لنجعل من الفيس بوك ...فضاءأ للمحبة و الجمال..؟؟

                                                        

                                علي المسعود


لنجعل من الفيس بوك ...فضاءأ للمحبة و الجمال..؟؟

التكنولوجيات الجديدة مثل وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على المجتمع ككل ولا نستطيع أن ننكر أنه بفضل مواقع التواصل الاجتماعي (سوشل ميديا) أصبح العالم أشبه بقرية صغيرة ، فهي تجمع بين جميع الناس بالرغم من اختلاف مواقعهم الجغرافية و لغاتهم وأعمارهم وجنسهم ومستواهم الفكري والثقافي وغير ذلك لتكوين صداقات وتبادل الأفكار والمعلومات. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي (سوشل ميديا) سلاح ذو حدين له جوانب مفيدة و في نفس الوقت له جوانب ضارة أيضًا، و تحديد أي نوع من هذين الجانبين قد يؤثر على مستخدم هذه المواقع يعتمد على غاية المستخدم وهدفه من استخدام هذه المواقع بالاضافة الى الوعي والمستوى الثقافي، سوف أذكر فيما يلي بعض من إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي . مواقع التواصل الاجتماعي منبرًا لتبادل الأحادبث والأفكار والمعلومات وذلك من خلال إنشاء صداقات مع أشخاص من مختلف بلدان العالم أيًا كانت ديانتهم أو جنسياتهم تسمح وسائل التواصل الاجتماعي لكافة الأشخاص بالتعبيرعن آرائهم وأفكارهم دون أن يمنعهم أو يقمعهم أحد . الفكرة في استخدام السوشيال ميديا أننا جميعًا نتشارك تجاربنا سواء كانت جيدة أو سيئة . على مواقع التواصل الاجتماعي يمكننا التعاطف مع بعضنا البعض ، ربما يكون صديقك على مواقع التواصل الاجتماعي قد مر بمحنة مماثلة تمر بها حاليًا وسيكون قادرًا على مساعدتك في تجاوزها. على الجانب الاخر وهو السلبي، هنالك الكثير من الأشخاص يتعمدون نشر شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه سمعة أشخاص آخرون، أو نشر خبر كاذب عن علامة تجارية لإلحاق الضرر بسمعتها وإمتناع الزبائن عن شراء منتجاتها. يكفي فقط أن ينشر أحدهم خبراً عبر إحدى مواقع التواصل يحمل معلومة كاذبة حول إحدى القضايا التي تشغل الناس، أو حول شخصية مثيرة للجدل، لتبدأ الشائعة بالانتشار كالنار في الهشيم، ويقبل كثيرون على تداولها . كذالك سهلت مواقع التواصل الاجتماعي للمحتالين في العثور على ضحايا للاحتيال عليها و تخويفها وذلك بانتحال شخصية أخرى غير شخصيتها وكسب ثقة المستخدم ومن ثم تهديده ومضايقته، على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي جلبت العديد من الفوائد مما سمح لنا بالاتصال بسهولة مع الأصدقاء، الأقارب والعائلة في جميع أنحاء العالم إلا أنها أيضًا تؤثر سلبًا على العلاقة بين أفراد الأسرة، فقد تسبب الانطوائية، العزلة الاجتماعية، إدمان الانترنت، الفشل الدراسي و اكتساب عادات سيئة . ولا يعني هذا أن تنامي دور وسائل التواصل الاجتماعي هي المُلامة كلياً على ظهور المشكلات المجتمعية والأسرية. فتلك المشكلات كانت ستحدث حتماً، إما بسبب ضعف العلاقات الأسرية، أوبفعل المتغيرات الحضرية التي سوف تصيب أوأصابت الأسر والمجتمع . الخطيئة الكبرى لهذه الوسيلة برأي الخاص هي المتابعة والاهتمام لجموع الحمقى والجهلة في وسائل التواصل ومساعدتهم ماينشروه من تفاهة وسخافة ، وتذكرني تلك الحالة بمشهد مسرحي للفنان عادل إمام في مسرحية " شاهد ما شفش حاجه " يقول للقاضي : عارف آخر نفق العباسية ؟ والقاضي يرد : نعم أعرفه . عادل إمام : هناك محل قصب ! القاضي : أجل ، ماله ؟ عادل إمام يرد : لديه شراب سيء ، لا تشرب منه حوار عادي في مسرحية عادية، ولكن الغريب أنه كان يوجد فعلا محل لبيع عصير القصب في اخر نفق العباسية وكان عصيره سيئا جدأ والاغرب انه عندما حققت المسرحية نجاحا جماهيريا وانتشارا واسعا استاء صاحب المحل وفكر في رفع قضية على المسرحية لكنه تفاجأ بشيء غير عادي إزدياد عدد الزبائن الكبير القادمين من مناطق بعيدة فقط لتجربة عصيره السيء . صاحب المحل الذي كان على وشك الإفلاس و اغلاق محله ، بفضل المسرحية ازداد عدد زبائنه و حقق أرباحا طائلة و افتتح فروعا جديدة لعصيره السيء ، والفضل يعود لعادل إمام الذي قام بالدعاية العكسية له وإعلان مجاني لمحله . الخلاصة : الخدمة التي قدمها الفنان عادل إمام لصاحب المحل هي نفس الخدمة التي نقدمها نحن لجموع الحمقى والجهلة في وسائل التواصل عندما نهتم بهم ونعلق لمنشوراتهم السيئة فلا تجعلوا من الحمقى مشاهير . يبدو لي اليوم وبعد أكثر من عِشرة سنوات في تجربتي مع الفيس بوك . ان هذه النافذه الالكترونية الصغيره ليست فقط لتطل منها على مايحدث في العالم من صراعات دموية

او فضائح سياسية او استعراضات فكرية او عضلية لمفكرين فيسبوكيين اوعرب او عالميين ، وهي ليست فقط من اجل التنسيق (الانساني) و( الجمالي) بين شرائح المثقفين والادباء والفنانين و مدً جسور المحبة مع الآخرين، الفيس بوك ايضا نافذة للتعرف على مختلف انواع البشر بكل محاسنهم وعيوبهم وامراضهم النفسية واحلامهم اليقظوية والليلية، نافذه في اتجاهين، تطل منها ويطل عليك، نافذه يفرغ البعض من خلالها بعضا من مكنوناتهم وعقدهم المرضيه الثقيلة وعلى الطرف المقابل عبء تحملها ،او التغاضي عنها وتمريرها حتى إن تراكمت اكثر من حدود الاحتمال - ولكل شخص طاقه تحملية معينه . الفيس بوك نافذه تشبه في مفعولها سبطانة المدفع ...فلا تضعوا في مواجهتها غير قلوبكم كردة فعل عفوية ، وإزرعوا ورد محبتكم بدل الحقد والكراهية . وفي النهاية ينبغي أن تظل تلك الوسائط أدوات في أيدينا نستخدمها ولا تستخدمنا، نملكها ولا تملكنا، نتعامل معها بقدر الحاجة ولا نستسلم لما تفرضه علينا من قيم دخيلة .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1427 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع