كتبت / رنا خالد
واخيرا ... عرفتُ ان للضرر منافع!
رب ضارة نافعة، عبارة تتكرر دوما في أحاديثنا، ومع قناعتي ان اي شيء ضار، فهو بعيد عن النفع، لكني حين عشتُ، وعاش غيري من بني البشر في عموم العالم محنة جائحة كورونا (كوفيد- 19) التي وضعتنا بظروف صعبة نفسيا وجسديا من جهة، واجتماعيا واقتصاديا من جهة أخرى وازهقت أرواح العديد من الغالين علينا، وفقد العديد منا عمله، وربما تغرب في غير وطنه، وكم هائل من الاحداث عاشتها شعوب كاملة بوقت خانق وان قصر.
هذا جعلني اصدق، ان بعض الصفحات السود في حياتنا، ربما تحمل في جوانبها بياضا غير مرئي يضم ابداعا، وجد فرصة في المكوث في بيوتنا، خوفا من تلك الجائحة، فخرج الى النور، بعد ان انحسرت الأخطار، واقول انحسرت وليس انتهت فلا زال ظلالها يخيم على بقع عديدة في خارطة العالم.
سنة الأمسيات الثقافية
ويمكنني القول، ان هذه السنة 2022 شهدت عودة الأمسيات الثقافية في مجالات الأدب والثقافة والفنون والعلم، الى عهدها السابق مع حضور يتزايد يوما بعد أخر بفضل الله، وانحسار المرض، وما شدني وادخل البهجة والفرح لوجداني هو ظهور مجموعة من الشباب الذين استغلوا فرصة الحجر الصحي بكتابة بعض المؤلفات العراقية والعربية ذات الدلالة المعرفية الممتازة، حيث كانت نصب عيني مؤخرا في معارض الكتب التي عاد نشاطها بقوة.
جيلان رياض واقراط من ليلة الرماد
ومن بين هؤلاء الشباب الكاتبة (جيلان رياض) التي أحببت ذكرها والكتابة عنها وتعريف المجتمع بها ، وهي من تولد مدينة كركوك في العراق، أكملت دراستها في بغداد، خريجة جامعة العراقية سنة، 2013، كلية التربية قسم التاريخ، تجيد اللغة العربية والكردية لها العديد من المشاركات الأدبية الشبابية وتكتب بين الحين والحين عن المرأة والعنف الاسري وترجمت بعضها الى اللغة الكردية، ومن مؤلفاتها المجموعة القصصية" أقراط من ليلة الرماد"، والديوان الشعري "جيلان ثورة الرحيق"، إنانا وطفلي" قالت جيلان: كورونا فتحت امامي الأبواب في كتابة القصة والشعر، فأكملت مجموعتي القصصية (اقراط-من-ليلة-الرماد) وديوان شعري الأول (جيلان ثورة الرحيق) قبلها شغفي كان بقراءة الكتب والغوص بعوالم الأدب الرفيع.
كنت أكتب كل ما يخطر على بالي، وعندما انشغل العالم بفوضى كورونا دخلت عالمي الخاص وبدأت اكتب الشعر والقصص والخواطر واصناف أخرى من الأدب مثل الهايكو والومضات والشذرات واجمعها ثم اعرضها على من لديهم خبره ومعرفة فتلقيت التشجيع والدعم أيضا من الأهل والأصدقاء.. واقول لا يوجد ظرف يمنع تحقيق الحلم طالما الشخص لديه هدف.
قرات لها ديوان (إنانا وطفلي) وقبل الحديث بما يحوي الديوان أوضح معنى كلمة "إنانا": وهي إلهة بلاد الرافدين القديمة المرتبطة بالحب والجمال.. ديون جيلان رياض احتوى على العديد من العناوين منها: الاحتجاج على سومر، طفل عراقي، لا نسيان لعطر الحب، صرخة بغداد، وغيرها هي احاسيس مملؤة بحب الوطن والشجن عليه وكذلك الفخر بحضاراته، والحب والروح وذلك الإحساس الرهف الذي يحلق بنا الى عالم الخيال، هذا ما شعرت به وانا اقرا ديون جيلان.
يوسف العزاوي وحديث السعادة
وفي ذات السياق، أحببت التحدث عن الكاتب الشاب (يوسف العزاوي) صاحب دار النشر (اولد بوك) للطباعة والنشر في بغداد، الذي التقيته في معرض الكتاب الدولي في عمان، والذي افرحني بمؤلفاته ونشأته بين الكتب واطلاعه المستمرة بكل المنشورات الحديثة، ودعدم اسرته له كان واضحا حيث بدأت اول خطواته المشرقة مبكرة، واخبرني انه يسكن في منطقة لا تبعد كثيرا عن شارع المتنبي وكان كثير التردد على هذا الشارع الغني بأنواع الكتب الحديثة والقديمة العربية والأجنبية للصغار والكبار، وفيها يغوص القارئ في أعماق المعرفة والجدل العلمي.
من مؤلفاته (خارطة الفرح)، (حديث السعادة)، (قد رزقت حبها) اهداني الكاتب قد رزقت حبها الكتاب هو دعوة للتدبر ورؤيا الحياة من منظور حديث وحضاري كما يقول العزاوي، حيث انطلق فيه من ان الأمة لا تصلح الا بعد ان تبدأ بإصلاح نفسها وتشخيص مشكلاتها وإيجاد حلول لها، كتاب يدعو لمراقبة السلوكيات لأنها تشكل صورة عامة للمجتمع.
منها أهمية الترابط الاسري الذي يعتبر البنى الأساس في حياة كل منا والتي تنعكس على شخصية الفرد في مجتمعه، وتحدث عن دور المثقف وما يجب ان يمتلك من قوة في الاقناع والتأثير، ونقد صفة الاصرار في الراي والنقاش المفرد، تحدث أيضا عن دور القدوة، ولا يمكن ان ينسى يوسف قصص الحب والمشاعر والسعادة في كتابه قدر رزقت حبها.
394 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع