عبدالله عباس
أفق القضية الفلسطينية .لاي جهة أوفول الحتمي ؟
في نيسان 1998 تحديدا وفي يوم 22 منه وهو ذكرى صدور اول صحيفة كردية ‘ اقترح احد الزملاء في الهيئة الادارية لـ(نقابة الصحفيين لكردستان العراق للحكم الذاتي ) ان تكون زيارة الهيئة ومجموعة من وجوه الصحفيين الى سفارة فلسطين ضمن برنامج الاحتفال وكان ذلك لاحياء ذكرى انطلاق اول نشاط اعلامي كردي اذاعي الذي كان من فلسطين واثناء الحرب العالمية الثانية ‘ فكنت مشاركا في الزيارة بصفتي رئيس تحرير لصحيفة ( هاوكاري – التضامن ) اليومي التي كانت تصدر من ورزاة الاعلام ‘ تم استقبالنا من قبل مسؤولي السفارة استقبالا رائعا وبالود والمحبة مقدرين مبادرتنا .
بعد كلمة من رئيس النقابة حول معنى مبادرتنا ‘ بدأ الحديث مفتوح عن وضع العراق والمنطقة حيث كانت التحضيرات من قبل تحالف الغرب بقيادة امريكا تجري على قدم وساق لاحتلال العراق ‘ وكنت احد المتحدثين بدأت بسرد تاريخي لمعلومات عن المشاركة المتميزة للمقاتلين الكردستانيين للدفاع عن فلسطين وافشال حملة الغرب لتحقيق حلم الصهاينة واشرت الى وجود رمز خالد لهذه الحقيقة وهو مقبرة الشهداء من العراق المدافعين عن فلسطين وان الحصة الاكبر منهم هم من الكرد من كردستان العراق ‘ وبعد ذلك وجهت استسمحهم ان يسمعونني لاشرح لهم رؤيتي حول النضال المصيري للشعب الفلسطيني المغدور ‘ قلت : كمتابع لما يحدث في وطنكم المحتل ارى ان قيادتكم حبيس ارادات الدول العربية لذا نرى ان اختياراتكم لاتنسجم مع الطموح الحقيقي لشعبكم لان كل العالم يعرف ان الحكام العرب ‘ ليس الان بل منذ بدء الخطوات الفعلية لتنفيذ وعد بلفور ( عودة اليهود لارض الميعاد ) ولانهم توجهوا منذ اول خطوة بدعم هؤلاء فاصبحوا في وضع لايحسد علية لانهم احتاروا في اختيار الموقف الحاسم : ليكونوا مع الامة ام مع الاحتفاظ بمكاسبهم القليلة بعضهم مكبل بشرط يخجل له الجبين ...!! من هذا المنطلق ومنذ بدء تنفيذ خطة الغرب في دعم الحركة الصهيونية العالمية اوقعوا هذه القضية في عمق عاصفة الالعيب السياسية التي ظهرت بوادرها منذ الحربين العالميتين الاولى والثانية حيث استغلوا طموح الاجرامي غير المشروع بكل المقايس للحركة الصهونية (عودة ارض الميعاد ) طريقا للوصول الى فرض هيمنتهم على اهم واغنى منطقة وكان دعم الحكام و في اطار تخاذل من كلفهم المنتصرين في الحرب لان يكونوا حكاما على رقاب الناس الذين اثبتوا منذ تاسيس دويلة الاغتصاب الاستيطاني كل مواقفهم تحت عنوان دعم قضية فلسطين نتائجة كانت عكسية دعموا اصرار الصهاينة بما فيه سكوتهم المخزي في المنظمات الدولية تجاه العدو وتهربه من الالتزام بالقرارات الدولية لانصاف حق الفلسطينين ...واعتذر لانكم ( اي القيادة الفلسطينية )من افرازات هذا الوضع الممتد منذ اربعينيات ترون انفسكم (رغم اخفاء هذه الحقيقة ) حبيسة المواقف السيئة للحكام هو امتداد التي ادى الى تقوية موقف الصهاينة ‘ على سبيل المثال والذي يجلب النظر ان بدء الانتفاضات الشعبية والتي بدأت شرارتها من داخل ارض فلسطين
التي سميت اولها بانتفاضة الحجارة لان الحجارة كانت اداة الهجوم و الدفاع التي استخدمها المنتفضون ضد عناصر جيش الصهاينة كما سميت الصغار من رماة الحجارة باطفال الحجاره و التى بداءت في 8 كانون الثاني عام 1978 ‘ أن هذا الحدث كان ميلاد المشروع الشجاع والمتكامل لو لم تتم مساومات على مصيرها مع قوى الانظمة العربية و تم اخمادها بعد اغتيال القائد الفلسطيني الداعي للنضال وضرب العدو من الداخل ( ابو جهاد).
( 2 )
بعد مرور سنوات طويلة على هذا الحدث ‘ هل اصبحت القضية التي كانت تسمى القضية الفلسطينية وكان يعتبرها العالمين الاسلامي و العربي ‘ بل الكثير من الجهات المؤمنة بالحرية واستقلال ارادات شعوب العالم القضية الاولى في مسيرة النضال الحق ضد الباطل ‘ أصبحت القضية منسية في توجهات الاهتمام الحقيقي بالحقوق المشروعة للمجتمعات الانسانية رغم ان التعامل اللانساني مع الشعب صاحب هذه القضية وبعد مرورقرابة مئة عام على جريمة اغتصاب ارضه وتشريده ضمن احقر مؤمرة ضد الانسانية اشترك فيها كل قوى الشر في العالم تحت عناوين براقة في ازدياد ..؟ ونحن نرى ركض الانظمة العربية باتجاه ارضاء اسرائيل بان يسمح لهم يتعارفوا ويتعاونوا و يبنون الاستقرار في المنطقة كان خلال مئه سنة ماضية لم يحدث شيء و الان عرفو ان حكام تلك الانظمة انه هناك نظام عصري مطلوب التعاون والتقارب منه لكي يبنون نظام لعلاقات قوية يضمن كل مستلزمات الحياة الحرة لشعوب المنطقة ‘ حصل ذلك بشكل دراماتيكي للجيل الذي عاصر مراحل الظلم الذي مارسه لسحق احلام الشعب الفلسطيني في العودة غير قابلة للتصديق ...!
قراء موضوعية تؤكد ان التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية لم يتغير، والموقف الرسمي للانظمة العربية ايضا لم يتغير وكما اشرنا في البداية انهم ومنذ البداية كانوا مشاركين في جريمة زرع هذه الدويلة الاستيطانية في قلب اخطر منطقة والان يمارس موقف وتصرف بالعلن بعد ان نجحة الحركة الصهيونية العالمية في كسر ارادات الصادقة المطالبة بالحرية و استقلال لشعوب المنطقة
بعض يرون أن السبب الأخطر في خلق هذا الوضع السئ في تراجع مكانة القضية الفلسطينية هو نجاح اسرائيل وبدعم مباشر من الغرب بقيادة مصدر القرار الامريكي في خلق اجواء ادى الى انشغال اهل المنطقة بصراعات متنوعة كخطوة مهمة يعتبر اهم هدف للصهوينية والغرب لاثبات ان اهل المنطقة ليسوا مؤهلين لادارة انفسهم .
أن الإهمال الدولي للقضية الفلسطينية ليس جديدا، وأن الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية لم تدعم القضية قط، مشددا على أنه لن تأتي في المئة عام القادمة قيادة أميركية تدعم الفلسطينيين.
في هذا الجو الذي يراه البعض ميؤس منه بالنسبة للشعب الفلسطيني ‘ ولكن نرى ان المستقبل لارداة هذا الشعب الصامد و سياتي يوم يظهر قادة كقادة انتفاضة الحجارة و حتى ممكن ان يكون مدعوم من قوى داخل اسرائيل .
ان التفائل بارادة الصمود لدى الفلسطينين المتمسكون بالحريه يعني ادامة وجود روح التحدي عندهم وهذا يعني ايضا ان داخل اسرائيل ومسؤوليهم المتنفذين لايستطيعون التخلص من الخوف وهذا التوقع حسب قراءة الوضع ليست امنية الفلسطينين ومن يناصرهم انما توقعات الخبراء المرموقين داخل اسرائيل . وفي عام 2007 كتب المؤرخ الاسرائيلي دراسة مطولة بعنوان (هزيمة هتلر ) شبه حال اسرائيل بحال المانيا النازيه .
634 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع