علي المسعود
ألثنائي لوريل وهاردي يعودان الى الاضواء بعد ستة عقود
أسدل الثنائي "ستان لوريل" و "أوليفر هاردي"الستار عن عملهما المشترك قبل أكثر من ستة عقود، غير أنهما لا يزالان الثنائي الكوميدي الأشهر في تاريخ السينما خصوصا بفضل كيمياء فريدة يضيء عليها فيلم "ستان أند أولي" الجديد الذي تتمحور قصته حول علاقتهما والنهاية الصعبة لمسيرتهما ، وهذه المرة الأولى التي يعالج فيها سينمائي قصة هذا الثنائي الأسطوري الذي لا يزال يثير اهتماما كبيرا حتى في صفوف ألاجيال الحديثة رغم أن كثيرين منهم لم يروا أيا من أفلامهما. اختار المؤلف جيف بوب اسم (ستان و أولي) ليطلقه على الفيلم وهو يعبر عن الأسماء الأولى من شخصيات الفيلم وهما الثنائي ستان لوريل وأوليفر هاردي، فيلم جديد يعيد الحياة للثنائي لوريل وهاردي بعد ستين عاما من الغياب، فيلم يعالج قصة هذا الثنائي الأسطوري من خلال إظهارهما منهكين مثقلين بتعب السنين يبحثان عن آخر الفرص السينمائية ، منذ سنة 1927 حتى سنة 1953 قدم لوريل وهاردي أكثر من 100 فيلم ، وجابا كل أوروبا ، وكانا مدهشين في بساطتهما وروحهما المرحة، وشكّلا ظاهرة فنية فريدة من نوعها، وتركت تاثيرها على فنانين وأدباء وممثلين مثل الكاتب المسرحي والشاعر الايرلندي الشهير "صمويل بيكيت"، الذي تأثر بالثنائي "لوريل وهاردي" في بعض كتاباته ، وكذلك الفنان السريالي البلجيكي الراحل "رينيه ماغريت"، الذي ألهمه الثنائي بعضاً من أهم الصور التي التقطها لذا كان من الضروري تخليد قصتهما في فيلم، وبعد ستة عقود اختار المخرج جون س. بيرد أن يعيد الثنائي الكوميدي الأشهر في تاريخ السينما لوريل وهاردي إلى الشاشات برؤية جديدة تهدف إلى توجيه تحية لهذين الرجلين اللذين لم يحظيا بالتقدير الذي يستحقانه خلال حياتهما، الفيلم مستوحى من قصة حياة أسطورتي الكوميديا "لوريل وهاردي"، اللذين تربعا على عرش الكوميديا في مطلع القرن الماضي ، والفيلم من تمثيل النجم "ستيف كوجان" و"جون سي رايلي" ، ومن الجدير بالذكر أن المؤلف جيف بوب سبق له العمل مع النجم ستيف كوجان من قبل في فيلم " فلومينا " الذي ترشح لجائزة الاوسكار.
يركز الفيلم علي الأعوام الأخيرة في مشوار الثنائي لوريل وهاردي عندما خفت نجمهما بسبب التقدم العمري وظهور نجوم كوميديا جدد مثل نورمان ويزدم والثنائي أبوت وكاستيللو والمشاعر التي عاني منها الثنائي في فترة التراجع عام 1957 خلال رحلتهما الفنية في بريطانيا، بداية من النزول في فندق متواضع وكذالك الحضورالجماهيري القليل للعروض حيث كانت القاعات شبه خالية مما جعلهما يقدما حملات إعلانية ترويجية لا تليق بتاريخهما، وصولا الي رفض المنتج ميفن الاستمرار في مشروع فيلمهما الجديد عن روبن. تبدأ أحداث الفيلم في العام 1937، حين لمع نجم الثنائي "لوريل وهاردي" بوصفهما من أكبر نجوم الكوميديا في العالم، ولكن المخرج" جون س. بيرد" ركز على جزئية واحدة من حياة الثنائي، هي جولة بريطانيا التي قاما بها عام 1953، بعد عقدين من حقبة الثنائي الذهبية، حيث يتتبع الفيلم الثنائي لوريل وهاردي في جولتهما الشهيرة في بريطانيا، بحثاً عن فرصة لاستعادة بريق نجوميتهما مع تقدمهما في العمر. يكشف الفيلم صعوبة تلك الأيام، وما عصف بحياة الاثنين من مشاكل في ذلك الوقت، فمن حالة الإهمال التي وجداها في بداية جولتهما الفنية ، مروراً بتقديم عروضهما في مسارح بريطانية وقاعات موسيقية شبه فارغة ، عندها اصطدم الثنائي الكوميدي بواقع مرير إذ كان الجمهور يملأ بالكاد ثلث قاعات العروض ما أثار توترات متجددة لدى هذين الممثلين واضطرارهما مرغمين إلى تقديم أعمال دعائية لا تليق بتاريخهما الفني لتعزيز مبيعات التذاكر، واستقطاب جمهور عريض لعروضهما ، ورغم نجاحهما في ذلك فإنهما لا ينجحان في دفع منتج بريطاني لتمويل فيلمهما ، ونتابع في تلك الفترة ، كيف كان لوريل وهاردي يتمتعان بشعبية منقطعة النظير في هوليوود ، ويصنعان أفلاماً ناجحة ، واحداً تلو الآخر، لصالح استديوهات هال روش الذي يجسد دوره (الممثل داني هيوستن ابن المخرج الأميركي الأسطورة جون هيوستن، وهو أخ غير شقيق للممثلة الشهيرة أنجليكا هيوستن). تنتقلنا الكاميرا إلى مدينة نيوكاسل في إنجلترا عام 1953، ونرى لوريل وهاردي يصلان إلى فندق متواضع ، ما يدل على أنهما يعانيان ضعف الإقبال على عروضهما، الثنائي هنا وصل إلى منتصف العمر لكليهما، ونراهما في جولة موسيقية استعراضية، أوأحياناً يشاركان في كرنفالات وحفلات عشاء، وحتى كمُحكّمين في مسابقات ملكات جمال! ، بينما لوريل يحاول تأمين التمويل لمشروعهما السينمائي، الذي يأملان أن يعود بهما إلى الواجهة مجدداً، على المسرح كان أداؤهما ممتاز، رغم تناقص الحضور، وحتما مشهد المقاعد الفارغة كان مؤلماً جداً لهما ، ونرى ذلك جلياً في عيون البطلين الحزينة، والتي تحاول إنكار الواقع المؤلم أمامها ، وفي الوقت نفسه ، نرى هاردي يعاني مشكلات صحية بسبب الزيادة الكبيرة في وزنه ، فقد كان يلهث ويعرق حتى يغمى عليه جراء إصابته بنوبة قلبية، بينما لوريل بالكاد يخفي الحزن الظاهر في عينيه، كلما تذكر أن الجمهور الجديد لا يعرف أن هذا الثنائي الكوميدي العملاق كان يوماً ما الأعظم في العالم. "لوريل وهاردي" هما أشهر ثنائي كوميدي في تاريخ السينما العالمية ، قدما معاً مجموعة من الأفلام الناجحة ، وأثرت أغانيهما في الجمهور حينها ، وساهمت في تلوين الأجواء الرمادية جرّاء الحربين العالميتين الأولى والثانية بأطياف مبهجة، وكانت الصداقة العميقة التي جمعتهما هي العنصر الرئيسي في نجاحهما في السينما، وكانا مدهشين في بساطتهما، وشكّلا ظاهرة فنية فريدة من نوعها ، وبعدما تغير ذوق الجمهور وابتعدا عن الأضواء نظرا لظهور جيل آخر من المضحكين مثل نورمان ويزدم، قررا العودة للجمهور ولكن من خلال المسرح ، فكانت قاعة المسرح تضم عدد قليل من المتفرجين معظمهم من كبار السن الذين عاصروا سنوات نجاحهما ، ومع ذلك تعاملا مع الأمر وكأنهما يبدآن من جديد، وقبلا القيام بجولة فنية في انجلترا يقدمان خلالها عروضهما المسرحية، ثم حدث بين الصديقين نوع من والجفاء والتصدع في علاقتهما ، لأن أحدهما قبل أن يظهر في أحد الأفلام دون الآخر، وكانت تلك صدمة أو خيانة لم يغفرها لوريل لصديقه وزميله أبداً، وبعد أن أصيب هاردي بأزمة قلبية، ومنعه الأطباء من الظهور على المسرح نهائياً لأن هذا يهدد حياته ، ونظراً لارتباطهما بعقود ملزمة يقبل لوريل أن يستبدل زميله بممثل آخر، ولكن في ليلة العرض يرفض الظهورعلى المسرح رغم بيع كل التذاكر!، وسرعان ما يزيح مرض هاردي سوء التفاهم بين الاثنين، وتكون أزمته الصحية سبباً ليتعرف كل منهما على الآخر، وأن صداقتهما والحب بينهما راسخ ، وما بدر من كلام في لحظة غضب كان مجرد هذيان لا معنى له ، ومع التحسن النسبي لصحة هاردي، سيعود الصديقان أكثر ترابطاً من قبل ، ويواصلان عملهما ونجاحاتهما في المسارح البريطانية.
ينجح سيناريو فيلم (ستان وأولي) على نحو مؤثر في مقاربة موضوعات مثل الصداقة ومقاومة الفنان لجفاء العمر وإهمال المنتجين والجمهور في آخر العمر، ولكن مقاربته الأذكى ستكون بطرحه لواحدة من القضايا الأكثر إشكالية في حياة فناني الكوميديا ، حين نكتشف أن خلف الابتسامات التي يرسلها هؤلاء يختفي في ظلها الكثير من الوجع، وأن هناك حداً فاصلاً بين الكوميديا والمأساة في حياتهما لا يدركه الجمهور، ففي حفل الاستقبال الذي أقيم على شرف لوريل وهاردي، سيصفق عدد من الضيوف لاحتدام النقاش بين الاثنين ويضحكون لغضبهما ، من دون أن يدور ببال أحدهم أن الاثنين يتخاصمان وأنهما على وشك تدمير علاقة جميلة دامت لعقود بينهما. فيلم «ستان وأولي»، هو سيرة ذاتية حزينة عن الثنائي الكوميدي الشهير لوريل وهاردي، الفيلم ثري بالمشاعر الإنسانية وعلي مدار ساعة ونصف وعن العلاقة بين الثنائي حيث العمل والحب والصداقة وخفة الظل ومن ناحية أخري الشجار والغيرة والمرض والفراق، ثم العودة من جديد.
يعد لوريل وهاردي أحد أشهر الثنائيات الكوميدية التي ظهرت في هوليوود بين عامي 1927 - 1951 وقدما مسلسلا بأسمائهم يمثل به لوريل شخصية النحيل الذي يتميز بالغباء المفرط ، أما هاردي فهو البدين الذي يحاول أن يظهر بمظهر الذكي بينما هو ليس بهذه الدرجة من الذكاء ، سلك كل من ستان لوريل وأوليفر هاردي طريقين مختلفين ، حيث عمل الرجلان معا عقب تجاوز كليهما للثلاثين وقد سجّل نشاطهما الثنائي المتميز بدايته في حدود سنة 1927 بفصل بعض الأفلام السينمائية الكوميدية الصامتة .
ولد ستان لوريل يوم 16 من شهر حزيران/يونيو سنة 1890 بمنطقة أولفيرستن ، بإنكلترا لعائلة مولعة بفنون المسرح وقد سجّل لوريل بدايته على خشبة المسرع بغلاسكو وهو في 16 من عمره قبل أن يرافق خلال السنوات التالية متعهد المسرح البريطاني فريد كارنو أثناء جولته بالولايات المتحدة الأميركية ، وقد تلقى ستان لوريل حينها تعليمات بتقليد دور تشارلي تشابلن ، ومع اتخاذه قرار البقاء بأميركا ، حصل ستان على عدد من الأدوار بأفلام ومسرحيات قبل أن يلتقي بالصديق الذي سيحقق معه الشهرة وهو أوليفرهاردي ، المولود في يوم 18 من شهر يناير سنة 1892 بمدينة هارلم بولاية جورجيا الأميركية لعائلة لا تمت بصلة لمجال المسرح والفنون، وبعد فترة وجيزة قضاها في دراسة القانون ، فضّل هاردي تغييروجهته نحو المسرح ليفتتح بناء على ذلك مسرحا سينمائيا عمل به كمديروبائع تذاكروعامل نظافة ، وعند مشاهدته للأعمال الفنية آمن هاردي بقدرته على تقديم عروض أفضل من تلك التي قدّمها ممثلو تلك الفترة. في بداية تحقيقه حلمه بالتمثيل، حصل أوليفر هاردي على العديد من الأدوار بفلوريدا أثناء فترة عمله مع مؤسسة لوبين، تقمّص خلالها بسبب حجمه دورين أساسيين تراوحا بين الرجل الأخرق والرجل الشرير، ظهر ستان لوريل وأوليفر هاردي لأول مرة بنفس الفيلم خلال العام 1921 عقب مشاركتهما بالفيلم الكوميدي القصير الصامت ( الكلب المحظوظ) المصنّف كواحد من أول أعمال المخرج هال روتش، وأثناء هذا الفيلم ، التقى كل من ستان لوريل وأوليفر هاردي بمحض الصدفة قبل أن تظهر الشخصيتان الظريفتان لوريل وهاردي سنة 1926، التقى ستان لوريل وأوليفر هاردي في فيلم ثاني، لكن دون أن يتشاركا في أي مشهد ، وخلال العام التالي، ظهر ستان لوريل وأوليفر هاردي معا بفيلمي وهما ( حساء البط) و الفيلم الاخر (زوجات) ، وأثارا إعجاب الجماهير بدورهما وهو ما دفع بهال روش لوضعهما معا بفيلم أخر والذي حقق نجاحا مذهلا ليظهرعلى إثر ذلك الثنائي لوريل وهاردي ، تدريجيا تحوّل كل من ستان لوريل وأوليفرهاردي لصديقين مقربين ، ومن العادي بعالم السينما أن تتجاوز الصداقة بين الممثلين الشاشات لتتجسد بالحياة العامة ، وخلال القرن الماضي، شهد العالم واحدة من أشهر علاقات الصداقة بين شخصيتين بارزتين بعالم الكوميديا. فإضافة لشخصية تشارلي تشابلن التي أضحكت الكثيرين، وجسدت العصر الذهبي للسينما الصامتة بالقرن الماضي، برز كل من البريطاني ستان لوريل والأميركي أوليفر هاردي، حيث جمعت الأقدار بمحض الصدفة بين هذين اللذين سرعان ما تحولا لوجهين لامعين بعالم الكوميديا، بفضل شخصيتي الثنائي لوريل وهاردي، قبل تحقيقهما هذا النجاح الباهر في مجال الكوميديا، حيث تجاوزت صداقتهما استوديو التصوير لتمتد للحياة العادية وخلال مسيرتهما السينمائية المشتركة ظهر الرجلان معا في أكثر من مائة فيلم من ألافلام الكوميدية ما بين عامي 1921 و1950 ، قرر بعدها لوريل وهاردي بتقديم عروض في العديد من الدول الأوروبية ، وفي الواقع كان الثنائي الكوميدي "لوريل وهاردي"، طوال سنوات الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، أيقونة العصر بعبقريتهما، وخفة دمهما على مستوى العالم، حيث خففا عن الناس همومهم وكفاحهم في مواجهة عذابات الحياة، لكن رغم الشهرة الخرافية التي حصل عليها هذا الثنائي، فإن هذا لم يستمر طويلا، بل تحولت الحياة إلى مأساة حقيقية لهما. في هذا الفيلم نكتشف جوانب من شخصيتي الثنائي ، حيث ان لوريل كثير الطلاق والمشاكل والصدام أما هاردي مسالم ولا يحبذ المغامرة، يدخل الثنائي خلال الرحلة البريطانية في إشكالية استرجاع أحداث الماضي ويتبادلان العتاب وإلقاء اللوم، وما يزيد الامر صعوبة مرض هاردي المفاجئ ونصائح الأطباء له بعدم الاستمرار في التمثيل، الفيلم فاض بالمشاعر الإنسانية علي مدار ساعة ونصف، يتطرق الفيلم الى العلاقة بين الثنائي حيث العمل والحب والصداقة وخفة الظل ، ومن ناحية أخري الشجار والغيرة والمرض والفراق، ثم العودة من جديد ، إمتدت صداقة لوريل وهاردي لنحو 3 عقود حتى نهايتها يوم 7 آب/أغسطس سنة 1957 حيث فارق أوليفر هاردي الحياة عن عمر يناهز 65 سنة عقب إصابته بجلطة، وحال سماع "ستان لوريل" لهذا الخبر، إنهار و كان مريضا حينها لدرجة أنه لم يتمكن من حضور جنازة صديقه ، وخلال ما تبقى من حياته، لم يتمكن ستان لوريل من التأقلم مع خبر وفاة صديقه فاعتزل التمثيل نهائيا ورفض الظهور مجددا بأي عرض دون صديقه هاردي!. ومن خلال رسالة لجماهيره ، أعلن لوريل أنه يشعر بالضياع دون صديقه الذي عمل معه ثلاثين سنة وإلى حدود تاريخ وفاته يوم 23 شباط/فبراير سنة 1965، خصص ستان لوريل وقته للمعجبين ليحدثهم عن فترة عمله مع أوليفر هاردي ويجيب على رسائلهم المتعددة التي انهمرت عليه ، ويظهر السؤال الأهم هل استمرار الثنائي معا لأعوام طويلة نابع عن صداقة حقيقية أم إنها شروط السوق الإنتاجي والتسويقي التي تكون رغبات الجماهير العامل الأساسي في هذه المعادلة؟.
تعتبر ثيمة الصداقة هي إحدى أكثر الثيمات أو الموضوعات شيوعاً في الأفلام السينمائية، لكونها علاقة إنسانية تحتمل بناءات درامية خصبة نفسية واجتماعية، وهي حاضرة وبقوة من خلال فيلم "ستان وأوليفر"، فقد عرض الفيلم لطبيعة علاقة الصداقة ما بين الثنائي الشهير، حيث جمعتهما سنوات طويلة من العمل والرفقة والسفر، أمام الكاميرا وخلفها، وجاءت نهاية الفيلم لتؤكد أهمية قيمة الصداقة واستمرارها رغم وقوع بعض الخلافات. في فيلم " ستان و أولي "اختار المخرج ان تكون أحداث فيلمه مزيج من التراجيديا والميلودراما لإظهار الجانب الخفي في حياة أشهر ثنائي كوميدي لكن النهاية التي اختارها المخرج جون بيرد كانت مبهجة مرحة تظهر الحالة التي شاهدها الجمهور من الثنائي أمام كاميرات السينما وعلي المسارح خلال مشوارهما وهي بالتأكيد عكس الصورة التي قدمها طوال الأحداث وهذا سبب آخر لعظمة الفيلم ، الفيلم إنتاج إنجليزي- كندي مشترك للمخرج الإنجليزي جون بيرد والفيلم من بطولة الممثل الأمريكي جون رايلي الذي ترشح عن دوره بالفيلم لجائزة غولدن غلوب كأفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي، أوضح مؤدي دور هاردي الممثل جون س. رايلي الذي صنع شهرة له خصوصا بمشاركته في "شيكاغو " و"غانغز أوف نيويورك"، خلال حلقة نقاش :"لم يكن الهدف إعادة أفلامهما لأنها موجودة أصلا أو سرد ما يمكن أن نجده عبر موسوعة ويكيبيديا في خلال عشر ثوان عبر الهاتف ، لكن العمل يسلط الفيلم الضوء على أمور لم يكن أحد يعلم بها باستثنائهما". ونجح كل من "جون س. ريلي" و "ستيف كوغان" في إعادة الحياة لهذا الثنائي، سواء في الحياة أو على المسرح ، وفي الفيلم يقدم ستيف كوجان وجون سي رايلي أداء لافتاً ، وقد أبديا شغفاً عالياً في أداء شخصيتهما بالاشتغال عليهما من الداخل ، وكان التجسيد الحرفي للشخصيتين الحقيقيتين آخر ما فكر به كوجان ورايلي، فبدا الماكياج والأزياء ولاسيما قبعات الثنائي الشهير جزءاً ثانوياً في تجسيد شخصيتي لوريل وهاردي، إذا ما قورن الأمر باعتمادهما على لغة الجسد وعفوية تصرفاته وتشنجاته النفسية، وعلق الممثل (جون س. رايلي) عن الفيلم قائلا "الكيمياء أمر يتحدث عنه الناس كما لو أنها زخات مطر غامضة تهبط على بعض المختارين ، لكن في الواقع هذا الأمر موجود وقد نجحت مع الممثل ستيف في تحقيقه بالطريقة عينها للوريل وهاردي من خلال الثقة المتبادلة واكتشاف الآخر مع الوقوف بجانبه ومساعدته في كبوته ولقد أنجزنا هذا الفيلم بجزء كبير منه لتوجيه التحية لهذين الرجلين اللذين لم يحظيا بالتقدير الذي يستحقانه".
عُرض الفيلم تجاريًا في مطلع العام الجاري (2019) وترشح لأكثر من عشرين جائزة من بينها ثلاث جوائز "بافتا" (جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام) وهي: أفضل فيلم إنجليزي للعام، وكذالك جائزة أفضل ممثل للممثل الإنجليزي ستيف كوجان، وأفضل مكياج. وظهر النجمان بأحد مواقع التصوير الخارجية بوسط لندن، حيث كانا متنكرين في الشخصيتين لدرجة تجعل من الصعب التعرف على ملامحهما الحقيقية ، يجسد لوريل وهاردي العصر الذهبي للسينما الصامتة في نهاية العشرينات وأيضا بدايات السينما الناطقة إلى أن أصبحا من أبرز نجوم الفن السابع في العالم في أواسط الثلاثينات". أداء مميز رائع من الثنائي ستيف كوجان وجون رايلي في دوري لوريل وهاردي صعوبته تكمن في عدم توافر مواد أرشيفية للثنائي خلف الكاميرا، فقد كان من السهل تقليدهما أثناء أداء الأفلام والمسرحيات لكن هذا لم يكن لكي يتماشى مع دراما الفيلم الذي يتحدث عن لوريل وهاردي خلف الكواليس، فالثنائي كوجان ورايلي أطلقا العنان لرسم شخصيتي أشهر ثنائي كوميدي من جانب تراجيدي، لا يعرف الجمهور أن الأداء الكوميدي للوريل وهاردي كان يخفي جانب اخر مأسويا في مشوارهما لا ينتبه او يتخيله المشاهدين . أمضى فريق التمثيل ساعات طويلة في تجربة الملابس والأطراف الصناعية التي تم تركيبها لتقريب شكل الممثلين من الثنائي الشهير، كما حاول النجمان قضاء وقت معا كي يكتسبا عمق العلاقة التي ميزت لوريل وهاردي وكانت سببا في نجاحهما في صداقة الثنائي لوريل وهاردي واختبار تلك الصداقة في أيامهما الأخيرة الصعبة ، وتتبع "قصة كفاح وعلاقة بين صديقين قديمين صودف أن يكونا اثنين من أكثر الشخصيات الكوميدية شهرة في تاريخ هوليوود" على حد تعبير مخرجه جون س. بيرد، واستطاع ايضاً في إستثمار هذا الأخير لنجوم فيلمه ، سواء لقدرات الثنائي الذي أدى الشخصيات التمثيلية "ستيف كوجان" و "جون سي رايلي" ، أو للمكانة الأثيرة في قلوب الناس للثنائي التمثيلي ستان لوريل وأوليفر هاردي اللذين يروي الفيلم حكايتهما ، وهي حكاية صداقة و كفاح.
4882 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع