د.منير الحبوبي
ذكرياتي مع السينما
قبل حوالي ثلاثين عاما وانا في بلاد الغربه بعيدا عن الوطن سمعت بوجود فلم يحمل اسم قهوة بغداد ويعرض على العديد من شاشات السينما ووقتها كنت مشغول جدا بالبحوث ودراساتي وما عندي وكت احك راسي مثل ما يگولون قررت مع ذلك الذهاب للسينما ومشاهدة هذا الفلم الذي يروي قصه عن بلادي العراق الحبيب وبالذات عن بغداد وكنت اتسائل مع نفسي ما هو الموضوع الذي سيتطرق عنه الفلم هل هو عن گهاوي بغداد؟ وهناك طخت براسي فكره كنت سامع بها عن ان مؤرخ شرقي زار الكثير من دول العالم وفي كتابه يتكلم عن انطباعاته للمدن التي يزورها وقيل لي انه كتب عن بغداد قائلا هي مدينه يوجد بها بين كل گهوه وگهوه أكو گهوه
وقبل دخولي لدار السينما تفاجأت بأن لا توجد اي صوره عن بغداد على يافطات الفلم المعلقه على جدران واجهة السينما ولكن مع ذلك قلت هذه ليست مشكله وان المهم اشوف الفلم ,
وهناك كانت الصدمه فالفلم لا علاقة له ببغداد على الأطلاق والتسميه للفلم هكذا اتت من حيث الصدفه ربما حيث يوجد فعلا قهوه بالصحراء الأمريكيه قرب لاس فيگاس التي مناخها الصحراوي الحار قد يذكر او له علاقه بحرارة الصيف اللاهبه بالعراق وان أحداث الفلم تدور حول هذه القهوه وكان الممثل جاك بالانس الذي احبه منذ ايام الطفوله بطلا بالفلم وطيا رابط يمكن النقر عليه لسماع اغنية الفلم الجميله,
https://www.youtube.com/watch?v=brSbk2dq75k
وفي ذكريات اخرى قررنا انا وزوجتي قبل عشرين عاما او اكثر الذهاب الى السينما حيث الكثير يتكلم عن فلم جميل جدا اسمه - امراء المحابس- ويجب مشاهدته حيث فيه ولأول مره استخدمت تقنيات فنيه رائعه فذهبنا وكان الفلم ممتع جدا وفي اليوم التالي وانا بالمختبر اتصلت بي زوجتي لتخبرني باننا انلعبنه لعبه كلش حلوه وطريفه البارحه فقلت لها شنو القصه أحچيلي ام علي أشسوينه ؟ تره مذهبي طاير وانتظر نتائج تجاربمختبريه والشغل ليس على ما يرام !!! فقالت لي انها بالشغل وزميلاتها بالعمل سألوها عن احداث الفلم لكي يعرفوا قصته قبل الذهاب اليه وعندها ام علي شرحت لهم جزء من الأحداث فتفاجأ الجميع وسألوها ام علي يرحم والديچ هل انت فعلا شاهدت الفلم وذهبتي للسينما ام ماذا؟
وهنا بعد اخذ ورد افتهموا جماعتها بأننا خطئا شاهدنا فلم آخر ايضا قوي واسمه - هاري پوتر ومدرسة السحره - فضحكنا كثيرا على انفسنا وعلى هذه المسخره التي وقعنا بها حيث اننا صحيح دخلنا دار السينما ولكن في كل سينما يوجد حوالي عشرة صالات او اكثر لأفلام مختلفه تعرض بنفس الوقت ويبدو اننا أخطأنا بأختيار الصاله فدخلنا في صاله بها فلم آخر
ومن ذكرياتي ايضا حيث كان عمري حوالي خمسة عشر عاما وكنت اساعد ابي بعمله كبزاز في سوق الصدريه وأذا بصديق عزيز لي لم اراه منذ عدة سنوات وكان صديقي بالمدرسه الأبتدائيه وبيتهم ليس بعيد عن بيتنا بمحلة الگبي بالصدريه قرب جامع سراج الدين فطلب مني ان اذهب معه الى السينما لانه يوجد فلم كلش حلو وكله بوكسات ويريدني ان اذهب معه فتفاجأت وانصدمت من قوله هذا لأنني باليوم السابق حلمت ليلا بأنه اجه عليه وطلب مني الذهاب للسينما
وهنا من صدمتي بهذه المفاجأه سألته وبأي سينما تريد ان نذهب والسينمات كانت عديده فقال لي بسينما الفردوس الموجوده بساحة الوثبه بشارع الكفاح فتعجبت من هذا وقلت له من المستحيل ان اذهب الى هذا الفلم فقال لي ولم لا ؟ فقلت له بأني البارحه حلمت بالذهاب الى هذه السينما معاك والمشكله انني بالحلم سقطت بالدرج من الطابق العلوي لها فتعجب هو ايضا ومع ذلك ذهبنا لنفس الفلم ولنفس الصاله وكان كل حرصي ان لا اقع وفعلا لم اقع وللعلم احب ان اذكر اني بعمري لم اخرج يوما مع هذا الصديق مسبقا الى السينما اي هي ليست حدث حاصل مسبقا
حوادث اخرى لي بها ذكريات عن السينما بالعراق وتتعلق مثلا بفلم زد والذي اثار ضجه كبيره في بغداد بداية السبعينيات وأحداث القصه تتناول مقتل رئيس حزب يساري باليونان من قبل النظام الحاكم اليميني وان المحقق وهو الممثل الفرنسي ايف مونتان كشف الاعيب المخابرات وكيف ان القضيه اغلقت وسجلت ضد مجهول وللعلم ان لم اخطأ كانت دار العرض للفلم في بغداد هي سينما اطلس واستغل الشباب المعارض لنظام الحكم آنذاك فرصة طفي اضوية الاناره بالصاله ليبدؤا بهتافات سياسيه ضد نظام الحكم وضد كبت الحريات مما اضطر الشرطه لأعتقال العديد من الشباب الثوري اليساري وأغلقت السينما لفتره معينه من الزمن ومنع عرض الفلم بالصالات السينمائيه الأخرى وهذا ما احدث ضجه في بغداد بين الشباب آنذاك
ولي اخ كريم ذكر لي قصتيتين حدثتا ايام حكم احد الرؤساء العراقيين بالستينيات وكان يعرف او يكنى بحجي مشن ومعارضيه بالسينمات كانوا ينتهزون الفرصه ليهتفوا ويرددوا حجي مشن سفت أپ...راح المصر جاب گح.ب عذرا من التسميه الغير لائقه ولكنها حصيلة حاصل وروى لي قصه اخرى حصلت ايضا بالستينيات حيث كان رئيس الوزراء العراقي عليه شبهه كبيره بأنه وراء اختلاسات كبيره من اموال الدوله والتاريخ اثبت بعد ذلك انه كان رجلا نزيها ولم تمتد يده الى المال العام ولكن المهم انه اتى تكريما مدعوا لزيارة اول فلم عراقي عمل بالزمن الجمهوري واسم الفلم الحارس وهو كان جالس بالطابق العلوي للسينما بالمقصورات وفي لحظه معينه بالفلم يبدأ الحارس بالنفخ بصافرته ويصيح هذا منو الباگ البيت فالجماهير والشباب السياسي الذي كان موجودا بالسينما بالطابق الأرضي فكلهم ينهضون ويشيرون بأيديهم للأعلى حيث كان جالس رئيس الوزراء هناك
من ذكرياتي عن السينما ببغداد قديما هي موقع اللوج للعوائل بكل السينمات حيث هذا العرف غير موجود حاليا حسب علمي ان لم أخطأ وكذلك التدافع الرهيب ببعض الأحيان بين الشباب امام كابينة قطع التذاكر وخاصة ان كان الفلم قوي جدا وكثير من الناس يريدون مشاهدته وكلما اتذكر السينما فلا انسى المشهد التلفزيوني الشهير المتعلق ب ++نارك حبيبي نارك++ وكذلك بعض الاحيان دخولك للصاله والفلم بادي ولا ترى الطريق فيصطحبك الشخص المسؤول وهو حامل للتورچ لايت لكي تذهب الى المكان المخصص لك بالكراسي
وكذلك اتت مرحله علينا وكل الصالات تعرض افلاما هنديه على كل الصالات وكم كانت الأفلام الهنديه طويله تتجاوز الثلاث ساعات بعض الأحيان كاليتيم وفلم سنكام وعندما تخرج من السينما تكون عيونك حمر ومدمعه من البچي وكم مره بالسينما تعثر بالدرجات وتوگع ولا انسى قديما جدا ببداية الستينيات حيث توجد الأستراحه وسط الفلم اي يتوقف العرض والكل تذهب لشراء المشروبات الغازيه او الحلويات والشاميه او ما شابه ذلك وكذلك كان بالسينما عامل يحمل على صدره اشبه ما يكون بالچمبر ويصيح بالعباره الشهيره حب چگاير علچ والتي تطورت بالأخير لتشمل النستلات ايضا
وكذلك لا انسى بعض الأحيان اصوات بعض الشباب وهم يصيحون أعور أعور والصفير ولم اكن اعرف سبب ذلك بالأول ولكن بعدين افتهمت ذلك وسريعا والحمد لله وكم كان مألوفا حينما احدهم يرى فلما بالسينما فيأتي لأصحابه ويروي لهم الفلم بالألوان وكم هو عادي ان تسمع احدهم يقول لك انه شاهد الفلم عدة مرات لروعته وبالصيف البعض من الرجال الكبار بالسن يذهبون الى السينمات ليس لرؤية الفلم بل ليأخذوا لهم قسط من الراحه وبشويه برد يرتاح وياخذله غفه ومرات يگعد احدهم فجأة عندما يخرج منظر قوي بالفلم وافراد بالصاله يبدئون يصيحون ويهتفون
ولا انسى ايضا حينما كنا اطفالا ان نشتري بطاقات بسعر 40 فلس بالخانه الأماميه القريبه من الشاشه حيث بعد انتهاء الفلم تظل توجعك رگبتك چم يوم وكذلك لم انسى مشكلتي حيث كنت اتساؤل ما المقصود بالفلم سكوب ملون ؟ ولم افهمها الا بعد سنوات وكذلك لم انسى التحول الرهيب في اختيار الأفلام فبعد ان كنت ايام الطفوله لا ارى الا افلام الكابوي والهنود الحمر وافلام المعارك والأبطال السبعه والفرسان العشره وشمشون وهرقل تحولت الى رؤية افلام جميله ورومانسيه حيث اصبح عمري حوالي ستة عشر عاما ولم افهم هذا لحد الآن !!!!!ههههههه
أخيرا وليس آخرا فالذكريات حلوه وهي مجال للهروب من واقعنا الحالي والأليم والمظلم للعيش بلحظات الماضي والصبا وهنا وانا اكتب بمقالتي هذه عن السينما اتذكر وكان عمري حوالي العشرة سنوات وأجه العيد ولأول مره والدتي تشري لنا اربطه انا وأخي من نوع يتم تعليقه بواسطة بلاستيك بياخة القميص اي هو لا يربط بشكل عقده كما نعمل حاليا وكم جميل بالمناسبه ملابس العيد حيث يتم تغييرها كلها كل عام وبالعيد كنت اذهب مع اخي الى اقرب سينما من بيتنا بالصدريه وهي سينما الفردوس,
وبالعيد عدد عروض الفلم غير محدوده وفلم بط,ز فلم ولا يوجد استراحات وحينما تدخل فلا يوجد لك مكان على كرسي بل بالعيد انت واگف بالممرات والزحمه والخنگه قاتله وبعض الأحيان تدخل واذا بالفلم بادي گبل دخولك بنص ساعه وماكو مشكله بمتابعة الفلم طالما ان الولد بطل الفلم سيصل وهو على حصانه ويلعب بالمسدسات مالته الثنين لعب وحينما يقتل الهنود الحمر اصحاب الأرض الفعليين والحقيقين ننتعش حيث هذا المبدأ العقيم في نشر الثقافه آنذاك
ولا اخفيكم سرا وهو حينما يجي الولد الكابوي يركض على حصانه والموسيقى تصعد من كل انحاء السينما ومن بعد كيلومترات يجندل الرجال الواحد بعد الآخر وحتى الطير الطاير رصاصاته لا تخطيهم والتصفيق الحاد له بالسينما لا ينقطع وكأنما هو ابن عمك وجاي يخلصك من الهنود الذين هم محاصريك وبعد لحظات راح يگصون جلدة راسك
وهكذا ينقذ الجميع هذا الكابوي الأبيض وتطلع من السينما مرتاح وتفكر تروح الى فلم آخر وكذلك تفكر بسرد الفلم الى باقي اصدقائك ولكن مشكلتي بهذا العيد كانت هو انني حينما خرجت فرأيت بأن احدهم باگ رباطي من عنقي فسبيته كثيرا بگلبي وجعل العيد تعيسا عليّ وقتها وكم تمنيت لو مسكت هذا الذي باگ رباطي وأن اكتله الكلب ابن السطعش كلب,
4750 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع