حكاية مفوض الأمم المتحدة في بغداد في فيلم "سيرجيو"

                                               

                            علي المسعود

         

حكاية مفوض الأمم المتحدة في بغداد في فيلم "سيرجيو"

فيلم "سيرجيو" أطلقته شبكة نتفلكس في شهر ابريل الماضي ، الفيلم يمتحور حول شخصية مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، "سيرجيو فييرا دي ميلو" البرازيلي الجنسية الذي عمل دبلوماسياً لدى الأمم المتحدة لمدة 34 عاماً وفي دول عديدة كان آخرها العراق . والذي إنظم إلى فريق عمل الأمم المتحدة عام 1969 خلال دراسته الفلسفة والعلوم الإنسانية في جامعة السوربون في باريس بفرنسا . وخلال دراسته في جامعة السوربون إنخرط في فعاليات اليسار الفرنسي ، حاصل على درجتي الدكتوراه ويتحدث سيرجيو دي ميلو العديد من اللغات ، منها الإنجليزية، والفرنسية ، والإيطالية ، والإسبانية ، إضافة إلى لغته الأم اللغة البرتغالية . عمل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وترقى حتى عٌين في منصب مساعد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في يناير 1996 . وصِف سيرجيو دي ميلو بأنه ذو مهارة سياسية فائقة وذو رغبة صادقة في تحقيق السلام في أي مكان في العالم . عمل في دول عديدة ساعيا لنشر السلام فيها ، عمل بنغلاديش في مجال اغاثة اللاجئين خلال عام 1971 وهي السنوات التي أعقبت استقلالها عن باكستان ، وفي السودان عمل في اغاثة اللاجئين هناك ، وفي قبرص عمل خلال الأزمة مع تركيا عام 1974 ، وكذالك عمل في موزمبيق حيث عمل فيها لمدة ثلاث سنوات والتي تبعت استقلالها من البرتغال عام 1975. وكذالك عمل في امريكا اللاتينية وفي البيرو بالتحديد وعمل فيها لثلاث سنوات، عمل في كمبوديا مبعوثا خاصا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال أزمة الخمير الحمر ومديرا لعمليات الإعادة للوطن لدى سلطة الأمم المتحدة الانتقالية في كمبوديا ، وفي لبنان عمل بين عامي 1981 و1983 ، وأيضأ عمل في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، حيث عمل رئيسا للشؤون المدنية لدى قوة الأمم المتحدة للحماية في يوغوسلافيا السابقة خلال فترة الحرب الأهلية، وفي تيمور الشرقية خلال اضطرابات تيمور الشرقية التي كانت تابعة لأندونيسيا قبل استقلالها ، وكان العراق عام 2003 في الفترة التي تبعت الغزو على العراق محطته الاخيرة ، حيث اغتيل هناك بحادثة تفجير مبنى الأمم المتحدة الكائن في منطقة القناة شرقي بغداد ، وقد طرحت سيرته في كتاب بعنوان ( مطاردة الشعلة ) ل" سامنثا باور وهي سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة ، وكذالك أنتج فيلم وثائقي عنه وكان بعنوان " سيرجيو " عام 2009 وفي هذا الشهر المنصرم عرض فيلم جديد "سيرجيو " ، وهو دراما ذات وثائق تاريخية تُحاكي شخصية الدبلوماسي الفذ"سيرجيو فييرا دي ميلو" الذي ابهر العالم في حل نزاعات كل أطراف الصراعات في خارطة العالم ، وهو قصة حياة رجل سلام و دبلوماسي وعاشق وفيلسوف، ألا وهو البرازيلي "سيرجيو دي ميلو" الرجل الذي وضع حقوق الإنسان فوق السياسة . والذي كانت الأمم المتحدة تمثل حياته بأكملها و منذ أن انضم إليها في سن الـ 21 حتى اغتياله ، وهو أيضاً قصة التفجير الذي دمّر مبنى بعثة الأمم المتحدة في العراق عام 2003 الذي راح ضحيته اكثر من عشرين قتيل وعلى رأسهم سيرجيو ، الذي نجح لتوّه في إنهاء الحرب في تيمور الشرقية وإعلانها دولة حرة إفتتاحية الفيلم تبدا بتقديم سيرجيو ، بعد تحية المشاهد يقدم نفسه " مرحبا أنا سيرجيو فيرا دي ميلو، أنا برازيلي واشغل حاليا للأمم المتحدة المفوض السامي لحقوق الانسان هذه المنظمة أفضل فرصة ستسنح في حياتك لتحقيق أحلامك ، وعليك ان لاتنسى أن التحديات الحقيقية والمكأفاة الحقيقية للخدمة في الآمم المتحدة في العمل الميداني ، حيث معاناة الناس، وحيث يحتاج اليك الناس ". بعدها يظهر على الشاشة التاريخ ( 19 أغسطس 2003) ودوي إنفجار السيارة المفخخة ، وهو التاريخ الذي أستهدف مقر الامم المتحدة قي بغداد . "سيرجيو" مصاب وتحت الانقاض، والركام وجدار خرسانة فندق القناة يجثم على ساقيه، وطوال الفيلم يظهر "سيرجيو" محتجزاً تحت كمية هائلة من الركام من جراء الانفجار . ومن الحفرة التي احتجز فيها وهو مصاب ، تختلط الاصوات في راسه و الذكريات ، ويعود بنا شريط الذكريات الى لحظة وصوله الى بغداد واستلام مهام عمله الجديد ، ويصدمه حال الشارع العراقي ومعاناة العراقيين بعد الاحتلال الامريكي ، من كثرة نقاط السيطرة والتفتيش والتعامل اللانساني والاسلوب الاستفزازي في التعاطي مع الناس من قبل جنود الاحتلال الامريكي ، الى المعاملة اللانسانية للجنود الامريكان مع المدنيين العراقيين ، تظل تلك الصورة راكزة في ذهنه حتى أنه في اخر اجتماع له يؤكد "اننا في الامم المتحدة لانريد ان نعيد للعراقيين تلك الصورة التي شاهدتها في الشارع . نحن نريد ان نساعدهم في استقلالهم وخروج قوات التحالف من أرضهم ". ورغم سخونة الاحداث في المنطقة وخطورتها ، إلا أنه رفض حراسة الجنود الأمريكيين له ولمقر الأمم المتحدة في بغداد وأصر على مغادرتهم المكان، الذي كان خارج المنطقة الخضراء الحزام الآمن ، و تخلى عن الأمن في المقر الرئيسي في بغداد لأنه لم يرد أن يظن العراقيون أن الأمم المتحدة كانت جزءا من الائتلاف . وهذا أمر نبيل للغاية، إذ أراد للأمم المتحدة أن تكون مفتوحة وأن يتمكن جميع العراقيين من الوصول إليها . في الحفرة حيث موقع الانفجار، ينظر سيرجيو محدقا بوجه زميله "جيل لوشير" (براين ف. أوبراين) ويشدّ من أزره في الصمود من أجل البقاء حيا ، وهو ليس زميل فقط ، بل رفيق درب وهو الذي رافق سيرجيو في مشواره حتى اسماه سيرجيو (ضميره) ، تختلط أمام عينيه الصور، وجه حبيبته كارولينا يتراءى وهي سابحة في البحر، وصورة ولديه وهما يركضان على الرمل ، ثم جلسته في مطعم لتناول العشاء مع صديقته كارولينا التي توسّلته وطلبت منه وهما يتناولان العشاء" أرجوك لا تُطع “بوش” أو “كوفي” إن طلبا منك أن تذهب للعراق، أرجوك قل لا ". ويخبرها "سيرجيو " سامكث في العراق 4 شهور باقصى تقدير و بعد الانتهاء من المهمة في العراق سنذهب الى ريو ، وقريبا سأترك الامم المتحدة، وساكمل الدراسات العليا في مجال السلك الدبلوماسي" . وكان سيرجيو معارضا بشدة لغزو العراق عام 2003 ، لهذا رفض عرض تعيينه كمبعوث خاص للأمم المتحدةْ هناك أربع مرات. لكنه استسلم في النهاية لضغوط الأمين العامْ آنذاك، كوفي عنان، والرئيس الأمريكي جورج بوش، ومستشارة الأمن الوطني الأمريكي، كوندوليزا رايس، ما دفع البعض ليظن أن موافقته كانت محاولة لتعزيز إمكانية منحه منصب الأمين العام للأمم المتحدة . ووافق على مضض على تولي مهمة واحدة أكثر صعوبة كممثل خاص للأمم المتحدة في العراق ، في وقت تسبب فيه الغزو الأمريكي في المنطقة في فوضى عارمة . سيرجيو يأتي الى العراق بعد وساطته الناجحة لإنهاء الصراع في تيمور الشرقية واستقلالها عن إندونيسيا التي احتلتها منذ 1976 حتى 1999. وخلال ترؤسه حكومتها الانتقالية، يقوم ببناء مؤسساتها وكتابة دستورها وتنظيم أول انتخابات فيها عام 2002. تحقيق ذلك يجعله أقوى مسؤول في تاريخ الأمم المتحدة ، لهذا كان واثقا أن بإمكانه تحقيق الاستقلال للعراق من الاحتلال الأمريكي . فيشرع على التو في مقابلة الزعامات الدينية والسياسية بغية إجراء مصالحة وطنية وتشكيل حكومة ديمقراطية ، وعندما وصل الى هناك شاهد أن الولايات المتحدة كانت تنتهك بشدة حقوق الإنسان في العراق وهو ما تمت برهنته لاحقاً في صور التعذيب في «أبو غريب».

يركز الفيلم بشكل أساسي على السنوات الثلاث الأخيرة من حياته ، ولا سيما مهمته الصعبة في تيمور الشرقية ، حيث كانت إندونيسيا تواجه غارات المسلحين ، الفيلم يركز أيضا على صراع سيرجيو مع الولايات المتحدة . وفي لقطات استرجاع (فلاش باك) يستذكر سيرجيو شريطاً من لقاءاته ونشاطاته كمبعوث للامم المتحدة في مناطق شديدة التوتر. شريط ذكريات مكتظ بصور قادةٍ ومقاتلين يمسكون بمفاصل الحياة في مناطق ودول ممزّقة بالحروب والصراعات المحلية والاقليمية والدولية ، ويدخل في جدل محتدم مع فصائل متناحرة تريد بسط سيطرتها على الأراضي بحكم السلاح والقوة الميدانية في تيمور الشرقية . فنشاهد لقطات للقائه الأول مع "كارولينا" في تيمور الشرقية ويتبدا قصة الحب مع المستشارة الاقتصادية في الامم المتحدة الأرجنتينية الجنسية وينجح في مهمته في تيمور الشرقية بعد حصولها على استقلالها وكذالك إعتذار الرئيس الاندونيسي عن سنوات الاحتلال وهذه هي مطالب الثوار في إحلال السلام في المنطقة. وها هو يرسل بشكل طارئ من الامم المتحدة الى العراق لإحلال السلام فيه ، ويصارع في العراق ضغوط الادارة الأميركية التي تسعى لفرض أمرٍ واقع وهو أن يكون لها الكلمة الفصل، صراع كبير يعيشه المبعوث بين ضميره الحيّ الذي يحتم عليه الوقوف مع حق الشعب العراقي في تقرير المصير وإجراء انتخابات مبكرة، والضغوط الاميركية الشديدة عليه لعدم التدخل في مسار اعتبرته الولايات المتحدة سياستها لـ"إعادة بناء للعراق". مواجهاته مع "بول بريمر" بعد اعادة فتح سجن " ابو غريب " السيئ الصيت، وكذاك لقائه مع المرجع الديني " السيستاني" في الوقت الذي يرفض السيد السيستاني لقاء بول بريمر ، بل حتى الرد على مكالماته . مما يثير حفيظه بول بريمر على سيرجيو دي ميلو، ثم نعود دوماً إلى الزمن الحاضر بعد عملية التفجير حيث يدرك المشاهد طوال الفيلم أنه يعرض مراحل حياة "دي ميلو" التي تمرّ أمام عينيه فيما يلفظ أنفاسه الأخيرة. تعود الذكريات بسيرجيو الى لحظات الحبّ والمحبة في حياته رغم سيطرة المهنة على مفاصل حياته في معظم الأحيان . الفيلم مستوحى من قصة حقيقية ويشمل مشاهد حرب فعلية من وضع العراق بعد سقوط نظام صدام ودخول قوات التحالف الى بغداد وكذالك استقلال تيمور الشرقية، وهو كذلك يعرض قصة حب وإن بطريقة هامشية في البداية ليشعر المشاهد في ما بعد ، أنّ الحبّ محور أساسي في الفيلم الذي ننصح بمشاهدته كونه يملك كل العناصر الضرورية لنجاح الأفلام من تمثيل وإخراج وسيناريو . لكن سرعان ما تتحوّل قصة الحب الى ركن أساسيّ لمحور الأحداث. قبل أن يتنقل المشاهد بين مختلف البلدان والحبكات الفرعية ، بعيداً عن السياسة، أنا هنا أتحدث عن فيلم جريء، يحمل رسالة واضحة وضوح السماء ، لكنه لا يطرحها بشكل فج ، بل يتركها لك لتقرأها بلغتك بعيداً عن لغة الفيلم ، شخصية "سيرجيو " رجل درس الفلسفة ، ألذي كان يتصرف في حياته كشاعر ، وكان يهرب من الحراس المكلفين بحمايته ليجلس مع المواطنين الفقراء والمسحوقين في الدول التي عمل فيها ، ويسمع قصصهم ويبكي . لكنه في بغداد وبعد الوقوف على حجم معاناة العراقيين في غياب ابسط الخدمات و قلة فرص العمل حتى انه في أحد المشاهد يعترض طريقة احد الشباب العراقيين الباحث عن العمل ، ويصرخ بوجهه " انا خريج جامعة ولم أجد فرصة للعمل ، هل اسرق حتى اعيش ؟ ". فعندما اراد ان يتخلى عن قوات الأئتلاف في حماية مقر الامم المتحدة في بغداد ، اراد ان يبعث رسالة الى العرقيين بأن بعثة الامم المتحدة ليست جزءا من قوات الائتلاف ، واراد ان تكون منظمة الامم المتحدة بعيدة عن تاثير سلطة الائتلاف ، وبالتالي يسهل التواصل مع العراقيين للوقوف على مشاكلهم و متطلباتهم ، ودفع ثمن تلك الخطوة حين استغل الارهابين تلك الفجوة و زرعوا السيارة المفخخة ، كان يعمل على مغادرة القوات الامريكية باسرع وقت وتحقيق الاستقلال للعراق من الاحتلال الامريكي وهذا الطموح اشعل فتيل الازمة مع سلطة التحالف وتلك المسالة اشعلت حربا خفية مع بول بريمر رئيس سلطة الائتلاف في حينها ، بعد ان التقى مع الزعامات الدينية و السياسية بغية المصالحة الوطنية و تشكيل حكومة ديمقراطية وانتخابات مبكرة ، وكان اختيار سيرجيو دي ميلو للعمل في العراق للتوسط في محادثات السلام والانتخابات القانونية في العراق و سرعان ما تبع ذلك الصراع مع بول بريمر (برادلي ويتفورد) ، الذي عينه الرئيس الأمريكي جورج بوش رئيسا للإدارة المدنية للإشراف على إعادة إعمار العراق في 6 مايو 2003 . دخل سيرجيو في مشادات ساخنة حول دور الأمم المتحدة وأنها ليست تابعة لأحد ، ولن تكون غطاء للاحتلال فغضب منه الحاكم بول برايمر، وهدّده، وهنا يذهب سيرجيو لمكتب البعثة ويعدّ مع مساعديه تقريراً ضخماً من آلاف الصفحات عن انتهاكات الاحتلال في العراق، وقبيل إعلان سيرجيو التقرير بساعات في مؤتمر صحفي، تنفجر البناية بموظفيها ويحدث ما حدث . بعد التفجير بوقت طويل يصل برايمر (برادلي ويتفورد بدور "بول بريمر") ، إلى مكان الانفجار متمهلاً، ويسأل أحد جنوده بصوت منخفض: هل ما زال حياً؟!، قتل " سيرجيو" تحت الأنقاض فيما كان بول برايمر واقفاً بربطة عنقه الزاهية على بعد أمتار يتحدث للصحفيين عن "صديقه العزيز" . إنها حياة حقيقية ، حيث نتبع سيرجيو من خلال المراحل التي تختبر قوته في كمبوديا وتيمور الشرقية وإندونيسيا ، وأخيرًا العراق . هذه المفاخر بالبراعة الدبلوماسية ، التي تبشر بها على نطاق واسع لمزيجها من المثالية والواقعية ، تقاطعها دراما المخرج "باركر" لعلاقة حب سيرجيو المتزوج مع المستشارة الاقتصادي للأمم المتحدة كارولينا لاريرا. لعبت بشكل جميل من قبل آنا دي أرماس ، يلتقي الاثنان خلال المفاوضات لإعداد تيمور الشرقية للاستقلال بعد أن انفصلت عن إندونيسيا. الجاذبية المتبادلة فورية ، البرازيلي واغنر مورا الذي يقوم بتأدية دور " سيرجيو ، والممثلة الكوبية الاصل "أنا دي أرماس والتي توصف بأنها فتاة بوند التالية في فيلم " لا وقت للموت " اذي تم تاجيل إطلاقه بسبب الوباء الذي إجتاح مناطق من العالم ، إضافة شخصية كارولينا سحرًا مغناطيسيًا إلى القصة ، وبينما يدور الفيلم حول قصة حبهم (ولكن لا يتجاهل) وجود زوجة سيرجيو الفرنسية ، آني وابنيهما .

وفاة سيرجيو أنهت حقبة دبلوماسية من تاريخ الأمم المتحدة، والمبادئ التي روج لها سيرجيو ودفعت لها حياته ثمنا لها. وينتهي الفيلم بوثيقة ل"كوفي عنان" ألامين العام للامم المتحدة في وقتها وهو يعزي برحيل اعضاء بعثة الامم المتحدة و وصف سيرجيو" بالصديق العزيز "، وفي النهاية تظهر صورة سيرجيو الحقيقية . كانت وفاة سيرجيو فييرا دي ميلو) نقطة تحول ل( العراق) . فقد سحبت (الامم المتحدة ) بعثتها من العراق وسقطت البلاد في دوامة حرب أهلية طويلة ، صديقة "غيل لوشر" نجا من الحادث وعاد الى أسرته ، أما كارولينا لارييرا فقد اعلنت زوجة ، وهي تعيش في ريو دي جانيرو وتتابع عملها هناك . أخرج الفيلم المخرج الحائز على جائزة إيمي ،غريغ باركر، والمعروف بالأفلام الوثائقية التي تدور أحداثها في الأماكن الساخنة العالمية ، هذا هو الفيلم الثاني الذي أخرجه المخرج باركرعن دبلوماسية الأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميللو ، بعد فيلمه الوثائقي عام 2009 ، سيرجيو هو فيلم من بطولة الممثل البرازيلي" واغنر مورا" و الممثلة الكوبية " آنا دي أرماس ". ويدخل الفيلم في خانة "أفلام السيرة الذاتية" و"سيرجيو" وقام في فيلم وثائقي العام 2009 حمل حينها عنوان " سيرجيو" أيضأ. يؤدي واغنر مورا دور "دي ميلو" في الفيلم. والممثل واغنر مورا حقق شهرته باداء دوره الشهير (بابلو اسكوبار) الكولومبي تاجر المخدرات في مسلسل ( ناكروس) . والفرق بين الاثنين كبير ، رجل لايرحم من يخالفة ويستخدم لغة العنف و لايثق باحد ، وأخر يسعى الى احلال السلام ، ويقضي حياته في المناطق الساخنة و المنكوبة ويخاطر بحياته ، قصة الفيلم رصينة في الوقت الذي تكشف فيه إنحراف أن الولايات المتحدة أكثر فأكثر عن اي نوع من التعاون الدولي الذي كان من المفترض أن تقدمه الى الأمم المتحدة . بالنسبة للجزء الأكبر من امتداد الفيلم الأوسط ، يتحول الفيلم إلى قصة حب بين سيرجيو وكارولينا ، والتي بدأت عندما وكان سيرجيو زوجًا غائبًا وليس أبًا لطفلين . تدور أحداث الفيلم الرومانسي على خلفية مناطق نزاع عالمي وقد تبدو وكأنها منعطف من نوع ما في فيلم يحتفي بعمل الرجل ، فيلم ذكي، يضع الأحداث أمامك كما هي، أو كما جرت حرفياً، قصة مثيرة للاهتمام لمن يريد متابعة حكاية مندوب للأمم المتحدة في فيلم "سيرجيو" تلك الشخصية التي كما وصفها أحد الصحفيين بأنه ("تقاطع بين جيمس بوند وبوبي كينيدي"). سيرجيو دي ميلو والصعوبات و المشقات التي يتكبدها في بؤر العالم الملتهبة، وتخبطه في الصراع بين حياته الديبلوماسية والشخصية . أفضل شيء في الفيلم هو عدم خوضه في سياسات الدول التي عمل فيها " سيوجيو " بل يركز على جهده في تلك الدول بالاضافة الى جرعة الرومانسية في قصة حبه ل" كارولينا" .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

780 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع