشف عن حقيقة المتاجرين بالدين الذين يسعون وراء مصالحهم الشخصية عن طريق استغلال البُسطاء واللعب بعقولهم، فهم يبثون السموم في عقول البُسطاء ويُرهبونهم بالدين فتكون نتيجة هذه الرهبة والخوف الخضوع التام لهم، فالدين ترغيب وليس ترهيب. أصبح هؤلاء هم المسؤولون عن التحريم والتحليل، عن إصدار الفتاوى، وعن الدين بالكامل و يوضح أن رجال الدين ماهم إلا أشخاصاً عاديين، ليسوا أنبياءً ولا مبعوثين الله في الأرض، ولكنهم وجدوا من يسيطروا عليهم بأفكارهم من السذج والضعفاء وصغار العقول .
علي المسعود
المملكة المتحدة
3479 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع