علي المسعود
" مسلسل طهران" الموسم الثاني ، أرادوا صناعه إظهار قدرة إسرائيل في التعامل مع الدول الأخرى
في كل يوم تزداد حدة التوتر بين طهران وتل أبيب ويظهر هذا التوتر الحاد في الخطاب السياسي الإسرائيلي، ووسائل الإعلام العبرية التي لا تكاد تخلو تقاريرها وبرامجها السياسية من تناول “الخطر الإيراني" . مسلسل "طهران"، لايبتعد عن واقع الحرب المشتعلة بين إيران و"إسرائيل". فهو يأتي في سياق الحرب ألامنية والمعلوماتية . وهو ما أطلق حربا خفية بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي، تدرك طهران أنها حرب مستمرة،. ويبدو أن تل أبيب تعمل على توسيع نطاق أهدافها في إيران، من المسؤولين المرتبطين بالبرنامج النووي إلى العسكريين والعلماء يحكي المسلسل الإسرائيلي "طهران" في الموسم الاول (كتبت مقالة عنه ونشرت في موقع الحوار المتمدن -العدد: 6887 - 2021 / 5 / 3 ) قصة تمار رابينيان (نيف سلطان) ، عميلة الموساد والإسرائيلي وهي أفضل قراصنة الحواسيب "الهاكر"، وترسل في مهمة سرية وحساسة في إيران ويسند إليها مهمة اختراق وتعطيل مفاعل نووي إيراني حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من شن غارة جوية ، وهي من أصول إيرانية، التي تتخفى في طهران من خلال مخطط معقد تقوم فيه بتبديل الأماكن مع مضيفة طيران وتفترض هوية عامل في شركة الكهرباء .الهدف النهائي هو أن تعطل البرنامج النووي الإيراني. وفي طريقها للقيام بذلك، تعيد التواصل مع عمتها الإيرانية، التي أخفت هويتها اليهودية، وتصادق مجموعة من الشباب، الذين يشملون نشطاء مؤيدين للديمقراطية ومحبين وتجار مخدرات . تصبح تمار قريبة بشكل خاص من ميلاد (شيرفين العنابي)، تاجر الكوكايين الذي يقع في حبها ويحلم بالفرار من البلاد. في نهاية المطاف، حتى والدها الإسرائيلي ينجذب إلى العمل، حيث يتم تعقبها من قبل عميل استخبارات إيراني لا يرحم، فراز كمالي (يلعب دوره الممثل الإيراني اليهودي شون توب). انتهى الموسم الأول بمحاولة فاشلة لغارة جوية إسرائيلية لضرب المنشآة االنووية الإيرانية وإسقاط طائرة إسرائيلية .
الموسم الثاني عرض من خلال منصة أبل ، ويبدأ من حيث إنتهى الموسم الاول ، وبالتحديد بعد القبض على طيار إسرائيلي وهو محتجز في سجن في طهران وتجنيد الموساد لعملائه من أجل تهريبه المسلسل كتب حلقاته الثمانية كل من موشيه زوندر وعمري شنهار اللذان سبق وأن شاركا كتابة الموسم الاول من المسلسل وإنضم إليهما في الموسم الثاني خمسة كتاب وهم عساف بايزر ، ناتالي ماركوس ، لي جيلات ، روي عيدان ومارك غراي . وشارك المخرج دانيال سيركين أيضا في السيناريو والحوار. تزامن عرض الموسم الثاني مع حادثة تسمم أثنين من العلماء ألايرانيين في الاسبوع الماضي ، وأشارت أصابع الاتهام الإيرانية إلى إسرائيل واتهمتها بقتل علمائها .
تتمحور أحداث الموسم الثاني من المسلسل في الوصول الى الجنرال الايراني محمدي (فاسيليس كوكالاني) قائد الحرس الثوري الايراني وإغتياله . تم تجنيد موارد ضخمة في هذا الإنتاج من تحويل شوارع أثينا لكي تصبح شبيه بشوارع طهران، وممثلون تعلموا الحديث بلغة فارسية وبطلاقة ، أزياء وديكور يمتازان بالواقعية ويقتربان من البيئة الفارسية. وكل ذالك من أجل الوصول الى الهدف وهو ابراز قدرة العدو الاسرائيلي في الوصول الى أي مكان والى ابعد نقطة .
شهد الموسم الثاني من طهران العديد من التقلبات التي تجعل المشاهدين يرغبون في المزيد بعد كل حلقة. وتمت إضافة الممثلة المخضرمة "غلين كلوز " إلى المسلسل في هذا الموسم وبدور عميلة الموساد " مرجان منتظمي "، وهي شخصية حقيقية ولدت في لندن باسم ماريان مور، وهي مسيحية بروتستانتية وابنة أحد الأرستقراطيين الإنكليز ، وعندما كانت طالبة في أواخر السبعينيات ، التقت بطالب مسلم شيعي إيراني (منتظمي ) ووقعوا في الحب. بطبيعتها المتمردة ، اتبعت مرجان قلبها و اعتنقت الإسلام الشيعي. بعد عدة أشهر من الثورة الإسلامية، عندما عاد آية الله الخميني إلى طهران من المنفى في باريس وحل محل الشاه - الطاغية الذي كان أيضا صديقا حميما لإسرائيل - قد يكون من الصعب تخيل ذلك اليوم، ولكن في الأيام الأولى للثورة، وضع العديد من الإيرانيين العلمانيين آمالهم فيها لأنها حلت محل الشاه الفاسد ، ولكنها بعد فترة خيبت أمالهم وقامت بمطاردتهم وزجهم في السجون والمعتقلات ومنهم زوجها " منتظمي " الذي تمت تصفيته . وبعد سنوات عديدة، أصبحت مرجان عميلة للموساد ، فيسير أحداث الموسم الثاني، أصبحت العميلة (تمار) أكثر نضجا قد مر شهران في حياتها بين نهاية الموسم الأول وبداية الموسم الثاني . في البداية ، هي في حالة حب مع الشاب ألايراني" ميلاد "، ويخططان للخروج من إيران وبدء حياة من جديد في فانكوفر - كندا ، ومن دون تحمل عبء الصراع الإسرائيلي – الإيراني . ولكن الموساد تكلفها بتنظيف أثار العملية الفاشلة ، وتعمل على إنقاذ الطيار الاسرائيلي الذي سقطت طائرته خلال المحاولة الفاشلة لضرب المنشآت النووية الايرانية ، بعد أن عاد جميع الطيارين إلى ديارهم باستثناء واحد . تنضم تمار إلى جواسيسها الآخرين لإنقاذ الطيار من مستشفى مليء بالحرس والمراقبة وبعد عملية تنكر وأقتحام والتخطيط لنقل الطيار من السجن الى المستشفى يتم تهريب الطيار . وفي نفس العملية، تظهر جلين كلوز المرشحة ثماني مرات لجوائز الأوسكار في نهاية الحلقة الأولى بدور مرجان منتظري ، وهي تتحدث الفارسية بطلاقة بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية تم تقديم غلين كلوز، متنكرة في شخصية دكتورة نفسية . الحلقة الثانية تكشف معلومات إضافية عن شخصيتها وتثبت أنها مسؤولة الموساد الإيرانية. بعد نجاح العملاء في تهريب الطيار الاسرائلي ووصوله الى تل ابيب ، تقوم الحكومة الايرانية باعدام خمسة من اليهود الايرانيين بتهمة التجسس ومنهم عمة العميلة (تمار ) ، وكردة فعل وحالة من تنيب الضمير تلغي تمار فكرة الهروب من أيران وتقرر ألانتقام من الجنرال ( محمدي) ، واسهل طريقة للوصول اليه هي التقرب الى أبنه الشاب القادم من أمريكا والمحب للحفلات والفتيات وسياقة السيارات السريعة والحديثة .
الحلقة الثانية من المسلسل تقدم تفاصيل أكثر عن شخصية ( مرجان منتظمي ) وتكشف أنها عميلة للموساد ومسؤولة عن أنشطته في إيران . وتستمر الاحداث في باقي الحلقات التي تركز على عملاء يحاولون الوصول إلى أقوى رجل في إيران عبر إبنه ، وتكون تجارة المخدرات كبوابة. وطوال الحلقات التي تاتي نشهد كيف ينهي عملاء الموساد هذه العملية . وتقوم العميلة الإسرائيلية (تمار) بخلع حجابها وارتداء بعض الملابس العصرية ذات الأنماط الزاهية التي تناسب جمال سلطان الأنيق ، وتتجول مع ابن الجنرال وأصدقائه في صالة رياضية راقية وفي مطاعم أنيقة وفي النوادي. مرة أخرى ، يُظهر المسلسل جانبًا من إيران بعيدًا عن العناوين الرئيسية ، ومن الرائع أن نرى كيف تعيش النخبة هناك ، حيث يقوم الطهاة بإعداد أطباق من المأكولات العالمية في القصور بجانب المسبح ودروس في الكيك بوكسينغ للسيدات في صالة الألعاب الرياضية مع كل شيء.
نيف سلطان ، التي تؤدي دور العميلة (تمار ) ، الذي هو في حالة جيدة وقد حملت ثقل الاحداث في هذا الموسم يصور تمار كيف تتلون مثل الحرباء ، سواء كانت تؤدي دور طبيبة في المستشفى عند تهريب الطيار أو تستخدم جانبها الأنثوي للدفاع عن صديقها وحبيبها ميلاد ضد تاجر المخدرات بابك. بالإضافة إلى ذلك ، تمت إعادة فراز إلى منصبه الضابط الذي طاردها في الموسم الاول وبأمر من الجنرال محمدي . ومرة اخرى تفشل تمار في مهمتها حين قتل الابن بدلا من ابيه بعد تبديل سيارتهما ومن هذه النقطة تصدر الاوامر من يوليا في تل ابيب بالغاء المهمة بعد جرح النسر وانكساره عند موت ولده . تقول لمرجان: "إنه رجل مكسور . إذا لعبت بشكل صحيح ، فيمكننا إبرام صفقة سريعة معه من خلال الأمريكيين ". لكن مرجان غير راضية عن محاولة يوليا التوصل إلى حل وسط. وأضاف "لن ينكسر ولن يتراجع . إنه ليس من هذا النوع"، وتقرر مرجان وتمار المضي بالانتقام وقتل محمدي رغم الاوامر بالتراجع ويتم التخطيط و التفيذ خلال جنازة الدفن وتوديع الابن . عندما تبدأ ناهد(وزجة الضابط فراز) في الذعر، تأخذها مرجان إلى غرفة فارغة. ولكن، في خطوة صادمة، ترش ناهد في وجهها العطر السام و. وبعد أن علم الجنرال أن هناك جهازا مستخدما في سيارة بيمان بعد أن كان يظن انه حادث . وبينما يقسم على الانتقام تكريما له، يرن هاتف بيمان . يجيب عليها ، معتقدا أنها زوجته. ولكن ، بدلا من ذلك ، تكون العميلة تمار على الطرف ألاخر ، تخبره أن عمتها أريزو( التي أعدمها الجنرال ) ترسل له التحيات، ثم تنفجر القنبلة في الهاتف الملغوم . الجنرال مات .
وبينما ترقد مرجان وهي تحتضر، يغلق فراز الباب عليها بينما تندلع الفوضى بسبب الانفجار. في وقت لاحق من تلك الليلة، تقود تمار وميلاد سيارتهما إلى موقع متفق عليه. هناك سيارة فضية في انتظارهم . بينما تجمع تمار أمتعتهم ، بمجرد أن يدخل ميلاد إلى السيارة الفضية، تننفجر. تمار تبكي على وفاة ميلاد قبل أن تهرب .
4589 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع