الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
نهاية حكم تل ابيب وطهران
ابتداءا لابد من الاقرار ان بعض مايحدث في فلسطين المحتله سببه الاول هو اهداف وصراعات سياسية بين الطبقة السياسية التي تتعاقب على ادارة سلطات الاحتلال الصهيوني فيما بينها (وحتى بين بعض الاطراف السياسية الفلسطينية ؟!!) وليس غريبا ماحدث في القدس المحتله من اعتداءات بحجج واهية ضد سكانها الاصليين في ذات الوقت الذي نفض المجرم نتنياهو يديه من امكانية تكليفه بتشكيل حكومة الاحتلال الجديدة ومع ذلك قال أنشل بفيفر ، المعلق السياسي وكاتب السيرة الذاتية لرئيس الوزراء الصهيوني ( لم يخترع نتنياهو التوترات بين اليهود والعرب،لقد كانوا هنا منذ ما قبل تأسيس إسرائيل)، "ولكن على مدار سنواته الطويلة في السلطة ، قام بتأجيج واستغلال هذه التوترات لتحقيق مكاسب سياسية مرارًا وتكرارًا وفشل الآن فشلاً ذريعًا كقائد في إخماد الحرائق عندما يحدث الغليان. "
حتمية نهاية الكيان الصهيوني
تزداد القناعات بحتمية زوال الكيان المحتل وستكون نهايته من داخل فلسطين وهذا شأن كل الكيانات التي تبنى على ارض غريبة عنها ولن يحتاج عرب فلسطين لغير دعوات ومناصرة ابناء جلدتهم بعيدا عن تدخل الانظمة !!..هناك فرق بين مجاميع توفرت لها ظروف لانجاز هدف اعلان الكيان الصهيوني 1947وبين مجاميع اخرى مطلوب منها الحفاظ عليه الان اليوم العرب يتكاثرون بعكس اليهود سيظلون أقلية صغيرة في خضم بحر عربي كبير من الفلسطينيين العنف سيزيد، العرب سيطالبون بعودة اللاجئين، واليهود من غير يهود فلسطين سيبقون أقلية غريبة ،وكل من يستطيع منهم سيهرب إلى أميركا والغرب، أن السلوك العدواني العنصري لسلطات الاحتلال ونبذها للديمقراطية التي كانت تدعيها كذبا وتمسكها بعقلية "الغيتو" وإهدارها للقيم الإنسانية، كلها ستعجل بالانهياروبالنهاية ،وما الانتفاضات الفلسطينية الا عنوان لحقيقة واحدة وهي نهاية الوجود الصهيوني في فلسطين،اذن فلسطين ستتحرر بفعل وارادة ابنائها دون منة من احد والصهاينة الى زوال بفعل جرائمهم وعدم امكانية تحمل اعبائهم واخطائهم وتكلفتهم الاقتصادية والامنية حتى من قبل الدول التي اسهمت بشكل مباشر في انشاء هذه الدويلة اللقيطة فامريكا ستنكفأ على مشكالها الامنية والاقتصادية والصراعات الداخلية وهي ايضا قاب قوسين او ادنى من التمزق ناهيك عن قلق اداراتها من خطورة النمو والتوسع غير المسبوق للتنين الصيني والدب الروسي،اما بريطانيا سبب البلاء والخراب في الوطن العربي وفي فلسطين فأن وضعها غير محسود عليه اقتصاديا والاخطر ديمغرافيا حيث تتوسع رقعة هيمنة المسلمين وازدياد نفوذه مما يؤشر احتماليات حدوث تغيرات مهمة في السلوك الاستعماري للدوله العجوز (بريطانيا). نعم آن الاوان لهذه الاوضاع ان تنتهي وحان وقت الشعوب، ويجب ان تختفي الصورة القاتمة السواد التي رسموها للعرب طيلة العقود الماضية .
بين اعلان (اسرائيل) ونهايتها
عملت الحركة الصهيونية منذ سنة 1923، على تأسيس دولة قوية تتفوق من خلالها على العرب عسكرياً وتسحقهم وتخضعهم من داخل جدار حديدي لا يمكن اختراقه أو المساس به، وأن ينصرف جهد الصهاينة فقط على بناء وترسيخ هذه القوة العسكرية الماحقة في المنطقة، إلى أن يقتنع العرب أو ييأسوا كلياً بأنه من العبث والمستحيل أن يتغلبوا على هذا المارد الجبار، فيضطروا إلى الخنوع والاستسلام مرغمين قهراً عن طريق القوة والغلبة والإجبار القسري.
أن الجدار الحديدي كان مجرد فترة مرحلية انتقالية حتى يتم بناء القلعة الصهيونية المحصّنة، ثم يأتي بعدها السلام والتعايش مع أصحاب الأرض قسراً لا رضاءاً، ولكن أمثال اسحق شامير وبنيامين نتنياهو حوروا عقيدتهم الى الصراع الدائم والنزاع الأبدي وتفادي أي نوع من أنواع الحلول السلمية بشكل أزلي ومتواصل إلى أن يرث الله الأرض وما عليها..في الحقيقة فأن الصهاينة ومن يقف خلفهم لم يرغبوا يوماً أو يحاولوا في طرح حل جدي لقضية فلسطين، بل أنهم كانوا يتعمدون تقديم كل طروحات التسوية ومبادرات السلام سواء مع الأمريكان أو مع غيرهم وهم متيقنون سلفاً باستحالة قبولها من الطرف الآخر، وبذلك لا يبقى سوى الحل العسكري والواقع على الأرض بفضل قوة الجدار الحديدي...
أن العرب هم أصحاب الأرض الأصليين، ولذلك فإنه من الطبيعي والمتوقع حتماً أنهم سيرفضون مشاركة أرضهم مع الغرباء، وأنهم سيحاربون هجرة الصهاينة إلى فلسطين وإقامة وطن قومي لهم هناك بكل ما يملكونه من عنفوان ومن تمسك بأرض أجدادهم المعروف عنهم، ذلك لأن العرب، كغيرهم من الشعوب على مر التاريخ ، يستحيل أن يتقبلوا احتلالهم واستعمارهم برضاهم وموافقتهم، بل إنه من ضروب السذاجة الطفولية أن يتوقع الصهاينة غير المقاومة بكل اشكالها وضروبها مهما كانت التضحيات وهذا ما اثبتته تجربة 74 عاما عجافا من الاحتلال الصهيوني لفلسطين العربية.
أن هذه الدولة العنصرية لم ولن تفهم سوى لغة القوة ولم تتعامل مع العرب منذ 1948 سوى بهذه اللغة، وبالتالي لن يعيشوا الاستقرار ولن يعاد لهم شبراً من الأرض أو يفرج لهم عن سجين او معتقل في الأسر إلا بلغة القوة، ولا شيء غير القوة، وإذا لم يستيقظ العرب من سباتهم ومن هوانهم ومن ضعفهم ومن تفرقهم ومن تشرذمهم وينهضوا نحو الاستقلال الحقيقي وامتلاك القوة، سيظلوا أذلاء مستعبدين مغيبين إلى يوم الدين ،ورغم ارتفاع بعض الاصوات الواقعية والصريحة التي كان بعضها يؤمن بالتعايش السلمي مع العرب في نفس الوقت الذي تؤمن مجموعات اخرى بالعنصرية تجاه الجنس العربي، وان هؤلاء يزدرون العرب ويصورونهم بأنهم يختلفون عن باقي البشر، ولن يتخلوا عن أرضهم بسهولة بواسطة الإغراءات المادية وإبرام الصفقات فيهرعون لمعانقة محتليهم ومشاركتهم بيوتهم ومزارعهم بصدر رحب...
الدور قادم على نظام ملالي طهران
من الامور التي يتهكم بها الجميع على موقف نظام الملالي في طهران مما يجري في فلسطين ان كل القوميات في العالم قدمت شهداء دفاعا عن فلسطين باستثناء مايعرف بأيران؟؟!! ،يوما بعد يوم تنفضح ادعاءات نظام الملالي في طهران انهم يدافعون عن قضية الشعب الفلسطيني وتثبت المواجهات الساخنة والدامية التي ماتزال تحدث في القدس وغزة واغلب مدن فلسطين المحتله بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني كذب الشعارات الجوفاء التي تتبجح برفعها دائما مجموعة الملالي والحرس ثوري واكذوبة فيلق القدس التي يتخذون القضية الفلسطينية غطاءا لتمرير أجندة نظام السوء في طهران التوسعية وبسط نفوذه العقائدي والسياسي في الوطن العربي ، وإظهار أنهم المدافعين عن الحقوق الشرعية والقانونية للشعب العربي الفلسطيني!..ويعلم غالبية المتابعين ان تأسيس الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس بزعامة المجرم النافق قاسم سليماني سابقاً، ثم برئاسة إسماعيل قاآني حالياً، لم يحرك طوال السنوات الماضية ساكن يومًا للدفاع عن القدس وسكان بيت المقدس من الفلسطينيين.. بل كانت مغامراتة العثرة سيئة الصيت عبارة عن جرائم بحق الشعب العربي يهاجمهم في أوطانهم، ناهيك عن انغماسه في تشكيل المليشيات العميله له من الخونة اعداء العروبه والاسلام في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
فيلق القدس الفارسي لا يعدو أن يكون مجرد غطاء سياسي يستخدم القضية الفلسطينية لممارسة أدوار تآمرية ضد الشعوب والأنظمة العربية.. فهو غير معني ولا مكترث بما يحدث في القدس وفلسطين من مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الصهيونية، ولكنه مهتم جداً بدعم عملائه ومليشياته المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن..
الطريق لتحرير الاحواز
لعل اول مايتبادر للذهن عندما نقيم اكاذيب ملالي طهران هو السؤال الذي طرح نفسه منذ 1925 عندما اغتصبت الاحواز لماذا لايعيدوا الاهواز العربية المغتصبه الى اهلها؟ اذا كانوا فعلا يؤمنون بحق الشعوب في تقرير مصيرها،ثم مالفرق بين الاستعمار الفارسي والصهيوني؟فكلاهما وجهان لحقيقة واحدة بل انهما متحالفان بالسر وليس ادل على ذلك تعاونهما في عدوانهما على العراق والامة العربية والاسلامية منذ مجئ الدجال خميني واستيلائه على ثورة الشعوب الايرانية حتى الان!!
هناك اطراف في فلسطين للاسف ولاسباب سياسية عقائدية مازالت تراهن نفاقا على اكذوبة فيلق القدس لتحرير القدس! وهم ظلوا ومازالوا يعتبرون نظام طهران المدافع عن الحق الفلسطيني!.. بينما الحقيقة ان إيران أسست فيلق القدس لاحتلال الدول العربية، وتجنيد الخونة العرب في منظمات إرهابية للإطاحة بالحكومات العربية، وتهديد الأمن القومي العربي.. انه فيلق الفرس والملالي والحرس الا ثوري وليس له علاقة بالقدس البتة.. إنه سقوط ورقة التوت عن أكذوبة الدور الفارسي في تحرير المقدسات في فلسطين المحتلة، وهنا نقول لملالي طهران الدور قادم وقريب عليكم ولان بيتكم من زجاج فسترتد عليكم كل حجاراتكم التي رميتموها على الاخرين اضعافا مضاعفة منذ 1979، فحلفائكم في امريكا وبريطانيا واوربا ماعادوا قادرين بالاستمرار بدعم نظامكم العنصري العدواني التوسعي ضد العرب،فكل منهم ملتهي بأطفاء نيرانه الداخليه،والشعوب التي اغتصبتم حقوقها وحرياتها نار تحت الرماد ستفاجئكم في وقت ليس ببعيد واول من سيساندهم العرب وكل شعوب الجوار التي اكتوت بنار تدخلاتكم العبثية بشؤونها واخيرا وليس اخرا نقول لساسة امريكا وبريطانيا وكل من يشتركون في قتلنا من ذيولهم في المنطقة ان لسان حال العرب يقول عندما تتساوى لدينا الحياة بذلة وبلا كرامة مع الموت بعزة واباء فأن غالبيتنا العظمى سيختارون الموت ولكن بهدف ....وان غد لناظره قريب.
1106 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع