لهذا احتلوا العراق ؟

الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي

لهذا احتلوا العراق ؟

شير دراسات مركز "بروكينجز" ان اوضاع العراق بعد احتلاله تشبه إلى حد كبير الحالة الفيتنامية، حيث يرتكز قلب الأزمة الإستراتيجية على البعد السياسي أكثر من أي بعد آخر. أي إن قلب الأزمة يتمثل في استطاعت دولتا الاحتلال امريكا وبريطانيا من تنصيب حكومة دمى من عراقيين موالين لهما فيها قدر من الشرعية ، وفي نفس الوقت قادرة على صد أي ردود فعل وطنية متصاعدة ضد الاحتلال ، وهو أمر صعب جدا؛ إلا أن استقرار الاحتلال الأمريكي في العراق لن يحدث إلا عن طريق إيجاد مثل هكذا الحكومة. ومهما عملت قوات الاحتلال على الساحة العراقية -والقول لمركز "بروكينجز"- فلن يكتب لهم النصر إلا بعد حل الإشكالية السياسية.

ارتكبت ادارتا الشر في واشنطن ولندن اكبر جرائم العصر بشيطنة العراق ونسج اكاذيب وافتراءات ضده ثم استخدمتا القوة العسكرية الغاشمة المفرطة والاسلحة المحظورة دوليا لاحتلاله من اجل مصالحهما وسطوتهما الجيوسياسية وكان الدليل على ذلك التدخل العسكري في أفغانستان والذي تبع مسرحية سبتمبر واحتلال العراق عام 2003 .
ان الجرائم التي ارتكبها مجرما الحرب بوش وبلير ضد العراق وشعبه جرائم يجب محاكمتهما عليها.. الكذب بادعاء وجود أسلحة نووية فى العراق .. وخوض حرب بلا سند دولى.. ارتكاب جرائم حرب.. ونشر الإرهاب والتمهيد لظهور "داعش".. وإخراج العراق من التاريخ
ناهيك عن الأخطاء الجسيمة بما ادعوه كذبا من ان الحرب على الإرهاب لا يشمل فقط مطاردة مايسمونهم بالإرهابيين ومن يئويهم والدول التي تقوم بصناعة الأسلحة النووية او تنوي امتلاكها (مثل نظام إيران وكوريا الشمالية) وهما حسب توصيف المرم بوش تشكلان محور الشر وتهدد الأمن العالمي الا ان ان الحقائق على الارض داخل امريكا مثلا اثبتت ان بوش بسبب الفضائح المحلية والفشل الاقتصادي وهبوط شعبيته وضع الولايات المتحدة الامريكية على كف عفريت بعدما اصبح الوضع فيها سيئا بسبب اكاذيبه بمحاربة الإرهاب علما ان الادارات الامريكية من عهد بوش وما بعدها تركت ايران وكوريا الشمالية وتوجهت لاحتلال العراق وافغانستان واسهمت في خلق الفوضى في سوريا واليمن وليبيا ولبنان...
اثبتت الحقائق والوثائق التي تسربت بكثافة الى وسائل الإعلام ومنها الوثائق التي نشرتها اخيرا الصحافة البريطانية ان المجرمين بوش وذيله بلير استخدما الكذب والتهديد كي يحصلا على غطاء شرعي امريكي بريطاني لأجندتهما العدوانية ولتحويل مسار الاتجاه من الفشل في سياستهما الداخلية سيما الاقتصادية وما رافقها من الفضائح الى مكاسب في ادعاءاتهما في محاربة الارهاب في حين تؤكد الحقائق على الارض ان الإرهابيين ان كانوا حقيقين لايمتلكون تلك الامكانيات المضخمة من تهديد امن الولايات المتحدة وبريطانيا لذلك اعتمدتا الادارتان الامريكية والبريطانية حينها تعظيم لهذا الخطر المزعوم للانخراط في شن العدوان على العراق وافغانستان وغيرهما وعلى سبيل المثال لا الحصر وخلال مقابلة تلفزيونية مع احد المسؤولين الامريكين الكبار قال ان الأمريكيين يواجهون خطر من 100 ألف ارهابي تدربوا في أفغانستان ولذا فان الحرب على الإرهاب تم التركيز عليه بشكل رئيسي من ادارة بوش علما ان مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية اكد ان القاعدة لا تملك ذلك النوع من القوة.
لقد استخدم بوش مثلا مصطلح شيطان 5 مرات كثيرا خلال إحدى خطاباته ولم يذكر أسامة بن لادن أو قادة طالبان التي تصنع الرعب ولم يشر بوش لعجز الميزانية بسبب سوء ادارته ولكنه قال ان الوضع سيء وفي الحقيقة فانه فترة حكم بوش تراجع الاقتصاد الأمريكي وارتفعت نسبة البطالة بشكل غير مسبوق عدا عن اجواء عدم ثقة المستثمرين بسبب فضيحة انرون والعجز الكبير في الميزانية.
كان واضح جدا ان المجرمين بوش وشيني ضغطوا باتجاه عدم التدقيق في الفشل ألاستخباراتي الأمريكي والذي جعل مسرحية سبتمبر ممكنة وكان شيني يرأس مجموعة مكافحة الإرهاب وكذب عندما ادعى بأنه لم يسمع بأي تحذير من أحداث سبتمبر في حين تم جمع عدد كبير من الصفحات الالكترونية التي شملت سلسلة من التحذيرات السابقة لكل من الحكومة الأمريكية والأجنبية والتي كانت تقول ان الهجوم الإرهابي الرئيسي سيكون في داخل الولايات المتحدة في سبتمبر والتي أهملته إدارة بوش عن عمد،الا ان عامة الشعوب الامريكية لم تعرف بذلك وإذا عرفوا فان ذلك سيكون بالتأكيد فضيحة كبيرة اخرى لبوش.
في احد الفديوات التي نشرت بعد مسرحية سيبتمبر واحتلال افغانستان والعراق ذكر احد المخرجين الامريكيين انه التقى روكفلر (احد العوائل الخمس التي تتحكم بالاقتصاد العالمي) قال المخرج ان روكفلر ابلغة قبل خمسة اشهر بما سيحدث في سيبتمبر وان العراق وافغانستان سيتم احتلالهما..
وهذا يعني ان كل ماحدث ويحدث هو عمل مخطط مدبر يتعلق بتنفيذ ارادات كبرى لاعلاقة لها بطبيعة النظم والحكام في العراق او افغانستان مع ملاحظة ان ماحدث و مايزال يحدث في العراق يؤكد ان القوى الرأسمالية التي تتحكم بالعالم استهدفت العراق لاسباب ومبررات بعيده عما يتم تداوله في الحوارات والنقاشات العقيمة التي اغرقوا بها مسامعنا..
من الامور التي يطيب للبعض من اعداء العراق ومنهم الثلل المتخلفة العميلة الذين يدعون زورا وبهتانا انهم محسوبين على العراقيين وذيلوا انفسهم لخدمة الاحتلال يدعي هؤلاء ان العراق احتل للاسباب التالية:
-أمم النفط وثرواته الطبيعية وحقق الرفاهية لشعبه ولجيرانه ولدول المنطقة!!
-بنى الجامعات وأسس في كل مدينة عراقية جامعة، وأسس مراكز بحثية ومراكز دراسات انسانية وعلمية.. -أصبحت شهادات جامعاته من أرقى الشهادات، تعترف بها كل جامعات العالم..
-أسس نظام تعليم الزامي ووفر مدارس وقضى على الأمية.. وكان الاول عالميا بمكافحة الامية
- بلداً خالياً من الارهاب رغم تآمر كل مخابرات وأستخبارات الدول ضده بما فيها مخابرات الدول الصديقة.
- وفر الأمن للشعب فكان المواطن ينام في الشارع وهو مطمئن وينام فوق سطح داره مطمئن..
- أسس نظام صحي في العراق وكان العراقي في عهده لا يعاني من اي مرض مزمن رغم القصف الجوي للطائرات التي تلقي بالقنابل السامة واليورانيوم ورغم الحصار الأقتصادي الجائر الذي فرض لأكثر من 11 سنة..
- أدخل اعضائه في حملة إيمانية وأرغمهم على اداء مناسك الحج و نشر الثقافة الأسلامية الصحيحة بينهم..
- لم يسمح للمسوؤلين في عهده أن يسرقوا اويشتروا عقارات هنا وهناك ويتركوا الشعب بشحذ قوت يومه، تمنى عليه الدول بالفتات..
- كان يوزع مفردات البطاقة التموينية اكثر من مرة خلال الشهر الواحدة – حصة كاملة تحتوي حتى على معجون الأسنان!!
- لم يقطع رواتب موظفي مؤسسات الدولة في كل حروبه وكل المحن التي كانت تعصف بالعراق في عهده!!
- جعل كل دول العالم تقف أحتراماً لأي عراقي يزور بلداً ما وكان جوازه من أرقى الجوازات..
- غلق حدود فلم يتمكن منظمة أرهابية من عبور حدوده..
- أعز المراة العراقية وسماها بالماجدة وأعطى لها من الحقوق مالم تعطيه أي دولة اخرى في العالم..
- كان يطبق القوانيين على كل أبناء الشعب ولا يستثني احداً من العقاب..
- كان يبيع برميل النفط للعائلة العراقية ب 250 دينار عراقي.. والعراقي يملي خزان سيارته بالوقود بأقل من ألف دينار..
- كان لديه مؤسسات تطبق فيها القوانيين بحذافيرها..
- بنى مئات المساجد والجوامع ودور العبادة ولم يهدم أو يستهدف مسجداً في عهده رغم كل الحروب..
- جعل المجتمع العراقي مجتمعاً صالحاً لا فساد أخلاقي ولا أجتماعي فيه..
- حد من أنتشار العمائم الفاسدة التي تصدر الفتاوي الهادمة للقيم وتخلق الفوضى في المجتمع..
- خلق جسور وطرق مواصلات ولم يقطع طريقاُ او يلغي طريقاً..
- كان العراق بلداً موحداً، وحرمّ أستخدام مفردات تدعو إلى التفرقة بين الشعب الواحد لا رافضي ولا ناصبي، لا شيعي ولا سني ولا يزيدي..
- حرم ّ سب الصحابة والأساءة إلى رموزنا الأسلامية أو الأساءة إلى الأديان والمذاهب الاخرى في العالم..
- أطلق 41 صاروخاً على ألكيان الصهيوني دفاعاً عن شعبنا العربي الفلسطيني
- لم يؤسس 57 مليشيا مسلحة تقتل الناس جهاراً نهاراً وتسلب أموالهم وممتلكاتهم..
- لم يشرد الناس إلى مخيمات ويرغمهم على الهجرة إلى الخارج هرباً من القتل والتصفية الجسدية..
- لم ينشىء أجهزة أمنية ترتكب ابشع الجرائم بحق الشعب، وصار المواطن يخاف من رجل الأمن أكثر من خوفه من المجرم..
- أنشئ جيشاً صدّ العدوان عن العراق وجيران العراق ومنع نشر الأرهاب في داخله..
- كان عنده منظمات ومقرات يتردد عليها أي مواطن عراقي يقع عليه الظلم وكانت تحرس العراقيين وتدافع عنهم..
- لم يتمكن مسؤول عراقي أن يسرق دولاراً واحداً من خزينة الدولة ولم تظهر قضية فساد واحدة في مؤسسات الدولة في عهده..
- لم يهجرّ الكفاءات العلمية ولم يقتل كفاءة علمية واحدة في عهده..
- فتح أبوابه لكل عربي وأجنبي يأتيه زائراً..
هذا بعض ماحققه العراق وكانت احد اهم اسباب احتلاله

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

840 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع