بقلم / علاء المعموري
هل يستطيع العراقي إنقاذ نفسه؟
نسمع هنا وهناك عن أمنيات بسيطة تدعو لإنقاذ العراق من أشخاص معارضة للنظام السياسي الحالي .. بداية بما أننا في عالم السياسة ، علينا التعامل بحذر وشك مع الأشخاص أصحاب هذه الدعوات ، وأقل مستوى من الشك هو وجود مطامع شخصية للبروز والظهور الإعلامي والإجتماعي والسياسي ، وأسوأ إحتمال هو وقوف إيران خلف بعض هذه المشاريع مثلما إخترقت الحراك المدني بعناصر ترتدي قناع المدنية ، ففي أجواء ملوثة مثل العراق علينا الشك في جميع المشتغلين في مجال السياسة وكذلك الشك في الإعلاميين .
من أين جاء الفاسدون والمخربون واللصوص والميليشيات وعناصر القاعدة وداعش والكسالى و اللامبالين الذين لايشعرون بالمسؤولية نحو وطنهم أليسوا هؤلاء أبناء هذا الشعب ؟
غالبا حتى العراقي الوطني الشريف تجده سلبيا في القضايا العامة يتحرك من دون رؤية واقعية عملية ، وغير قادر ان يكون فعالا ضمن إطار العمل الجماعي والانخراط بنكران ذات واعية تمتلك زخم الإستمرار والثبات ، علينا ان نعترف ان العراقي ليس لديه تراث وتقاليد العمل الوطني المجرد من الحزبية والطائفية والقومية ، أو الهياج اللحظوي الذي سرعان ما ينطفيء ( ثورة تشرين نموذجا ) ، فالعقل السياسي العراقي الوطني ليس عقلا إستراتيجيا لديه وضوح الرؤية والقدرة على الإصلاح والبناء ، وهو لايملك في أفضل الأحوال سوى الأمنيات والشعارات السجينة داخل العجز والفشل والمزمن !
أليس نتيجة كارثية عدم ظهور شخصيات وتجمعات وطنية حقيقية منذ عام الاحتلال والسقوط سنة 2003 ولغاية الآن ، وخلو المجتمع منها وعقمه عن إنجابها رغم توفر هامش الحرية في البداية قبل إنقلاب الميليشيات على السلطة ، أين حيوية المجتمع وشعوره بالمسؤولية ،أين أثر التجارب وتراكمها في بلورة فئة من الناس الوطنيين وإنضاجهم ودفعهم للساحة السياسية ، لماذا إستسلم المجمتع لهيمنة رجال الدين وأحزابهم وسطوة العشيرة ، ثم إغراءات المال والمناصب ، وبعدها الخضوع لتهديد سلاح الميليشيات؟
لدينا مشكلة منهجية تتمثل في إبعاد أسوأ الإحتمالات عن التفكير حول مستقبل العراق ، وإنكار الواقع المأساوي غير القابل للإصلاح بسبب المواطن العراقي الذي لايصلح لإدارة وبناء بلده ، وتجاهل حقيقة ان الوطن مقسم فعليا ومشتت ولاتوجد دولة ولا شعب موحد ، والعراق عبارة عن شركة لبيع النفط وتقاسم واردات مبيعاته بين اللصوص ومعهم إيران ، والإنسان الوطني عاجز عن الوصول الى مستوى المبادئ وتطبيقها لسبب تكويني يعود الى النوعية البيولوجية المتدنية للعراق والعربي والشرقي والأفريقي واللاتيني والأسيوي ، فهذا القسم من البشر لايمتلك الجودة الكافية للتفكير والفعل وإدارة شؤونه ، وقبل إطلاق الجمل الجاهزة مثل : ما هذا اليأس والتشاؤم .. أدعو الجميع النظر الى مستوى الجاليات العراقية في دول أوروبا وأميركا وكندا وملاحظة مستوى التخلف والإنقسام والصراعات والعقل البدائي الذي يحركها رغم وجود التعليم والثقافة والبيئة المتحضرة ، فكيف الحال مع العراقيين الذين يعيشون داخل بلدهم وهم غاطسون في مستنقع التخلف!
ما هو الحل ؟.. نفس السؤال يوجه إلى الدول الأفريقية ولا يجد جوابا .. ليس هناك حلا وعلاجا سيظل العراق مريضا يتعذب مثل أي دولة أفريقية ميؤوس منها !
23 فبراير/ شباط 2023م
834 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع