د.منير الحبوبي
الهويدر وذكريات ام علي
أم علي زوجتي قبل ايام كانت زعلانه وگالت اشو ابو علي انت بس تكتب عن طفولتك وصباك وعن العراق وعمرك ما كاتب على الهويدر مدينتي ومسقط رأسي فگلتلها يا معوده أتدللي غاليه والطلب رخيص وماكو أحلى من أن اكتب عن الهويدر وناسها وهم أعز وأطيب ناس وهي قرية جميله ووديعه وآمنه ولا تبعد كثيرا عن بعگوبه مدينة النخيل والفواكه والحمضيات وكان الكثير من أعيان النظام الملكي آنذاك يزورونها فلهذا سعيت هنا لأكتب هذه الكلمات البسيطه عن ذكريات طفولة ام علي والتي هي ايضا مرآة او ملخص بسيط لطريقة العيش بهذه المدينه الريفيه.
يوم كان عمر ام علي حوالي ثمانية سنوات حيث كانت تلعب مع أخيها على مرجوحه معموله من خشبه هي بالحقيقه نصف جذع نخله متمركزه في وسطها على حجر او طابوگ وهي كانت تجلس من جهه وأخيها من الجهه الأخرى للجذع وخلال اللعب ترك اخيها مكانه على الجذع للمرجوحه فجأة فسقطت ام علي البنت الصغيره على الأرض وأنكسرت يدها ووقتها كان أخيها بعمر ثماني سنوات حيث في هذا اليوم ظل مهزوم من البيت ولم يرجع خوفا من العقوبه
وحيث بالهويدر منتصف القرن الماضي لم تكن متوفره بشكل سهل المستشفيات او المستوصفات بالقرى والريف والمدن الصغيره فقد تم معالجة الكسر من قبل الحداد رحمه الله في مدينة بهرز حيث ارجع العظم المكسور الى مكانه ثم دهن الساعد بالبيض وربط الساق بعدة قطع خشبيه ولفها وربطها على العنق وبعد اسبوعين رجعت الأيد سالمة مثل الأول والحكايه هذه حدثت تقريبا بسنة 1958 وحسب قول ام علي ظلت اسبوعين تعاني من الام مبرحه ومؤلمه جدا حيث تنام قليلا من الليل وحيث لا طبيب ولا مستوصف قريب منهم آنذاك
ومن ذكرياتها ايضا وهي بالصف الثاني ابتدائي هو هزيمتها من المدرسه لأنها خافت من ان يتم ضربها بالأبره حيث كانت وزارة الصحه تبعث بمنتسبيها لتلقيح التلاميذ بالمدارس وحيث انها رأت الممرضه تزرق الأبره بأيادي رفيقاتها وهم يبكون فهربت من المدرسه وغضبت منها المديره السيده فضيله محروگ ام أخلاص رحمها الله وارسلت خلفها الفراش الله يرحمه السيد او الحجي وهاب ان لم تخنها الذاكره ..وركض خلفها كثيرا بالشارع ولم يستطع مسكها وفي اليوم الثاني قامت المديره بمعاقبتها عقوبة شديده ولم ينفع لها كونها كانت بنت مفتش بدائرة المعارف
وكذلك بعمر حوالي التسعة سنوات لا تنسى انها في يوم من الأيام وبعد خروجها من المدرسه ركضت وراء باص الأمانه للعوده الى الهويدر حيث المدرسه تقع في منطقة الدوزه ولكنها بالركض ومسك يدة باب المصلحه لم تنجح بصعود الباص والباص طبعا كان يسير فسقطت على الأرض وظل الباص يسحلها على الأرض لعدة امتار وسال الدم من رجليها وبعد ان عرف الوالد بما حدث أكلت بسطه ممتازه باليوم التالي
وهي ايضا لا تنسى انها كانت تلعب الدعبل مع الأولاد وتحط الدعبل بشليلها وهي البنت الوحيده لأهلها مع خمسة اخوه وطبعا ولأمانة المعلومات فهي تحب وتعشق الهويدر ولم تنساها يوما في حياتها وهي تحتفظ وعندها ذكريات عن مدينة طفولتها لا تنمحي من ذاكرتها وخاصة عن كل اهالي الهويدر وتعرفهم واحد واحد وأعتقد ان رأسها وذاكرتها أصبحت كالسجل المدني لمدينة الهويدر فأذا لا سامح الله وحصل شيء ما سبب تلف الجل المدني فيمكا لأم علي ان توثق ذلك لهم
وفي بيتهم كان يوجد بط خضيري كثير وهي كل صباح تذهب لقفص تواجد هذا البط لجمع البيض ذو القشره المائله الى الخضره كل صباح قبل الريوگ وهي تتذكر انها مع الوالده الف رحمة الله عليها كانوا يتركون البط يذهب لوحده الى ساگية النهر قرب بيتهم والتي اسمها ساگية علياغه او بالأصل علي أغا والبط لوحده وبنفسه مساءا يرجع للبيت اي هم لا يذهبون للبحث عنه وكذلك هي لا تنسى انها كانت تسبح بالنهر مع البنات وهن لابسات العبي بعمر حوالي عشرة سنوات او اكثر حيث العبايه بالماء تصبح كالبرشوت
وهي تتذكر ايضا انها حينما اصبح عمرها حوالي اثنى عشر عاما او ثلاث عشر عاما كانت لا ترغب بلبس العبايه والذهاب للمدرسه ولكن والدها المرحوم اجبرها على لبس العبايه
وهي لا تنسى ايضا مراسيم عاشوراء في مدينتهم وخاصة التشابيه حيث ان احد اخوتها يتشبه بالشمر وكم من الأطفال كانوا يكرهوه بسبب دوره المشؤوم تاريخيا وهي ايضا لا تنسى ابدا خلال ايام طفولتها السيده فتحيه ام علي رحمة الله عليها حيث كانت هذه السيده الفاضله هي من تقوم بخبز الخبز بالتنور في تنور بيت ابو ظافر وكانت بالاخير تعطي او تخبز حنونه او گرصه صغيره وتعطيها لأم علي بنت الهويدر وكذلك هي لا تنسى وجود چلاب أثنين والذين تمت تربيتهما عند بيت خالها رحمة الله عليه وهما الچلب الذكر ويسمى بگوع والجلبه الأنثى واسمها ذيبه
ختاما دعائنا يا رب تحفظ الهويدر وأهاليها وتعيش هذه المدينه كالأيام الجميله السابقه اواسط القرن الماضي حيث البرائه والوداعه والناس تحب بعضها البعض
https://www.youtube.com/watch?v=tt9IxS80gMI
https://www.youtube.com/watch?v=CZGg8eZbkSg
1113 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع