احمد الكناني
قصة قصيرة - نهاية التاريخ
لم يكن تائهاً ، ولم يكن يبحث عن شيء ضائع ، ولكن بعدما سألني ؛ بان أنه يبحث عن إجابة ضائعة منه ، ربما كانت ضرورية له لتستمر حياته ، وقد أرادها مني ، ولم أكن شخصياً أعرف أنها عندي ، وإنني سوف أعطيها له في سهولة ويسر .
وقد بدا ليّ لحظة طالعته أول طلة عليه ، وكأنه اصطفاني وكان قد اقترب متودداً وسألني وكأنه يعرفني ويعرف شخصي ويعرف جوهر كونهي ويعرف كيف يجدني ؟! . وقد قصد مقصده وسألني :
- " متى ينتهي التاريخ ؟" .
فقلت وكأنني أعرفه وأعرف أنه سوف يسألني سؤاله هذا ، والمدهش أنني كأنني قد تحضرت للإجابة فقلت : "في ظني ينتهي التاريخ ، عندما يدعي المخلوق ، كل صفات الخالق ؟! " .
فقال بدهشة بالغة : " أو يحدث ؟! " .
قلت : نعم حدث ، حدث بالفعل ، حدث في الماضي البعيد وحدث في الماضي القريب ويحدث الآن ؛ وسيحدث في القادم حتى تتحقق النهاية والفناء التام للموجودات ، لتبدأ الدورة من جديد في كون جديد ، حتى تحدث النهاية الجديدة للبداية الجديدة ، فهو متلازمة النهاية التي لا يراها أحد ، رغم أنها حدثت منذ بداية البداية .
وكأنني فاجأته بالإجابة ؛ فقال بتصميم على الفعل ، حتى لو لم أشاركه أنا ، أو لم يشاركه أحد : " لعل الأنسب الآن أن نقتل كل من فعل ؛ فعل من أفعال النهاية ، لعلنا نستطيع أن نؤجل قليلا تلك النهاية ، وذلك الدمار الذي وكأنك رأيته أنت ووصفته حالاً " .
بدا الأمر كله بعد جملته الأخيرة ، أكبر من تخيلي ، وأكبر من قدراتي ، وأكبر مما أحتمل حدوثه أمامي ، أو أكون مشاركاً فيه بأي صورة من الصور ، فانصرفت عنه وتركته يشرع فيما انتوى وعزم .
463 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع