بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة - داليا والذئب - الجزء الثاني
من لم يتسنى له الاطلاع على الجزء الاول فبامكانه مراجعته من خلال هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/50702-2021-09-13-08-06-04.html
امسكت زوي يد ابنتها وخرجت بها لتركبا سيارة الاجرة ثم اغلقت الباب ورائها. قربت مادي من باتريك وسألته،
مادي : الى اين ستذهب زوجتك؟
باتريك : انها ذاهبة لمنزل امها بكالفورنيا فهي دائماً تلح عليها وتدعوها لزيارتها لكنها لا تستجيب. اليوم ستذهب هناك وستبقى معها بشكل دائم.
مادي : دعها تذهب الآن، لعل ذلك هو الافضل.
باتريك : وكيف يكون ذلك افضل؟
مادي : لان الطفلة ستكون بأمان هناك وبعيدةً عن اعين المجرم الذي جاء الى هنا كي يختطفها.
باتريك : ولكن قولي لي كيف عرفت كل ذلك؟ كيف تأكدت ان المجرم يريد خطف ابنتي؟
مادي : ساخبرك بالتفصيل عن عملية مطاردتي لابن الزانية هذا. الآن اشعر ان جفوني صارت تلتصق ببعضها البعض واريد ان انام قليلاً فانا متعبة جداً من تلك الخشبة المقيتة التي يسمونها سرير الحجز.
باتريك : دعيني اخذك للصالة لاعطيك شراشف نظيفة وملابس من دولاب زوي.
مادي : لا اريد منها اي ملابس. سانام بملابسي شكراً.
باتريك : اتسمين هذه ملابس؟ انها مجرد قصاصات مهلهلة وذاهبةٌ فوراً للمحرقة، فهي عفنة ورائحتها تحبس الانفاس. ساعطيك ملابس نظيفة من دولاب زوي ولا اريد نقاشاً، مفهوم؟
مادي : امرك يا كعكتي.
باتريك : ها... ماذا قلنا؟
مادي : لقد اشتقت لذلك الاسم، ارجوك لا تحرمني من النطق به.
باتريك : حسناً بامكانكِ ان تقوليه ولكن فقط عندما نكون بمفردنا، مفهوم؟
قفزت من مكانها واحتظنته وقالت،
مادي : مفهوم يا كعكتي انا موافقة.
دخل باتريك غرفة نومهِ فتح الدولاب وصار وينبّش بملابس زوجته حتى عثر لها على سروال جينز وقميصاً ابيضاً وبدلة نوم وبعض الملابس الداخلية الاخرى حملها كلها وذهب بها الى غرفة الجلوس فتح الباب باللحظة التي كانت مادي تخرج من الحمام مستوزرةً منشفة وردية حول جذعها وشعرها الاشقر المبلل كان يتدلى ويقطر ماءاً فوق كتفها. كان منظرها مثيراً للغاية الا انه اعتذر منها وادار رأسه بعيداً. قهقهت مادي وقالت له تعال يا بات لا تخجل، ليس هناك شيء لم تره من قبل. لكنه وضع الملابس على الاريكة وفر هارباً الى المطبخ. نادته ثانية فادخل رأسه من باب المطبخ وقال،
باتريك : ماذا هناك؟ هل ينقصك شيء آخر؟
رفعت حمالة الصدر باصبعها تستعرضها عليه وتهزها يمين شمال قالت،
مادي : كيف سارتدي هذه؟
باتريك : انتن النساء بارعات بارتداء حمالة الصدر، اغلقيها من الامام ثم ادريها الى الخلف كما تعمل كل النساء. انت لا تحتاجيني لاساعدك بارتدائها.
مادي : انا لا اقصد عملية ارتداء الحمالة ولكن هناك مشكلة اساسية يا بات. زوجتك ترتدي حمالة صدر بحجم A وانا ارتدي C والفرق واضح تماماً لان ذلك سوف يضغط على نهدي ويخنقني. بعبارة اخرى انا لا استطيع ارتدائها لانها صغيرة جداً.
باتريك : حسناً ابقي من دون حمالة صدر اليوم. غداً ساشتري لك بعض الحمالات المناسبة من المتجر.
مادي : بكل الاحوال، انا لا احتاج اليها الآن لانني سانام من دون حمالة. هل تريد ان تقرأ لي قصة ما قبل النوم؟
ضحك باستخفاف وقال،
باتريك : هيا نامي فامامنا يوم طويل غداً.
اغلق باب الصالة عليها فتعرت تماماً وارتدت بدلة النوم ثم استلقت على الاريكة ففاجأها دفئ الغطاء. تفحصت الاغطية كلها لتجد غطائاً كهربائياً يسخن مضجعها. ابتسمت وقالت، "ما زلت تحبني وتعتني بي يا كعكتي".
في صباح اليوم التالي استيقظت مادي على طرق باتريك للباب فقالت بصوت عالٍ،
مادي : لقد استيقظت يا كعكتي ، ساخذ حماماً سريعاً ثم اتيك الى المطبخ.
باتريك : اسرعي إذاً لانني باشرت باعداد الطعام.
بعد حمامها خرجت مادي الى الصالة فادار باتريك رأسه ليراها تتخطى في سيرها وقد ارتدت سروال زوي الجينز الازرق وقميصاً ابيضاً قامت بربط اسفله على خصرها. كان القميص قاتماً لا يظهر ما تحته الا ان حلمتيها كانتا بارزتين تدفعان القميص وكأنما تريدان اختراقه بشكل ملفت للنظر. تطلع اليهما وكادت عيناه تخرج من محاجرها ثم اصدر زفيراً وتنهيدة واضحة كأنه يتحسر على حظه التعيس. ابعد نظره بصعوبة كبيرة ونظر الى الطعام قال،
باتريك : اعددت لك فطيرة البانكيك مع عسل السكر.
مادي : يا الهي، لا زلت تتذكر ذوقي بعد كل تلك السنين! انت تعلم كم احب الفطائر!
باتريك : وكيف انسى السنين الاربعة الجميلة التي عشناها سوياً.
بتلك اللحظة حس انه قد تمادى بوصف عشرته لها فاعتذر وقال،
باتريك : عفواً... اجلسي... هيا ستبرد القهوة.
مادي : شكراً عزيزي كل شيء يبدو رائعاً. دعني ابدأ بالقهوة.
ترشفت منها فشعرت بتدفق الدفئ والنشوة الى دماغها.
مادي : اوه يا ربي، كم تمنيت هذه القهوة منذ زمن بعيد.
باتريك : لماذا؟ الم تتمكنِ من شراء القهوة؟
مادي : كنت اقيم بفنادق من الدرجة العاشرة وهناك لا يقدمون قهوة جيدة. احياناً كنت اضطر للنوم على قارعة الطريق. وكما تعلم فالخدمات هناك شبه معدومة.
ضحك الاثنان وبدئا بتناول الافطار. بعد ان فرغا منه وقف باتريك وقال لها،
باتريك : دعينا نذهب الى غرفة المكتب لتُرني كل الادلة التي جمعتيها.
التقطت مادي سروالها القديم المتسخ وفتحت طوية السروال باسفله لتخرج منه اصبع (يو اس بي) قالت،
مادي : لقد اخفيت هذه الفلاشة بداخل طوية السروال فلم يعثروا عليها بمركز الشرطة عندما فتشوني. اغلب الادلة بهذه الفلاشة ولدي نسخة ثانية منها والمزيد المزيد من المعلومات والادلة بالفندق. لكن دعني اشرح لك تفاصيل العملية من البداية وحتى النهاية ثم اقوم بعرض الصور ومقاطع الفيديو والنصوص: هل تذكر آخر لقاء لنا كان في مارس قبل خمس سنوات؟ كنت انا قد استلمت مكالمة هاتفية من شخص مجهول يضع مشفرٍ للصوت كي يخفي صوته وهو يدلني على موقع ابنتك داليا ؟ لم اشأ ان اقلقك وقتها لانني كنت اعلم ان زوجتك زوي غيورة جداً ولا تقبل ان اتحدث معك. لذا قررت ان اتحقق من الاخبارية بنفسي خصوصاً واننا استلمنا مئات المكالمات الكاذبة. ذهبت الى العنوان الذي اخبرني عنه المتصل المجهول فوجدت منزلاً صغيراً وجميع اضواءه منيرة. تسللت ببطئ شديد وعالجت الباب بالاسلاك حتى انفتح. دخلت للداخل فوجدت شخصاً يرتدي ملابس رياضية سوداء ويضع قناعاً اسوداً فوق رأسه. اشتبك معي بمعركة قصيرة لانتهي بضربه على رأسه بمزهرية كبيرة كانت بجانبي فخر على اثرها مغمياً عليه. دخلت الغرفة ثانية لاجد داليا راقدة دون حراك. اردت ان اعرف ان كانت لاتزال على قيد الحياة. هززتها قليلاً ففتحت عينيها وابتسمت بوجهي. فرحت كثيراً وقررت ان ارجع الطفلة اليكما ثم اعود كي اعتقل الجاني. بعد ان سلمت داليا الى امها زوي رجعت ودخلت منزل الجاني ثانية فلم اجد احداً هناك. بعدها...
قاطعها باتريك وقال،
باتريك : انا اعرف كل هذه التفاصيل. اخبريني بما لا اعرفه.
مادي : دعني اكمل لك التفاصيل يا كعكتي بشكل منطقي ومتسلسل: حينما سلمت داليا لامها، اتهمتني زوجتك زوي بانني كنت انا الخاطفة وزعمت وقتها انني سئمت من العناية بالطفلة لذلك قررت ارجاعها لاهلها. لكن الحقيقة لم تكن كذلك ابداً. وعندما رجعت باليوم التالي الى مركز الشرطة استدعاني مدير المركز الكابتن باول وقال، "لقد ارتكبتِ خطئاً جسيماً يا مادي، السيدة زوي تتهمك بخطف ابنتها وابقائها عندك لمدة اسبوعين. قمتِ بعدها بتسليم الطفلة لما تعبتِ من العناية بها". بالرغم من كل الحجج والبراهين التي قدمتها له لكنه لم يقتنع بكلامي وقال لو كان ادعائي صحيحاً لاخبرته بما اعمل ولذهبت بقوة دعم الى منزل الجاني. لكنني بدلاً من ذلك كله آثرت كسر البروتوكول والذهاب وحدي وهذا ما سيعرضني للمسائلة من قبل قسم الشؤون الداخلية. وكان ذلك هو الامر الذي ادى الى طردي من سلك الشرطة.
باتريك : انا اعلم كل ذلك. وماذا حصل بعدها؟
مادي : بعدها تركت مدينة بورتلاند وذهبت الى مزرعة عمي بمنطقة (كرافين ڨالي) بولاية (ايوا) كي استجمع قوايَ واطفئ نار غضبي بسبب طردي من الشرطة. رحب بي العم برايان واعطاني غرفة جميلة واسعة ببيته الريفي وطلب مني البقاء بمزرعته طالما شئت. بالفترة الاولى كنت اتسكع بالدار ولا اعمل اي شيء لكن العم برايان وبخني وقال انني يجب ان اعمل شيئاً كي اشغل به وقتي. لذا دعاني كي اعمل معه بالمزرعة واعطاني وقتها مهمة قيادة آلة الحصد. صرت احصد الذرة كل يوم واعود ادراجي لتصدر مني رائحة نتنة الكلاب المبلولة. لا اقوى سوى على اخذ حمامٍ ساخن ثم استلقي على سريري كالقتيل من الساعة السابعة مساءاً فاغرق بالنوم حتى يأتي الي في الصباح الباكر كي يدعوني للعمل. بقيتُ بهذه الحالة حتى انتهى موسم الحصاد فقلت له انني ذاهبة الى المدينة لاتنزه قليلاً. وفي المدينة دخلت احدى البارات وطلبت مشروباً كي استجمع به طاقتي فسمعت بالتلفاز بمحطة محلية عن طفلة قد اختطفت وقد تحدثت والدة الطفلة على التلفاز تناشد الخاطف وتتوسل اليه كي يعيد طفلتها الرضيعة. اعاد لي ذلك كله ذكرى حادث اختطاف داليا الذي لم يمر عليه سوى عام واحد. قررت من باب الفضول ان اذهب لمركز شرطة (ايوا) واستفسر منهم عن تفاصيل الخطف. وفعلاً ذهبت هناك لكنهم لما شموا رائحة الخمر الصادرة من فمي طردوني ولم يتعاونوا معي. هنا علمت انني يجب ان اقوم بشيئاً وحدي وان لا اعتمد على دعم من الشرطة. بدأت اتتبع الاخبار اولاً باول واسجل كل المعلومات الشحيحة التي كانت تردني من وسائل الاعلام.
باتريك : اين كنت تسكنين وقتها؟
مادي : كنت لا ازال اسكن ببيت العم برايان. ولما لاحظ عمي اهتمامي الزائد بالاخبار واحداث خطف الاطفال، نهرني وطلب مني ان اترك الامر وان اتهيأ لموسم الحصاد الجديد. لكنني اتخذت قراري وقتها وهو ان اترك المزرعة واقوم بالتحقيق بنفسي. لذا خرجت من المزرعة ولم اودع عمي حتى. انتقلت بعيداً عنه واستقريت بنفس الولاية في مدينة دي موين بفندق تعيس ليس له نجوم.
باتريك : وكيف كنت تكسبين قوتك؟
مادي : كنت قد بعت المنزل الذي ورثته عن والدتي ووضعت المبلغ في البنك ورحت استهلك منه المال بحذر شديد. دعني اكمل لك الحديث الآن: بقيت اسكن بذلك الفندق البائس وصرت اجمع القصاصت من الجرائد المحلية من خلال جلوسي بالمكتبة العامة لساعات طوال حتى وضعت يدي على نمط المجرم. تبين لي ان المجرم الذي خطف داليا كان يتنقل بالولايات ويقوم باختطاف الاطفال الاناث ثم يشرع بابتزاز ذويهم. وبعد ان يستلم المال منهم، يقوم باغتصاب الاطفال ثم يقتلهن كي لا يترك ورائه أي اثر. لكنه كان حذراً جداً، فهو لا يكرر نفس الجريمة بولاية واحدة لذلك بقي متوارياً عن انظار الشرطة الوطنية الـ (اف بي اي).
باتريك : لماذا لم تخبري الاف بي اي بما حصلت عليه من ادلة ومعلومات؟
مادي : ومن سيصدق شرطية متشردة مطرودة من وظيفتها وليس لها مأوى ثابت مثلي؟ اعتقد انك نسيت ما قلته لك سابقاً انني سبق وحاولت ان اتحدث مع العميل برجنسكي بالاف بي اي. وقتها كنت انا شرطية محترمة، ومع ذلك لم يجدي ذلك نفعاً. لذا قررت ان اواصل تتبع الموضوع بنفسي وان اصطاد ابن الزانية وحدي.
باتريك : طيب اكملي حديثك، انا استمع اليك، آسف عن المقاطعة.
مادي : واصلت ابحاثي برصد الصحف المحلية للولايات بداخل المكتبة العامة عن طريق الانترنيت حتى توصلت الى عملية جديدة للذئب بممفس. بالمناسبة اطلقت على المجرم اسم (الذئب) وسأخبرك بذلك لاحقاً. المهم، كانت العملية الجديدة بمدينة ممفس بولاية تنسي. ركبت سيارتي وسافرت بها الى ممفس وهناك صرت اتتبع ما يتحدثون به شرطة (جيرمان سيتي) التي وقع بها حادث الاختطاف. كنت ادون كل المعلومات التي كنت استرقها وانا اتلصص السمع على الشرطة التي كانت تجلس بالبار القريب من مركز الشرطة. وباحدى المرات جلست بالبار كي احتسي الويسكي فرأيت شاباً بالعشرينات من عمره. صرت اتفحص تقاطيع وجهه بدقة كبيرة حتى علمت انني اعرفه. انه براد جونسون هل تذكره يا كعكتي؟
باتريك : لا، لا اذكر براد جونسون. من هو هذا الشخص؟
مادي : بالتأكيد تتذكره حبيبي ماذا بك؟ القينا القبض عليه سوياً. كان لقبه ݘيب وقتها لانه كان يدخل على حواسيب الناس ويسرق ارقام حساباتهم من البطاقات الائتمانية وكلمات السر، ويقوم بعدها بشراء البضاعة من موقع الامازون ثم يبيعها بالشارع فيكسب الكثير من المال.
باتريك : اجل، اجل تذكرته الآن. اتذكر انك قمت باغوائه كي يدخل على حسابك ويسرق ارقام وهمية لبطاقتك مما جعلنا متأكدون من شخصيته فذهبنا سوياً الى منزل وادلته والقينا القبض عليه.
مادي : اجل هذا هو بعينه. المهم رأيت ݘيب يحتسي الجعة في البار فذهبت اليه وحييته قائلةً، "مرحباً ݘيب". لكنه عندما سمع كلمة ݘيب ترك كرسيه وفر هارباً الى خارج البار. ركضت ورائه وصرت اطارده من شارع لشارع حتى دخل زقاقاً صغيراً مغلقاً فوقف واستدار نحوي ثم اخرج خنجراً من جيبه. تقدمت نحوه وجردته من الخنجر ثم امسكت به عن قرب وقلت له، "اهدأ يا ݘيب، انا لا اريد ايذائك". قال، "ولماذا تتبعتيني وجئت ورائي إذاً؟" قلت له انني اردت شراء خدماتك" فضحك وقال، "لماذا تريد شرطية بورتلاند ان تتعاون معي وتشتري خدماتي هنا بممفس؟" اكدت له انني ما عدت اعمل بالشرطة الآن وانني اتابع مجرماً يختطف الاطفال الاناث ويغتصبهم ثم يقتلهم. هنا سألني عن ذلك المجرم فاخرجت له ملخص من احدى الجرائد المحلية بولاية ايوا فقرأها ثم نظر الي وسألني، "كيف عرفت انه نفس الشخص الذي يخطف الاطفال بباقي الولايات؟" فطلبت منه ان يأتي معي الى الفندق كي يرى جميع الادلة التي جمعتها بعينه. جاء معي الى الفندق واصيب بالدهشة لما رأى كل المعلومات التي الصقتها على جدران غرفتي والاطنان من الملفات على الطاولة. بتلك المرحلة وافق ان يساعدني وان يعطيني دورة في القرصنة على الانترنيت كي اتمكن من تتبع المجرم الكترونياً وطلب مني 1000 دولار كاجور كي يبقى معي بالغرفة لانه كان متشرداً هو الآخر ولا يملك سكن. وافقت على المبلغ الذي طلبه واسكنته معي بالغرفة. ومن تلك اللحظة صار ݘيب يُدَرّسني عن الحواسيب ويخبرني عن كل ما يتعلق بعناوين الانترنيت (آي پي ادريس) الثابتة والمتغيرة وكيف اتمكن من استخراجها من الرسائل الالكترونية اذكر انه قال "اكبر خطأ يرتكبه المجرم هو ارسال رسالة الكترونية email لكي يهدد بها فريسته لان الايميل يحمل معلومات مخفية بالامكان ان تدلكِ على عنوان المرسل الحقيقي". كذلك علمني كيفية اتلصص على الهواتف الذكية وعلى الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعية وما الى ذلك.
باتريك : كم دامت الدورة؟
مادي : 3 شهور. وقتها كنت انا مسؤولة عن طعامه وكسوته والمبلغ النهائي الذي تحول من 1000 دولار الى 5000 دولار بقدرة قادر.
باتريك : وبعد ذلك؟
مادي : وبعد ذلك ساومته على المبلغ ثم اعطيته 1500 دولار وودعته فرحل. كنت وقتها قد اصبحت خبيرة في التلصص الالكتروني وبامكاني الدخول على حسابات الاشخاص والمصارف وحتى مراكز الشرطة.
باتريك : بمعنى آخر اصبحت هاكّر مثله اليس كذلك؟
مادي : اجل كنت مضطرة الى ذلك، ولكن فقط كي اتمكن من تتبع الجاني وبالمناسبة فإن ݘيب هو الذي اقترح علي ان اطلق اسماً لهذا المجرم فسألته عن اي اسم يقترح، قال دعينا نسميه (الذئب). ولما سألته عن السبب قال بانه يتناسب مع الذئب الكبير الشرير الذي كان يحاول خطف الطفلة ليلى في قصة ليلى والذئب ومجرمنا يخطف الاطفال. لذا قمنا بتسميته الذئب.
باتريك : والآن اين وضعتِ كل الادلة والمستمسكات عن الذئب؟
هنا. امسكت بالفلاشة وقالت،
مادي : اغلب الادلة من صور ومقالت وعناوين فعلية وعناوين الكترونية ومقاطع فيديو موجودة بداخل هذه الفلاشة، جمعتها خلال السنوات الخمسة الماضية.
فتح باتريك حاسوبه المتنقل ووضع شريحة الفلاشة وصار يقلب بالادلة ويستمع لشرح مادي عن مقاطع الفديو لتصريحات مدراء الشرطة بعدة ولايات ومقابلات صحفية وبرامج تلفزيونية محلية. اصيب باتريك بالذهول وهو ينظر الى كل تلك الادلة ثم رفع رأسه وقال،
باتريك : اين هو الآن؟ اقصد الذئب.
مادي : الذئب الآن هنا في بورتلاند ولديه رقم حسابك المصرفي وحساب زوجتك كذلك.
باتريك : ولماذا لا يسرقنا إذاً؟
مادي : لانه لا يحتاج للمال بالوقت الحالي. انظر الى حسابه هنا بهذا الملف.
باتريك : الاسم المقيد هنا هو خافير استرادا. لم اسمع بهذا الاسم من قبل يا مادي. اين يسكن؟
مادي : لديه منزل يملكه هنا ببورتلاند بمنطقة فوريست بارك.
باتريك : ولماذا لا نذهب اليه الآن ونعتقله؟
مادي : لانك سوف لن تجد اي دليل يدينه يا بات.
باتريك : وكيف عرفتِ انه يريد خطف ابنتي داليا ؟
مادي : سأريك الآن. اسمح لي بالحاسوب.
ادارت الحاسوب اليها ثم ضغطت على احدى الاضبارات فخرجت لها مئات الصور. قامت بالضغط عليها فرأى باتريك صوراً لابنته داليا وهي تخرج من المدرسة وصور لها وهي تسير مع والدتها بالحديقة العامة وصورها وهي مع والدها بداخل المشفى عندما سقطت من آلة اللعب بالحديقة واصيبت بجرح طفيف في ساقها. بقي باتريك يتفحص الصور بدهشة وذهول وهو يتابع كل المصائب. فجأة سمع مادي تقول،
مادي : افتح هذا الملف، انه نص مكتوب ببرنامج مايكروسوفت وورد.
نقر باتريك مرتين على الملف فخرجت له قائمة بجميع الاطعمة التي تحبها ابنته داليا والتي تشتريها لها امها زوي من الاسواق. وكذلك انواع الاسماك التي يفضلها هو. لم تكتفي مادي بكل الادلة فقامت بالضغط على ملف يحتوي على مئات مقاطع الفيديو. فتحت احداها ليرى مقطع يصوره نائماً مع زوجته في غرفة النوم.
مادي : انه يراقبك ويعلم عنك كل شيء يا باتريك.
قفز باتريك واقفاً وهو غاضب جداً واتجه صوب السلم سألته،
مادي : الى اين؟
باتريك : ساذهب لادمّر الكامرا التي بغرفة نومي.
امسكت بيده ومنعته من الذهاب قالت،
مادي : لا تفعل ذلك. هذه الكامرا هي مخرجنا الوحيد. هو لا يعلم انك تعلم بالكامرا لذا فاننا نستطيع ان نبعث اليه برسائل مظللة ونوقع به من خلالها. اليس كذلك؟
باتريك : اجل، اجل لديك الحق، كنت سارتكب حماقة كبيرة. واين وضع كامرات الباقية؟
مادي : فقط نصب الذئب كامرتان ببيتك، واحدة بغرفة نومك وواحدة بغرفة نوم ابنتك داليا .
باتريك : وكيف عرفت ذلك؟
مادي : من خلال قرصنة حاسوبه.
باتريك : وهل يعرف بوجودك هنا بغرفة الصالون؟
مادي : كلا. انا متاكدة انه يعرف ان زوجتك تركت البيت واخذت داليا معها لانه رآها وهي تهيئ ملابسها وتضعها بالحقائب. لكنه برأيي لا يعرف وجهتهما لذلك هو سينتظر رجوعهما الى بورتلاند كي يختطف داليا يغتصبها، يقتلها ويخفي جثتها ثم ينتقل الى ولاية ثانية.
باتريك : ولماذا ابنتي بالتحديد؟
مادي : حسب اعتقداي، فهو يظن ان مهمته لم تنتهي مع داليا بعد وعليه ان ينتقم منكَ لانك افسدت عليه لعبته بالمرة الاولى.
باتريك : الذي افسد خطته بالماضي هو انت ولست انا يا مادي. انت التي داهمت بيته وانتشلت داليا من بين يديه وقمت بضربه بالمزهرية. ذلك البيت الذي استأجره بتقديم هوية مزورة لذلك لم نتمكن من معرفة هويته.
مادي : لكنكَ انتَ الذي ساعدتني وبحثت بالحاسوب وتمكنت من العثور على خيوط الادلة التي اوصلتنا اليه.
باتريك : وانتِ التي قمت بمداهمة البيت وحدك دون دعم مني خوفاً على حياة الطفلة وعلى حياتي كي لا اصاب بمكروه. مع انني تخليت عنك وتزوجت بزوي، لماذا؟
مادي : لانني كنت لا ازال احبك كثيراً ولم اشأ ان يصبك مكروه يا كعكتي. على العموم، هذا كله كان في الماضي. الآن لدينا مهمة يجب ان ننفذها كي نقضي على ابن الزانية هذا إلى الأبد. ولاننا لا نريده ان يرتكب جريمة اخرى ويعتدي على المزيد من الاطفال.
باتريك : برأيك، هل سنحصل على دعم من مركز الشرطة؟
مادي : لا يا كعكتي، سيقولون ان الادلة التي حصلنا عليها عن طريق القرصنة الالكترونية غير مشروعة لذلك فانهم سيفسدون علينا خطتنا لا محال. سنعمل فقط انا وانت كما كنا في السابق. سنكون فريق متكامل لاننا وجهين لعملة واحدة. وعندما ندخله بشباكنا سنطلب منهم المساعدة.
باتريك : حسنا، انا موافق ولكن كيف ستكون الخطة؟
مادي : اهم فقرة هي ان الذئب يجب ان لا يعرف اننا علمنا بمخططاته. يجب عليك ان تتصرف تماماً مثلما كنت تتصرف سابقاً وان تذهب الى مركز الشرطة وتنفذ واجباتك حسب ما تطلبه منك ادارة الشرطة. بهذه الاثناء اقوم انا برصد تحركاته بشكل مقرب. وعندما يسقط بالفخ الذي سننصبه له. سنقوم بالانقضاض عليه وايداعه السجن كي يأخذ جزائه والذي سيكون الاعدام لا محال. وقتها سيكون لي الشرف ان اخذه بيدي الى الكرسي الكهربائي.
باتريك : والآن اريني النص الكتابي على برنامج الوورد اريد ان اتفحصه ثانيةً.
ضغطت على بعض الازرار بالحاسوب فاخرجت له الصفحة. اقترب باتريك من الشاشة كي يلقي نظرة عليها عن قرب فصار وجهه يكاد يلامس وجهها لتشعر بزفيره يلامس خدها فتنهدت وادارت رأسها نحوه فاستجاب لحركتها بان دنا من وجهه نحوها وصارت شفاههما متقابلتان يكادان يتلامسان. بقيا على هذه الحالة بضع ثوانٍ الا انهما لم يقبلا بعضهما. فقط شعرا بحرارة الموقف لكن العقل تغلب وسيطر على الجسد فابتعدا لتقف مادي وتعتذر بشدة وتقول،
مادي : انا آسفة يا باتريك. لا اعرف ماذا دهاني؟ لقد تصرفت بغباء شديد. انا لم اقصد ان... اعني انني لم اكن اريد ان...
هنا وقف امامها وقابلها وجهاً لوجه، ثم ربت على كتفها وسحبها الى عنده وقبلها من شفتيها فاستقبلته بشفاهها المفتوحة بقبلة عميقة ملؤها الحب وحرارة الشوق. راح يجرها باتجاه السلم كي يصعدا الى غرفة النوم دون ان تفترق شفتيهما فدفعته الى الوراء وقالت،
مادي : الكامرات يا كعكتي الكامرات، لا يمكننا الصعود الى غرفة النوم.
ابتسم وقال، "دعنا نبقى هنا بالصالون إذاً". سحبها اليه واستلقت على ظهرها على الاريكا فتبعها بعد ان ازال قميصها لتبرز نهديها العملاقتين الى الخارج. مارسا الجنس بالحب الذي ضمراه لبعضهما كل تلك السنين. بالنسبة لمادي فشمعة حبه لم تنطفيء مي قلبها ابداً. بقيت مخلصةً له ولذكراه طوال تلك السنين. اما هو فعلم انه ما زال يحبها ليس من المنظور الجنسي فحسب، بل من المنظور العاطفي. وشدة اندفاعه نحو جسدها كان بالغالب سببه جفاء زوجته له خلال العام الذي مضى. فضلاً عن المعاملة الخشنة الفضة التي كانت تتعامل بها معه وكأنه كان مديناً لها ولانها عطفت عليه لقبولها الزواج به. بقي باتريك يمارس مع مادي حباً ساخناً يضع فيه كل مشاعره وكأنه لم يمارس الجنس ابداً في حياته. وعندما فرغوا من لقائهما الجميل بقي باتريك مستلقياً على ظهره فوق الاريكة وبقيت مادي منبطحة فوقه تستمتع بتلك اللحظات التي طالما تخيلتها لما كانوا مفترقين. فجأة خطر شيء بذهنها فسألته،
مادي : لقد كنت تمارس الحب معي كما لو كنت محروماً منه لسنين طويلة. هل كنت مرتاحاً جنسياً مع زوي؟
باتريك : ابداً، كانت لا تمارس معي سوى مرة واحدة في الشهر او الشهرين. وعندما نقوم بالممارسة، كانت تتقزز عند الانتهاء من الجنس وتذهب راكضة الى الحمام كي تغتسل وكأنني قد تغوطت عليها. فتعابير وجهها بالتقزز كانت واضحة. وقد مر علينا عاماً كاملاً لم نتقرب به من بعضنا البعض.
مادي : هذا شيء محزنٌ حقاً. والآن دعني اسألك سؤالاً اهم، هل يضايقك وزني؟
باتريك : ليتك تستلقين فوقي مدى الحياة. كم وزنك الآن؟
مادي : انا 48 كغم وانت؟
باتريك : 72 كغم.
مادي : هل تمارس الرياضة؟
باتريك : بالطبع، انا اركض كل يوم لمسافة 6 او 7 كيلمترات، وانت؟
مادي : انا كذلك، بالرغم من كل ما جرى لي لكنني لم انقطع عن الرياضة ابداً.
باتريك : اريد ان نبقى بهذه الحالة حتى الصباح، ممكن؟
مادي : لا، لا يمكن لانني اتقلب كثيراً في نومي وسوف اقلق نومك لانني اعرف ان نومك خفيف جداً لذا اتركني هنا بالصالة واصعد انت لتنام بغرفة نومك. دع الذئب يستمتع بالنظر اليك وانت نائم. حاول ان لا تفتش بعينك عن مصدر الكاميرا لانه ذكي جداً وسيلاحظ ذلك وقد تفسد الخطة التي اعددتها للايقاع به.
باتريك : حاضر يا قطتي الجميلة.
مادي : يــــــــــاه، لم اسمع هذا الاسم منذ ان تفارقنا. كم كنت احب ذلك الاسم. انا لازلت احبك يا كعكتي ولا يمكن ان احب احداً غيرك.
قبلها قبلة طويلة وساخنة ثم تركها وصعد الى الطابق العلوي ونام نوماً طويلاً ليشعر انه باتم الراحة والأمان حتى ايقظه صوت المنبه لينذره ببدئ يوم جديد.
نزل باتريك الى الطابق السفلي فرأى حبيبته نائمة على ظهرها بجسدها العاري وقد سقط الغطاء عنها فالتقطه من الارض وغطاها ثانيةً فشعرت به لتمسك بيده وتسحبها حتى التقت الشفاه وراحت تمسد على شعره لكنه اوقفها وقال،
باتريك : لو استمرينا بهذه الصورة فسوف لن ننجز اي عمل اليوم.
مادي : وما المانع؟ سنعتبر انفسنا بشهر عسل.
باتريك : اجل والمجرم خافير ينظر الى مؤخرتنا العارية ونحن نصنع الحب. هيا قومي يا قطتي الجميلة.
قاد حبيبته الى الحمام بالطابق السفلي واخذا حماماً مشتركاً كادا يلتحمان من جديد برغبة جامحة لكن صوت الحكمة الهمهما الصبر فركزا على الاستحمام كي يبدئا عملهما باسرع وقت. بعد الحمام تناولا افطاراً سريعاً ثم خرجا بسيارة باتريك وربطا الحزام فسألها.
باتريك : الى اين؟
مادي : ستذهب الى مركز الشرطة اولاً وتقدم على اجازة لمدة يوم واحد بينما انتظرك بالسيارة. ثم ستأخذني بعد ذلك الى الفندق الذي اسكن فيه ونتفحص باقي الادلة هناك كي نواصل مراقبة الذئب.
باتريك : حسناً. انتِ المديرة الآن.
مادي : وانتَ حبيب المديرة.
بعد ان فرغ باتريك من الحصول على الاجازة ذهبا الى الفندق ودخلا غرفتها فتفحصها ليجدها بحالة مزرية. كل شيء كان مبعثراً بطريقة لم يعتادها بحياته.
باتريك : ما هذه الفوضى؟
علمت ان باتريك استاء من وضعها ومدى الاضطراب الذي تعيش فيه قالت،
مادي : سامحني حبيبي، كنت وحدي وليس لدي هم او هدف بالحياة سوى العثور على المجرم. لكنني اعدك باني ساتغير. سارجع قطتك الجميلة سارجع الى ما كنت عليه، صدقني.
باتريك : والخمر؟
مادي : صدقني يا كعكتي انا لست مدمنة على الخمر. واذا كان ذلك الامر يهمك كثيراً فاعدك انني سوف لن ادخل قطرة واحدة من الكحول الى جوفي. والآن دعنا نبدأ. انظر الى هذه القائمة. انها تحتوي على مكالمات خافير لكل الهواتف التي يتواصل بها.
تفحص باتريك القائمة الكبيرة المتألفة من 15 صفحة وقال،
باتريك : انها قائمة طويلة جداً هل تعرفين الجهات التي اتصل بها؟
مادي : لقد تتبعت كل واحد منها بلا كلل ولا ملل. والآن اريدك ان تنظر الى الصفحة الثالثة لقد وضعت خطاً اصفر تحت احدى الارقام المجهولة. انظر؟
باتريك : اجل انه لا يتكرر بعد ذلك. لعلها مكالمة خاطئة.
مادي : مكالمة خاطئة تدوم 3 دقائق واربعون ثانية؟ ايعقل ذلك؟
باتريك : اجل لديك الحق. من هو صاحب هذا الرقم؟
مادي : قمت بالاتصال به فسمعت صوتاً نسائياً يرد عليه.
باتريك : وهل عرفت الصوت؟
مادي : اجل. انه صوت زوجتك زوي.
باتريك : بالله عليك يا مادي، لا تقومي بهذه الالاعيب. كيف يتحدث الذئب مع زوجتي زوي؟ اعتذر منك لكنني لا يمكنني ان اصدق او اتقبل ذلك.
مادي : حسناً. اطلبه انت الآن ولكن استمع فقط ولا تتحدث، موافق؟
اخرج هاتفه الخلوي واراد ان يطلب الرقم فسحبت الهاتف من يده وقالت،
مادي : ماذا تفعل؟ هل جننت؟ إذا اتصلت من هاتفك فسوف تعلم زوي انك انت المتصل. خذ هذا الهاتف المجهول اتصل به وسوف نتلف رقاقته بعد الاتصال مباشرةً.
اخذ الهاتف الصغير من يدها واتصل بالرقم فاجابه صوت يشبه صوت زوجته زوي قالت،
الصوت : هيا تحدث، من؟
علم وقتها ان الذي يتحدث معه بالتأكيد زوجته زوي لانها الوحيدة التي تجيب بهذه الطريقة وتقول (هيا تحدث، من؟). تذكر انه دخل معها بنقاش طويل عندما قال لها ان تلك الطريقة الفظّة لا تصلح للاجابة على الهاتف فاجابته بانه لا يحق له ان يملي عليها طريقتها بالكلام. اغلق الخط دون ان يتحاور معها ثم نظر الى مادي بدهشة كبيرة وقال،
باتريك : ما هذا؟ كيف حدث ذلك؟ هل اتصل بها الذئب كي يبتزها؟
مادي : إذا كانت مكالمة ابتزاز فاريدك ان تنظر الى الصفحات 4 و 6 و 7 و15.
تصفح القائمة ثم قال،
باتريك : يا الهي، انها تتحدث معه باستمرات ما بين 3 الى 7 دقائق كل مرة. وخلال الاربع سنوات الماضية. هل هي تخونني مع هذا المجرم الحقير؟
مادي : لا اعلم. ولكن هذا هو السبب الذي اريد ان نتعاون به سوياً كي نعرفه. لاحظ ان المكالمات التي بالصفحة 6 كانت من هنا ببورتلاند الى رقم يبدأ بـ 907
باتريك : واين يكمن هذا الموقع؟
مادي : انه بهيوستن.
باتريك : هل هو مدينة هيوستن بولاية تكساس؟
مادي : كلا حبيبي انه هيوستن بولاية الاسكا. لقد كانت زوي تتواصل معه عندما كان بالاسكا.
باتريك : يا الهي، ما هي لعبة هذه المرأة؟ لماذا تتواصل مع هذا المجرم الخطير؟ ولماذا لم تخبرني عنه؟
مادي : سنعرف كل شيء لاحقاً. والآن اريدك ان تطلب زوجتك بهاتفك الاعتيادي على هاتفها الاعتيادي وان تتفقد احوالها بشكل طبيعي.
سحب هاتفه وهم بالاتصال لكن مادي وضعت يدها فوق الهاتف وقالت،
مادي : انتظر قليلاً يا كعكتي. دعني افتح حاسوبي كي اكون جاهزة لمراقبة موقع زوي الجغرافي.
باتريك : لا تتعبي نفسك. انا اعرف اين هي الآن. زوي في كالفورنيا مع امها.
مادي : وما الضير في ان نتأكد من ذلك؟ دعني اجهز الحاسوب ثم تقوم بالطلب.
بعد ان انتهت من استعداداتها اومأت اليه برأسها كي يتصل. فضغط على رقم زوي بهاتفه فاجابت،
زوي : ماذا تريد؟ هل اشتقت الينا وانت تضاجع عاهرتك السكيرة القذرة؟
باتريك : بل اشتقت لداليا، كيف هي وماذا تعمل؟
زوي : انها بحالة جيدة لانها بعيدة عن والدها الذي يستعيد فترة مراهقته ليطارد العاهرات المدمنات على الكحول.
باتريك : دعك من هذا الكلام. اين انتم الآن؟
زوي : واين سنكون؟ بكالفورنيا طبعاً لدى امي. داليا تعمل الكثير من الضجيج فتزعج امي.
باتريك : هل بامكاني ان اتحدث مع داليا ؟
زوي : سوف لن تتحدث معها او تراها بعينك إلا بامر من المحكمة. اليوم طلبت من المحامي كي يباشر اجرائات الطلاق. ساجردك من آخر سنت في جيبك. وقتها ستتشرد مع حبيبتك وستعيشان على رصيف واحد وتصارعان الجوع سوياً. كم هذا شيء رومانسي.
باتريك : يبدو ان الحديث معك اصبح مستحيلاً. وداعاً يا زوي.
لكن زوي لم ترد عليه واغلقت الهاتف بوجهه قبل ان تودعه.
مادي : عظيم جداً. لقد حصلت على احداثيات موقعها. خمن اين موقعها الآن؟
باتريك : انا متأكد انه بكالفورنا طبعاً، لانها ذهبت لتبقى لدى امها هناك. هكذا قالت.
مادي : خطأ. انها هنا في بورتلاند وبالتحديد ببيت الذئب.
باتريك : هل يعقل ذلك؟ بقيت هنا في بورتلاند؟ دعنا نداهمهم وننقذ ابنتي من هناك إذاً.
مادي : وهل تعتقد ان زوجتك وابنتك مختطفون من قبل الذئب؟
باتريك : اجل بالتأكيد. ولماذا هي ببيته اذاً؟ لقد قالت انها ذاهبة عند امها. وهذا يعني انه ترصد لها واختطفها قبل ان تصل الى المطار. وهذا يعني ايضاً انه اجبرها كي تتحدث معي بهذا الاسلوب كي لا اشكل ضغطاً عليه.
مادي : استيقظ يا كعكتي استيقظ. زوجتك ذهبت بمحض ارادتها.
باتريك : مستحيل. ولماذا تفعل ذلك؟ ما هو هدفها؟
مادي : هذا ما نريد ان نعرفه، اليس كذلك؟ استرخي وفكر بعقلك يا كعكتي. نحن نحقق بالامر. دعك من التهور فهو لن يأتي بنتيجة ايجابية.
باتريك : حسناً ماذا تقترحين؟ ما هي الخطوة التالية؟
مادي : يجب علينا ان نستأجر سيارة شحن صغيرة مغلقة النوافذ في قسمها الخلفي.
باتريك : تريدين ان تراقبي خارج بيت خافير، اليس كذلك؟
مادي : اجل يا كعكتي.
باتريك : إذا سنراقبه سوياً.
مادي : بالتأكيد لا. الذئب رجل ذكي ومقتدر تقنياً، بامكانه ان يتتبع هاتفك كما نحن نفعل معه ويعرف بمكانك. لذا الافضل ان تبقى بمنزلك بينما اقوم انا بالمراقبة خارج منزله. هل فهمت؟
باتريك : ولكنني ساشتاق اليك. لقد حركتِ مشاعري ورفعت مستوى التستوسترون عندي الى اعلى المستويات. لم اعد احتمل.
مادي : يجب عليك ان تتحمل كعكتي. انا لك وملكك متى ما شئت ولم اتخلى عنك كل تلك السنين ولكن يجب علينا ان نحل هذه المشكلة اولاً. زوي كانت تخدعك طوال فترة زواجكم وتكوّن علاقة آثمة مع الذئب. لذا من الحكمة ان تفكر في فضيحتها لتضع حداً لتجاوزاتها وتنتزع ابنتك منها.
باتريك : قلت لك سابقاً، انتِ المدير.
مادي : وانتَ كعكة المدير. هيا دعنا نذهب الى هذا العنوان. انها شركة لتأجير السيارات التجارية.
باتريك : ولماذا هذه الشركة بالتحديد؟
مادي : لانني اعرف مالكها، انه العم جاك صديق عمي المقرب. انه انسان رائع وسوف لن يفشي سرنا إذا ما سؤل عن مصدر المؤجر بالمستقبل.
ذهب الاثنان الى شركة التأجير فوجدا رجلاً بعقده الثامن يجلس خلف مكتب متواضع. حيته مادي وطلبت منه سيارة شحن صغيرة مغلقة النوافذ من الخلف. فقال،
جاك : لدي تماماً المركبة التي تبحثين عنها وهي مخصصة لصغيرتي الجميلة. انها سيارة لقيطة.
مادي : وهذا ما اريده بالضبط. اريد سيارة لقيطة.
باتريك : ماذا تقصدون بسيارة لقيطة؟
مادي : يقصد ان احداً لن يتمكن من معرفة مالكها وليس لديها ماضي.
باتريك : هل هي ساخنة؟ اقصد هل هي مسروقة؟
ابتسمت بوجهه وقبلته من خده وغمزت له بعينٍ واحدة، مدت يدها لتتسلم المفتاح من العم جاك ثم حيته بتلويحة من يدها وخرجت مع باتريك. ولما وصلا الى موقف سيارة الشحن قالت،
مادي : اذهب انت الى مركز الشرطة الآن ومارس عملك بشكل اعتيادي واقطع اجازتك التي اخذتها اليوم. اما انا فساكون خارج منزل خافير. وسانصب الشباك للذئب هذه المرة كن على يقين. سوف لن يفلت من قبضتي وسيكون بامكاني رصد كل تحركاته من هناك.
باتريك : انا اعرفك اكثر من اي شخص بهذه الدنيا. وداعاً يا حبيبتي.
مادي : وداعاً يا كعكتي، او لحظة توقف، توقف. اريد منك ان تحاول الحصول لي على مسدس ليس قابل للتتبع.
باتريك : لدي واحد بمكتبي بالمركز الذي اعمل به حصلت عليه من احد مهربي المخدرات، لقد مُسِحَتْ ارقام تسلسله ولم اسلمه الى مكتب الادلة بعد. ساجلبه معي اليوم.
مادي : وبالمساء اريدك ان ترجع الى بيتك بعد انتهاء الدوام الرسمي وتصعد الى غرفة النوم وتنام نوماً هادئاً. حاول ان لا تبحث بعينك عن كامرة المراقبة.
باتريك : وماذا عنك؟ متى ستأتين؟
مادي : سارجع وقتما ارجع. لقد بدأنا مهمتنا لذا سوف لن تسمع مني حتى اتصل بك. لا تحاول الاتصال بي ابداً.
باتريك : حسناً.
ركب باتريك سيارته بينما اخذت مادي سيارة الشحن الصغيرة قادتها الى خارج منزل الذئب خافير. بالمساء رجع باتريك الى منزله واخذ حماماً ساخناً ثم توجه الى السرير لينام نوماً عميقاً وباليوم التالي استيقظ على صوت المنبه فغادر سريره وتوجه الى الطابق السفلي كي يُصَبّح على مادي في الصالة الا انها لم تكن هناك، "يا الهي، اين هي هذه المجنونة؟ هل من المعقول انها بقيت تراقب بيت خافير طوال الليل؟ ربما حسّ الذئب بمراقبتها وقام باحتجازها هي الاخرى؟ او ربما قام بايذائها او قتلها؟ لا، لا، لايمكن ذلك فهي من ابرع افراد الشرطة الذين عرفتهم بحياتي. سوف لن يتمكن من ان ينال منها دعك من تلك الاوهام. سانتظر حتى المساء وستظهر بالتأكيد".
خرج باتريك الى عمله بعد ان تناول وجبة الافطار. وعندما وصل الى مركز الشرطة اخبره زميله دوغ ان لديهم مداهمة كبيرة لتاجر المخدرات (ايل غوردو) البدين لذلك طلبه المدير بالاسم واراده ان يقود المداهمة بنفسه. ارتدى باتريك سترته الواقية وخرج مع باقي رفاقه بعد ان استمع الى توجيهات رئيس فريق الشرطة عن تكتيك المداهمة وتفاصيلها. استمروا بالمراقبة طوال اليوم حتى رأوا تاجر المخدرات يدخل مستودع للاطارات ومعه شلة مؤلفة من 5 رجال مسلحين. وبعد مرور ربع ساعة وقفت اربعة مركبات ذات الدفع الرباعي خارج المستودع ونزل منها رئيس عصابة اخرى للمخدرات يلقب بالتمساح بصحبة شلته. نظر باتريك بالناظور وابتسم. تكلم باللاسلكي وقال، ليكن القناصة جاهزين. والآن اريد من فريق المداهمة ان يحاصروا المبنى من جميع الجهات. سوف لن تبدأوا باطلاق النار حتى تسمعوا الاشارة مني فتدخل العريفة فوستر اولاً لتشتت انتباه العصابة. ثم نقوم بعدها بالمداهمة فور بدء عملية تبادل المال بالمخدرات.
دوغ : اين هي العريفة فوستر؟ ولماذا تأخرت؟
باتريك : لقد طلبت منها ان تبقى بحالة تأهب حتى اعطيها الاشارة كي تدخل. والآن دعني اتحدث مع سلفستر الذي بداخل المستودع وهو يراقب من سطح المستودع عن كثب. سلفستر، سلفستر هل تسمعني؟
سلفستر : اجل سيدي، اراهم الآن، انهم يتحدثون ولم يجري التبادل بعد.
باتريك : حسناً اخبرني فور بدأ التبادل.
سلفستر : نعم سيدي.
نظر باتريك الى مساعده دوغ وقال، "كن على استعداد تام، اليوم لا نريد ان نقدم ضحايا".
وما هي الا دقائق ورأى سلفستر عملية تبادل المال بالمخدرات فاخبر باتريك وقال، "الآن بدأت عملية التبادل سيدي"
امسك باتريك بجهاز اللاسلكي وقال "هيا يا عريفة فوستر سيري وادخلي المستودع". وقفت سيارة وردية مكشوفة السقف ونزلت منها امرأة ترتدي ملابس مثيرة جداً فتحت بوابة المخزن ودخلت بشكل مفاجئ فتأهب المجرمون ووجهوا اسلحتهم نحوها فضحكت ضحكة عالياً وقالت،
فوستر : هاهاها، ما هذا يا اولاد لماذا تخيفونني باسلحتكم؟
لوح (ايل غوردو) بيده آمراً بانزال الاسلحة لانه اعتقد ان هذه الفتاة دخلت المستودع عن طريق الخطأ.
ايل غوردو : من انتِ يا حلوتي؟ ولماذا انت هنا؟
فوستر : انا اسمي قصب السكر جئت لابحث عن الميكانيكي هيكتور ليصلح لي سيارتي. اين هو هيكتور؟
ايل غوردو : هيكتور مريض ولم يأتي اليوم. تعالي وأسألي عنه غداً.
فوستر : ولماذا لا تصلحها انت يا وسيم؟ يبدو عليك شاطر وبارع بكل شيء.
بهذه اللحظة تحدث المراقب سلفستر باللاسلكي وقال، "لقد انزلوا اسلحتهم تماماً واعادوها لجيوبهم، انها افضل فرصة الآن سيدي".
باتريك : الى جميع الوحدات، ابدأوا الهجوم الآن فوراً. وانت يا سلفستر اطلق رصاصة من بندقيتك على القناص التابع للعصابة.
فور سقوط قناص العصابة دخل رجال الشرطة واشتبكوا مع افراد العصابتين. وصار الرصاص يتطاير من كل جانب. تقدمت العريفة فوستر ووضعت مسدسها على رأس رئيس العصابة وامرته بالقاء سلاحه فرماه على الارض. سحبته معها نحو البوابة بين تطاير الرصاص بالجو. خرجت الى خارج المستودع ومعها (ايل غوردو) ثم سلمته لزملائها المرابطون خارج المستودع. ارتدت سترتها الواقية ودخلت ثانية الى المستودع كي تشارك مع زملائها في المعركة الدائرة. وبعد ان هدأ دوي الرصاص رفع رجال العصابة المتبقين ايديهم فامر باتريك الجميع بالتوقف عن الاطلاق وسأل مساعده كي يحصي عدد القتلى والجرحة من الجانبين. بعد قليل رجع دوغ وقال،
دوغ : 5 قتلى من ضمنهم التمساح و 9 جرحى من كلا العصابتين. اما من عندنا فلدينا قتيل واحد و3 جرحى.
باتريك : من هو القتيل؟
دوغ : انها العريفة فوستر سيدي. تلقت رصاصة في رأسها.
انزل باتريك رأسه الى الارض وصار يذرف الدموع. بعدها رجعت جميع وحدات الشرطة بعرباتها محملة بافراد العصابة وعلى رأسهم الصيد الثمين (ايل غوردو). اما سيارات الاسعاف فراحت تحمل المصابين والجثث لتنقلهم الى المشفى. رجع باتريك حزيناً الى مركز الشرطة فقابله مديره وهنأه على النصر المبين لكن باتريك لم يفرح باي نصر لانه كان مثقلاً بالاحزان العميقة. رجع الى منزله وفتح والباب ولم يجد احداً هناك فرمى نفسه على اريكة الصالون لينام نوماً طويلاً. فجأة شعر بيد تمتد لكتفه فقفز وامسك بمسدسه لكنه رأى وجه مادي تهدئه وتقول،
مادي : استرخي يا كعكتي. انه انا مادي حبيبتك.
باتريك : مادي؟ اين كنت البارحة؟ لقد قلقت عليك. لماذا لم تعودي الى المزل؟ ما الذي يجري؟
مادي : لقد حليت قضية المختطف. لقد عرفت كل شيء عن الذئب وافشيت جميع الاسرار.
باتريك : احقاً ما تقولين؟ كيف؟ وماذا عن ابنتي داليا؟
مادي : انها بخير. ساخبرك عن القضية باكملها. وداليا ستنام بحضنك غداً، هذا وعد مني.
باتريك : كيف؟
مادي : قلت لك غداً. الآن اريدك ان وتمارس الحب معي.
باتريك : لقد اعطيتني عرضاً لا يمكنني رفضه. تعالي هنا يا قطتي الجميلة. ساطفي النور.
مادي : لا يا حبيبي، اريد ان اراك وانت عاريٍ امامي تمنحني حبك كله دون حواجز. قبلني قبلاً طويلة لاشبع منك. فانا محرومة من حبك منذ سنين. هيا دعني اتذوق كعكتي الحلوة.
التحم الحبيبان وراحوا يمارسون الحب بشكل جنوني دام حتى ساعات مبكرة من صباح اليوم التالي. وعندما استيقظ باتريك لم يجد مادي بجانبه على الاريكة فنادى، "اين انتِ يا قطتي الجميلة؟". فاجابته من بعيد، "انا هنا بالحمام يجب ان نستعد".
خرجت من الحمام وباشرت ارتداء ملابسها وسارت اليه فرأته جالساً ينتظرها بالصالون.
باتريك : والآن اخبريني كل شيء. كيف حليتِ القضية؟ اريد ان اعرف كل شيء بالتفصيل الممل.
مادي : حسناً اجلس على الاريكة، ارتاح، استرخي تماماً واستمع الى كل التفاصيل: انت تذكر، قبل يومين في الصباح الباكر خرجنا من بيتك سوياً فذهبت انتَ الى مركز الشرطة بينما قمت انا باخذ سيارة الشحن وذهبت بها لاراقب منزل خافير استرادا (الذئب). بقيت جالسة بالسيارة على مسافة كبيرة من الدار كي لا ينكشف امري. لكن احداً لم يخرج الى خارج الدار. بقيت اراقب المنزل لاكثر من 3 ساعات حتى رأيت ابنتك داليا تخرج وحدها وهي تركض باتجاه الباب الخارجي فظننت انها تمكنت من الفرار من قبضة الذئب فخرجت من سيارة الشحن ورحت اركض نحوها كي اتلقفها وارجعها معي الى السيارة، ولكن وقعت المفاجأة... فبينما كنت اركض نحوها وانا ما زلت في الشارع رأيت الذئب يخرج من البيت وينادي ابنتك داليا. توقفت داليا واستدارت نحوه ثم ركضت اليه فحملها وعانقها بكل حنان. وقتها توقفت وتسمرت بمكاني وحمدت الله ان احداً لم يراني وانا اركض باتجاه المنزل. بقيت اراقب المنظر الغريب واذا بداليا ترسم قبلة قوية على وجنة الذئب فيستدير ويرجع بها الى المنزل ثم يغلق الباب. هنا كنت في غاية الدهشة. كيف تُقَبّلْ داليا خاطفها؟ رجعت الى السيارة وانا اتخبط ما بين الحيرة والشك والدهشة والذهول. دخلت السيارة وواصلت المراقبة. وبعد ساعة ونصف تقريباً خرجت زوجتك زوي من المنزل وبصحبتها داليا والذئب وجلسا بالحديقة يحتسون الكيك والقهوة. كان ذلك شيئاً محيراً جداً. لم اكن اعرف ماذا يجري. كيف يتصرفون وكأنهم عائلة واحدة؟
باتريك : شيء لا يصدق. وماذا فعلتِ بعد ذلك؟
مادي : كنت افكر واحلل واعيد التفكير بالكثير من النظريات والمعطيات حتى تيقنت انني يجب ان احفر بعمق اكبر في معلوماتي عن الذئب فاتصلت بالهاتف مع براد...
قاطعها باتريك بالسؤال،
باتريك : من هو براد؟
مادي : كعكتي لقد سبق وان حدثتك عنه. انه شاب موهوب تعلمت منه الكثير عن التلصص على الناس عبر الانترنيت. المهم، اتصلت به وطلبت منه ان يبحث بعمق كبير عن خافير استرادا ويعطيني الجواب بينما كنت واقفة اراقب من داخل عربة الشحن. وبعد اكثر من ساعتين اتصل بي ثانيةً وقال بانه لم يتمكن من معرفة اي شيء عنه سوى انه تربى في ملجأ للايتام في سان خوزي بكالفورنيا واعطاني عنوان الملجأ. شكرته وادرت محرك السيارة لاتوجه به فوراً الى مطار بورتلاند واطير من هناك الى سان خوزي. وصلتها ليلاً فنزلت بارخص فندق هناك. وباليوم التالي ذهبت الى عنوان الملجأ الذي اعطاني اياه براد. دخلت مكتب مديرة الملجأ وسألتها عن خافير استرادا. قالت اجل اتذكر هذا الطفل المشاكس. جائوا به مع اخته التوأم بسن الخامسة قبل 25 سنة. كانوا قد فقدا ابويهما في حادث سير فأدخلا الملجأ. اسمه الكامل هو خافير استيفان استرادا واخته التوأم زوي استيفان استرادا. بقوا بالملجأ مدة عام كامل حتى جاء رجل وزوجته يدعون جون وانّا ملر. قاموا بتغيير اسم الطفلة من زوي استيفان استرادا الى زوي ملر. واخذوها الى بيتهم بعد ان تمت اجرائات التبني.
باتريك : يا الهي زوجتي زوي هي اخت الذئب؟ شيء لا يصدق. مستحيل هل انت متأكدة من معلوماتكِ؟
مادي : انتظر حبيبي هناك المزيد من المفاجئات، استمع فقط ودعني اكمل: لم تتخلى زوي عن اخاها وبقيت تقابله في الملجأ بموافقة ابويها بالتبني حتى خرج خافير من الملجأ عندما بلغ سن الثامنة عشر. اما اخته زوي فدخلت اكاديمة الشرطة لتصبح شرطية بمركز شرطة ملبيتاس بسليكون ڨالي. لكن رؤسائها لم يكونوا راضين عن ادائها فكانوا يضغطون عليها دائماً كي تستقيل. وعندما اختلفت مع حبيبها قررت مغادرة سان خوزي وانتقلت الى بورتلاند فعملت بقسم الارشيف هناك حين التقت بنا انا وانت.
باتريك : هل هذا كل شيء؟
مادي : لا، لا، لا، يا كعكتي. هذا فقط رأس الجبل الثلجي فقط استمع: بحكم عملها بارشيف الشرطة كانت تتواصل مع اخاها خافيير وتطلعه على اسماء العوائل الغنية في عدة ولايات بامركيا كي لا يتم كشفهما من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية اف بي اي. كانت تشكل غطائاً كشبكة الامان لتحميه وتحمي معلوماته كي لا ينكشف امره. انا عثرت على هذه المعلومات بدفتر مذكراتها ببيت امها بالتبني. وعندما علمت شريكتها العريفة ناديا بكل ذلك ارادت ان تكشفها وطلبت منها ان تعترف الى رئيس المركز وتخبره بكل شيء. شعرت زوي ان اخاها بخطر وان علاقتهما كادت تنكشف من قبل العريفة ناديا. لذا طلبت من الذئب ان يختطف ابنتها داليا كي لا يشك احد بها. وبنفس اليوم انقلبت سيارة العريفة ناديا بظروف غامضة وماتت على اثر الحادث. ولما ارادت ان تدخلني بالفخ. غيرت صوتها واتصلت بي لتخبرني عن مكان داليا. ذهبت انا هناك بالمكان الذي احتجزت به وضربت الذئب على رأسه ورجعت بداليا اليكم.
باتريك : يا الهي كنت متزوجاً من وحش كاسر. فزوجتي لم تكن اختاً للذئب وحسب بل كانت شريكته بجرائمه.
مادي : والآن زوي تعتقد انها بمأمن وهي تسكن بمنزل اخاها خافير الذئب. اما ابنتك داليا فصارت تنادي خالها الخال خافير.
باتريك : ساذهب واكسّر كل شيء على رؤوسهم وانقذ ابنتي منهم.
امسكت بيده وقالت،
مادي : انتظر يا كعكتي لا تتسرع، هذا المجرم محترف وقد وضع الكثير من خطط للهروب كي لا يمسك به احد. لا تهدم ما بنيته خلال خمس سنين وانا اطارد هذا المجرم. سوف نقوم بدراسة خطة وبمساعدة فريقك بالشرطة كي نمسك بالذئب واخته وننقذ داليا. اتوعدني بذلك؟
اومأ برأسه موافقاً على خطة مادي.
مادي : اولاً سوف تتصل برئيسك وتشرح له انك عرفت مكان مجرم خطير وتريد الدعم منه كي تنصب له فخاً في الغد وانك ستشرح له عن تفاصيل ذلك المجرم فيما بعد. بعدها سنذهب الى الطابق العلوي وسنمارس الحب بغرفة النوم.
باتريك : لكنك قلت ان هناك كامرات تراقب الغرفة، هل اخطأت بذلك؟
مادي : كلا يا كعكتي الكامرات لازالت تعمل. لكن ذلك هو جزء من خطة القبض على الذئب واخته زوي لانقاذ داليا من بين ايديهم.
باتريك : وكيف سيتم ذلك؟
مادي : لا يهم حبيبي، كل ما هو مطلوب منك ان تمارس الحب معي ولكن بشغف كبير. انا اريدهما ان يشاهدا عرضاً افضل من عروض برودواي.
باتريك : هيا إذاً دعيني احملك على كتفي واصعد بك السلم.
مادي : لا يا حبيبي، لا اريدك ان تحصل على انزلاق بالدسك. لدينا مداهمة غداً.
باتريك : اسمعي مني، يجب ان لا تساهمي باي شيء غداً، فقط تقفين بعيداً وتراقبين. فانت لست مدرجة تحت قائمة الشرطة الآن.
مادي : اعدك ذلك والآن هيا فانا اشعر وكأن اسناني تؤلمني كثيراً وتكاد تسقط من شدة الشبق.
صعد الحبيبان الى الغرفة ومارسا الجنس بشكل ساخن وبالغ باتريك كثيراً في صراخه واستمتاعه بحبيبته. همست مادي باذن حبيبها وقالت،
مادي : خفف العيار قليلاً حبيبي ولا تبالغ بالصراخ فقد يشعران بانك تمثل وسوف لن تنطلي عليهما اللعبة. فقط ضاجعني بشكل اعتيادي.
صار يضاجعها حتى انتهوا من مهمتهما وخرت قواهما فناما نوماً هانئاً باحظان بعضهما البعض. باليوم التالي استيقظت مادي وقبلت حبيبها لتدخل الحمام وتستحم ثم خرجت فوجدت باتريك مازال نائماً على السرير. نادته وقالت،
مادي : استيقض يا باتريك هيا حبيبي.
لكن باتريك لم يتحرك ولم يجبها بشيء. ذهبت صوبه وامسكت بكتفه وصارت تهزه. وفجأة قفز عليها وسحبها للسرير وراح يدغدغها فصرخت وقالت، "توقف ارجوك فانا لا اتحمل الدغدغة". لكنه لم يتوقف فصارت تضحك وتحاول الافلات من قبضته حتى سقطت على الارض ووقفت على ارجلها قالت،
مادي : كفاك لعباً يا كعكتي، هيا اترك السرير. سانزل للاسفل كي اعد الافطار.
نزلت مادي الى المطبخ وتبعها باتريك بعد ان استحم ولبس ملابسه. سألها،
باتريك : ما هي خطة المداهمة؟
مادي : اولاً ستتصل بالمركز وتعد فريقاً من 20 رجلاً بينهم قناصين. يذهبون الى عنوان الذئب لكنهم يتوارون كثيراً ولا يشغلون الاضواء ولا صفارات الانذار بسياراتهم، فقط ينتشرون حول الڨيلا. ثانياً، ساذهب انا امام بيت الذئب واضغط على الجرس. ادخل وحدي وتقف انت بعيداً في الخارج لتراقبنا. ستقوم زوجتك زوي بالهجوم عليّ وحدها وتركض باتجاهي.
باتريك : كيف عرفتِ انها ستفعل ذلك؟
مادي : لانها شاهدتنا ونحن نمارس الحب بالليلة الماضية وتريد ان تمص دمي وتقلع عينيّ من محاجرها.
باتريك : وماذا ستفعلين؟
مادي : سادير وجهي واهرب منها الى الشارع وسوف تتبعني راكضة ورائي. ولما نصبح بعيدين عن مرأى الذئب سيقوم رجال الشرطة بالقبض عليها.
باتريك : وماذا عن داليا؟
مادي : هنا ستكمن المشكلة. فلعل الذئب سيسمح لها بالذهاب لأنهُ خالها او سيستخدمها كرهينة كي يفلت من ايدينا. وهنا يأتي دور القناصة الذين سيغتالوه فور ان تسنح لهم الفرصة.
باتريك : ارجو ان تسير الامور كما تخططين.
مادي : دعنا لا نضيع المزيد من الوقت، هيا يا حبيبي اتصل بفريقك ليكونوا جاهزين للعملية. فانا اضعت خمس سنين من حياتي لمثل هذا اليوم. لا أريد أن يحدث أي خطأ:
أخرج باتريك هاتفه من جيبه واتصل بفريقه ليخبرهم بخطة المداهمة وطلب منهم ان يكونوا جاهزين ليطوقوا منزل الذئب الساعة العاشرة تماماً ووعدهم بان يرسل عنوان الذئب برسالة نصية من هاتفه. نظر الى مادي وقال،
باتريك : ارسلت لهم العنوان، سيطوقون منزل الذئب كما طلبتِ مع الساعة العاشرة تماماً. ولكن لدي شرط مهم يا حبيبتي. يجب عليك ان ترتدي السترة الواقية. انا اعرف انك كنت تكرهينها وكنتِ تتملصين دائماً من ارتدائها لما كنت تعملين بسلك الشرطة. الآن هو شَرْطي الوحيد كي اواصل في تنفيذ خطتك.
مادي : بالرغم من انك تعلم جيداً انها تضغط على صدري وتعيق تنفسي الا انني ساخنع لطلبك فقط كي ننقذ داليا.
اخرج باتريك السترة الواقية من صندوق سيارته واعطاها لمادي فامسكتها بيدها لكنه قال،
باتريك : هيا ارتديها امامي الآن والا سوف لن تركبي السيارة.
مادي : حسناً، حسناً، سارتديها، سارتديها، كم انت لحوح.
ارتدت السترة على مضض وركبت السيارة الى جانب باتريك فنظر الى ساعته وقال،
باتريك : سنذهب مباشرة الى الشارع الموازي لشارع منزل الذئب، نترك سيارتنا هناك ونكمل الطريق الى البيت سيراً على الاقدام.
ولما وصلا هناك اوقف السيارة ونزلا منها. اخرجت مادي مسدسها من الخلف وسحبت الاقسام بينما اخرج باتريك بندقيته من الصندوق الخلفي ثم تأكد من خزان مسدسه وسحب الاقسام كذلك وقال، "هيا". مشيا حتى آخر الشارع فرأوا 3 سيارات شرطة واقفة هناك. ذهب باتريك وتحدث معهم فنزلوا من سياراتهم وانتشروا خلف منزل خافير. وعند وصول 3 سيارات اخرى طلب منهم ان يسيروا بنفس الشارع ولكن يقفون متوارين عن الانظار. تفحص ساعته فوجدها تشير الى العاشرة الا خمس دقائق قال، "سننتظر قليلاً". مرت الدقائق وكأنها اعوام حتى اطبقت الساعة على العاشرة تماماً. فاعطى الاشارة لمادي كي تذهب وتضغط على زر الجرس. سارت مادي بشكل طبيعي وكأنها ذاهبة للتسوق. ثم ضغطت على الجرس تتوقع خروج زوي كالثور الهائج وتهاجمها حسب خطتها المرسومة. لكن احداً لم يفتح الباب. نظرت الى باتريك من بعيد بذهول كبير فاشار اليها برأسه بمعنى اعيدي الكرة واضغطي على الجرس. ضغطت على الزر فانفتح الباب ببطئ واخرجت الطفلة داليا رأسها من الباب الرئيسي ونظرت حولها ثم اخرجت جسدها ببطئ شديد وبتردد. بعدها سارت باتجاه البوابة الرئيسية فركضت نحوها مادي وعانقتها ثم حملتها لترجع بها مسرعة. وعندما صارت بالقرب من باتريك، فتح لها ذراعيه فركضت داليا نحو اباها لتقفز عليه وتخبئ رأسها على عنقه قالت،
داليا : ابتي حبيبي انا بخير لا تقلق.
باتريك : كنت قلقاً جداً عليك يا سُكّرتي. هل تشكين من شيء؟
داليا : لا، لا انا لا اشكو من شيء. انا بخير.
مادي : حبيبتي داليا، كيف تركوك تخرجين؟ ماذا يفعلون بالداخل؟ هل هم مسلحين؟
داليا : ليس هناك اي احد بداخل البيت يا خالتي. لقد رحلوا.
هنا امر باتريك باقتحام المنزل فدخل رجال السوات المدججين بالسلاح وتأكدوا من ان المنزل خالي من البشر. خرج قائدهم وقال،
القائد : البيت نظيف. ليس هناك احد بالداخل سيدي.
مادي : يا الهي، ذهبت خطتي سداً.
باتريك : لا لم تذهب سداً. لقد انقذنا داليا.
التفت باتريك الى ابنته وسأل،
باتريك : هل اخبروك اين ذهبوا؟
داليا : كلا ولكن ماما تركت لك هذه الرسالة.
اخرجت ورقة من جيبها واعطتها لوالدها . اخذ الرسالة من ابنته وفتحها ليقرأها،
عزيزي باتريك،
لقد كنتُ دائماً اتفاخر امام صديقاتي بانني كنت متزوجة من اذكى رجل بالعالم الا انك خيبت ظني بشكل كبير. قمت اليوم بمظاجعة تلك العاهر السكيرة امام الكامرا وانت تعلم جيداً انني اتابع ما يجري. لم تنطلي علينا الحيلة لذلك سنذهب انا واخي الآن الى مكان لن تجدنا فيه ابداً. انا لم يكن يهمني رجوعك لعاهرتك مادي فهي تستحقك وانت تستحقها لكنني اشكرك على تلك التمثيلية الرخيصة لاننا علمنا من خلالها انك ستقوم بمداهمتنا غداً لذلك سنرحل ونترك لك هذه الرسالة مع داليا. انا اعلم انك تحبها وانك سوف تعتني بها، لذلك ساعطيها لك. لكني اعدك انني سوف ارجع اليك يوماً ما واسترجعها منك رضيت ام ابيت. لا تتعب نفسك بالبحث عني لانك عندما تقرأ هذه الكلمات سنكون انا واخي بآخر نقطة من العالم،
وداعاً.
زوي
نظر باتريك الى ابنته داليا وسألها،
باتريك : متى غادروا البيت؟
داليا : لا اعلم، بالامس اعطتني امي حبة دواء قالت انها فيتامين لكنني نمت فوراً على اثرها. وعندما استيقظت هذا الصباح وجدت نفسي وحيدة بالبيت فنزلت الى المطبخ واعددت لنفسي رقائق الكورنفليكس. حتى سمعت جرس الباب فخرجت. لاجد الخالة مادي امامي.
مادي : ومتى اعطتك امك الرسالة؟
داليا : اعطتها لي بالليل قبل ان انام وقبلتني ثم قالت انها ستأتي لتأخذني فيما بعد.
مادي : هل اخبرتك متى ستأتي لاخذك؟
داليا : كلا، فقط قالت فيما بعد.
امسك باتريك بجهاز اللاسلكي ونادى الادارة قائلاً،
باتريك : سيدي يجب غلق الحدود على زوجتي زوي وايت واخاها خافير استرادا. سابعث اليك بصورة زوجتي.
مدير القسم : لا عليك يا باتريك، لدينا صورتها في الارشيف. ساطلق نشرة جميع النقاط كي يلقوا القبض عليها وعلى اخوها الذئب. لقد حصلت على المعلومات من قائد مجموعة السوات اليوم.
مادي : وماذا نعمل الآن؟
باتريك : دعنا نرجع الى البيت. لم يبقى لدينا شيئاً نعمله هنا.
مادي : لكنني جوعانة. ما رأيك نسأل داليا عن المكان المفضل لديها؟
داليا : انا اريد الذهاب الى كي اف سي
باتريك : حسناً يا حبيباتي، هيا الى كي اف سي.
ركب الثلاثة السيارة وتوجهوا بها الى وسط المدينة اوقفها باتريك بموقف السيارات متعدد الطوابق ونزلوا يمشون باتجاه المطعم. تناولوا وجبة دسمة هناك ثم رجعوا الى البيت. هناك اعدت مادي القهوة وجلسوا في الصالة حتى الليل حين اعدت لهم حساء الخضار المنستروني. ثم ذهبت داليا مع مادي الى غرفة نومها. طلبت داليا من مادي ان تحكي لها قصةً فحكت لها قصة الاميرة النائمة حتى اغلقت جفنيها ونامت فابقت احد الانوار مشتعلاً ثم اغلقت الباب قليلاً ونزلت الى الصالة فرأت باتريك مفترشاً الارض منبطحاً على وجهه. هرعت اليه وارادت ان تتحدث معه لكنه كان يبدو عليه انه فاقداً للوعي. وفجأة سمعت صوت اقدام تركض باتجاهها التفتت ورائها لترى زوي هاجمة عليها وبيدها سكين كبير. اشتبكت معها بقتال طويل تلقت منها بضع طعنات على ذراعها لكنها تمكنت من التغلب على زوي وامسكت بذراعها ولوته خلف ظهرها. فجأة دخل الذئب وصوب مسدسه على مادي يريد ان يطلق عليها النار فانتبهت مادي وعلمت انها ستموت لا محال لأن الذئب لا يرحم ابداً. اغمضت عينيها وسمعت دوي الرصاصة. الا انها لم تسقط على الارض بقيت ممسكة بيد زوي. حلت عينيها لترى الذئب ساقطاً على الارض يخوض ببركة من الدماء. وقتها علمت ان باتريك هو الذي استعاد بعضاً من وعيه واطلق النار على الذئب. بتلك اللحظة امسكت مادي بالاصفاد التي كان قد تركها باتريك على الطاولة فربطت بها يد زوي من الخلف وسط صراخها وسبابها لها ولباتريك. وقف باتريك على قدميه يترنح فسألته،
مادي : هل انت بخير يا كعكتي؟
باتريك : انا بخير حبيبتي لا تقلقي.
مادي : ماذا حصل لك؟
باتريك : بينما كنت مستلقياً على ظهري على الاريكة اتابع التلفاز دخلت علي زوي من الخلف وقامت بكهربتي بجهاز التيزر ففقدت وعيي مؤقتاً. ولكن يبدو انني استعدت الوعي بالوقت المناسب ورأيت الذئب يصوب سلاحه نحوك فاطلقت عليه النار لاقتله. اذهبي وافحصيه رجاءاً.
ذهبت مادي اليه فوجدته فاقداً للوعي وينزف من صدره الا انه مازال حياً، قالت،
مادي : انه مصاب اصابة طفيفة ساكبله بالاصفاد. عطني اصفاداً اخرى.
فتح الدولاب واخرج اصفاداً اضافية يحتفض بها في الخزانة. ربطته ثم اتصلوا بالشرطة والاسعاف.
بعد مرور ثلاثة اشهر
اعلنت المحكمة الكبرى حكم الاعدام بالابرة السامة لكل من خافير استرادا الملقب بالذئب واخته زوي ملر.
خرج الجميع من المحكمة وهم سعداء ليركبوا سيارة باتريك فقالت لهم،
داليا : حبيبتي الخالة مادي، اشتقت لشوربة المنستروني التي تعديها. هل لك ان تحضريها اليوم ايضاً.
باتريك : اجل مادي ستعدها لك ثم ستنامي فوراً بعدها. اسمعتِ؟
داليا : سمعاً وطاعة سيدي المفتش. اعلم ان لديكم اموراً كثيرة تريدون حلها كما هو الحال كل ليلة.
نظر باتريك الى مادي وقال،
باتريك : هذه مشكلة الاطفال الاذكياء، يتعلمون كل شيء من الانترنيت وانها تعرف كل شيء عن تحركاتنا فلا يخفى عنها شيء.
مادي : لا عليك كعكتي، بالامس تحدثت مع داليا مطولاً وطلبتُ منها ان تكون اشبينتي عندما نتزوج. لكنها اشترطت علي ان تصاحبنا عندما نسافر الى هواي لقضاء شهر العسل فوافقتُ. ماذا عساي ان افعل؟ انها ابنة شرطي وانا اخاف منها.
ضحك الجميع وعانقوا بعضهم البعض.
1238 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع