د.منير الحبوبي
أشخله شعبان بگلب رمضان!! غير الجوع والعطش
ففي شهر شعبان تعمل البيوتات والنساء على تقليل الأنفاق بهذا الشهر تحسبا واستعدادا لشهر رمضان الكريم القادم بعد شعبان اي انهم سوف يقللون من الأستهلاك في شعبان لكثير من المواد الغذائية والعينية ليتم انفاقها في شهر رمضان وهي من مجمل تركته التي سيرثها من بعده شهر رمضان..كما ان رمضان سيرث كذلك الصوم عن تناول الطعام والشراب لمده لا تقل عن ستة ايام صوم خلال شهر شعبان اي ان شهر شعبان من ضمن تركته التقتير والجوع والعطش او بعباره اخرى في رمضان نجوع ونعطش طيلة النهار ولكن ليلا نأكل احسن الأكلات ونشرب العصاير في حين في شعبان هم نصوم ونعطش وماكو بالليل وجبات رمضان
والتفسير الأخر هو ان الناس وخاصة ربات البيوت يصرفن الغالي والنفيس وكل ما يذخرن طيلة العام من مصروف من اجل شراء كل ما يحتاجه شهر رمضان من عمل مأكولات فترى النساء بشعبان يذهبن ما بين يوم وآخر الى سوق معين في بغداد لشراء متعلقات كذا اكله والتي لا تباع الا في كذا سوق وهكذا ايضا ترى بعض النساء يتقتصدن في عمل بعض المأكولات بشعبان فتكون وجبات الطعام اما غير غير كافيه او ليست طيبه وكأنهم يجوعون قبل رمضان ويأتي رمضان وبه صوم وجوع فكأنما قدوم رمضان يزيد الطين بله
وفي تفسير مماثل او مشابه للمثل اشخلف شعبان بگلب رمضان..غير الجوع والعطش واقتبسته من الأنترنيت فهذا المثل يضرب لتبيان الضرر الذي لحق مثلا بعامة الناس بفعل الخطأ الذي عمله شخص ما سواء عن قصد او دون قصد والمقصود به هنا هو الخطأ الواقع بفعل حساب توقيت شهر شعبان فقد افترض او تقرر ان شهر شعبان بدأ بيوم قبل موعده الحقيقي وبأنتهاء الثلاثين يوم منه يصادف بعض الأحيان ان السماء غير صاحيه اي مغيمه فلا يمكن رؤية هلال رمضان ومع ذلك فمن البديهي ان يبدأ الناس صيامهم ولكنهم يكتشفون بعد ذلك انهم صاموا خطئا بداية رمضان اي غرة رمضان وأنه ما كان عليهم الصيام هذا اليوم اي انه كان آخر ايام شعبان . للعلم الناس بشعبان قبل قدوم رمضان يبدؤون بالصوم به كصوم الأثنين والخميس او يصومون الليالي القمريه او البيضاء 12 و13 و14 منه وهذا يعني انهم صامو ايام كثيره في شعبان وأنهكهم الصيام به فتصور حالهم ووصول وقدوم شهر رمضان بعباره اخرى صوم هذا اليوم الاخير من شعبان يعني اننا صمنا يوم اكثر واننا جعنا يوم اكثر .
طبعا للخلاصه المثل يضرب لسابق يمن على لاحق بما لا يصلح ان يكون محل المنه ولا ينبغي على اثره المطالبه بالجزاء والشكر والمثل ايضا يضرب للمسئ الذي لا يترك بأسائاته المتكرره ما يشفع له او يبرر الرفق به وللعلم ايضا البعض من الناس تنطبق عليهم هذه الاوصاف مثل ما تنطبق على شهر شعبان..فهؤلاء لا ترث او تحصل منهم غير المصائب والمشاكل..فعندما يأتي ذكر احدهم يكون المثل حاضرا في البال والخاطر وكأن القائل يقول..ماذا كسبنا منهم غير الألم والأذيه..مثل ما كسب شهر رمضان بعد انقضاء شهر شعبان سوى الجوع والعطش
حلت بين ايدينا احلى ايام العمر ايام رمضان الخالده وحين اتكلم عن رمضان فأتكلم عن رمضان طفولتنا وليس رمضان هذه الأيام ,رمضان كان العباده والسجود وكان الأفطار الشهي أفطار الوالده فالمطبخ كان كورشة عمل طيلة النهار لأمهاتنا فتراها تعمل المستحيل لتثيب ابو بيتها وتثيب ابنائها على صيامهم والأستجابه الى دعوة الرحمن صوم ايامه وتذكر جوع الفقراء فكانت الأمهات ما ان فرشت السفره للأفطار فكلنا تجمعنا حول الصينيه وكم هي لحظات صعبه عدم وصول الأب بالموعد وكلنا گاعدين داير مداير الصينيه وحال وصول الأب فأبنائه وبالحقيقه الكل تنتظر وصوله وما اجملها من لحظات وصغارنا الأخوات يتلقين الأب كالملائكه فيرفعهم الوالد ويقبلهم ويحتضنهم ومن المستحيل ان يأتي الأب في تلك الأيام ولا يحمل معه كيس لأسعاد اهله وابنائه
قبل ان نبدأ بالفطور فالوالد يسأل الوالده هل اخرجت من الفطور الى بيت فلان او فلان وخاصة من الجيران المعروف فقرهم ؟ فيكون الجواب سيدنه يرحم والديك تم ارسال صينيه او صحن اليهم ولم انسى وهكذا بعض الأحيان يتم الأرسال الى الجامع وايضا الجوارين يرسل احدهم للآخر وجبه طيبه ليكرم بها جاره
كذلك ايام هذا الشهر الفضيل تتصف بأجتماع الوالد بأبنائه اكثر مما هو معتاد ويقص عليهم بعض القصص الدينيه من سيرة المصطفى والصلاة جماعيه الهدف منها تعليم الصغار على الصلاة وما احلاها ايضا ببداية الستينيات حيث اطفال الحاره يجتمعون ويغنون الماجينه ويطرقون باب كل بيت بالحاره وما احلاها من كلمات ومن ترحيب ومن بعض المواقف المضحكه بعض الأحيان
لا انسى ايضا حلويات الزلابيه والداطلي والبقلاوه وبداية الفطور بأكل التمر وكل ما لذ وطاب وعصير التمرهند واللبن بالزبده برمضانات الصيف والتمثيليات الدينيه وأبو القاسم الطنبوري وجحا وابو الفوارس ولعبات المحيبس كسباقات بالتلفزيون بين اكثر من حي وسماع القرآن الكريم قبل الأفطار والله الله ما اجمل سماع مدفع الأفطار ودعاء الأفطار وأنت تأكل وتسمع أغنية صباح وفؤاد المهندس : الراجل ده حي گنني
https://www.youtube.com/watch?v=t7-8BCP8Kzo
وكم هو جميل تكرار القول من بعد الأب قبل البدئ بالأفطار
اللهم لك صمت,,,ولصوم غد نويت,,,وعلى رزقك افطرت
السفره للفطور آنذاك كانت دائما على الأرض والصينيه كانت كبيره جدا وما احلاها شتاءا وأنت تبتدئها بشوربه خفيفه وشويه تمر ولبن ولا ادري لم كانت ليالي رمضان احلى شيء بالوجود فالاولاد كانوا يلتقون بأصدقائهم اولاد الحي وكان مسموحا لنا البقاء ليلا اكثر من باقي الأيام واكثر الأولاد يتجمعون قرب البيت الذي امامه يوجد گلوب الشارع وبعض الاحيان يلعبون المحيبس وفي هذه الأيام ايضا نسمع اكثر من بقية الأيام سوالف الجده ولا انسى ايام النوم وقتها ليلا بالسطح حيث السماء متروسه ترس بالنجوم اللماعه حيث السماء كالحليه وليست كسماء هذه الايام حيث التلوث البيئي والضوئي
وأحب هنا ان اذكر بنص اغنية الماجينه التي كنا نتغنى بها ليالي رمضان:
ماجينه يا ماجينه حل الچيس وانطينه
تنطونه لو ننطيكم بيت الله نوديكم
ربي العالي يخليكم
تنطونه كلما جينه
يا أهل السطوح تنطونه لو نروح؟
وهناك اهزوجه اخرى تغنى عن شراب القمر الدين الذي هو اطيب شراب لون الحنة قمر الدين - شربت منه قمر الدين. بسحورك تشرب كل حين - لون الحنة قمر الدين. لف العرايس ملفوف - والصايم أصبح ملهوف. لمن ينظرك ويشوف - خدك وردي وي اللبن. بالماء تذبل وتذوب - وللصايم أنت المحبوب. بسحورك أطيب مشروب - يا محبوب الملايين. أسمك مزيج من أثنين -الأول گمر (قمر) يضوي زين. والدين نور الكل عين – صحي و عالصايم تعين.
وفي وصف استعرته من الأنترنيت وشكرا مقدما للكاتب وهاب شريف لوصفه الجميل الرائع فيقول :
من الملفت للنظر ان العراقيين منذ قديم الزمان يحتفلون بهذه المناسبة الرمضانيه على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم ومن الأناشيد المحلية في العراق بهذه المناسبة وباللهجة العراقية: ماجينه يا ماجينه - حلي الجيس(الكيس) وأنطينه (أعطينا). حلي الچيس للطالب - وأنطي (أعطي) للذي راغب. جينا لك تره أنطالب - وأفلح للطالب أتعينه. يهل (يا أهل) السطوح تنطونه لو أنروح ؟- تنطونه لو ننطيكم - رب العالي يخليكم - لبيت مكة أنوديكم. يهل السطوح - تنطونه لو نروح ؟. لا تحاول أبسد الباب - تعرفنه أحنا أصحاب. خلينا لك أحباب - والصحبة صارت زينة. يهل السطوح - تنطونه لو نروح ؟.
ويقول الأستاذ وهاب شريف الباحث في تراث وفلكلور الشعوب ان اصل كلمة الماجينه هي (لولاك ما جئنا ) وهي الكلمة التي كان يرددها اصحاب الرسول ( ص ) وامير المؤمنين ( ع ) عند زيارتهم دار الامام علي ( ع ) لتهنئته بمناسبة ولادة الامام الحسن ( ع ) التي تصادف في ليلة النصف من رمضان
ومن الأكلات والمشروبات الرمضانيه الشهيره هي:
تمن على رشده
هي أكله رمضانيه تؤكل بالسحور والرشده هي عباره عن عجين يعمل على شكل ظفاير ولكن اسمك من الشعريه وتحمس بالدهن ويتم خلطها مع التمن
شربت نگوع
وهو شربت المشمش المجفف نگوع ونواته داخله اما الطرشانه اي المشمش المجفف فيكون مخلوع منه نواته ويشرب بالسحور وبعضهم يشربه بالفطور في رمضان ويتم شربه بعد تنگيعه بالماء والتسميه نگوع قادمه من تنگيع المشمش المجفف بالماء قبل ساعات من ازالة النواة منه ومن ثم هرسه مع الماء واضافة السكر عليه مع اما ماء الورد او زهر البرتقال اي هو مثل شربت القمر الدين ولكن هذا الاخير هو مغلي المشمش والمعالج كيمياويا ومضافا له محتمل النشا ومواد حافظه كيمياويه ومعمول على شكل طبقات خفيفه اي رقيقة السمك
واما دور المسحرچي فمعروف للكل ومجلة الگاردينيا مكرمة نشرت موضوع جميل يخص هذه المهنه الرمضانيه وكل رمضان وانتم باحسن حال واتم صحة ..جعلكم الله ممن يفوزون بثواب الشهر الكريم وفي آخره سنقول عساه بعواده اي نتمنى عودته سريعا ان شاء الله..
1117 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع