د. نزار عيسى ملاخا
دموعك غالية علينا شيخ جلال چرمگا المحترم
لمن لا يعرف الشيخ جلال چرمگا، اقول : إنه صحفي لامع وهو خريج كلية الآداب قسم الصحافة، صديق منذ سنين طويلة، يسكن سويسرا ومن أهالي السليمانية، كان رئيس تحرير موقع مجالس حمدان حيث أفتتحها في يوم ميلاده في الرابع من آب 2008م، ثم أسس موقع الگاردينيا الألكتروني، نحن رواد الموقع القدماء، الشيخ جلال، إنسان ملئ مشاعر رقيقة وحساسة، مرهف الحس، لا أريد أن أطيل أو أسهب في وصف مشاعر واحاسيس هذا الرجل بل سأتركها للقارئ، تنهمر دموعه لأبسط موقف إنساني يسمعه أو يحدث امامه، أتصلت به اليوم بعد أن علمتُ بنبأ إنتقال المغفور له الأب لوسيان جميل إلى الأخدار السماوية، وطلبتُ منه برسالة ألكترونية أن ينشر الخبر في مجلة الگاردينيا، ونشره مع تعقيب وتعليق تحت هذا الرابط يمكنكم زيارته.
https://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/51743-2021-12-03-11-22-24.html
لأن الأب الراحل كان من كتّاب الگاردينيا المميزين، ولكني لم أكن أعرف حجم العلاقة التي تربط الأب لوسيان بالشيخ جلال، بعد إرسالي الموضوع بدقائق معدودة وأنا في طريقي إلى موعد طبيب رن جرس الموبايل وإذا بالشيخ جلال وقد تفاجأ بالخبر، فقلتُ له لا أعلم إن كانت سياسة الموقع الألكتروني تسمح بنشر التعازي، فرد عليَّ بصوت متهدرج متسائلاً بإستغراب عن الحدث ثم سكت، ومن ثم سمعتُ نشيج بكائه
سمعتُ بكاءً ذا نشيج مردّدٍ ... تكاد له صُمّ الصفا تتصدّعُ
فقلتُ له ما لَكَ يا شيخ أ تبكي؟ فقال : وكيف لا لقد كان المرحوم من الأصدقاء المميزين، إنسان رائع بكل معنى الكلمة، فيلسوف، يكتب المقالات الرصينة الراقية التي تصلح دروساً في علم الفلسفة وغيرها. لقد بكى الشيخ جلال، لم يبكِ لعزيزٍ فقده لا سامح الله، ولم يبكِ لقريبِ اصابه ضيقٌ شديد، ولم ولم ولم، بل بكى لراهبٍ، بكى لكاهنٍ مسيحي، بكى لفقدانه رجل علم وثقافة. لقد تألمتُ كثيراً وأقسمتُ للشيخ جلال لو كنتُ أعرف إنك ستتألم لهذه الدرجة صدّقني ما كنتُ نقلتُ لك الخبر.
في ذاكرتي الكثير من المواقف الإنسانية التي أنهمرت لها دموع الشيخ جلال أبو ئالان الغالي.
بكى الشيخ جلال عندما أتصل به صديق من بغداد وسأله عن نوع الهدية التي يرغب لها من العراق،
https://www.algardenia.com/maqalat/16456-2015-05-04-18-29-25.html
بكى لتربة الوطن : سكت برهة .. سكت أنا أيضا.. دموعي أنهمرت.. وهو ألأخر... ياااااااااااااه .. كم عظيم تربة هلي وناسي ..كم عزيز هذا الوطن
بكى الشيخ جلال عندما كان في توديع لاس أبن أحد اقربائه في النرويج
https://www.algardenia.com/2015-09-17-21-42-52/50200-2021-08-04-16-55-39.html
حيث قال له : ابكيتني يا صغيري أيها العراقي الأصيل بأخر كلماتك وعيناك الجميلة و قطرات من الشذرات واللؤلؤ من الدموع وانت تمسحها تخفيها لعلني لا أرها أيها المحتال الرائع!!.
كتبتُ مرة مقالاً لا أتذكر عنوانه، فرد عليَّ الأستاذ جلال بمقال عنوانه "لقد أبكيتني يا رجل"
تحية إجلالٍ وإكبار لهذا الرجل الرائع ، لهذا البطل، لهذا الإنسان الذي يحمل من الصفات الإنسانية أكثر عدداً مما يحمله من خلايا الجسم.
أخوكم د. نزار عيسى ملاخا
657 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع