داود البصري
في يوم الثامن عشر من نيسان/إبريل 2013 أعلن وزير الخارجية الأمريكي السيد جون كيري عن إدانته للدور الإرهابي الرائد لحزب الله اللبناني/الإيراني بمناسبة الذكرى الثلاثون لإستهداف السفارة الأمريكية في بيروت بشاحنة إرهابية مفخخة! في عام 1983....
في وقت لم يكن فيه إسم حزب الله مألوفا للإعلام العالمي ، بل كانت العمليات الإرهابية تتم تحت يافطة و عنوان ( حركة الجهاد الإسلامي )! والتي كانت تضم الخلايا الأولى لتنظيم حزب الله، وقد أغفل وزير الخارجية الأمريكي بأن تلك العملية الإرهابية البشعة لم تكن الأولى من نوعها في المنطقة فقد سبقتها بعامين و تحديدا في خريف عام 1981 عملية إرهابية كبرى و مروعة تمت بنفس الطريقة أي الشاحنة المفخخة و قام بها إنتحاري عراقي يدعى أبو مريم تم تجنيده وتدريبه في معسكر إرهابي تابع للمخابرات السورية في دمشق وهو عنصر من عناصر حزب الدعوة الطائفي الإرهابي الذي وضع خدماته الإرهابية برسم خدمة النظام الإيراني وحليفه السوري ، و كانت تلك العملية موجهة صوب السفارة العراقية في بيروت الغربية!! وكانت البداية الأولى و الرائدة في عمليات إرهابية كبرى ضربت الشرق الأوسط طيلة عقد الثمانينيات و كان ضحيتها لبنان و دولة الكويت أيضا التي كانت هدفا إرهابيا دائما ومركزا للجماعات الإرهابية المدعومة إيرانيا وحيث عانت الكويت ماعانت من إرهاب و تهديدات دائمة إستمرت حتى يوم الغزو العراقي للدولة في 2/8/1990 ، وغني عن الذكر إنه بعد ثمانية شهور من تفجير سفارة أمريكا في بيروت قبل ثلاثين عاما بالتمام و الكمال حدثت في الكويت وضد السفارة الأمريكية أيضا في مقرها القديم في ( بنيد القار ) وضد منشآت وطنية كويتية أخرى و تحديدا يوم 12/12/1983 عملية إرهابية بشعة أخرى وبنفس طرق العمليات الإرهابية السابقة أي عن طريق إنتحاري تم غسل دماغه بالكامل وعن طريق المخابرات الإيرانية وبدعم لوجستي من المخابرات السورية ونفذها هذه المرة أيضا إرهابي عراقي من البصرة كان يدرس في جامعة حلب كما كان مقيما في الكويت و منتمي لحزب الدعوة أيضا و إسمه ( رعد مفتن عجيل ) في ذلك اليوم الإرهابي الحافل و الذي هز الكويت وترك آثارا بشعة في ذاكرتها الأمنية! ، وطبعا لم يكن إسم حزب الله متداول أو معروف وقتها بل برز بعد ذلك و الفضل للإيرانيين و أموالهم و دعايتهم وجهود مخابراتهم ولجمهرة من الإرهابيين العراقيين و اللبنانيين و من قادة الخلايا العسكرية الجهادية السرية كان من ضمنهم إن لم يكن يعرف السيد جون كيري ( أبو إسراء أو جواد أو نوري المالكي رئيس وزراء العراق الحالي و قائد حزب الدعوة و المسؤول العسكري عن العمليات الإرهابية وقتذاك )! و الذي كان يتحرك بإسم حركي مزور!! ، والرجاء ملاحظة طريقة وأسلوب تنفيذ العمليات الإرهابية البشعة ضد السفارات و التي لم تتوقف بعد ذلك بل إتخذت أبعادا و أشكالا أخرى متغيرة مثل عمليات الإغتيال ضد القادة في المنطقة وكانت أبرزها محاولة إغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله في 25/5/1985 في شارع الخليج العربي و بالقرب من قصر السيف ، وهي العملية الإرهابية غير المسبوقة في تاريخ الكويت المعاصر وحيث يتجول حكام الكويت ببساطة بدون حماية وسط شعبهم وناسهم حتى جاء حزب الدعوة الإرهابي وشركاه وبوحي من شياطينهم في طهران ليغيروا الصورة العامة و ليشيعوا الرعب و الإرهاب في الكويت الآمنة المسالمة ، ثم تطور إرهاب الدعوة الذي كان له الفضل الأكبر في نشوء و إرتقاء حزب الله الإرهابي وسحب الطاولة من تحت حركة أمل في لبنان التي نبذها الإيرانيون لأنها لا تستجيب بالكامل لأوامرهم و تطلعاتهم العدوانية ، ليشمل خطف الطائرات المدنية كما حصل مع الطائرتين الكويتيتين ( كاظمة ) ثم ( الجابرية ) عام 1988 والتي نفذها المقبور عماد مغنية القائد الأمني في حزب الله لاحقا و الذي قتل على بوابة المخابرات السورية لاحقا ، و تسببت في مصرع شابين كويتيين كانا من طاقم أمن الطائرة ، وكان الهدف من العملية إطلاق سراح إرهابيي حزب الدعوة المسجونين في الكويت و الذين نفذوا عمليات الإرهاب الكبرى لعام 1983 ، وفشلت العملية ولم تنحن الكويت أو تخضع للإرهاب و الإبتزاز كما كان يعلن الأمير الراحل ( سعد العبدالله ) رحمه الله ، ولكن خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990 تكفلت المخابرات الإيرانية بإطلاق سراح إرهابيي حزب الدعوة و نقلهم لطهران في ظل فوضى الإحتلال!! و منهم وفي طليعتهم القيادي الإرهابي الكبير المقيم في بغداد اليوم و تحت رعاية نوري المالكي وهو أبو مهدي المهندس أو جمال جعفر محمد الإبراهيمي أحد أهم قادة فيلق القدس للحرس الإرهابي الإيراني في العراق!!، والذي دخل البرلمان العراقي بصفة نائب بعد الإحتلال الأمريكي قبل أن يكتشف الأمريكان حقيقته وكونه مطلوب لهم ولدولة الكويت أيضا!! و ليهرب لإيران ثم يعود لبغداد بعد رحيل الأمريكان كقائد لمنظمة إرهابية إيرانية سرية تابعة لفيلق القدس للحرس الثوري و برعاية مباشرة من نوري المالكي!! ومن تلك الخلاصة التاريخية العامة لتاريخ الإرهاب الإقليمي ، يتبين أن باكورة الإرهاب و الفكر الإرهابي و الممارسات الإرهابية و حتى نشوء و إرتقاء حزب الله الإرهابي كان يقف خلفه حزب الإرهاب الأم و الأكبر وهو ( حزب الدعوة )!! والذي إنكفأ لسنوات معزولا ملوما محسورا في منطقة ( الحجيرة ) في ريف دمشق الثائر هذه الأيام و الذي يالسخرية الأقدار جاء للحكم في العراق بالأيدي و الرعاية و الحماية الأمريكية ذاتها في واحدة من أكبر مفارقات السياسة و التاريخ أيضا!! و تحولاتها العجيبة الغريبة؟ ترى ألا يعرف المستر جون كيري هذه الحقائق البسيطة التي نعرفها جميعا ؟ ألا تعرف الإدارة و المخابرات الأمريكية وهي العليمة و الضليعة بأخبار الكواكب و النجوم وباطن الأرض بالتاريخ الإرهابي ( المجيد ) و ( الرائع ) لحزب الدعوة ودوره المشهودو الرائد و كرأس حربة إيراني في ضرب المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ، وسن سنة الإرهاب الأسود و الذي إنضم له فيما بعد زمر وجماعات عديدة من أهل المشروع الإرهابي الإيراني في الشرق القديم؟ لماذا يتذكر المستر كيري جريمة حزب الله في تفجير سفارة أمريكا في بيروت في نبسان 1983 بينما تغفل ذاكرته المشوشة و المتناسية لكثير من الحقائق المعلومة عن ذكر و إستحضار جريمة حزب الدعوة الإرهابية في تدمير السفارة الأمريكية في الكويت في آخر نفس العام!! ، وهي جريمة ثابتة و موثقة و مسجلة بإسم ( حزب الدعوة ) وبدعم من قيادة الحرس الثوري في الأحواز و بمساندة لوجستية من المخابرات السورية؟؟ لماذا يتم توجيه الإتهام الأمريكي لحزب الله وحده ، بينما لايوجه نفس الإتهام لحزب الدعوة و الذي هو في الحقيقة المعلم الأكبر و المدرب الأول لحزب الله!! كيف يتم إستذكار الطالب و تجاهل الأستاذ ؟ وبأي طريقة وكيفية تفكر الإدارة الأمريكية وهي توزع إتهاماتها على طرف و تسبغ بركاتها و حمايتها على نفس الطرف و لكن من زاوية أخرى ؟ ألا يعلم الأمريكان الحقائق الساطعة في ملفات الإرهاب الشرق أوسطية؟ ام أنهم ساذجون حتى الفضيحة!!؟؟ حقيقة أنا في حيرة تامة و إندهاش مطلق من تصرفات الإدارة الأمريكية في ملف الإرهاب الإيراني الدولي!... حزب الدعوة يا سادة يا كرام هو المدرسة الإرهابية الأولى و الرائدة في الإرهاب الإنتحاري البشع في الشرق الأوسط.... و نتحدى من يثبت كذب رؤيتنا أو عدم دقتها!!... فالرائد لا يكذب أهله..! فعلى وزير الخارجية الأمريكي مراجعة تاريخ الإرهاب في الشرق الأوسط ليعرف و يكتشف ( إن لم يكن يعلم )؟ بأن الولايات المتحدة قد ساندت الإرهابيين الدعويين ، و وفرت دعمها حمايتها لهم بل سلمتهم مفاتيح الشرق بأسره!! ، وسلمتهم العراق على طبق من ذهب وعبر دماء الشباب الأمريكي؟ و الذي لا يصدقنا فليتفضل بقراءة السطور أعلاه و التمعن بها.... و الله حالة... و الله طرطرة...
إنها فعلا إدارة نائمة في العسل...!.. و الرجاء من جون كيري تصحيح المعلومات... وصح النوم يا باشا ؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1404 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع