الدكتور رافد علاء الخزاعي
يحكى إن احد الطلبة القادمين من (....) في نهاية أربعينات القرن الماضي جاء مع والده لبغداد أول مرة لكي يسجله في إحدى المدارس المتوسطة في بغداد وبعد خروجهم من محطة القطار شاهدا إحدى المحال الفارهة في علاوي الحلة مكتوب عليه ايس كريم...
فبهت الطالب وبكى لان اسمه كان كريم واعتبره نذير شؤم عليه بعد إن قرائها ....أيس ....ياكريم....إي اييسس من اليأس والقنوط وجلس يندب حظه .......
فقال له يا وليدي لا تياس خلينا نشوف شنهي السالفة...؟؟؟؟
فذهب إلى المحل وقال لصحابه :
عمي لبش ييأس كريم عندك ويا عدواه...تعرفه أنت گبل ......واحد حاچيلك عليه من السلف....ابن عمه عليوي الشرطي متفق وياك؟؟؟؟ ...اعرفه هذا عليوي حاروگة وخبيث ويغار من كريم وأمه ذهب الحفافة هي تعلمه..!!
فبهت صاحب المحل اليهودي نزار كباية وكان شقندحيا..فقال:
عمي مو بس عليوي سلفكم كله يكره كريم وحتى الدليل لما يصيح الديچ مالتكم يقولون گعدنا ديچ أبو كريم..!!!!
فجلس أبو كريم وهو يلطم ويقول :
والله صدك وداعة العلوية أم العرابيد إذا عندي بخت تحرگ السلف حرك (حرق) لأنهم حرگوا قلب كريم وبس ارجع إلا اذبح الديچ وأخليهم نايمين (نيام)للظهر..!!
فضحك اليهودي وقال له وإذا خلصتك من حسد القرية وبردت گلبك (قلبك) شتنطيني..؟؟؟؟؟؟.
قال له أبو كريم :
وسيد دخيل إلا انطيك نصف دينار وابقي النصف باقي عندي..
فقال لها تعال أنت وكريم وكلوا من هذا السحر..
فقدم لهم قطعتين ايس كريم بالبسكويت الانگليزي وقال كلوا منه وقولوا هل هل هل هل هلهول .....هل هل هل هل ...هلهول وسينتهي الحسد وسحر اهل القرية ..!!
وبقى كريم وأبيه .....يلعطون (يلحسون) بألسنتهم الايس كريم وكريم يقول لأبوه يا بوية والعباس أبو رأس الحار قلبي برد وأريد أنام وشعر أبو كريم بنفس الشعور وهو ينظر لليهودي وهو يقول لهم لا تنسوا إن تقولوا مع كل لطعه آو لحسة هل هل هل هلهول....
قال لهم وهو ينظر لكريم كيف يغمض عينيه ويحاول إن ينام بعد ان شعر بالنعاس من برودة الايس كريم .....
ها عمي شفت شلون السكينة نزلت على كريم وصارت من ايس كريم الى نعس كريم...!!!
فضحك أبو كريم ملء شدقيه وهو هو يقول :
والله يا عمي قالوا اليهود سحرة وعندهم سحر سليمان ودواد بس ماصدگت الا هسه شفت بعيني إلا اجيبلك أم كريم حتى تخلصها من سحر بدرية جارتنا بهذا السحر وسيد دخيل وام العرابيد إلا اجيبلك وياي بشة (بطة ) چبيرة تبعك وتشبع اللي خلفك.!!
وقام وهو ينظر لكريم وقال له يله يبني خلينا نلحق بالمدرسة أسجلك ونرجع لأهلنا......
وركبوا باص المصلحة التي عبرت جسر الأحرار (الملكة عالية) وهي تشق طريقها بشارع الرشيد وكريم يرى ثلاث لافتات على جادة الشارع ايس كريم ..!!
وهو يقول لأبوه يا بوية اشتغل سحر هذا الرجال وبغداد استقبلتنا باللافتات .......
ومن ذلك الوقت طرد كريم اليأس من قلبه وكل امتحان يروح لمحل الايس كريم ياخذله كم لطعه قبل الامتحان لينجح بتفوق....!!
ويصبح قاضي وعليوي ابن عمه الشرطي يصير بالباب .....
وهو يقول :
شعندكم معاملة إني ابن عم القاضي اللي الديچ مالتهم يوميا چان يگعدنا من الصبح....
فيقول له المُراجع وشيريد الديج...؟؟؟؟؟.
قال له يراد له دجاجة....!!
وأصبح اسم عليوي أبو الدجاج أشهر من نار على علم في محاكم بغداد..
وبقى ديد القاضي يصيح اللي يومنا هذا يبحث عن دجاج لينفذ حكمه فيها لان القانون لا يسري على الديوك وإنما على الدجاج المسكين فقط وبدون نقط وبقى اليهود يسوقون علينا سحرهم الخطابي عبر حقوق الانسان والديمقراطية وانفلونزا الطيور وغياب الديك الضرورة والربيع العربي والخريف الطائفي ونحن ندفع ضريبة بدمائنا ونفطنا وحريتنا المقيدة بالإعلام وايس يا شعب من التنمية المستدامة...!!!
الدكتور رافد علاء الخزاعي
1208 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع