من مواقف وطرائف الساسة العراقيين - الجزء الثاني

                                                     

                              علي المسعود

من مواقف وطرائف الساسة العراقيين - الجزء الثاني

هناك الكثير من القصص والطرائف التي تروي عن الروؤساء و الورزاء في الحكومات العراقية السابقة وسأروي لكم بعض من هذه المواقف الطريفة عن الشخصيات السياسية بدءأ من العهد الملكي والمتمثلة بالباشا نوري السعيد وأنتهاءأ بالمرحوم جلال الطالباني ومرورا بالرئيس الراحل عبد السلام محمد عارف ورئيس الوزراء الراحل طاهر يحي والرئيس الراحل صدام حسين ، وكان الجزء الاول بالباشا نوري السعيد واليوم سنكمل الجزء الثاني .

والبداية برئيس الجمهورية العراقية الرئيس الراحل عبدالسلام محمد عارف ،

امتاز عبد السلام عارف بطرائفه وخطاباته الظريفة ، وما يذكر من مواقفه الطريفة ،تروي ابنة عبد السلام ، وفاء ، ان والدها قد اختلف مع والدتها، واستنجدت بجدها (والد الزوجة) ، وحضر الوالد واخذ ابنته وقبل الخروج من عتبة الباب قال عبد السلام لحماه :

شوف يا عمي اذا اخذتها والله العظيم راح اركب دبابة واجي افلش بيتكم وأرجعها ! ومن المواقف الطريفة والمحرجة في نفس الوقت ، عندما قدم الامير البدر ابن الإمام يحيى إمام اليمن إلى بغداد اصطحبه عبد السلام الى جامع الإمام الأعظم أبو حنيفة لاداء صلاة الجمعة ، وبعد الصلاة اعتلى عبد السلام المنبر والقى كلمة طويلة تحدث عن الثورة التي أطاحت بالنظام الملكي في العراق، واستشهد بالآية " إن الملوك اذ دخلوا قرية أفسدوها ، وجعلوا أعزة أهلها أذلة " ، وقد امتعض الامير البدر لانتسابه الى العائلة المالكة في اليمن، وقد أصبح الخطاب موضوع تندر لدى الجماهير .

     

وفي خطاب في مدينة البصرة قال : يا اهل البصرة يا من زرعتم نومي البصرة ، اشكركم وارحب بكم ، وارجو ان تقدموا لي بعد خطابي هذا جاي نومي بصرة..!! ـ

ثم اضاف ( ويالها من اضافة ) قال عن مدينة البصرة ، فوصفها بانها (طاسة ابطن طاسة ، بالبحر ركاصة!!) !!.

فضحك الجميع وضجوا بالصفير . في إحدى خطاباته الارتجالية والتي بثت مباشرة ، ان احد الجنود يصفق بشدة كلما تحدث الرئيس اربع او خمس كلمات ، وقد اعتبر الرئيس ان هذا الجندي يقطع عليه سلسلة افكاره ، وفعلا تلعثم عبد السلام عدة مرات بسبب دوي تصفيق ذلك الجندي !! وما على الرئيس الا ان انحنى أرضا والتقط حجرا من على الأرض ورمى به الجندي وقال له :

ابن الكلب دخلينا ناكل .. خـ.....ا !!!! ، آسف على الكلمة الأخيرة وكتبتها كما وردت .

   

رئيس الوزراء العراقي المرحوم طاهر يحي

اما بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي طاهر يحي السياسي النزية الذي أطلق عليه العراقيين لقب "أبو فرهود" بسبب الدعايات التي كانت تنال منه وتتهمه بسرقة المال العام، والتي كانت بغير أساس على الأرجح كما أثبتت التحقيقات. وقد رويت قصص وطرائف عنه، منها:

      

أنه كان يتجول سيرا على الأقدام في شارع الرشيد حتى وصل "ساحة الميدان"، صعد إحدى باصات مصلحة نقل الركاب كأي راكب عادي، وعندما سارت السيارة صعد ثلاثة أشخاص، ودفع كل منهم أجرة (15 فلسا) ولكن قاطع التذاكر «الجابي» قطع لهم التذاكر من الدفتر لكن لم يسلمها لهم بل أخفاها لنزولهم في المحطة التالية...وبعد فترة صعد ثلاثة أشخاص ودفعوا الأجرة للجابي فأعطاهم التذاكر الثلاثة المخفية لديه، وهنا نادي رئيس الوزراء على الجابي وقال له:لماذا قمت بهذا العمل؟ ، وعندما عرفه الجابي تلعثم الجابي وأرتبك وأخذ يتوسل لكونه صاحب عائلة كبيرة، ولكن رئيس الوزراء طلب منه دفتر التذاكر وقطع منه أربعة بطاقات ومزقها أمامهّ . أي إنه غرّمه 60 فلسا، وقال له: سوف أحيلك إلى المحكمة عن جريمة اختلاس!!.وبقي الجابي يبكي ويتوسل وتدخل بعض الناس ممن كانوا راكبين بالباص ملتمسين الصفح عنه..واستجاب رئيس الوزراء لتوسطهم وطلب من الجابي أن يكون أميناً ويحافظ على الأمانة التي أوكلت إليه، ثم مدّ يده في جيبه، وأخرج خمسة دنانير من محفظته وسلمها للجابي.. وقال له: إصرفها على عائلتك ولا تكرر فعلتك!!.. نزل رئيس الوزراء في المحطة القادمة مترجلا ليكمل سيره وجولته الحرة، وسط تحية الناس له وإعجابهم بتواضعه وإنسانيته.. وفي إحدى الليالي أوقف سيارته أمام محل (كببچي) وكان طاهر يحيى يلبس الدشداشة وهو قصير وسمين، وطلب تكة وكباب وبينما هو ينتظر سأل الكببجي: شلون الشغل؟ ، فأجابه: الحمد لله، لكن إشخلّة علينة أبو فرهود؟ أشو ندك ليل نهار وما جايب الرأس على الرأس! فقال له طاهر يحيى: زين وشنو دخل أبو فرهود بشغلك ؟ ، فقال له : عمي الله يخليك، من أبو فرهود يبوگ من فوگ، ويشتري سينما النصر ومدينة الألعاب، يگوماللي وياه يفرهدون، حتى توصل لبائع الحلال!! فأگوم آني ازيّد السعر على الزبون، لأن هي السمچه خايسه من راسها!!وحين هَمّ طاهر يحيى للانصراف، سأل الكببچي:شكد حسابك؟ أجابه: عمّي خليها على حسابي، فرد عليه: اي وبعدين تگول طاهر يحيى باگني!! حينها انتبه الكببچي إلى انه يكلم رئيس الوزراء، فارتبك وقال له: لا سيدي سامحني آني ما أقصدك، لكن الناس الله لا ينطيهم همه اللي يحچون!! فردّ عليه طاهر يحيى بعد أن وضع خمسة دنانير على المنضدة: عراقيين ما تصير إلكم چاره . رحم الله زمانا كان الرجال فيه كثيرون.. ورحم الله الرجل الذي تسلم عدة مسؤوليات وأثار خصومه لغطا ضده.. ولكنه كان (طاهرا) فعلا وحقا إسما على مسمى,, وبقيت أعماله شاهدة على نظافة ونزاهة وعفة أطهر رئيس وزراء عراقي يرحمه الله.. فليأتونا بمثل هذا الرجل في هذا الزمن الردئ الذي يستلم الوزراء والمحسوبون ملايين الدنانير، ومع ذلك لايعرفون للعفة والطهارة معنى… فليرحمك الله يا طاهر وليرحم الله من أحسن إختيارك وتعيينك .

  

الرئيس الراحل صدام حسين

قصة طريفة، وقعت مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وصاحب مطعم مصري، أثارت ضحكه، وجعلته يرويها لكافة المحيطين به، وكافة سفراء العراق الذين تناوبوا على منصب السفير في مصر، وفي كل مرة كان ينفجر من الضحك وكأنه يسمعه لأول مرة، مع الواقعة يرويها الباحث في التاريخ وسيم عفيفي، أنه في عام 1960 ذهب الرئيس العراقي الراحل إلى مصر، لإكمال دراسته التي تركها قبل انضمامه لحزب البعث، والتحق بمدرسة قصر النيل الثانوية وبعدها ‏اختار دراسة القانون والتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، كما اختار حي الدقي للإقامة فيه باعتبارها المنطقة الأقرب للجامعة والتي يقيم فيها الكثير من الطلاب العرب . كان من عادة صدام الذهاب إلى مطعم مشويات في الحي لتناول الطعام فيه، وكان طلبه المفضل هو ساندويتشات ” الإسكالوب والروز بيف ” ، فلم يكن يحب الأرز أو الخضراوات. ‏في أوقات كثيرة لم يكن صدام يملك ثمن الساندوتشات ، ولذا كان يخجل من الذهاب للمطعم وتناول طعامه فيه، الأمر الذي اضطره للذهاب إلى المقهى وإرسال أحد العاملين فيه لصاحب المطعم، مع إبلاغه أن الساندوتشات للطالب العراقي صدام، وأنه سيسدد ثمنها عندما تأتيه أموال من أسرته ، وكان صدام كان يسدد ديونه ولكن متأخرا جدا وبعد شهور طويلة، ومع ذلك لم يتوقف صاحب المطعم من إرسال السندويشات التي .إرسال الساندوتشات المفضلة له فور طلبها منه عن طريق عامل المقهى . ويضيف أن الموقف الذي أثار ضحك صدام وجعله يروي هذا الموقف الضاحك لكل مسؤوليه، كان عقب تعيينه نائبا للرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر، فقد أرسل مع مندوب له لصاحب المطعم مبلغا من المال قدره 10 آلاف دولار عوضا له عن ديون قديمة مستحقة عليه، وعندما قال المندوب لصاحب المطعم إن صدام حسين نائب الرئيس العراقي أرسل له هذا المبلغ عوضا له عن ديونه السابقة رد عليه صاحب المطعم وقال: هو الأستاذ صدام لقى شغل؟ . وفور علم صدام برد صاحب المطعم انفجر من الضحك وظل يروي هذا الموقف علي المحيطين به ولكافة سفراء مصر لدى العراق .

   

الرئيس الراحل جلال الطالباني

يُعرف عن الرئيس الراحل جلال الطالباني أنه رئيس خفيف الظل يقول النكتة عن نفسه بل ويؤلفها عليه من دون أن يتردد أو يشعر بأن النكتة تنتقص من هيبته وشخصيته بل تزيده قربا من الآخرين وتزيد من شعبيته بين الأوساط الاجتماعية. لهذا كان يفضّل أن ينادَى بـ“مام جلال” من دون غيره من الألقاب. ويروي جلال تلك الطرفة بنفسه : مرة سئل الرئيس جلال او مام جلال كما يحلو ان تناديه : مارايك بعراقنا ؟

أجاب : اني افضل أسيا سيل !!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

968 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع