علي الزاغيني
وانا ادخل عيادة الطبيب النفساني لمحاولة ان اجد ما يساعدني بالكتابة فيما يخص الطب النفسي وكيفية تعامل المجتمع معه كفرع من فروع الطب دون خوف او خجل من نظرة المجتمع الى من يراجع الطبيب النفساني , لفت نظري بوستر صمم بطريقة جميلة كتبت عليه العبارات التالية :
هل انت حزين ؟
فقدت متعتك بالحياة ؟
تغير وزنك اما بالزيادة او بالنقصان ؟
تعاني من قلة او كثرة النوم ؟
تميل للخمول او تشعر بعدم القدرة على الاستقرار بمكان ما ؟
تراجع تقديرك لذاتك او تشعر بالذنب ؟
انعدام حافزك للقيام بالاعمال اليومية ؟
تراجعت علاقتك الزوجية ؟
تراجعت قدرتك على التركيز والتفكير بطريقة عملية ؟
تراودك افكار تتعلق بالحياة والموت ؟
غير حياتك وتحدث الى طبيبك .....
وهذا ما حفزني اكثر للكتابة والتعمق في الطب النفسي لعلي اجد ما اقدمه للمجتمع وترك الخوف جانبا لاجل ان يعرف الجميع ان الطب النفسي كباقي فروع الطب الاخرى .
لماذا يخشى الجميع الطبيب النفساني ؟
عندما توجهت بالسؤال لعدد كبير من الافراد وبمستويات ثقافية مختلفة هل يمكنكم زيارة الطبيب النفساني عند شعوركم بالحاجة اليه , في حقيقية الامر لم يكن الجواب ايجابي وانما كان كما توقعت ان الاغلبية منهم يتجنبون اللجوء او حتى التفكير بالحديث الى الطبيب النفساني لسسبب واحد ورئيسي ويعتبرونه ( وصمة عار ) اي تؤخذ على المراجع النفسي فاقد العقل ( مجنون ) وخارج الطوق المجتمعي الذي ينتمي اليه وبالتالي يعتبره الجميع انه مريض نفسيا وقد يختلف التعامل معه عن بقية افراد المجتمع .
الطب النفسي بحقيقة الا مر لايختلف عن بقية فروع الطب وانه يتعامل مع الامراض النفسية والعصبية واضطرابات الشخصية وضعف الذكاء والصرع والصداع ............ الخ .
يعتبر الطب النفسي حديث مقارنة بباقي فروع الطب اي انه دخل الى عالم الطب قبل مايقارب مئة عام , العراق والدول العربية عموما فيها الطب النفسي متواضع جدا اذا ما قورن بالدول الغربية رغم هناك اهتمام بالطب النفسي على المستوى الكمي والنوعي ولكنه يبقى بسيط جدا , وقد تكون لسياسة الدولة والاهتمام بالجانب النفسي للفرد له الاثر الاكبر في رقي الطب النفسي .
قد يعاني الكثير من الاشخاص بصدمات نفسية تجعلهم يفقدون القدرة على السيطرة على تصرفاتهم وربما يقومون باعمال خارجة عن ارادتهم تدفعهم للطيش وقد تؤدي اعمالهم الى التمرد او العصيان او فقدان الاتزان او في بعض الاحيان التهور بالقيام بعمل يندم عليه فيما بعد , ولكنه مع هذا لا يكلف نفسه بالحديث مع الطبيب النفساني عن حالته النفسية وما طرأ من تغير في حياته وكيفية العلاج بطريقة علمية تضمن سلامته وسلامة عائلته من كل ما قد يحدث لو استمر الامر .
قد يعتقد البعض هناك ترابط بين الطب النفسي والحالات النفسية التي تعالج بالروحانيات , ولكن ليس هناك اي ربط علمي / علاجي حقيقي , بمعنى انه هنالك بعض الحالات الهستيرية ( الروحانية ) وهي مصنفة ضمن الامراض النفسية هذه عادة تكون واسعة الانتشار لدى الناس وخصوصا الطبقات المجتمعية الجاهلة وبما لا يستوعبوه كون هذه الحالات تدرج ضمن الطب النفسي فانهم بالتالي يقومون بزيارة اقرب معالج روحاني وحين اذن تحصل بعض الفائدة النفسية وتكون عادة بالايحاء ( اي ما يوحي الروحاني به للمريض ) خصوصا في حالات الشخصية الهستيرية وتكون فائدة بسيطة مؤقتة وبعدها تعود الحالة المرضية مرة اخرى .
عن العلاقة بين الجن والطب النفسي ومدى امكانية العلاج منه , اجاب ( الدكتور صلاح الطبيب النفساني ) , الاسلام ونحن كمسلمين نؤمن بالجن كونه مذكور بالقران الكريم ولكن كاطباء نفسانين لانؤمن بالتلبس ( دخول الجن للجسد ) واحلال الحالة المرضية وهي حقيقة علمية وقد اقرها رجال الدين تحديدا , واما يشاع بان هنالك جن او تلبس او معالجة بخصوص هذا الموضوع كاخراج الجن من الجسد فهذه دجليات وتدخل ضمن المعالجة الهستيرية . واعتقد انا برائي قد يختلف البعض مع اجابة الدكتور صلاح ولايزال الكثير يعالج بالطريقة الروحانية للتخلص من هكذا حالات وخصوصا في المناطق ذات المستوى الثقافي والاجتماعي الغير متحضر .
الفشل قد يكون احد الاسباب التي تولد الاحباط لدى الفرد وهو شعور بالعقبة لدى الانسان ويولد حالات من القلق والاكتئاب واحيانا اضطرابات عقلية اي انه الاحساس بالفشل يؤثر على كميائية الدماغ , الفشل ليس نهاية الحياة وانما هو تجربة ربما لم يتمكن البعض الاستفادة من وضع الحل المناسب لها وقد يكون هذا الفشل سبب لنجاحات اخرى عندما يدرس الفرد الخطط لمشروعه والاستفادة من تجارب الاخرين .
البعض لا يحاول الاستفادة من تجارب الاخرين وانما فشله يجعله يتقوقع ويبقى متخوفا ومتحذرا لاي يخطوها وهذا ما نلاحظه في تجارب الزواج التي تنتهي مبكرا ويبقى الخوف والرهبة يلازم ( المراة والرجل ) على حد سواء من المضي قدما من تكرار تجربة الزواج والاستمرار بالحياة بتفاؤل وامل .
هل الامراض النفسية تؤدي الى الموت ؟
قد لا يعرف البعض ان الامراض النفسية تؤدي الى الموت هذا ما بينه الطبيب النفساني خلال حديثي معه وكما أوضحه :-
1 .هنالك امراض نفسية تكون شديدة بحيث تؤثر على فسلجة الجسم وقد تؤدي الى الجلطة الدماغية او القلبية وبالتالي تحدث الوفاة
2 .هنالك امراض نفسية كالكأبة الشديدة تقود الى الياس وتؤدي بالفرد الى الانتحار.
3. هنالك امراض عقلية فيها هلاوس سمعية او افكار اضطهادية تدفع المريض للانتحار .
4 . هنالك حالات نفسية او عقلية تدفع المريض الى قتل الاخرين .
الظروف المحيطة بالفرد سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا غير مستقرة وخصوصا في ظرفنا الحالي بحيث تؤدي الى تفاقم الحالات النفسية القديمة او الى ظهور حلات جديدة , لذا يجب ان يكون هنالك اهتمام واسع وكبير بالطب النفسي من خلال الاهتمام بالمريض اولا وان يكون التعامل بصورة لائقة دون المساس بكرامته والاسستهزاء به وتوفير كل مستلزمات الراحة وبما يناسب حالة كل مريض وكما يجب ان تكون المستشفيات متطورة ووفق المعايير العالمية لكي يجد المريض راحته ويمكنه استعادة صحته دون اي مضاعفات اخرى .
857 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع