كردستان العراق طريق أنطلاق الفن والثقافة والعلم والابداع

                                                       

                            خالد حسن الخطيب

كردستان العراق طريق أنطلاق الفن والثقافة والعلم والابداع.

    

إن خير مكان يجد فيه الإنسان المتعة و الراحة والبعد عن ازدحام المدينة هو الحديقة العامة فهو مكان من ضروريات الحياة و ليس من كمالياتها .

ووجود الحدائق العامة في دولة ما، مقياس على مدى اهتمام هذه الدولة بشعبها ومواطنيها، ومدى عنايتها بصورتها الجمالية وواجهتها السياحية، كما أنها دليل على اهتمام هذا البلد بالمحافظة على البيئة والطبيعة.

والحدائق العامة لم توجد فقط لتزيين المدن والشوارع، وإنما صارت الأماكن الأنسب لإقامة مختلف الأنشطة والفعاليات ، وهذا ما يتضح لنا جلياً بكردستان العراق التي تولي عناية فائقة لحدائقها ومبانيها ، شوارعها ومدنها ، إلى أن أصبحت من أوائل الوجهات السياحية ليست الإقليمية فقط وإنما العالمية.

     

وتحتضن مدينة اربيل الرائعة على سبيل المثال أكثر من 340 حديقة منها 15 ذات مساحات واسعة أذكر منها بارك سامي عبد الرحمن الكبير الذي يقع على مساحة 800 دونم و بارك المنارة القريب من قلعة اربيل التاريخية الشهيرة و بارك شاندرا المذهل و بارك البيشمرگه الملفت للنظر حيث تستقطب يوميا الآلاف من السياح والمواطنين الذين يؤمونها من كافة دول العالم ومن العراق وكردستان .

كما تضمّ الحدائق العديد من المرافق الترفيهية والمطاعم والألعاب الرياضية وألعاب الأطفال ، وتتميز بأجوائها الآمنة.

وفي يوم 2019/10/1 سافرت انا وصديقي المهندس فؤاد غازي المدير المفوض للشركة الاهلية الى مدينة اربيل حيث اقمنا في فندق فيفا الواقع في شارع (100) لزيارة معرض اربيل الدولي حيث التقينا وتحدثنا مع العديد من الشركات المشاركة في المعرض وما ان انتهت فعاليات المعرض حتى اتجهنا الى حدائق اربيل المنتشرة لقضاء اوقات مميزة وكانت حديقة كانياو ( وتعني النبع ) قريبة من الفندق حيث ذهبنا لها كثيرا الا ان الشئ الذي استوقفني وجعلني مندهش للغاية هو وجود مكتبة عامة داخل هذه الحديقة وقد تعرفت على أمين المكتبة الاستاذ ( دوون ) حيث حدّثني عن اوقات فتح ابواب المكتبة للقرّاء وعن انواع الكتب الموجودة فيها وكيفية استعارت الكتاب و عن انتشار المكتبات العامة في اغلب الحدائق الكبيرة في مدينة اربيل وقد شاهدت بأم عيني مئات الكتب الكردية والعربية .

رجعت مسرعا الى الفندق وفي داخلي الكثير من التسأولات وأخذت اتصل بالهاتف (الواتس اب) على الفور مع اصدقائي المقيمين في مختلف بلدان العالم ( المانيا – بريطانيا – السويد – الدنيمارك – هولندا – امريكا ) وأسئلهم سؤالا محددا ؟؟؟

هل توجد مكتبة عامة في حدائق و متنزهات المدن التي تقيمون فيها ؟

فكانت اجابتهم جميعا ... كلا .

فتيقنت على الفور بان مدينة اربيل و السليمانية و دهوك أحدى مدن بلدي العراق ليست جميلة بحدائقها و متنزهاتها وبساتينها الغناء فحسب ... لكنها في غاية والروعة والثراء بأمتلاكها صروح العلم والفن والتاريخ واللمسات الانسانية المتقدمة ... وان الطريق الى العلم والثقافة والابداع ينطلق من كردستان العراق .

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1136 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع