الطاف عبد الحميد
مرحبا بك ، أبطلت تحذيري بفضولك ، ونجحت في إستدراجك ، طب نفسا ، فقد حللت ضيفا ووأدت خوفا وأنضحت من أوانيك إقتحاما وهزمت حذرا مستحقا برغبة الحصول على معرفة متفوقة تطوي الما وتسكن تصديعا وتبعد مألوفا إن حضر لافائدة ترجى بحضوره وإن غاب لايحسب غيابه ، لاعليك ساريحك بالبوح بمقصدي لتصل معي الى غايتي ،
مقالي خالي من كل انواع الشتائم وكل سكاكين التجريح ومن سيوف التهديد ومن تنضيد الكلام في صحف تشتم المشتوم وتلعن الملعون وتقتل القتيل وتبني العدم وناتج اقوالها الجديدة يساوي ناتج القديمة ، وسوف اترك شاعرنا العربي يقول فيهم ، كأننا والماء من حولنا...... قوم قعود حولهم ماء
و قال قائل مجرب خبر القتل والقتال والحلب والسلب عنتري المنشأ أمه حبيبة مستنسخة من زبيبة ، لايهم إن كانت حبيبة فحمية اللون أو سمراء او عاقدة الحاجبين على الجبين اللجيني ، لكن المهم هو ماقال ، قال ( لاتشتم سبعة أشخاص إذا كان مسدسك لايتسع الا لست إطلاقات ) .
تبين لك أنك الان قد ولجت الى دهليز البحث عن الحكمة معي وتوفير الوقت والتشاطىء مع الحقيقة والتخلي عن لعبة الحية والدرج السياسية ، لان أفاعي السياسة الطويلة تبلع وتهضم وتدفع ، تضر ولاتنفع ،ونحن المساكين معظمنا ينتمي الى عشيرة أل أرنب وهي اكبر عشائر الدول العربية والتي تضم شعوب العرب العاربة والمستعربة ، ولايخفى عليك أن الاناكوندات العربية قادرة على تناول مائة ارنب بوجبة الفطور الصباحية ، جنبك الله وإيانا وقراء المقال من ان نكون عشاءها .
ألعدل أساس الملك ، حكمة حكيمة حاكمة ومحكوم بها من يميز مميزاتها ، وليس في ادبيات العدل الا الانتصاف من الظالم لصالح المظلوم ، ولاتعني بالطبع نصرة مظلوم ليكون ظالما لاننا بذلك نبطل سيطرة السماء فتجري لغضب الرب الدماء ، فيسود المثقف المقرف ويصبح الخوف من الحرية إتزانا وكياسة ورشدا ويسير خلفنا الى الامام حتى نصل الى عصرنا الطباشيري المقبور ونمسي تحت من لم ينقرض من الديناصورات قبل أن يضع الانسان برنامجا للكتابة ، وفي ذاكرة كل منتمي الى ذلك الزمان عبارة ( القوة هي الحق والحق هو القوة ) مما يقتضي إطالة الاظافر لتحويلها الى مخالب وشحذ الانياب وممارسة طقوس الافتراس فيصبح كل منتمي راغبا بالبطش بغيره وخاصة عشيرتنا الارنوبية المسكينة ، التي لاتملك رد التنازع ، ونقع تحت خيارين لاثالث لهما إما أن تكون أسد مربوط أو أرنب طليق ، الاول لاحيلة له والثاني لاقوة له ، ولاحول ولا قوة الا بالله في جدلية القاهر والمقهور ، وكلا القاهر والمقهور لايخجلان ، اولهما لممارسته القهر والثاني لخنوعه وقبوله بالقهر ، والقاهر بالقهر متخلف تحركه غريزة ، فلا تحاول إثارة هذه الغريزة تجاهك لأنه سيكون خطرا ، ويتأتى ذلك لك من سداد العقل وقوة الرأي بالسير على سكة الحرية الحقيقية وهي ان يكون لك الخيار في ان تفعل مايجب فعله لاماتريد أن تفعله ، وستكون منتصرا على النفس الامارة بالسوء ، وتكون متبصرا عارفا على ماذا ستشرق شمس صباحك ، هي الحياة وأصعب مافيها أننا نحياها، فإذا لم يكن بالامكان التغريد كالبلابل فعلينا أن لاننعق كالبوم ، وإذا ماتعذر علينا نفع الاخرين فعلينا أن لانضرهم ، ولانكون كمن ظلم نفسه وسار في فتنة .
كنت معي في مناوشات كلامية تعلمتها ممن علمني إياها ، اجدها نافعة إن وجدت فيها نفعا لكلينا ، وإن لم يكن منها نفعا ، فقد حذرتك من قراءة مقالي ... تقبل مني أسفا وتقبل إعتذارا .
1383 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع