ماذا تعرف عن نادي القلم ؟

                                               

                              وداد البياتي 

ماذا تعرف عن نادي القلم؟؟

من المورؤث الثقافي الفكري للعراق انه كان دائما يقلد الحركات الثقافية الغربية والعربية للوصول الى ذروة الفكر وفلسفة التعمق الذهني لواقع الانسان الحضاري الذي طالما كان يبحث عن المدلولات الفكرية التطورية للانسان . فقرر المثقفين العراقين ابان الثلاثينات انشاء نادي على غرار نادي القلم في دول العالم قاطبة وهو نادي القلم .

  

ترجع فكرة تأسيس هذا النادي الى عام 1933, اذ اجتمع عدد من المثقفين في منزل الدكتور محمد فاضل الجمالي , وقررو تاسيسه, كفرع لنادي القلم العالمي المسمى (P.E.N.CLUB).

      

وقع الاختيار على الشاعر جميل صدقي الزهاوي لرئاسته وان يكون النائب له هو محمد الجمالي .

وقد اجيز هذا النادي من وزارة الداخلية في 14 تشرين الاول 1934, اما شروط القبول فيه فيقبل كل من له شخصية ادبية او علمية , وذلك بأن يقدم طلباً الى رئيس النادي على ان يزكيه اثنان من الاعضاء ويجري قبوله بعد تصويت مجلس النادي , اما مالية النادي فتتحصل من رسوم الاشتراكات الشهرية والتبرعات والاعانات كما اشار النظام الاساسي للنادي بانه لا دخل له بالسياسة.
لم يكن للنادي مقراً دائما له , كانت اجتماعاته تعقد في دار احد اعضائه , حيث كانت تلقى المحاضرات من قبل احد اعضائه , او احد المدعوين من الشخصيات العربية او الاجنبية.
وقد ساهم يوسف غنيمة في نشاط النادي سواء بحضوره اجتماعات النادي او باستضافة اعضاء النادي او بألقاء محاضرة.
يعد تأسيس "نادي القلم" العراقي حدثا ثقافيا بارزا في النصف الاول من القرن العشرين لأنه أول منظمة ثقافية تمثل الادب الذي ظهرت مؤسساته فيما بعد باسم ( اتحاد الكتاب او الادباء ) وهو اقدم نادي قلم في منطقة الشرق الاوسط, وقد انشأ النادي صلات مع نوادي القلم الاخرى في العالم اذ ارسل النادي مجيد خدوري لحضور مؤتمر القلم العالمي في الارجنتين عام 1937 , كما حضر السيد عطا امين اجتماع نادي القلم في لندن بدعوة من المستر اج.ج ويلز (Mr. HG Wells) الكاتب الذائع الصيت.
وقد اصدر النادي مجموعة نفيسة ضمنها المحاضرات التي القيت في اجتماعاته الدورية وتقع هذه المجموعة في اكثر من ثلاثمائة صفحة , كما تنوعت موضوعاتها على سبيل المثال كتبت عن المجريطي امام فلاسفة الاندلس في الرياضيات والطبيعيات , كما تناولت المجموعة بحث بعنوان قصة فتح بغداد , وفي هذه المجموعة خلاصة وافية لأعمال المؤتمر الرابع عشر لأندية القلم , وقد عقد في بوينس ايرسبالأرجنتين (5-15 ايلول 1936).
انضم عدد كبير من النخبة العراقية الى هذا النادي ,

       

وممن انضم اليه هو انتخاب مير بصري عضواً فيه عام 1942 , وقد القى في احدى الجلسات ملحمته الشعرية ( نهاية الابطال ) وقد كان حاضراً مع الضيوف الاديب البريطاني اليك وو (WuAlaak) الذي كان يزور بغداد وقتذاك , فلخصها له باللغة الانكليزية اذ اثنى عليها الاخير كثيرا.
توقف نشاط هذا النادي بصدور مرسوم الجمعيات رقم 19 لعام 1954 , استأنف النادي نشاطهُ مجدداً بعد تجديد اجازته في الخامس من اذار عام 1956, وتولى الدكتور محمد فاضل الجمالي رئاسته وعضوية كل من توفيق وهبي وعبد الكريم الازري ورفائيل بطي وعبد المجيد محمود والدكتور احمد سوسة والدكتور جواد علي والدكتور عبد المجيد عباس, وقد استمر على النهج ذاته.
ونذكر هنا ان انتعاش الحركة الثقافية أسست علاقات اجتماعية كان لها إثر واضح بالتفاعل الخلاق بين الدولة ومثقفيها، فاطمأنت لهم واجيزت صحفهم واخذوا ينشرون العديد من المقالات الأدبية والاجتماعية التي اتسمت موضوعاتها ومعالجتها بوعي ثقافي ملموس وعمق فكري محسوس، تجاوزت في أحيان غير قليلة اطارها الزمني والمكاني.
الا ان النادي توقف ابان قيام ثورة 1958 لانه اعتبر كاداة من ادوات الامبريالية الصهيونية في تدمير ونشر الافكار المعادية للمجتمع وبذلك انطفاءت حركة ثقافية لا يزال صداها مسموعا في العالم المتحضر ..

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

913 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع